فلسطين
الخميس 31 أكتوبر 2024 1:27 مساءً - بتوقيت القدس
"القدس" ترصد شهادات مُروعة لحصار مستشفى كمال عدوان.. إعدامات ميدانية واعتقالات وتنكيل وتجويع
غزة- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم- أمل الوادية:
حنان عودة: قدمي بُترت جراء القصف ولكنني بقيت بلا علاج ولا أدوية في المستشفى
محمود القتيل: أجبروني على خلع ملابسي والبقاء عارياً واعتقلوا معظم الكوادر الطبية والمرافقين
محمود حمدونة: مشهد من يوم القيامة.. حاصرونا بالدبابات والقصف وبقينا بلا طعام أو ماء
أبو صفية: انهيار المنظومة الصحية ومن يصل مستشفى كمال عدوان من الجرحى يموت لانعدام الإمكانات
"أجبرونا على الخروج من المدرسة، وما إن شرعنا في نزول الدرج حتى قصفونا"، هكذا روت الجريحة حنان عودة لحظة نزوحها وسط الموت من المدرسة إلى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، ولم تكن تعلم أن أحد أبنائها سيرتقي شهيداً ويصاب الآخرون.
تحت زخات الرصاص الحي من طائرة الكواد كابتر والقصف المدفعي والجوي العنيف، نزحت حنان إلى المستشفى، معتقدةً أنها أكثر الأماكن أماناً، لكن غاب عن بالها أن الاحتلال لا يفرق بين مستشفى ومدرسة، وكل القطاع في دائرة الاستهداف.
تقول عودة لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "داخل المستشفى بقيت بلا علاج ولا أدوية، علماً أن قدمي اليمنى بترت جراء القصف الإسرائيلي، وأحتاج لغيارات ومسكنات".
في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، تروي حنان: "أجبرونا على النزول إلى ساحة المستشفى، وبقينا 24 ساعة في العراء، بلا طعام أو شراب أو حتى علاج".
تضيف: "نقلونا بعدها إلى قسم الأطفال داخل المستشفى، وهناك اعتقلوا بعض النساء، وتركوا البعض الآخر، وبقيت وحدي برفقة من يعانين إعاقة حركية مثلي".
اقتحام همجي للمستشفى برفقة الكلاب البوليسية
في القسم الآخر داخل المستشفى يرقد الجريح محمود القتيل، والذي يعاني من إصابة في الظهر، يروي ما حدث معه لحظة الاقتحام لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "بشكل مفاجئ اقتحم الاحتلال برفقة الكلاب البوليسية أقسام المستشفى كافة وأجبر جميع الكوادر الطبية والمرافقين على الخروج، واعتقل معظمهم، ثم أجبروا المرضى والمصابين على الخروج إلى ساحة المستشفى".
لا يفرق الاحتلال بين مريض أو جريج أو طفل، فكل المدنيين في غزة معرضون للاعتقال والتنكيل، فماذا حدث معك؟ يجيب: "أجبروني على خلع ملابسي والبقاء بشكل عارٍ تماماً، ناهيك عن شتمنا جميعاً بألفاظ نابية بذيئة".
ليس ذلك فحسب، بل منع الجنود الإسرائيليون المصابين والمرضى من تلقي العلاج. ويضيف: "بقينا بلا طعام أو شراب طوال فترة حصار المستشفى".
جثامين الشهداء في الشوارع تنهشها الكلاب
في البناية المجاورة للمستشفى، كان يقيم الشاب محمود حمدونة برفقة أسرته وعدد آخر من النازحين، يقول لـ"ے" و"القدس": "سمعنا صوت الدبابات تقترب منا، والمدفعية تطلق قذائفها بشكل عشوائي، والجنود ينادون عبر مكبرات الصوت للخروج من العمارات المجاورة للمستشفى".
نحو خمسة أيام بقي حمدونة ومن معه محاصرين داخل البناية، بلا طعام أو ماء، يكمل: "كنا نتناول التمر، والمياه شحيحة للغاية، فكنا نقطع عن أنفسنا الماء حتى يبقى للأطفال، ونتناول فقط ما يبقينا على قيد الحياة".
يستذكر لحظة الاقتحام: "حاصرونا بدباباتهم من أربع جهات، والقصف المدفعي والجوي لم يتوقف، ناهيك عن طائرة الكواد كابتر التي لم تغادر سماء المنطقة".
يصف تلك الأيام: "مشهد من مشاهد يوم القيامة.. وكأنه فيلم من هوليوود"، يردف: "عشنا لحظات رعب، الله وحده من يعلم بها".
انسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى ومحيطه، فماذا فعلتم بعد ذلك؟ يجيب: "لم نخرج جماعات بل خرجنا فرادى، حتى لا يرتكب الاحتلال بحقنا مجزرة، قمنا بانتشال ما نستطيع من جثامين الشهداء في الشوارع، كان معظمها متحلل، والكلاب الضالة قد نهشت جثثهم"، يضيف: "هناك الكثير من الجثامين تحت الأنقاض، لا يوجد دفاع مدني يزيل الركام لينتشلهم".
وعن الوضع في شمال القطاع، يصف حمدونة قائلاً: "صعب ومأساوي للغاية، فالشمال يحتاج لطواقم طبية وفرق انقاذ ودفاع مدني لانتشال الشهداء والبحث عن المفقودين".
لا توجد أيّ مركبة إسعاف شمال القطاع
بدوره، أعلن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة حسام أبو صفية انهيار المنظومة الصحية بالكامل في المنطقة. وقال: "إن كل من يصل إلى المستشفى من جرحى الغارات الإسرائيلية يموت بسبب انعدام الإمكانات".
وتابع: "ليست هناك أية وسيلة لنقل المصابين، وما يصل إلينا من جرحى إما يأتون بأنفسهم أو ينقلهم مواطنون على أيديهم، وخلال هذه الرحلة تكون دماؤهم قد نفذت ويفارقون الحياة".
وطالب بإدخال مركبات الإسعاف والوقود، بعد تدمير الجيش الإسرائيلي عدة مركبات وإخراجها عن الخدمة، مشيراً إلى أنه لا توجد أيّ مركبة إسعاف في شمال القطاع
دلالات
فلسطيني قبل 22 أيام
والعالم يتفرج وكأنها مسرحية حسبنا الله ونعم الوكيل
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الأكثر قراءة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
"القدس" ترصد شهادات مُروعة لحصار مستشفى كمال عدوان.. إعدامات ميدانية واعتقالات وتنكيل وتجويع