أثارت حوادث المركبات المميتة في مركزين سياحيين في احتفالات رأس السنة في الولايات المتحدة ضجة في بداية العام الجديد، حيث حذرت سلطات إنفاذ القانون من التهديد المتزايد بالتطرف والعنف في المستقبل.

وفي مدينة نيو أورليانز، ولاية لويزيانا في الجنوب الأميركي، كان المحققون لا يزالون يجمعون خيوط ما دفع محارب قديم يبلغ من العمر 42 عامًا إلى صدم شاحنة فورد مستأجرة في حشد من المحتفلين بليلة رأس السنة الجديدة في شارع بوربون، المعروف بحفلاته الصاخبة، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا في هجوم قالت السلطات إنه مستوحى من تنظيم الدولة الإسلامية- داعش.

وقالت آن كيركباتريك، مفتشة شرطة نيو أورليانز: "هذا ليس مجرد عمل إرهابي. هذا شرير. لدينا خطة. نحن نعرف ما يجب القيام به. سنقبض على هؤلاء الأشخاص" ملمحة بأن الجاني ، شمس الدين جبّار (42 سنة) ربما كان يعمل مع مجموعة منظمة في تنظيم داعش.

وقال مختص سابق في مكافحة الإرهاب لمراسل القدس:" هذه العملية تشير إلى أن عملاء داعش يعملون في الخفاء، لإلحاق الأذى بالولايات المتحدة وإرباك الإدارة الجديدة (إدارة دونالد ترامب التي تستلم السلطة يوم 20 كانون الثاني الجاري)".

وحول طبيعة الرد الأميركي، قال المختص بشؤون الإرهاب الذي في العراق وسوريا في منتصف العقد الماضي (2014-2015 ) "أعتقد أن إدارة الرئيس جو بايدن (المنتهية ولايته) ملزمة بفعل عمل كبير في سوريا بالتحديد لتسديد ضربة قوية جدا لداعش خلال الأيام العشر المقبلة"

وبعد ساعات من عملية نيوأوريلينز، في مدينة لاس فيجاس، ولاية نيفادا، أثار الانفجار المميت لشاحنة تسلا سايبرترك خارج فندق ترامب الدولي المخاوف باحتمال استمرار هذه الأعمال الإرهابية. ولم يعرف الكثير بعد عن الانفجار الذي قتل السائق وأصاب سبعة آخرين، لكن المسؤولين كانوا يحققون فيما إذا كان هو أيضا عملا إرهابيا.

وقد أكد الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الكهربائية تيسلا، صانعة شاحنة سايبرترك، حملة ترامب الرئاسية لعام 2024 وكان مستشارا مقربا له.

وقال شريف شرطة لاس فيجاس كيفن ماكماهيل لشبكة سي.إن.إن: "إنها شاحنة تيسلا. ونحن نعلم أن إيلون ماسك يعمل مع الرئيس المنتخب ترامب. وهي برج ترامب. لذا فمن الواضح أن هناك أشياء تدعو للقلق هناك".

ويعتقد المحققون هناك أنها كانت حادثة معزولة، لكنهم لا يستبعدون إمكانية وجود روابط بهجوم نيو أورليانز، مشيرين إلى أن كلتا المركبتين تم استعارتهما من نفس تطبيق تأجير السيارات، تورو.

وكانت السلطات الأميركية تشعر بالقلق منذ أشهر إزاء احتمال وقوع هجمات من قِبَل إرهابيين منفردين أو مجموعات صغيرة من الناس، مستشهدة باتجاه عالمي مقلق يتمثل في استخدام المهاجمين لمركبات لتنفيذ أعمال عنف جماعية في احتفالات الأعياد والتجمعات الكبيرة الأخرى.

وحذر مسؤولون من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي نظراءهم على مستوى الولايات والحكومات المحلية في نشرة صدرت في كانون الأول الماضي من أن بيئة التهديد اشتدت في ضوء الصراعات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وأن الجماعات الإرهابية كانت تتقاسم الدعاية التي تحث على العنف في فترة العطلات الشتوية.

وقالت النشرة: "ابقوا يقظين من هذه التهديدات".

وتعتبر هذه الحلقات المتتالية بمثابة بداية قاتمة لعام 2025، وأرسلت مسؤولي إنفاذ القانون في جميع أنحاء البلاد في محاولة حثيثة للحصول على إجابات. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن شمس الدين جبار، وهو مواطن أميركي من تكساس، ربما لم يتصرف بمفرده في هجوم نيو أورليانز. وكان المحققون يبحثون عن أي شركاء أو زملاء أثناء التحقيق في علاقاته بالجماعات الإرهابية.

وقال الرئيس بايدن إنه قبل ساعات من الهجوم الذي وقع في الساعة 3:15 صباحًا، نشر جبار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أنه مستوحى من تنظيم الدولة الإسلامية و"يعبر عن رغبته في القتل". وكان العلم الأسود للمنظمة يرفرف من وصلة مقطورة الشاحنة الصغيرة، حيث عثر المحققون على أسلحة ومتفجرات محتملة. عثر المحققون على جهازين آخرين أثناء تمشيط الحي الفرنسي الصاخب في المدينة، قال المسؤولون إنهما مخبأين في مبردات ويحتويان على أنابيب ومسامير. وقال المسؤولون إن جبار قاد سيارته حول الحواجز وخرج من سيارته ببندقية هجومية عندما واجهته الشرطة.

وأطلق النار على الضباط الذين ردوا بإطلاق النار عليه، مما أدى إلى مقتله. وقال مسؤول أميركي إنه (جبار) خدم في الجيش الأميركي لمدة 10 سنوات، بما في ذلك مهمة عام 2009 في أفغانستان، وترقى إلى رتبة رقيب أول. وبعد خدمته في الخدمة الفعلية، انضم إلى احتياطي الجيش. ولم يُعرف الكثير عن سائق الشاحنة التي تحمل اسم سايبرترك، الذي توفي في الانفجار. وقال ماكماهيل إن هناك عبوات وقود وقذائف هاون كبيرة للألعاب النارية في الجزء الخلفي من السيارة. ولم يتضح كيف تم إشعالها.