عربي ودولي

الثّلاثاء 22 أكتوبر 2024 8:50 صباحًا - بتوقيت القدس

سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين هاريس وترامب.. لمَن تُقرع الأجراس؟

خـاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم

البروفيسور جون ضبيط: الانتخابات ستكون حاسمة وهاريس تسعى لبناء جسور تواصل مع الجاليات العربية والمسلمة

ماهر عبد القادر: هاريس وترامب يدعمان إسرائيل.. والعرب والمسلمون في أمريكا قد يحسمون نتائج الانتخابات 

 د. عبد الوهاب القصاب: الدعم القوي الذي قدمه بايدن لإسرائيل في حرب غزة أثر سلباً على قاعدة الناخبين العرب والمسلمين 

د. أماني القرم: ليس من السهل على هاريس كونها نائبة للرئيس أن تتخلص من قيود إدارة بايدن وما فعلته أو لم تفعله

المحامي معين عودة: الانتخابات المقبلة لا تخص الولايات المتحدة فقط وتحمل أهمية خاصة ومفصلية قد تحدد مسار العالم

داود كتاب: صراعات متعددة تعكسها الانتخابات الأمريكية المقبلة وتأثير نتائجها سيكون محدوداً على الشرق الأوسط 

 

مع اقتراب موعد توجّه الناخبين الأمريكيين في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة خلفاً لجو بايدن، تصعّد حملتا المرشحين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترامب وتيرة الهجمات الشخصية المتبادلة، ضمن ما يصفه خبراء بـ"استراتيجية اللحظات الأخيرة" لقلب نتائج السباق الانتخابي.


محللون وكُتّاب تحدثوا في هذا التقرير لـ"ے" عن هذه الانتخابات التي اعتبروها من أكثر الانتخابات الأمريكية تنافسية، ويرى قسم منهم أن تأثير نتائجها لا يقتصر فقط على الولايات المتحدة، فهي تحمل أهمية خاصة ومفصلية قد تحدد مسار العالم، فيما يعتقد آخرون أن تأثير نتائجها سيكون محدوداً على الشرق الأوسط، فكلا المرشحَين لا يُخفي دعمه إسرائيل في الأحداث التي تعصف بالمنطقة. 

 

 

‫توجهات هاريس تختلف عن بايدن

 

قال البروفيسور جون ضبيط، عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي في ولاية أيوا ومرشح الحزب لمجلس الشيوخ في الولاية: إن الانتخابات الأمريكية المقبلة في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر ستكون حاسمة بشكل كبير.


 وأوضح أن هذه الانتخابات تأتي في ظل تنافس قوي بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والمرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، خاصة في الولايات المتأرجحة، مثل: ميشيغان وبنسلفانيا وويسكنسن وأريزونا.


وأكد ضبيط أن نتيجة الانتخابات ستُحدد من خلال الولايات المتأرجحة التي لم يحسم فيها أي من المرشحين السيطرة بعد، مشيراً إلى أن الفارق بين المرشحين وفق الاستطلاعات الإحصائية ضئيل للغاية ويتغير باستمرار، وفي بعض الأيام، يتقدم ترامب بنسبة بسيطة، وفي أيام أخرى تتفوق هاريس.

 

نجاح ترامب يشكل خطراً على الحريات العامة

 

وأشار ضبيط إلى أنه يدعم فوز كامالا هاريس بالانتخابات لعدة أسباب؛ أولها أن إدارة هاريس ستُمكن الفلسطينيين والعرب والمسلمين في الولايات المتحدة من الحفاظ على مكانتهم وتأثيرهم، مقارنةً بما قد يحدث في حال فوز ترامب. 


وأوضح أن ترامب، خلال فترة رئاسته السابقة، اتخذ عدة قرارات معادية للفلسطينيين، مثل إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.


كما شدد ضبيط على أن هاريس تسعى لبناء جسور التواصل مع الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة، معرباً عن اختلافه مع التقييم القائل بأن إدارة هاريس ستكون امتدادًا لسياسة بايدن.


وأكد أن هاريس ستقدم برنامجاً رئاسياً خاصاً بها، مشيراً إلى أنها لم تصرح أبداً بدعم مطلق لإسرائيل كما فعل بايدن الذي وصف نفسه بالصهيوني أكثر من مرة.


وحذر من أن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب سيؤدي إلى تراجع الحريات العامة وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة.


وقال ضبيط إن ترامب يسعى منذ ولايته السابقة إلى تقييد الحريات العامة، مشدداً على أن نجاحه في الانتخابات سيتيح له الفرصة لتعيين قضاة جدد في المحكمة العليا، وهو ما سيشكل تهديداً للحريات والحقوق الأساسية للمواطنين.


وتحدث ضبيط عن الجهود المستمرة التي يبذلها للتواصل مع أبناء الجالية وحثهم على دعم هاريس، قائلاً: "نعمل على مدار الساعة للتواصل مع الجالية وإيصال الحقائق لهم، لأن دعم أي مرشح ثالث في هذه الانتخابات المتقاربة قد يعزز من فرص نجاح ترامب".


وفي ما يتعلق بمواقف هاريس، أشار ضبيط إلى أنها تتبنى موقفاً متوازناً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث تدعم حق الفلسطينيين في الحرية وتأسيس دولتهم، دون أن تتبنى موقفاً منحازاً لأي طرف.


وأضاف: "هاريس تختلف عن الرئيس الحالي جو بايدن الذي أعلن مراراً أنه صهيوني ويواصل دعمه لإسرائيل، علينا أن ندرك الفارق الكبير بين الاثنين".


وأكد أن السياسة الأمريكية تحددها الرئاسة وليس نائب الرئيس، ما يعني أن إدارة هاريس ستكون مختلفة تماماً عن إدارة بايدن، مشيراً إلى أن نجاح هاريس سيضمن استمرار الحوار والتعاون مع الجالية الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة.


ودعا ضبيط أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والمسلمة إلى دعم هاريس، خاصة في الولايات المتأرجحة، نظراً لأن فوزها سيضمن لهم مقعداً على طاولة صنع القرار، وهو ما قد يتغير جذرياً إذا تم انتخاب ترامب.

 

العرب والمسلمون في أمريكا قد يحسمون الانتخابات

 

وصرّح ماهر عبد القادر، رئيس الكونغرس الفلسطيني الأمريكي – واشنطن، أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تقترب من موعدها الحاسم مع بقاء أقل من 17 يوماً على انطلاقها، مشيراً إلى أن النظام الانتخابي الأمريكي يعتمد على المجمع الانتخابي، الذي يتكون من 538 نقطة تمثل الولايات الأمريكية، ويحتاج المرشح إلى الفوز بـ 270 نقطة ليصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة.


وأشار إلى أن أحدث استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، التي حصلت على دعم 49% من الناخبين، فيما حصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 47% من الأصوات. 


ولفت إلى وجود مرشحة ثالثة، وهي جيل ستاين عن حزب الخضر، التي تحظى بتأييد بعض العرب والمسلمين وأصحاب التوجهات اليسارية، إلا أن فرصها ضعيفة جداً وقد تحصل على أقل من 3% من الأصوات.


وأوضح عبد القادر بصفته عضواً بارزاً في الحزب الديمقراطي أن هناك سبع ولايات متأرجحة تلعب دوراً حاسماً في تحديد الفائز بالانتخابات، إذ تميل هذه الولايات أحياناً لصالح الديمقراطيين وأحياناً للجمهوريين. 


وذكر أن المنافسة في ولايات، مثل: ميشيغان وجورجيا وأريزونا وويسكنسون، تشهد تقارباً كبيراً في نسب التأييد، ما يجعل هذه الانتخابات شديدة التنافسية.


وفي ما يتعلق بالقضايا التي تهم الناخب الأمريكي، أشار عبد القادر إلى أن الاقتصاد والتضخم يعدان من العوامل الأساسية التي تؤثر على قرار الناخبين، مشيراً إلى أن المؤشرات الحالية تُظهر أن الاقتصاد الأمريكي تحت إدارة بايدن وهاريس يسير بشكل جيد، مع معدلات تضخم منخفضة مقارنة بفترة حكم ترامب. 


وأشار أيضاً إلى أن قضية الهجرة تحظى بتركيز كبير من قبل ترامب، فيما بدأت هاريس تواجهه في هذا الملف.


كما تطرق عبد القادر إلى تأثير قضايا السياسة الخارجية، مثل الحرب في غزة وأوكرانيا، موضحاً أن كلاً من هاريس وترامب يدعم إسرائيل في هذه النزاعات، لكن ترامب يتبنى موقفاً أكثر وسطية تجاه أوكرانيا، حيث يُظهر دعمه للرئيس الروسي بوتين ويعبر عن استيائه من الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي يرى أنه يستغل الاقتصاد الأمريكي.


وأكد عبد القادر أن مسألتي الإجهاض والتأمين الصحي تشكلان جزءاً رئيسياً من الحملات الانتخابية، حيث يُعد دعم هاريس لحرية الإجهاض من العوامل التي تجذب النساء للتصويت لها، بينما يسعى ترامب إلى فرض قيود صارمة على هذه الحرية.


 وأشار إلى أن ترامب قد عيّن ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا خلال فترة رئاسته، ما أثر على حقوق الإجهاض في الولايات المتحدة.


وشدد عبد القادر على أن العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، خصوصاً في ولاية ميشيغان، يمكن أن يكون لهم تأثير كبير في نتائج هذه الانتخابات، لافتاً إلى أن تصويتهم لهاريس قد يعزز فرصها في الفوز، وإذا امتنعوا عن التصويت فإن ذلك قد يمكّن ترامب من العودة إلى البيت الأبيض.

 

السياسة الخارجية والتصويت العربي قد يحسمان السباق

 

ويرى الخبير السياسي الدكتور عبد الوهاب القصاب، وهو زميل زائر في المركز العربي في واشنطن، أن السباق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي محتدم، فيما تلعب القضايا الداخلية والخارجية دوراً كبيراً في تحديد مسار التصويت.


 وقال: القضايا الرئيسية المطروحة، مثل: الاقتصاد والهجرة والرعاية الصحية وقضية الإجهاض والسياسة الخارجية، تشكل عناصر محورية في توجهات الناخبين، فيما يُتوقع أن تكون أصوات العرب والمسلمين حاسمة في تحديد النتيجة النهائية.

 

أداء بايدن وتحديات هاريس

 

ووفقاً لقصاب، فإن الرئيس الحالي جو بايدن يواجه تراجعاً في شعبيته نتيجة لأدائه الضعيف في مناظراته مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وهذا التراجع أضعف موقف الحزب الديمقراطي، ما وضع المرشحة كامالا هاريس في مواجهة تحدٍ كبير لاستقطاب الناخبين، خصوصاً من الأقليات العرقية، والنساء، والشباب.


ويضيف القصاب: إن الدعم القوي الذي قدمه بايدن لإسرائيل خلال العدوان الأخير على غزة، وما رافقه من تقديم حماية عسكرية ودبلوماسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أثر سلباً على قاعدة الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، وهذا التأييد المفرط لإسرائيل دفع الكثير من الناخبين العرب والمسلمين إلى إعادة النظر في دعمهم المعتاد للديمقراطيين، ما يضعف من حظوظ هاريس في الحفاظ على هذه الكتلة التصويتية.

 

ترامب في مواجهة القضايا الأمنية والاقتصادية

 

ويرى القصاب أن دونالد ترامب يعتمد في حملته على قضايا: الأمن الداخلي والهجرة وإعادة بناء الاقتصاد الأمريكي والسياسات الاجتماعية. ويستغل ترامب نقاط الضعف في إدارة بايدن ، خاصة في السياسة الخارجية، ويُحمل بايدن والديمقراطيين مسؤولية التباطؤ الاقتصادي والتضخم وغلاء الأسعار التي يعاني منها المواطن الأمريكي، كما ينتقد الدعم المقدم لأوكرانيا ويتهم الإدارة بالفشل في تعزيز الاستقرار.


ترامب يتمتع بتقدم في استطلاعات الرأي في ولايات حاسمة مثل أريزونا وجورجيا وكارولاينا الشمالية، فيما يبقى السباق محتدماً في ولايات متأرجحة أُخرى مثل: ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، التي يمكن أن تكون حاسمة في تحديد الفائز في الانتخابات.

 

الانتخابات الأمريكية 2024 ستكون أكثر تنافسية

 

ويشير القصاب إلى أن امتناع الناخبين العرب والمسلمين عن التصويت للحزب الديمقراطي، بسبب سياسات بايدن تجاه غزة وإسرائيل، قد يمنح ترامب فرصة كبيرة للعودة إلى البيت الأبيض. حتى لو لم يصوت هؤلاء الناخبون لترامب مباشرة، فإن غياب أصواتهم عن الديمقراطيين قد يكون عاملاً حاسماً في ترجيح كفة الجمهوريين في الولايات المتأرجحة.


وخلص القصاب إلى القول: في ظل المنافسة الشرسة بين الحزبين، والتقلبات السياسية التي تشهدها الساحة الأمريكية، فإن الانتخابات الأمريكية لعام 2024 ستكون واحدة من أكثر الانتخابات تنافسية، مشيراً إلى أن القضايا الداخلية والخارجية، إضافة إلى التوجهات التصويتية للعرب والمسلمين، قد تكون العامل الفاصل في تحديد من سيدخل البيت الأبيض كرئيس جديد للولايات المتحدة.

 

نتائج الانتخابات الأمريكية أمر معقد

 

بدورها، اعتبرت د. أماني القرم، الكاتبة والباحثة في الشأن الأمريكي أن التنبؤ بنتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة أمر معقد، حتى مع وجود استطلاعات رأي تشير إلى تقدم أحد المرشحين.


وترى أن هناك عاملين رئيسيين يساهمان في عدم اليقين هذا؛ الأول متجذر وممتد في تاريخ الديمقراطية الأمريكية وهو: تعقيدات النظام الانتخابي الأمريكي، فالناخب الأمريكي لا يختار رئيسه بشكل مباشر، بل عن طريق هيئة انتخابية تسمى (electoral college)، تتكون من مندوبين للأحزاب يتم انتخابهم من قبل الشعب في كل ولاية أمريكية، والذين بدورهم يجتمعون لينتخبوا الرئيس.


وأشارت إلى أن عدد مندوبي كل ولاية مساوٍ لعدد ممثليها بالكونغرس. وعدد المندوبين في المجمع الانتخابي هو 538 موزعين حسب الحجم السكاني للولايات، وعلى الفائز أن يحصل على 270 صوتاً.   


ولفتت القرم إلى أن المرشح الفائز بعدد أصوات ولاية ما يحصل على أصوات هذه الولاية كلها في الهيئة الانتخابية أو المجمع الانتخابي، والخاسر لا يحصل على أي صوت من هذه الولاية حتى لو كان الفرق بينهما صوتاً واحداً، وذلك بناء على قاعدة أمريكية تقول إن الفائز يحصل على كل شيء (winner- take- all)، مثلاً: لو فازت هاريس في ولاية مثل كاليفورنيا بفارق عشرة أصوات عن دونالد ترامب، فإنها تحصل على جميع أصوات مندوبي ولاية كاليفورنيا في المجمع الانتخابي البالغ عددهم 55 صوتاً، وفي المقابل لا يحصل ترامب على أي شي. 


وأكدت الكاتبة القرم أن التاريخ الأمريكي به عدد لا بأس به من هذه الحالات التي فيها هامش ضئيل للفوز، أبرزها حديثاً: فوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، وفوز جورج بوش الابن على ال جور في انتخابات عام 2000، وفي هذه الأخيرة تطلبت المسألة  بين الاثنين أسابيع طويلة من الجدالات القانونية وإعادة فرز الأصوات في فلوريدا، حتى حسمت المسألة عن طريق المحكمة العليا التي حددت من هو الرئيس.


أما العامل الثاني، فيتعلق بكلا المرشحين، شخصيتهما وقدرتهما على جذب الناخب وبالظروف المحيطة والمرتبطة بهما. 

 

قيود إدارة بايدن

 

وقالت القرم: بالنسبة لكامالا هاريس ليس من السهل كونها نائبة للرئيس أن تتخلص من قيود إدارة بايدن وما فعلته أو لم تفعله هذه الادارة فهي كونها نائبة للرئيس مشاركة في جميع القرارات الداخلية والخارجية التي اتخذت في إدارة بايدن، ولذلك نجدها طوال فترة التنافس الانتخابي تحاول أن تبين أنها ليست امتداداً لبايدن، ولكن لديها أسلوبها وقضاياها التي تركز عليها، وحاولت أن تعرض نفسها على أساس أنها فتاة الطبقة المتوسطة التي تعبر عن جيل جديد من القيادة، في حين أن المنافس لها هو دونالد ترامب الشخصية المتمرسة في الإعلام والكاميرا، الواضح جداً في التعبير عن خياراته وسياساته دون قيود تحكمه. 


ورأت القرم أن أحداث الكونغرس في 2020 إثر تحريضه مناصريه بعد هزيمته في الانتخابات تعد قيداً ونقطة سوداء في تاريخه السياسي، وفي المقابل محاولة اغتياله جعلته أيقونه في نظر داعميه.


وأوضحت: إنه على الرغم من ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تقارباً بين الاثنين حتى في الولايات التي يقال إنها متأرجحة، أي غير المحسومة لصالح أي من الحزبين.   


وأكدت أن هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً في اختيار الناخب الأمريكي المهتم بقضاياه الداخلية للرئيس امقبل، لكن لا نستطيع إغفال أن حرب غزة باتت إحدى القضايا الانتخابية، خاصة في صفوف التقدميين والعرب وبعض الأقليات، ولا شك اليهود أيضاً. 


وقالت القرم: إننا أمام فوز ليس سهلاً لأحد المرشحين، خاصة إذا كان ترامب هو الشخص المهزوم ، ولكن إذا قُدر لي التنبؤ بالحدس فإنه يمكنني القول إن كرسي الرئاسة ينتظر كامالا هاريس بصعوبة بالغة.

 

العالم يقف على حافة حرب إقليمية

 

من جهته، أكد المحامي معين عودة، المختص بالشأن الأمريكي، أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 ليست مجرد انتخابات داخلية تخص الولايات المتحدة فقط، بل تحمل أهمية مفصلية على مستوى العالم. 


وأوضح عودة أن العالم يقف على حافة حرب إقليمية في الشرق الأوسط وحرب عالمية ثالثة، حيث تتزايد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وخصومهم من جهة أُخرى.


وأشار عودة إلى أن الرئيس المقبل للولايات المتحدة سيلعب دوراً حاسماً في تحديد مستقبل هذا التوتر، سواء بتخفيفه وإعادته إلى حالة من "الحرب الباردة" أو بتصعيده نحو مواجهة شاملة.


وأوضح أن الانتخابات الأمريكية لا تُحسم عبر التصويت الشعبي، بل عبر "المجمع الانتخابي"، حيث تتركز المنافسة على مجموعة صغيرة من الولايات المتأرجحة التي قد تكون الفارق في تحديد الفائز. 


وأشار إلى أن إمكانية الربح أو الخسارة غير واضحة لأي أحد، ولا أحد يستطيع الحسم، والحديث يدور عن تقارب شديد جداً بين الطرفين، خصوصاً في الولايات المتأرجحة، لذا من الصحب التكهن مَن الفائر. 


وأشار إلى أن هذه الولايات قد تكون الفارق بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث قد يتوقف مصير الانتخابات على بضعة آلاف من الأصوات، كما حدث في انتخابات سابقة مثل انتخابات بوش وآل جور.


كما أضاف عودة أن النتائج النهائية للانتخابات قد لا تظهر في ليلة الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، وقد تستغرق أسابيع لتحديد الفائز، مع احتمال حدوث اضطرابات أو عنف من مؤيدي ترامب إذا رفض الاعتراف بالهزيمة مرة أخرى.


وأكد عودة أن الإدارة الأمريكية المقبلة سيكون لها تأثير كبير على العالم، حيث قد تسحب العالم إلى حرب عالمية ثالثة أو تعيده إلى حالة من الحرب الباردة التي كانت موجودة بين الدول.

 

تأثير محدود على الشرق الأوسط

 

وقال الخبير في الشؤون الأمريكية داود كتاب: إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعكس صراعات متعددة، أبرزها الصراع بين الفئات العرقية في الولايات المتحدة، حيث تحولت الانتخابات إلى مواجهة بين البيض وغير البيض من السود والمهاجرين، وكذلك بين المرشح الذكر والمرشحة الأنثى. 


وأضاف: إن الخطورة تكمن في أن الصراع لم يعد محصوراً في القضايا الداخلية فقط، بل يمتد إلى المفاهيم الأساسية للديمقراطية.


وأوضح كتاب: إن أحد المرشحَين (هاريس) تدافع عن الديمقراطية وتقترح إشراك أفراد من الحزب الآخر في حكومتها، في حين يُصر المرشح الآخر على فرض سياسات تُعزز الحكم الشمولي وتستهدف معاقبة المعارضين السياسيين من المواطنين.


كما أشار إلى أن الانتخابات تعكس انقساماً واضحاً بين سكان المدن الذين يميلون لدعم الديمقراطيين وسكان الأرياف الذين يميلون للجمهوريين، إضافة إلى الفجوة الكبيرة بين دعم الطبقة الوسطى والدعم الذي يتلقاه المرشحون من الأثرياء.


أما بخصوص تأثير الانتخابات على الشرق الأوسط، وبالتحديد القضية الفلسطينية، فقد ذكر كتاب أن السياسات الأمريكية تجاه المنطقة لن تشهد تغييرات جوهرية.


وأوضح أن ترامب خلال فترة رئاسته اتخذ قرارات بارزة مثل قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإعلانه "صفقة القرن".


وتابع كتاب: إن سياسات  كامالا هاريس لن تختلف كثيراً عن سياسات الرئيس الحالي جو بايدن، التي تتمثل في تقديم الدعم العسكري لإسرائيل وترديد الرواية الإسرائيلية، بما في ذلك الادعاءات حول أحداث 7 أكتوبر المتعلقة بحماس، والتي تم دحضها لاحقاً.

دلالات

شارك برأيك

سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين هاريس وترامب.. لمَن تُقرع الأجراس؟

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 19 أكتوبر 2024 8:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.04

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%18

%82

(مجموع المصوتين 433)