أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 10:39 صباحًا - بتوقيت القدس
حكومة الثلاثي بينيت لبيد عباس
بقلم : نبيل عمرو
بصورة مؤقتة فيما يبدو تمت إزاحة كابوس نتنياهو عن صدر الطبقة السياسية في إسرائيل، وبصورة مؤقتة كذلك نجح انقلاب الصيغة الذي انجزه صوت واحد ما وضع الحكومة الجديدة تحت طائلة السقوط بصوت واحد كذلك.
في المشهد الصاخب الذي اطلق فيه اهل نتنياهو كل ما في جعبتهم من سهام التهديد والوعيد، والذي اختتم عرابهم وولي احلامهم واوهامهم المشهد بخطاب ابّن فيه نفسه وأشاد بمآثره بما في ذلك استعارته لجملة ياسر عرفات الشهيرة.. “” انا الوحيد الي قلت لأ في البيت الأبيض”
واختتم بمثل ما بدأ مبشرا الخصوم والأصدقاء بأنه عائد لا محالة الى عرشه، ليعيد الأطفال الهواة الذين سرقوا اصواته واقصوه الى بيوتهم وكأنه يقول لا يوجد مستقبل لإسرائيل من دوني.
ما الذي يهمنا كفلسطينيين من أي حكومة تتشكل في إسرائيل، لابد أولا من التسليم بحقيقة نكرهها وهي ان الشأن الإسرائيلي صار شأنا فلسطينيا بامتياز حتى اننا نعرف أسماء النواب والوزراء في إسرائيل أكثر مما نعرف أسماء نوابنا ووزرائنا وهذا امر لا يعيبنا فهو بديهي ومنطقي ما دام الاحتلال قائما وما دامت كل حركة وسكنة في حياتنا مرتبطة بما يمنح وما يمنع فحياتنا التي نعيشها تقع بين حدي الحاجز والحاجز الاخر، وبيوتنا مقسمة الى من يتعرض للمداهمة الليلية والنهارية ومن يتوقع ان يكون الهدف التالي للمداهمة، وما دامت كذلك المسافة بين غزة والضفة تبدو متباعدة كالمسافة بيننا وبين الصين وما دامت غزة بفعل أطول واقسى حصار في التاريخ تشرب الماء الممزوج بالطين والملح وما دام تداول النسف والتدمير يتم بين موقعة والتي تليها حتى صرنا نقول ان شهداء الجولة الثانية اقل عددا من الأولى وكأن الامر صار مفاضلة بين الأرقام واشكال الموت.
حين تكون حياتنا هكذا، فلا مناص من الإقرار بسببها الأول والأخير الذي هو استمرار الاحتلال، سواء كان على رأس حكومته بينيت او لبيد او حتى عباس، واذا كانت الفوارق بين الحكومات ظاهرة على صعيد إسرائيل فهي غير موجودة على صعيد التعامل مع الفلسطينيين.
اذا .. الحكومة التي ابرز مقوماتها او قد يكون المقوم الوحيد انها خلت من نتنياهو فلن تقترب ولو حتى بالكلام من الامر الجوهري الذي يهمنا وهو اندحار الاحتلال او على الأقل التفاوض من اجل ذلك، وحين لا يكون هذا الامر الجوهري من الأمور التي لا يفكر فيها الجديد فما الفرق اذا بينه وبين القديم.
امر آخر يتعين علينا ان ننتبه اليه كفلسطينيين ونحن نقوّم الحكومة الجديدة كيف ستعمل فيما يخصنا، سيظل الوضع بالنسبة لغزة كما هو .. حصار دائم وتدمير حين يتطلب الامر ذلك، وتنقيط في الحلق، لا يوفر حياة قدر ما يوفر البقاء على الرمق الأخير.
وامر آخر كذلك في الضفة والقدس .. أليس ملفتا ان حكومة نتنياهو فكرت في تأجيل او تغيير مسار الاحتفال الاستفزازي واتخذت قرارات أولية في هذا الاتجاه، اما الحكومة الجديدة فكان اول قراراتها إقرار الاحتفال الاستفزازي وفي باب العمود بالذات، وحين يكون على رأسها مستوطن والمحتفلون من طينته فلن يكون هذا القرار الأخير، ولا يجوز منطقيا توقع وقف الاستيطان او ابطاء وتيرته حتى لو أوحى السيد بايدن بذلك.
وامر آخر وقد يكون الأهم .. ان للفلسطينيين حق وحلم وهدف، والتركيبة الذاتية والموضوعية لحكومة بينيت لبيد عباس ، لن تقترب من هذا الامر . ما دام صوت واحد ينهيها من خارجها وعود ثقاب واحد يشعل مكوناتها من داخلها، لهذا ستنصرف هذه الحكومة الى امر واحد هو بقائها على قيد الحياة مثلما كانت ولادتها بفعل امر واحد هو اقصاء نتنياهو، وفي حالة كهذه لن يكون هنالك جديدٌ إيجابي تجاه الفلسطينيين، بل الجديد تماما هو “اللاجديد”.
امر آخر.. كيف كان دور النواب العرب في المشهد الصاخب الذي يستحق ان يوصف، بليلة القبض على نتنياهو ، …مع الاعتذار للرواية المصرية الشهيرة، كان دورا متناسبا مع الهوامش الضيقة التي يتاح لهم ان يسيروا فيها فهم لا يريدون نتنياهو، ولا يريدون بينيت ويعانون من انقلاب عباس الذي اخل بالتوازن بين من يدعون الى الاندماج المطلق في الحياة الإسرائيلية ، ومن يدعون وان بحذر للمشاركة التي يتطلبها شعار المساواة المتساوق مع التزامهم بقضايا شعبهم على الضفة الأخرى.. هذا الذي حدث سنقرأ تداعياته في قادم الأيام، وستكون الانتخابات القادمة هي الاختبار الحاسم فان تضاعفت مقاعد عباس في الكنيست يكون انقلابه قد نجح وان تقلصت او انعدمت يكون فشل.
المزيد في أقلام وأراء
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
مصير الضفة الغربية إلى أين؟
عقل صلاح
كيف نحبط الضم القادم؟
هاني المصري
هل من فرصة للنجاة؟!
جمال زقوت
تحية لمن يستحقها
حمادة فراعنة
قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!
عيسى قراقع
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الأكثر قراءة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
حكومة الثلاثي بينيت لبيد عباس