أقلام وأراء

الخميس 17 أكتوبر 2024 11:13 صباحًا - بتوقيت القدس

تأكيد المؤكد: المقاومة اللبنانية بكل عافية

أكد الشيخ نعيم قاسم المؤكد في الميدان قبل الخطاب: حزب الله والمقاومة اللبنانية بكل خير، حتى يمكن القول أن النقاش حول سلامة وضع الحزب وقدرته على استعادة نفسه بعد سلسلة الضربات الموجعة، أصبح وراءنا. ليمتعض الصهاينة، وذلك النفر من اللبنانيين الذي سارعوا لرسم خارطة سياسية للبنان على جثة الحزب المتوهمة. دلائل كثيرة باتت صارخة على صوابية هذا التشخيص.


أولها، إن التصدي بطولي وناجع منذ أكثر من أسبوعين في محاور القتال البري عند الحدود، ليس فقط لم يتمكن الصهاينة من التقدم سوى عشرات الأمتار، وتقدم الجيوش النظامية لا قيمة له في تكتيكات حرب عصابات المقاومة كما هو معروف، بل ويوقع المقاتلون بهم خسائر جدية حتى باتت فرقة آغوز النخبوية ترفع صوتها احتجاجاً على توجيهات قيادتهم لهم في القتال نتيجة خسائرهم.


وثاني تلك الدلائل، هو التطور النوعي في الضربات الصاروخية التي تجاوزت حدود المستوطنات الشمالية ومدنها، لتطال حيفا وتل أبيب ومجمل وسط فلسطين، وبعمليات نوعية أهمها ضربة قاعد الجولاني في بنيامينا التي لم يستفق منها الجيش حتى اللحظة.


أما الدلالة الثالثة، فمشتقة من الدلالتين أعلاه: لا يمكن لكل ما سبق أن يتم دون تعافي تام للقدرة على التخطيط والقيادة والسيطرة والتحكم واتخاذ القرار، فاتخاذ القرار بدخول مرحلة (إيلام العدو) كما أشار قاسم، تعني ضرورة انتظام آليات تنفيذ القرار، وما يتطلبه ذلك من اتصالات وقيادة ميدانية وتحريك للقوى والعديد من الإجراءات، وهذا ما أكدته ضربة بنيامنيا.


هل يعني هذا عودة نتنياهو وفريقه الفاشي عن حساباتهم بالتقتيل والإبادة ورفع السقوف لأعلى ما يمكن؟ استبعد ذلك على المدى المنظور، فقد تأكد عبر سنة من حرب الإبادة، ورغم ما لحق بمجتمع المستوطنين والجيش والمكانة الدولية لدولتهم من أضرار جدية، أن نتنياهو يملك وفريقه نفساً طويلاً في المضي في حرب العدوان والإبادة على الشعبين اللبناني والفلسطيني، وبغض النظر عن الخسائر، خاصة وأنه يستند لتأييد واسع من مجتمع المستوطنين، ومن كافة الأطياف السياسية داخل دولة الإبادة، ولدعم ومساندة ومشاركة أمريكية وأطلسية، ولصمت وتخاذل النطام العربي الرسمي، وكل ذلك عوامل قوة يملكها نتنياهو.


 أما أن يؤدي هذا إلى موجة من إعادة النظر في خطاب العنترية والجعجعة الذي ساد مجتمع المستوطنين بعد الضربات الموجعة للحزب، وتحديداً اغتيال قائده الكبير السيد نصرالله، فهذا ما بدأ فعلاً كما تنقل صحافتهم، وهذا بالتأكيد سيكون له تاثيره، حتى لو ليس قريباً، على قرار حرب الإبادة. بالنهاية الميدان هو مَنْ سيقول كلمته في فرض منطق المقاومة على منطق المستعمِرين. وكما قال ويقول الميدان في غزة قال وسيقول في لبنان.

 لقد بدأ يكتشف العديد من الصهاينة أن جعجعات زعيمهم الذي (طاش على شبر مي)، وأمّلهم بتصفية حزب الله، وإعادة بناء شرق أوسط جديد، ذهبت أدراج الرياح، لا بل وعدهم الشيخ نعيم بالمزيد في خطابه مستلهماً روح القائد الشهيد نصرالله عندما خاطبه: (أمرك نافذ. سنهزمهم).


أما الجيش وكالعادة منذ 7 أكتوبر فليس أمامه إلا تشكيل لجان التحقيق للوقوف على ما ظهر من قدرات الحزب وقوته بعد الضربات الموجعة التي طالته. لقد انتعش الجيش، وتحديداً أجهزة الاستخبارات، أيما انتعاش، وخاصة أنها متّهمة وبقوة بفشلها في 7 أوكتوبر، أما بعد الضربة على بنيامينا فعليهم الإقرار أن هداهد حزب الله لم تكن رحلات سياحية.


يجد البعض في قرارات الجيش، ودولة الإبادة إجمالاً، تشكيل لجان التحقيق دلالة على نهج علمي وعملي يطبع عمل مؤسساتهم، وهذا صحيح تماماً، وصحيح أيضاً أن إعجاب البعض بهذا النهج العلمي والعملي تجاوز حدود القراءة المطلوبة، ليصل لحدود ( المغلوب مولع بتقليد الغالب) حسب مقولة ابن خلدون، ما يصل بهذا البعض لدرجة استدخال الهزيمة والدونية تجاه مجتمع المستوطنين ودولته. 


أما الحقيقة الساطعة فهي أن لجان تحقيقهم باتت علامة بارزة على انتهاء مقولة (الجيش الذي لا يقهر) إضافة لعلائم عديدة، فحزب الله، وإذ شرحت غرفة عملياته تكتيكه بإطلاق الرشقات الصاروخية التشتيتية، ليلحقها بالمسيرات الدقيقة التي أصابت قاعدة الجولاني، أكد فشل الجيش ودفاعاته الجوية، وبالتالي السقوط الجديد للمقولة. 


لقد كان لافتاً في خطاب الشيخ قاسم تلك الإرادة المصممة على القتال، حين أكد بعنفوان (سنهزمهم)، أو حين تحدث عن الوحش الهائج الذي سيقوم الحزب (بإمساكه من رسنه وإعادته للحظيرة). أما دخول مرحلة إيلام العدو فقد بدأها في الضربات الصاروخية النوعية منذ أكثر من اسبوع  وطالت تل أبيب وحيفا، ولافت إعلانه أن كل جغرافية فلسطين باتت في مرمى صواريخ الحزب.


قطعاً إنها مرحلة جديدة يعززها الرد الإسرائيلي القادم على الجمهورية الإسلامية، ورد الجمهورية الذي تؤكده على الرد، ووصفته بالقاسي والموجع، والذي سيطال بنك أهداف معد مسبقاً، ومن هنا يمكن، وبدخول القتال مرحلته الجديدة في لبنان، الحرب المفتوحة بدل الإسناد، تثمين ربط الشيخ قاسم بين لبنان وفلسطين، حين تحدث عن دخول المقاومة على خط الإسناد بعد السابع من أكتوبر (لا يمكن فصل لبنان عن فلسطين، ولا يمكن فصل فلسطين عن الإقليم)، وعليه فتصور وقف النار في لبنان لا يستوي دون وقف العدوان على قطاع غزة، وهذا ما كرره القائد الشهيد نصرالله مراراً حتى آخر خطاب له، وهذا ما كان مؤملاً من الشيخ قاسم إعادة تأكيده.

دلالات

شارك برأيك

تأكيد المؤكد: المقاومة اللبنانية بكل عافية

المزيد في أقلام وأراء

بداية النهاية!

حديث القدس

زيارات هوكشتين وبلينكن.. لزوم ما لا يلزم

راسم عبيدات

استمرار آلة القتل الإسرائيلية دون رادع أو عواقب

سري القدوة

غزة .. بكاء الأطفال والنساء الثكالى وقهر الرجال

بهاء رحال

"سنهزمهم حتى لو كان الله معهم" نتنياهو يتحدى من جديد

سماح خليفة

عام واحد من الحرب أعاد غزة سبعين عاماً إلى الوراء

حديث القدس

المناهج.. نافذة لتعزيز الهوية وحماية التراث الثقافي

د. سارة الشماس

أنا ما هنتُ في وطني

وصال أبو عليا

مشروع سياسي يتغمّس بالدم وتفرش طريقه الإبادة

وسام رفيدي

المجتمع الدولي وفلسطين!!

بقلم: مناضل حنني

تداعيات حرب الإبادة ومخاطر توسيع الصراع

سري القدوة

للأمة المستقبل والانتصار

حمادة فراعنة

بكفّي..!

ابراهيم ملحم

الأردن وتأثره بمحيطه من الدول الملتهبة

كريستين حنا نصر

رسالة المستوطنين لأحفاد الفلسطينيين

رسالة المستوطنين لأحفاد الفلسطينيين

وهم التوصل إلى وقف الحرب

حمادة فراعنة

حملت أختها وهنًا

بهاء رحال

عام على انطلاق بركان السابع من أكتوبر

المحامي أحمد العبيدي

شمال غزة.. صراع البقاء في مواجهة التهجير

فادي أبو بكر

الجريمـة لـن تمـــر

د. مصطفى البرغوثي

أسعار العملات

الأربعاء 23 أكتوبر 2024 8:57 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

يورو / شيكل

بيع 4.08

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.33

شراء 5.3

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 467)