أقلام وأراء
الأحد 17 نوفمبر 2024 9:50 صباحًا - بتوقيت القدس
الفضـول... آفـة
ما أشنع الفضول، وما أسوأه عادة، بل هو آفة الآفات لما فيه من إزعاج الآخرين وتذمرهم من التدخل في خصوصياتهم، وتتبع أخبارهم، ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عنهم. بالتالي، فالفضولي شخص حشري يحب أن يعرف عن الآخرين كل شيء أين يذهبون، وأين يروحون، وماذا يعملون، وماذا يأكلون ويشربون وغيرها من المعلومات الشخصية التي لا تهمه بشيء إلا لإشباع دافع الفضول عنده. وتبعاً لذلك فتراه يتواصل مع الناس لا للاطمئنان عنهم ولكن لمعرفة أخبارهم، ولا يزورهم لقضاء وقت سعيد معهم ولكن للاطلاع على خصوصياتهم ومعرفة من مرض منهم ومن شفي، ومن تزوج ومن انفصل، ومن سافر ومن رجع، ومن حصل على وظيفة ومن لا يحصل، ومن أنجب ومن لم ينجب...الخ من المعلومات التي لا تعنيه ولا تهمه، وإنما ليسلي نفسه بها ولملئ فراغه.
ولهذا فالفضول آفة ذميمة، وإن دل على شيء إنما يدل على جهل صاحبها وسوء طباعه وتدني مستواه،؛ لأن ما يفعله هو تجسس على الآخرين، وجمع المعلومات عنهم، ودسّ أنفه في كل صغيرة وكبيرة، متناسيا أن مثل هذا التدخل يسيئ لنفسه قبل أن يسيء لغيره، حيث يجعل الآخرين يتذمرون منه، ويبتعدون عنه، ويشمئزون من أفعاله وطباعه في كثرة سؤاله عن أشياء لا تهمه، وإنما ليلوكها وينشرها ويستخدمها كمادة حديث ليس إلا.
من هنا، فلا أسلم من الابتعاد عن عادة الفضول وترك الناس بحالهم، ولا أجمل من أن يلتزم الفرد حدوده وألا يتدخل في شؤون غيره وألا ينبّش في أسرارهم وخفاياهم ويغوص في أعماقهم، لأن ذلك سيتعبه ويتعبهم، ويثير المشاكل والبغضاء معهم، ويؤدي في النهاية إلى القطيعة بينه وبينهم.
ثم لماذا الفضول، وما الهدف؟ فإن كان للتسلية وملئ الفراغ، فهناك أشياء كثيرة وهوايات متعددة لقضاء الوقت وملئ الفراغ؛ وإن كان لإيجاد مادة حديث، فهناك الكثير من المواضيع الجوهرية التي يمكن يتحدث بها مع الآخرين، مثل معالجة المشاكل الاجتماعية، أو مناصرة القضايا العادلة.
وبالتالي، فلا أجمل من أن يضع الشخص حدودا لدى تعامله مع الآخرين حتى مع أقرب الناس إليه، وترك مسافة بينه وبينهم حفاظا على النفس من الابتذال، وحفاظا لماء الوجه والقيمة والقدر، وحتى يظل الاحترام والتقدير قائما بينه وبينهم وخاصة في هذا العصر المعقد الذي تعصف فيه المعلومات المتناقضة الملفّقة من كل حدب وصوب التي تشتت الفكر وتشغل البال. علاوة على أن الواحد لم يعد يحتمل أن يسمع مشاكل الآخرين والخوض في أخبارهم الخاصة، إذ أن الكل له مشاكله وله همومه.
إذن، فلنبتعد عن هذه العادة المزعجة، ولنبتعد عن التدخل في شؤون الآخرين سواء بقصد أو بغير قصد، ولنكفّ عن الخوص في مشاكلهم وتتبع عوراتهم، وذلك حتى نحافظ على العلاقة بيننا وبينهم بما يرضي الله ورسوله، عملا بما جاء في الحديث الشريف: "لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، ولا تجسسوا وكونوا عباد الله إخوانا…".
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
غزة.. حكاية صمود وكبرياء
حديث القدس
أيام سوداء قاتلة
حمادة فراعنة
"إسرائيل" مثل الـ ROBOT والـ Fast Food (الصفات العشر الجديدة/ القديمة)
عبد الله جناحي
مستقبل السلام في المشرق العربي أرض السلام والأنبياء
كريستين حنا نصر
التقى نصر الله عشر ساعات.. ظنها ساعة واحدة
حمدي فراج
في ذكرى حضور د. صائب عريقات "دبلوماسية الحصار"؛ تأصيلٌ، تنقيةٌ، ولم يُعقِّب! وأين باقي الوثائق؟
المتوكل طه
كارثة إنسانية في شمال قطاع غزة ومؤتمر "التحضير للاستيطان" على حدوده
ماهر الشريف
إسرائيل وفرنسا: جدل دبلوماسي
د. دلال صائب عريقات
الولايات المتحدة تستخدم لغة الشيطان الجديدة
حديث القدس
وجهة نظر: وأرسل لي لوحة وقصيدة فعلقت
زهير سالم
ثقافة المبالغة والتضخيم والتبجيل والألقاب
د. فواز عقل
تحديات تجسيد الدولة الفلسطينية في ظل الوقائع الجارية
خطط التهويد والقضم والرهان على عودة ترامب
بهاء رحال
الاستباحة
حمادة فراعنة
الروبوتات متعددة الوظائف: مستقبل الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي
بقلم : صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
الهندسة الاجتماعية: تلاعب بالعقول وحماية البيانات
بقلم عبد الرحمن الخطيب- مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
هاكابي.. رابعة الأثافي!
ابراهيم ملحم
سياسة هدم تعسفية في القدس
حديث القدس
ياسر عرفات الثائر العظيم صاحب الكوفية
بكر أبو بكر
ترامب ونتنياهو.. ماضياً ومستقبلاً؟
أسعد عبد الرحمن
الأكثر تعليقاً
"إسرائيل" مثل الـ ROBOT والـ Fast Food (الصفات العشر الجديدة/ القديمة)
أبو ردينة: إرهاب الاحتلال ومستعمريه لن يحقق الأمن بالمنطقة
السعودية تُسلّم الدفعة الثالثة من الدعم المقدم لدولة فلسطين
الرئيس: الاستقلال هدف مركزي وحق مشروع نتمسك به ونضحي من أجله
مصادر لـ "القدس": استشهاد قياديين من الجهاد الإسلامي في غارة دمشق
15 قتيلا في قصف إسرائيلي على دمشق
الاحتلال يعلن حصيلة قتلاه من قادة الجيش منذ بداية الحرب
الأكثر قراءة
ملح الأرض فلسطينيو الداخل يقرعون جدران الخزان.. كسر الصمت يبدأ بصرخة
تقرير: الاحتلال ماض في إزالة حي البستان في سلوان
السعودية تُسلّم الدفعة الثالثة من الدعم المقدم لدولة فلسطين
بري: أحد شروط المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار غير مقبول لدينا
مصادر لـ "القدس": استشهاد قياديين من الجهاد الإسلامي في غارة دمشق
"كون نسيب ولا تكون قريب" !! .. هل يؤثر مسعد بولس على مواقف ترمب؟
خطة الحسم بدأت بالقضم قبل الهضم.. بدء العمل بالبنية التحتية لابتلاع الضفة الغربية!
أسعار العملات
السّبت 16 نوفمبر 2024 7:45 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.3
شراء 5.28
يورو / شيكل
بيع 3.95
شراء 3.93
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%47
%53
(مجموع المصوتين 36)
شارك برأيك
الفضـول... آفـة