عربي ودولي

الأحد 27 أكتوبر 2024 11:50 صباحًا - بتوقيت القدس

الضربة الإسرائيلية تطلق مرحلة جديدة من الصراع وتتفادى الحرب الشاملة

واشنطن – "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات

يعتقد الخبراء أن الهجوم الإسرائيلي "الانتقامي" على إيران صباح السبت كان بمثابة بداية مرحلة جديدة وأكثر خطورة في الصراع المستمر بين البلدين منذ سنوات، ولكن يبدو أنه، على الأقل في الوقت الحالي، لم يصل إلى حد إثارة حرب شاملة.


يشار إلى أن الهجوم على إيران صباح السبت كان المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل علنًا بإجراء عملية عسكرية داخل إيران، بعد سنوات من الحفاظ على الصمت الاستراتيجي بشأن اغتيالاتها وأعمال التخريب على الأراضي الإيرانية. كما كان أيضًا أحد الهجمات القليلة التي شنتها القوات الجوية الأجنبية في إيران منذ حربها مع العراق في الثمانينيات.


على الرغم من أن الهجوم كان بمثابة لحظة حرجة وخطيرة، إلا أن إيران لم تحدد على الفور إطارًا زمنيًا للانتقام أو لردها المقبل. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه في حين أن إيران "ملزمة بالدفاع عن نفسها"، إلا أنها تدرك "مسؤولياتها تجاه السلام والأمن الإقليميين"، متجنبة اللغة الرنانة التي ميزت ردود إيران الأولية على الهجمات الإسرائيلية السابقة.


وقد خفف هذا من المخاوف من اندلاع صراع لا يمكن السيطرة عليه، حتى لو كان احتمال وقوع مثل هذا الصدام قد اقترب أكثر من أي وقت مضى.


وقد نسبت صحيفة نيويورك تايمز في مقال لها السبت للخبيرة في شؤون إيران في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، (وهي مجموعة بحثية مقرها برلين) قولها  "لقد دخلت سنوات الحرب الخفية في صراع مفتوح بالكامل - وإن كان صراعًا مُدارًا، في الوقت الحالي" موضحة أنه "يمكن لطهران أن تبتلع هذه الضربات ضد المنشآت العسكرية، دون الرد بطريقة تدعو إلى المزيد من الرد الإسرائيلي".


ويقو الخبراء أنه بعد أسابيع من الضغوط من الولايات المتحدة لتقليص نطاق هجومها، تجنبت إسرائيل ضرب مواقع تخصيب نووي حساسة ومرافق إنتاج النفط ردًا على وابل الصواريخ الباليستية الكبير الذي أطلقته إيران على إسرائيل في الأول من شهر تشرين الأول الجاري.


وتدعي إسرائيل لأن مقاتلاتها الحربية ركزت على ما يقرب من 20 منشأة عسكرية، بما في ذلك بطاريات الدفاع الجوي ومحطات الرادار ومواقع إنتاج الصواريخ، ولكنها حتى هذه اللحظة لم توثق أي من هذه الإدعاءات.


وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الأميركية ، سمح التركيز المحدود نسبيًا لتلك الهجمات على "مواقع عسكرية متناثر" في إيران لعودة الحياة  لطبيعتها في بعد الضربة، حيث أعادت هيئة الطيران فتح المجال الجوي الإيراني، وبثت وكالات الأنباء التي تديرها الدولة صورًا ومقاطع فيديو لعودة الأمور إلى مجاها الطبيعي ، وهي  علامات، كما قال المحللون، على أن قيادة إيران تحاول التقليل من أهمية الهجوم الإسرائيلي وتقليل التوقعات المحلية برد إيراني كبير.


ونسبت صحيفة نيويورك تايمز إلى يوئيل جوزانسكي، الخبير الإسرائيلي في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي، وهي مجموعة بحثية مقرها تل أبيب، قوله: "هذه بداية لمرحلة جديدة، مرحلة خطيرة، مع الكثير من الحساسيات". "لكن النغمة التي أسمعها من إيران تقول في الأساس،: أوه، هذا لا شيء ".


ونتيجة لذلك، أضاف جوزانسكي، "من الممكن أن يغلق الجانبان هذه الجولة على الأقل، وأننا لن نرى انتقامًا إيرانيًا - أو إذا رأيناه، فسيكون صغير النطاق".


ومع ذلك، حذر المحللون من أنه حتى لو تراجع التصعيد الأخير، فقد دفع إيران وإسرائيل إلى أبعد على مسار نحو صراع تصعب السيطرة عليه.


فلا تزال إسرائيل تشن حربها الوحشية على قطاع غزة المحاصر، ولا تزل منخرطة في حرب ضد حزب الله اللبناني، حليف إيران الأقوى في المنطقة، حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلية بهجمات جوية وبرية واسعة النطاق. ولا نهاية تلوح في الأفق لهذه الصراعات، وأي منها قد يؤدي إلى تصعيدات أخرى بين إسرائيل وإيران، التي أثبتت استعدادها بشكل متزايد لمهاجمة إسرائيل دفاعا عن حلفائها وشركائها.


يشار على أنه، ولسنوات طويلة، خاضت الدولتان حربا سرية قوض فيها كل جانب مصالح الآخر ، عبر الوكلاء ، أو المتورطون في الصراع ، بينما نادرا ما تحمل أي منهما المسؤولية عن هجماته. وتحول هذا الصراع السري إلى مواجهة مفتوحة بعد أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023 ، مما أطلق العنان لحرب إسرائيلية مدمرة على غزة لا تزال تقتل وتجرح الفلسطينيين بالمئات يوميا ، كما أدى إلى اندلاع صراع إقليمي بين إسرائيل وإيران وحلفائها .


دفعت الحرب في غزة حلفاء إيران الآخرين في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله، إلى ضرب إسرائيل تضامنا مع حليفهم الفلسطيني. وفي المقابل، صعدت إسرائيل من هجماتها على المصالح الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى تبادلات مباشرة بين البلدين، أولا في نيسان والآن في تشرين الأول.


ويخشى بعض المحللين أن تكون إسرائيل، رغم ضبط النفس النسبي الذي أظهرته يوم السبت، قد أعدت المسرح لشن هجوم أكبر في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأميركية في في 5 تشرين الثاني. وسوف تؤدي الانتخابات إلى تحريك عملية انتقال السلطة التي سوف يتضاءل خلالها نفوذ واشنطن وتركيزها على الصراع بين إيران وإسرائيل.

دلالات

شارك برأيك

الضربة الإسرائيلية تطلق مرحلة جديدة من الصراع وتتفادى الحرب الشاملة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 23 أكتوبر 2024 8:57 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.33

شراء 5.3

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 488)