حديث القدس
منذ أن أعلن الاحتلال عن ضم القدس واعتبارها عاصمة لدولة اسرائيل، لم تتوقف الممارسات الاستفزازية بأشكال ومواقع مختلفة، وهم يعملون بكل الوسائل لبسط سيطرتهم ونفوذهم في المدينة وتقليص الدور والوجود الوطني فيها، وآخر هذه الممارسات ما قالوا انه «مسيرة الاعلام» التي أقرتها الحكومة الاسرائيلية الجديدة.
وقد وقف شعبنا بكل القوة والارادة والنداءات وقفة صمود ومواجهة لهذه المسيرة، وكان باب العامود أقوى صورة لهذا الموقف الوطني الشجاع وقد تحول الى ما يشبه «ساحة حرب» واصطدم جنود الاحتلال مع عشرات الشبان الذين وقفوا للدفاع عن مدينتهم وقد استخدموا كل أنواع وأدوات القمع وأصيب نحو 30 شابا اصابات مختلفة كما تم اعتقال العشرات ايضا، ولكن المسيرة لم تتم بالصورة التي خططوا لها ولم تدخل البلدة القديمة، وأدى صمود المقدسيين هذا الى التأكيد على أن القدس صامدة أبية وان أهلها متمسكون بحقوقهم وعاصمتهم الموعودة، رغم كل ممارسات الاحتلال ومساعي التهويد الفاشلة التي يقومون بها.
وما حدث بالقدس اليوم يثير تساؤلات عديدة ويشير الى ان الاحتلال لا يتوقف عن اثارة المشاعر ويركض وراء الوهم ويتجاهل الحقائق والواقع الذي رفع الفلسطينيون المقدسيون صورته واضحة وهي ان القدس لن تستسلم أبدا وأن أهل القدس صامدون رغم غطرسة القوة الاحتلالية وان المستقبل لنا رغم كل المصاعب والتحديات، وان كل أحاديث القادة الاسرائيليين عن السلام والاستقرار هي مجرد تفاهات لا قيمة لها ولا تعبر عن نواياهم التوسعية الواضحة.
لقد كان الأمس يوما للصمود الفلسطيني، ويوما للفشل وقصر النظر لدى المستوطنين ومن يقف معهم أو وراءهم، ولعل هذا يكون نوعا من اثارة الفهم والتخلي عن جنون القوة لدى الاحتلال، وان السلام الحقيقي هو الحل ولا يقوم الا بالاعتراف بكل حقوقنا الوطنية في القدس وبقية الارض الفلسطينية لإقامة الدولة التي تستطيع تحقيق الاستقرار بالمنطقة وان جنون القوة لن يؤدي الا الى المزيد من سفك الدماء واثارة التوتر.
كل التحية لأبناء شعبنا من المقدسيين الذين وقفوا هذه الوقفة الشامخة في مواجهة الاحتلال والمستوطنين ولعل وقفتهم هذه تكون ايضا، صرخة في آذان الذين يواصلون الانقسام واغلاق الأبواب أمام كل جهود استعادة الوحدة الوطنية..!!
شارك برأيك
القدس صامدة بمواجهة استفزازات الاحتلال