Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 27 أكتوبر 2024 8:58 صباحًا - بتوقيت القدس

رسالة إلى ألمانيا: مراجعة ضرورية في السياسة الخارجية

في الآونة الأخيرة، باتت السياسات الألمانية تجاه المنطقة تتجه نحو انحياز غير مبرر. التصريحات والخطابات الأخيرة تثير قلقًا جديًا. رغم إدراكنا العميق لمسؤولية ألمانيا التاريخية تجاه إسرائيل بسبب المحرقة (الهولوكوست)، إلا أن السياسات الحالية، التي تركز بشكل أساسي على الدفاع عن إسرائيل وتغفل عن حقوق الفلسطينيين، تعد انتهاكاً واضحاً للقيم العالمية التي لطالما تبنتها ألمانيا، كالديمقراطية وحقوق الإنسان. هذه السياسات لا تعكس التزاماً حقيقياً بالقانون الدولي، ولا تساهم في تحقيق السلام العادل والمستدام في المنطقة.


ألمانيا، التي لطالما كانت مدافعة عن حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، اليوم تدعم السياسات الإسرائيلية الاستيطانية والعدوانية والجرائم ضد الانسانية، دون أي اعتبار لمعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. في الوقت الذي تدعو فيه ألمانيا إلى حل الدولتين على المستوى الخطابي، نجدها تستمر في دعم إسرائيل عسكرياً، ما يتناقض مع أهداف تحقيق الامن والسلام. 


التوازن مفقود في العلاقات الألمانية الإسرائيلية، العلاقة متجذرة في تاريخ المحرقة، حيث تتحمل ألمانيا مسؤولية تاريخية عن الجرائم التي ارتُكبت ضد اليهود الأوروبيين. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1965، تعمقت العلاقات بينهما في مجالات الاقتصاد والثقافة والسياسة، ما جعل ألمانيا شريكًا رئيسيًا لإسرائيل على الساحة الدولية. تُعد ألمانيا الشريك الاقتصادي الأهم لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين ما يقارب 9 مليارات دولار في عام 2022. كما تستفيد الشركات الألمانية من العديد من مشاريع البنية التحتية الإسرائيلية. ومنذ اتفاقية لوكسمبورغ في عام 1952، تدفع ألمانيا تعويضات للناجين من المحرقة، حيث بلغت دفوعاتها الإجمالية حتى الآن حوالي 82 مليار يورو, ورغم محاولة تفهمنا لهذا الالتزام التاريخي، نجد أن دولاً أخرئ في "الفايسغراد" مثل بولندا أجرت مراجعة جذرية لهذا الالتزام بما يضم مصالحها الوطنية. 


تلعب ألمانيا أيضًا دورًا كبيرًا في دعم إسرائيل عسكريًا من خلال التسليح. في عام 2022 وحده، وافقت ألمانيا على صادرات أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 326.5 مليون يورو، بما في ذلك معدات عسكرية وأسلحة حرب. وخلال العقد الأخير (2013-2023)، جاء 29.7% من واردات الأسلحة الإسرائيلية من ألمانيا. هذه الأرقام تثير تساؤلات حول الدور الذي تلعبه الأسلحة في استمرار الصراع وفي دعم جريمة الإبادة، كما يبدو أن التزامات ألمانيا الشفوية بحل الدولتين تتناقض مع هذه الصادرات.


إضافة إلى ذلك، برزت قضايا وتحديات جديدة منها حرية التعبير وحقوق الإنسان كأحد التحديات التي تواجهها ألمانيا في مناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. تعرض العديد من الناشطين والمدافعين عن حقوق الفلسطينيين للاعتقال أو القمع عندما عبروا عن انتقاداتهم للسياسات الإسرائيلية، وهو ما يقوض القيم الديمقراطية التي تدافع عنها ألمانيا. من المهم التأكيد على أن دعم حقوق الشعوب المحتلة لا يعني معاداة السامية. يجب أن يكون الحوار حول هذا الصراع متوازنًا ويحترم السياق التاريخي. إن انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني والعمليات العسكرية، لا يمثل هجومًا على الشعب اليهودي أو الديانة اليهودية، بل هو دعوة إلى تحقيق العدالة وفقًا للقانون الدولي. وقد أكدت أحكام محكمة العدل الدولية (ICJ) في يوليو 2024 وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة أن تتخذ ألمانيا موقفًا متوازنًا بين ضمان أمن إسرائيل واحترام حقوق الفلسطينيين.


في سياق آخر وغير منطقي، تعكس إصلاحات قانون الجنسية الألمانية لعام 2024 توترات سياسية واجتماعية أعمق. فقد تمت إضافة أسئلة جديدة في اختبار التجنيس الألماني تغطي موضوعات مثل معاداة السامية وحق إسرائيل في الوجود والحياة اليهودية في ألمانيا. 


يشعر الفلسطينيون بأن الخطاب العام لألمانيا، لا سيما فيما يتعلق بالحرب على غزة، يميل بشكل واضح إلى الدفاع عن المخاوف الأمنية لإسرائيل بينما يتجاهل الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون. وبينما يُدرك الفلسطينيون المسؤولية التاريخية لألمانيا تجاه إسرائيل، إلا أن هناك تزايدًا في الإحباط من أن هذا الشعور بالذنب يُستخدم لتبرير دعم غير مبرر وغير متوازن للجرائم الإسرائيلية، حتى عندما يتعلق الأمر بانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني. وهذا يضع ألمانيا في معادلة صفرية مع القانون الدولي والتزاماتها الأخلاقية والقانونية كعضو في المنظومة الدولية. 


ألمانيا اليوم مطالبة بمراجعة سياساتها الخارجية فيما يخص القضية الفلسطينية. إن الدعم غير المتوازن لإسرائيل، دون اعتبار كافٍ لحقوق الفلسطينيين أو للقانون الدولي، يقوّض القيم العالمية التي تدافع عنها ألمانيا مثل حقوق الإنسان والعدالة. إن الغموض الواضح والتجاهل لمبادئ القانون الدولي أمران يثيران القلق بشكل خاص، حيث يبدو أن نهجها يتناقض مع جوهر السياسة الخارجية النسوية التي تتبناها، والتي ينبغي أن تعطي الأولوية للتعاطف والمساواة والقيادة الحكيمة. إن المسؤولية التاريخية تجاه إسرائيل لا تعني تجاهل الحقوق الإنسانية المشروعة للشعب الفلسطيني. آن الأوان لألمانيا أن تقف بجانب الإنسانية والقانون الدولي، وأن تتبنى سياسة خارجية ترتكز على القيم المشتركة والمساواة, والدفاع عن حقوق جميع الأطراف كسبيل نحو سلام مستدام وحقيقي.

دلالات

شارك برأيك

رسالة إلى ألمانيا: مراجعة ضرورية في السياسة الخارجية

نابلس - فلسطين 🇵🇸

كريم قبل 23 أيام

سلامتك من القلق. حاولي تنامي بدري.

الرياض - السعودية 🇸🇦

ابراهيم قبل 24 أيام

سبحان الله... النفاق في الجينات . نترك العالم العربي وننتقد المانيا. و مازالت الكاتبة تحلم بعطف أبو مازن بحقيبة سفير أو وزير وفاء لوالدها أبو الحياة مفاوضات

تل ابيب - فلسطين المحتلة 🇮🇱

تحليل ساذج و سخيف قبل 24 أيام

و كأنه المحللة طفلة في الابتدائي. شيء مؤسف ان يكون مستوى التحليل بهذا المستوى. واضح انها تعيش في ربوع السلطة الفلسطينية العتيدة. سطحية و تعويل على الدعم الدولي و صفر إنجازات .. مبروك

عط طيبة - فلسطين 🇵🇸

جمال قبل 25 أيام

هذا ديدنهم ، وهم دائما هكذا لم يتغيروا يوما ، وكانت مداراتهم للفلسطينيين ودعم بعض المشاريع والمؤسسات انما مجرد سياسة تخدم اسرائيل أولا ويضحكون على الفلسطينيين من خلالها وكل الذين يعملون لديهم يعرفون

المزيد في أقلام وأراء

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

مصير الضفة الغربية إلى أين؟

عقل صلاح

كيف نحبط الضم القادم؟

هاني المصري

هل من فرصة للنجاة؟!

جمال زقوت

تحية لمن يستحقها

حمادة فراعنة

قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!

عيسى قراقع

العالم خائن لطالما حرب القتل للأطفال والنساء متواصلة!

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 75)