عربي ودولي

الثّلاثاء 22 أكتوبر 2024 8:47 صباحًا - بتوقيت القدس

زيارة بلينكن في ربع الساعة الأخير لولايته.. تحريك لطبخة الحصى وإعادة التأكيد على صهيونيته التي تسبق دبلوماسيته

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. أمجد أبو العز: بلينكن يحاول الترويج لخطته المتعلقة بـ"اليوم التالي للحرب" وتأجيل ضربة إيران إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية

د. حسين الديك: بلينكن يسعى إلى توجيه ثلاث رسائل رئيسية وفرص نجاحه في التوصل إلى وقفٍ للنار قبل الانتخابات الأمريكية ضئيلة

د. جمال حرفوش: جولة بلينكن جزء من استراتيجية أمريكا لتعزيز هيمنتها الإقليمية وترتيب الأوضاع بما يتوافق مع مصالحها وحلفائها

أكرم عطا الله: جولة بلينكن تأتي في إطار حالة "التلعثم الأمريكي" والبيت الأبيض يجد نفسه محاصراً بضيق الوقت والتحديات المعقدة

 

تأتي جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، التي بدأها أمس الإثنين، في المنطقة تتويجاً لإحدى عشرة جولة له بالشرق الأوسط منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، أخفق فيها بإيقاف الحرب على قطاع غزة، بل وفي أحيان كانت الحرب تشتعل أكثر، فهل يمكن له هذه المرة أن ينجح في وقف الحرب والبدء مجدداً بمسار المفاوضات، أم أنها مجرد مناورة لبلينكن قبل الانتخابات التي سيغادر فيها منصبه.


ويجول وزير الخارجية أنتوني بلينكن في إسرائيل ودول أُخرى في الشرق الأوسط بين 21 و25 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وسيعقد لقاءات في إسرائيل اليوم الثلاثاء، وسيناقش في دول المنطقة عدة ملفات تتعلق بالمنطقة، أهمها: إنهاء حرب غزة، وسبل رسم خطة لما بعد الحرب في القطاع، وكذلك كيفية التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن بلينكن يحاول إقناع إسرائيل بتأجيل أي ضربة عسكرية محتملة ضد إيران إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما يحاول السعي لإبرام صفقة لوقف إطلاق النار في غزة، وربما محاولة تهدئة التوترات على الجبهة اللبنانية، ومحاولة بلينكن الترويج لخطة تتعلق بإدارة الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب.


ويعتقد المتحدثون أن الجولة لبلينكن تأتي في سياق اعتبارات داخلية أيضاً، إذ تهدف إلى إرسال رسائل للمجتمع الأمريكي والناخبين بأن الإدارة الحالية تسعى للتوصل إلى حلول دبلوماسية في الصراع العربي الإسرائيلي، لكن المتحدثين يشككون في قدرة بلينكن على تحقيق أي اختراقات كبيرة في هذه الملفات مع قرب مغادرته وإدارة بايدن.

 

أهداف متعددة لجولة بلينكن

 

يرى د. أمجد أبو العز، الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية، أن جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط تأتي في إطار أهداف متعددة، تعكس محاولات واشنطن للتعامل مع عدة ملفات ملحة ومتشابكة في المنطقة.


الهدف الأول لهذه الجولة، وفق أبو العز، هو محاولة إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتأجيل أي ضربة عسكرية لإيران إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.


ويشير أبو العز إلى أن بلينكن يسعى جاهداً إلى تجنب حدوث تصعيد كبير في المنطقة، قد يؤثر سلباً على إدارة الرئيس جو بايدن في فترة الانتخابات. 


ويرى أن نجاح بلينكن في تأجيل الضربة قد يُعتبر "هدية" لكامالا هاريس، التي تواجه تحديات في حشد الدعم الانتخابي. 


ومع ذلك، يشكك أبو العز في إمكانية قبول نتنياهو بهذا التأجيل، حيث إن الأخير يتمتع بموقف قوي داخل إسرائيل ولن يسمح بتقديم هذا "الانتصار" السياسي للإدارة الأمريكية الديمقراطية.


الهدف الثاني لجولة بلينكن، حسب أبو العز، يتمثل في سعي بلينكن لإبرام صفقة لوقف الحرب في قطاع غزة لمدة 21 يوماً، وذلك في ضوء التطورات الأخيرة، بما في ذلك استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، الذي تعتقد أمريكا وإسرائيل أنه يُعد من العقبات الأساسية أمام التوصل لأي تفاهمات. 


ويعتقد أبو العز أن هناك تقارباً بين حماس وإسرائيل، حول بعض جوانب هذه الصفقة، فيما يشير أبو العز إلى أن هذه الصفقة لن تتم وفق شروط بلينكن بالكامل، لأن كلا الجانبين (حماس وإسرائيل) يسعى إلى فرض شروطه الخاصة وتحقيق مكاسب ميدانية وسياسية قبل التوصل إلى أي اتفاق.


الهدف الثالث لجولة بلينكن، بحسب أبو العز، هو محاولة التنسيق لإبرام هدنة على الجبهة اللبنانية، حيث يواجه جنوب لبنان توتراً متصاعداً نتيجة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.


ويوضح أن الولايات المتحدة تسعى إلى تهدئة هذا التوتر لضمان عدم فتح جبهة جديدة تؤدي إلى توسيع نطاق الحرب في المنطقة، خاصة مع التركيز على غزة وإيران، وبلينكن يدرك أن استقرار الحدود اللبنانية الإسرائيلية يُعد عنصراً مهماً في الحفاظ على الأمن الإقليمي، وبالتالي فهو يعمل على إيجاد صيغة للتهدئة.


ووفق أبو العز، فإن الهدف الرابع والأخير يتمثل في الترويج لخطة بلينكن المتعلقة بـ "اليوم التالي للحرب" لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب.

 

نجاح الجولة يتوقف على التوصل إلى توافق إقليمي ودولي

 

ويشير إلى أن هناك رؤى سياسية مختلفة بين العرب والفلسطينيين والإسرائيليين حول السيناريوهات المستقبلية، وأن جولة بلينكن تهدف إلى فحص إمكانية تطبيق أي من هذه الرؤى على أرض الواقع بالتوافق مع خطته.


ويرى أبو العز أن نجاح بلينكن في تحقيق أي من هذه الأهداف يتوقف على التوصل إلى توافق إقليمي ودولي، وهو أمر قد يكون صعباً في ظل الظروف الراهنة والتعقيدات السياسية والميدانية التي تشهدها المنطقة.

 

اعتبارات داخلية للسياسة الأمريكية

 

يعتقد د. حسين الديك، الكاتب والمحلل السياسي والمتخصص في الشأن الأمريكي، أن جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة في الشرق الأوسط، تأتي في إطار اعتبارات داخلية للسياسة الأمريكية. 


هذه الجولة بحسب الديك، تأتي ضمن سياق الإدارة الأمريكية الحالية التي تواجه فشلاً ذريعاً في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في وقت تماهت فيه الإدارة الأمريكية مع أهداف هذا العدوان وقدمت دعماً سياسياً وعسكرياً إضافياً لحكومة بنيامين نتنياهو.


ووفقاً للديك، فإن بلينكن يسعى من خلال هذه الجولة إلى توجيه ثلاث رسائل رئيسية، الرسالة الأولى موجهة إلى المجتمع الأمريكي والناخبين، مفادها بأن الإدارة الأمريكية ما زالت تولي اهتماماً بملف الصراع العربي الإسرائيلي، وأنها تعمل على وقف الحرب ومحاولة التوصل إلى تفاهمات جديدة قد تفتح مساراً للمفاوضات. 


الرسالة الثانية، بحسب الديك، موجهة إلى الداخل الإسرائيلي، وبالتحديد إلى أسر المحتجزين الإسرائيليين في غزة، لتؤكد أن الولايات المتحدة تسعى لإطلاق سراحهم وتقديم دعم لإسرائيل في هذا السياق.


ويلفت الديك إلى أن الرسالة الثالثة لمغازلة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ويهود أمريكا لاستجلاب أصواتهم، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع تأييد اليهود الأمريكيين للإدارة الديمقراطية، إذ انخفضت نسبة دعمهم من 80% في انتخابات 2020 إلى 65% لصالح كامالا هاريس في الانتخابات المقبلة، ما يعكس حالة من القلق لدى الإدارة الأمريكية الديمقراطية حول خسارة هذا الدعم المؤثر.


ويؤكد أن جولة بلينكن تحمل أيضاً رسائل إلى دول الشرق الأوسط، حيث تهدف إلى طمأنة الحلفاء الإقليميين بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بأمن المنطقة واستقرارها، وذلك في ظل التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران واحتمالات اقتراب تنفيذ ضربة إسرائيلية للمواقع الحيوية الإيرانية. 


ويشير الديك إلى أن هناك تفاهمات بين واشنطن وتل أبيب حول هذه الضربة، إلا أن طموحات بنيامين نتنياهو المعلنة على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، قد تجعل من الصعب التزامه بهذه التفاهمات، ما يُضعف فرص النجاح الدبلوماسي في الوقت الراهن.


ويرى الديك أن من ضمن أهداف جولة بلينكن تأكيد استمرار إمدادات النفط والغاز من المنطقة إلى الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، في ظل ما يمكن أن يسببه التصعيد العسكري مع إيران من ارتفاع في أسعار النفط العالمية وتعطيل طرق التجارة الدولية. 


ويشير الديك إلى أن تأمين هذه الإمدادات يُعد مسألة حيوية لاستقرار الاقتصاد العالمي، خاصة مع احتمالية حدوث أزمة طاقة كبرى إذا ما تم تنفيذ الضربة الإسرائيلية.

 

الحربان على غزة وجنوب لبنان

 

على صعيد قطاع غزة، يشير الديك إلى أن فرص نجاح بلينكن في التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأمريكية ضئيلة، بسبب المواقف المتشددة التي يتبناها اليمين الإسرائيلي وحكومة نتنياهو، التي تريد التوصل إلى تهدئة مؤقتة وتستمر في رفع سقف مطالبها، سواء في غزة أو على جبهة جنوب لبنان. 

ويشير الديك إلى أن اقتراحات نتنياهو لوقف الحرب لمدة أسبوعين مرفوضة من قبل حركة حماس، خاصة إذا لم تشمل انسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.


وفي ما يتعلق بجنوب لبنان، يوضح الديك أن نتنياهو يطالب بأمور خطيرة وكبيرة، حيث يطالب بتعديل القرار 1701 للسماح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية بعد وقف إطلاق النار، كما أنه يعيد إحياء القرار 1559 الذي يدعو إلى نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان، باستثناء الجيش والحكومة اللبنانية. 


هذه المطالب بحسب الديك، تشير إلى تصعيد إسرائيلي على مختلف الجبهات، في ظل تزايد الدعم الشعبي لحزب الليكود وزيادة تأييد معسكر اليمين، ما يعزز موقف نتنياهو المتشدد ويجعل من الصعب تحقيق أي اختراق دبلوماسي في المرحلة الحالية.


في المجمل، يرى الديك أن جولة بلينكن قد تؤدي إلى إطلاق مفاوضات جديدة، لكنها لن تؤدي إلى حلول حقيقية، وستبقى الأزمة مرشحة للتصعيد على المدى القريب.

 

عدم وجود نية أمريكية جادة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني

 

يوضح د. جمال حرفوش، أستاذ مناهج البحث العلمي والدراسات السياسية في جامعة المركز الأكاديمي للأبحاث في البرازيل، أن جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط لا تقتصر على محاولة وقف العدوان أو فتح آفاق سياسية لحل القضية الفلسطينية، بل هي جزء من استراتيجية أمريكا أوسع لتعزيز هيمنتها الإقليمية وترتيب الأوضاع بما يتوافق مع مصالحها ومصالح حلفائها، وعلى رأسهم إسرائيل.


ويبيّن حرفوش أن التصريحات التي أطلقها بلينكن خلال جولاته في المنطقة، واللقاءات التي أجراها، تشير إلى عدم وجود نية جادة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني، بل تهدف هذه التحركات إلى تهدئة الانتقادات الدولية المتزايدة تجاه الولايات المتحدة بسبب موقفها المنحاز لإسرائيل. 


وحسب رأي د. حرفوش، فإن زيارة بلينكن ليست سوى محاولة لحفظ ماء الوجه أمام الضغوط الدولية، فيما يستمر الدعم الأمريكي لإسرائيل دون انقطاع، في ظل غياب أي توجهات حقيقية لإيقاف "حرب الإبادة" ضد الفلسطينيين. 


ويرى حرفوش أن الجولة، بالرغم من مظهرها السياسي، تعزز الواقع القائم دون الاعتراف بالحقوق الأساسية للفلسطينيين، خاصة حقهم في الحياة والأمان.

 

توقيت الجولة يثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية

 

التوقيت الذي اختارته الإدارة الأمريكية لإرسال بلينكن إلى المنطقة، بحسب حرفوش، يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء الزيارة، فهذه الزيارة، التي جاءت في ذروة التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد غزة وتزايد التوترات الإقليمية، قد تكون تمهيداً لتحركات عسكرية أكبر. 


ويعتقد حرفوش أن الولايات المتحدة قد تستغل هذا الوضع لتوجيه ضربة محتملة لإيران، ضمن إطار سياستها الإقليمية الرامية إلى إعادة ترتيب الأوضاع بما يخدم مصالحها. 


ويرى حرفوش أن هذه التحركات ليست سوى إشارات إلى أن واشنطن قد تكون بصدد إشعال المزيد من التوترات في منطقة مليئة بالأزمات أصلًا، مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مع تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني.


ويشير حرفوش إلى أن هذه الزيارة تؤكد استمرار المخططات الأمريكية في المنطقة، التي تركز بالأساس على دعم الاحتلال الإسرائيلي وتثبيت نفوذه على حساب الفلسطينيين. 


ويرى حرفوش أن جولة بلينكن تُعدّ تنفيذاً حرفياً لاستراتيجية أمريكية طويلة الأمد تهدف إلى فرض واقع جديد يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي، دون النظر إلى حقوق الفلسطينيين أو التوجه نحو أي حل سياسي شامل.

 

استخدام قضايا الشرق الأوسط ورقة ضغط في الانتخابات الأمريكية

 

التاريخ، حسب د. حرفوش، يوضح أن الولايات المتحدة غالباً ما تستخدم قضايا الشرق الأوسط كورقة ضغط في الانتخابات الداخلية، ومن هنا يُبرز الجانب الانتخابي كعامل مؤثر في تحركات بلينكن الأخيرة، وتُدرك الإدارات الأمريكية أن تحقيق أي تقدم ملموس في وقف العدوان أو إبرام صفقة سياسية قد يُشكل إنجازاً انتخابياً مهماً للإدارة الأمريكية الحالية. 


لكن في المقابل، يُشير حرفوش إلى أن استمرار دعم إسرائيل، الذي تفرضه مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، يجعل من الصعب وقف العدوان بشكل حقيقي أو الوصول إلى حل جذري للأزمة.


ما نشهده حالياً، بحسب حرفوش، هو مجرد مناورة سياسية تهدف إلى كسب التأييد الانتخابي والالتفاف على اللوبيات المؤثرة، دون نية حقيقية لحل القضية الفلسطينية أو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

 

صرخة استغاثة للمجتمع الدولي لوقف جرائم الإبادة بغزة

 

ويوجه حرفوش صرخة استغاثة إلى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان للتحرك الفوري لوقف "حرب الإبادة الجماعية" التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين بدعم أمريكي وأوروبي مباشر. 


ويعرب حرفوش عن استيائه من الصمت العربي تجاه هذه المجازر، الذي يعتبره علامة على العجز، مشيراً إلى أن هذا العجز  يعمّق من معاناة الفلسطينيين ويفتح الباب لمزيد من الانتهاكات. 


ويدعو حرفوش المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والعمل على وقف سفك الدماء وحماية الفلسطينيين، مشدداً على أن الكرامة الإنسانية والحقوق الفلسطينية يجب أن لا تكون محل مساومة.

 

 

نتنياهو يسعى إلى استغلال هذه الفترة المحدودة لإشعال فتيل حرب إقليمية

 

يوضح الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أن جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة تأتي في إطار ما يصفه بحالة "التلعثم الأمريكي"، حيث يجد البيت الأبيض نفسه محاصراً بضيق الوقت والتحديات المعقدة، خاصة مع توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو تصعيد الأوضاع بشكل كبير قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة. 


ويشير عطا الله إلى أن الإدارة الأمريكية تدرك أن نتنياهو يسعى إلى استغلال هذه الفترة المحدودة لإشعال فتيل حرب إقليمية، وذلك لتحقيق مكاسب سياسية في الداخل الإسرائيلي، إضافة إلى محاولة جر الولايات المتحدة إلى صراع أكبر مع إيران.


ويلفت عطا الله إلى أن المحاولات الأمريكية لتخفيف حدة الرد الإسرائيلي تندرج ضمن إطار جهود واشنطن الرامية إلى تهدئة التوترات، لا سيما في ما يتعلق بلبنان. 


وفي هذا السياق، يرى عطا الله أن واشنطن تسعى لإبرام صفقة من شأنها الحد من التصعيد الإقليمي، فوقف الحرب في غزة قد يؤدي تلقائياً إلى تهدئة الأوضاع في لبنان، مما يجعل احتمالية الرد على إيران أمرًا مشكوكًا فيه. 

 

قدرة الولايات المتحدة على وقف التصعيد في الوقت الحالي محدودة للغاية

 

ومع ذلك، يعتقد عطا الله أن قدرة الولايات المتحدة على وقف هذا التصعيد محدودة للغاية، خاصة في ظل إدراكها بأن قدرتها على التأثير في القرار الإسرائيلي أصبحت ضئيلة.


ويرى عطا الله أن بلينكن، بالرغم من محاولاته، لن يكون قادراً على وقف الحرب، فقد استنفدت إدارة بايدن كل الأدوات المتاحة للضغط على إسرائيل، بما في ذلك الترغيب بنشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية "ثاد"، وكذلك الترهيب عبر التسريبات التي خرجت من وثائق البنتاغون، حيث تشير هذه الوثائق إلى جدية إسرائيل في ضرب إيران، وهي محاولة أمريكية لتخفيف حدة هذا الهجوم المحتمل، فالولايات المتحدة، من خلال تسريب هذه المعلومات، ترسل رسالة إلى إيران تُحذرها بإخلاء المواقع المستهدفة، ما قد يؤدي إلى تقليل حجم الضربة الإسرائيلية، وبالتالي يقلل من احتمالية رد إيران.


ويوضح عطا الله أن هذه التسريبات، التي فتحت تحقيقات داخل الولايات المتحدة حول صحة الوثائق، تؤكد أن المخاوف الأمريكية حقيقية 


لكن، بالرغم من ذلك، يشكك عطا الله في قدرة واشنطن على منع نتنياهو من المضي قدماً في خططه لضرب إيران، فنتنياهو، الذي يرى في هذه الفترة فرصته الأخيرة قبل الانتخابات الأمريكية، يحاول جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، وهو يدرك تماماً أن هذه الفرصة قد لا تتكرر مرة أخرى في حال تغيير الإدارة الأمريكية.

 

نتنياهو يستغل عامل الوقت والضغوط الانتخابية الأمريكية

 

ويُشير عطا الله إلى أن نتنياهو يعتمد في خطته على استغلال عامل الوقت والضغوط الانتخابية الأمريكية، حيث لم يتبقَّ إلا أسبوعان على الانتخابات، ويُقدر الإسرائيليون أن الضربة ضد إيران قد تحدث خلال أيام، وهو ما يضع الإدارة الأمريكية في موقف حرج.


فالأدوات التي تستخدمها واشنطن حالياً، بحسب عطا الله، تظل "أدوات ناعمة" لا تصل إلى مرحلة الإلزام الحقيقي لنتنياهو بالتراجع عن خططه.


من وجهة نظر عطا الله، فإن كل التحركات الأمريكية في هذه الفترة تركز بالأساس على الانتخابات الأمريكية المقبلة، فقد تمكن نتنياهو من جر البيت الأبيض إلى حيث يريد، مستفيداً من استراتيجيتين أساسيتين: إما أن يُجبر الديمقراطيين على الانصياع لبرامجه، أو أن يسهم في إسقاطهم سياسياً، وبالتالي يأتي صديقه المقرب دونالد ترامب الذي سيكون أكثر استعداداً لتنفيذ كل المشاريع الإسرائيلية دون تردد

دلالات

شارك برأيك

زيارة بلينكن في ربع الساعة الأخير لولايته.. تحريك لطبخة الحصى وإعادة التأكيد على صهيونيته التي تسبق دبلوماسيته

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 43 دقيقة

هذا العنوان صحيح مئة بالمئة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 19 أكتوبر 2024 8:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.04

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%17

%83

(مجموع المصوتين 432)