أقلام وأراء
الأحد 17 نوفمبر 2024 9:59 صباحًا - بتوقيت القدس
غزة.. حكاية صمود وكبرياء
أصعب المواقف في الحياة نقطة النهاية، نهاية رجل شجاع، نهاية قصة بطولة، نهاية مغامرة جريئة، أو نهاية حكاية شعب والقضاء على تراثه وتاريخه، وهذه الأخيرة لا يمكن أن يقبل بها شعب فلسطين، وعليه لا تزال غزة الصامدة بكل كبرياء ترفض النهاية، وتقدم كل يوم عشرات الشهداء على طريق حريتها ونيل مُناها ورغباتها بالتخلص من وزر هذا العدوان الشرير، الذي لا يُفرق بين كبير وصغير، فيقتل ويذبح ويدمر بلا ضمير، بذخائر أميركية الصنع، تحرص إدارة بايدن على توريدها لإسرائيل باستمرار حتى تقتل أطفال غزة، لتلعب الولايات المتحدة كل الأدوار المخزية، فهي التي تدعم إسرائيل لشن الحرب، وتزودها بالذخائر والعتاد، وتدافع عنها في الجلسات الأُممية، وتقف في وجه قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات في لاهاي، وفي الوقت نفسه تقوم بارتداء الزي المتنكر، وتفرض نفسها كوسيطة غير نزيهة، تسعى لتغيير المعادلات وترسيم شرق أوسط جديد، يتوافق مع العقلية الإسرائيلية، وعلى مقاييس الغرب الاستعماري، الذي يجد ضالته اليوم بالصمت، في الوقت الذي تتوجع فيه غزة كل لحظة، ولكن لا أحد يعير هذا الوجع الاهتمام.
يتواصل نزيف الدم في قطاع غزة كل يوم، وتتشح الطرقات والشوارع بالسواد، فالكل في حداد، في ضوء مجازر الاحتلال اليومية، التي وصل عدد شهدائها حتى كتابة هذا الحديث إلى أكثر من ٤٣٨٠٠، فيما الجرحى بعشرات الآلاف، إضافة للمفقودين والمعتقلين والمعاقين والجرحى الذين لا يجدون وسيلة للسفر من أجل العلاج، وأولئك الذين تحرمهم إسرائيل من السكن والمبيت والماء والغذاء والكهرباء والدواء، وكل مقومات الحياة الإنسانية، التي يفتقدها سكان قطاع غزة، الذين يعيشون القصة مرةً تلو المرة بالتهجير والطرد والإخلاء والإقصاء.
حال غزة يُدمي قلوب الفلسطينيين، فمن غيرهم يعاني، الجواب: لا أحد، وعليه فالقضية هنا فلسطينية بحتة، وهي قضية مصيرية، سيتغلب على صعابها وتحدياتها ومعوقاتها أبناء شعبنا، رغم أنهم يحتاجون لدعم وإسناد الشعوب العربية وأحرار العالم الذين ينطقون بكلمة الحق في كل المحافل، بعد أن أغلقت في وجه الفلسطينيين كافة الأبواب، وارتدى الجميع ثياب الخنوع والإذلال، بإطاعة أوامر سيدة شياطين الكون، الولايات المتحدة، وأداة الجريمة والعدوان، إسرائيل التي تشن الحروب على شعبنا وعلى شعوب المنطقة، انطلاقاً من سياسة عنصرية، لا تعترف بالحق الفلسطيني بالوجود، كما تقول الصهيونية التي انطلقت على أساس عدم وجود فلسطين، وضرورة القضاء على كل ما هو فلسطيني.
حرب التجويع هي فصل كبير من فصول الإبادة التي تسعى إليها إسرائيل، في شمال غزة ومعظم أنحاء القطاع، في محاولة لطرد أبناء شعبنا وفرض حالة التهجير القسري عليهم، وهذا جزء من (خطة الجنرالات) التي اعترف قادة وضباط إسرائيليون بتنفيذها، ولوّحوا بأن احتلال غزة سيتواصل حتى نهاية العام المقبل، وبذلك تسعى حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة لمواصلة قتل الفلسطينيين، والسؤال الذي يطرح نفسه: متى يتوقف نزيف الدم الفلسطيني، وتضع الحرب أوزارها، كما حصل مع كل الحروب في العالم وحروب العرب السابقة مع إسرائيل التي انتهت بالهزائم والنكسات؟ لكن هذه الحرب التي يسعى الاحتلال فيها لقتل روح وكبرياء شعبنا الصامد في غزة والضفة بما فيها القدس ستقلب السحر على الساحر، وستثبت للمحتلين والغزاة أنّ شعب فلسطين لا يُهزم، وأن الشهداء الذين يرتقون على مذبح الحرية والاستقلال هم شموع الغد الذين سيُنيرون درب المستقبل حتى تعود غزة إلى سابق عهدها، وتحافظ على شموخ حكايتها التي لا يمكن لإسرائيل أو الولايات المتحدة أن تقضي عليها، لأن شعبنا سيبقى أقوى من كل المؤامرات التي ستتحطم على صخرة صموده وتشبثه بالحياة الكريمة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
أيام سوداء قاتلة
حمادة فراعنة
"إسرائيل" مثل الـ ROBOT والـ Fast Food (الصفات العشر الجديدة/ القديمة)
عبد الله جناحي
مستقبل السلام في المشرق العربي أرض السلام والأنبياء
كريستين حنا نصر
التقى نصر الله عشر ساعات.. ظنها ساعة واحدة
حمدي فراج
في ذكرى حضور د. صائب عريقات "دبلوماسية الحصار"؛ تأصيلٌ، تنقيةٌ، ولم يُعقِّب! وأين باقي الوثائق؟
المتوكل طه
الفضـول... آفـة
د. أفنان نظير دروزة
كارثة إنسانية في شمال قطاع غزة ومؤتمر "التحضير للاستيطان" على حدوده
ماهر الشريف
إسرائيل وفرنسا: جدل دبلوماسي
د. دلال صائب عريقات
الولايات المتحدة تستخدم لغة الشيطان الجديدة
حديث القدس
وجهة نظر: وأرسل لي لوحة وقصيدة فعلقت
زهير سالم
ثقافة المبالغة والتضخيم والتبجيل والألقاب
د. فواز عقل
تحديات تجسيد الدولة الفلسطينية في ظل الوقائع الجارية
خطط التهويد والقضم والرهان على عودة ترامب
بهاء رحال
الاستباحة
حمادة فراعنة
الروبوتات متعددة الوظائف: مستقبل الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي
بقلم : صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
الهندسة الاجتماعية: تلاعب بالعقول وحماية البيانات
بقلم عبد الرحمن الخطيب- مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
هاكابي.. رابعة الأثافي!
ابراهيم ملحم
سياسة هدم تعسفية في القدس
حديث القدس
ياسر عرفات الثائر العظيم صاحب الكوفية
بكر أبو بكر
ترامب ونتنياهو.. ماضياً ومستقبلاً؟
أسعد عبد الرحمن
الأكثر تعليقاً
"إسرائيل" مثل الـ ROBOT والـ Fast Food (الصفات العشر الجديدة/ القديمة)
أبو ردينة: إرهاب الاحتلال ومستعمريه لن يحقق الأمن بالمنطقة
السعودية تُسلّم الدفعة الثالثة من الدعم المقدم لدولة فلسطين
الرئيس: الاستقلال هدف مركزي وحق مشروع نتمسك به ونضحي من أجله
مصادر لـ "القدس": استشهاد قياديين من الجهاد الإسلامي في غارة دمشق
15 قتيلا في قصف إسرائيلي على دمشق
الاحتلال يعلن حصيلة قتلاه من قادة الجيش منذ بداية الحرب
الأكثر قراءة
ملح الأرض فلسطينيو الداخل يقرعون جدران الخزان.. كسر الصمت يبدأ بصرخة
تقرير: الاحتلال ماض في إزالة حي البستان في سلوان
السعودية تُسلّم الدفعة الثالثة من الدعم المقدم لدولة فلسطين
بري: أحد شروط المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار غير مقبول لدينا
مصادر لـ "القدس": استشهاد قياديين من الجهاد الإسلامي في غارة دمشق
"كون نسيب ولا تكون قريب" !! .. هل يؤثر مسعد بولس على مواقف ترمب؟
خطة الحسم بدأت بالقضم قبل الهضم.. بدء العمل بالبنية التحتية لابتلاع الضفة الغربية!
أسعار العملات
السّبت 16 نوفمبر 2024 7:45 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.3
شراء 5.28
يورو / شيكل
بيع 3.95
شراء 3.93
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%47
%53
(مجموع المصوتين 36)
شارك برأيك
غزة.. حكاية صمود وكبرياء