Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 16 أكتوبر 2024 9:25 صباحًا - بتوقيت القدس

بين نصر الله والسنوار

نقل عن السنوار قوله بما معناه: نحن لا نستشهد لكي نذهب إلى الجنة فحسب، فلو كان الأمر كذلك، كنا سنفعل ما يفعله بقية الناس، نصوم ونصلي ونعبد الله، ونعيش سبعين أو ثمانين سنة، وندخل الجنة. وفي هذا فهم متميز، لم نجده عند غالبية أجيال التاريخ الإسلامية، خصوصاً بعد توريث الحكم منذ معاوية.


أما حسن نصر الله، فكأنه قال شيئاً مغايراً لما قاله السنوار، من التأكيد على الاستشهاد والتركيز عليه لدخول الجنة، حين قال: نحن حين ننتصر ننتصر، وحين نستشهد ننتصر. وهو بذلك يحث على محاربة الظلم والعدوان وانتزاع النصر، حتى الاستشهاد. وقد مثّل السيد هذا الفهم خلال مسيرته الجهادية والكفاحية، نموذجاً متقدماً في النقاء والصدق والإرادة منذ نعومة أظفاره، ونأى بنفسه عن الأحزاب السياسية والدينية الشائعة في المنطقة، متأثراً لربما بمقتلة الحسين في كربلاء، وبدا كما لو أنه مستعد لمقارعة الظلم في كل مكان في العالم، مقترباً بذلك من الثائر الأممي تشي جيفارا،" أينما وجد الظلم فذاك هو وطني"، الوصف الذي أطلقه القيادي الفتحاوي عباس زكي على قاسم سليماني يوم اغتياله قبل أربع سنوات من إنه جيفارا الشرق الأوسط.


صحيح أن نصر الله كان "شيخا" من الطائفة الشيعية، وكان يعتمر عمامتها السوداء، إلا أنه لم يكن طائفياً، بل يحث على محاربتها، وكان يجرّم التكفيريين من أبناء كل طائفة، وكان لا يخفي دعوته إلى التعايش مع الجميع، جميع الطوائف، بل جميع الأديان، وجميع الاجناس، وفقا للنص الإلهي "يا أيها الناس، - ليس المسلمين، ولا حتى المؤمنين – إنا خلقناكم من ذكر و أنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل، لتعارفوا – لا لتتحاربوا – أن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وبهذا رأينا كم اقترب نصر الله من العلمانية، خلال مسيرته السياسية كأمين عام للحزب، ودخوله البرلمان والحكومة اللبنانية تحت قيادة رئيس يدين بالدين المسيحي.  


السنوار الذي أصبح رئيساً لحركة حماس، لم يكن شيخاً ذا عمامة بيضاء، فقد خرج من لدن حركة دينية سياسية خلافية واختلافية "الإخوان"، رهنت نفسها في أحضان الملوك والسلاطين، وكانت ترى في نفسها وكيلة لله على الأرض، وأن ليس الدين فقط لله، بل الوطن أيضاً، الذي لا يمكن أن يكون خارج الدين، ووفق منظّر الجماعة سيد قطب، الدين هو الوطن و"الحاكمية لله" وحده .

ومنذ تعاضد المجاهدان، ووضعا يديهما في يدي بعضهما، وقلبيهما في نطاق نبض قلب واحد، وقبل اليدين والقلبين، عقل واحد  ينّحي جانبا لون العمامة، وبقية مناحي الموروث الخلافي، أصبحت إسرائيل الصهيونية، لا اليهودية، تعيش أسوأ كوابيسها، ليس طوفان السابع من أكتوبر فحسب، بل سنة كاملة من الكوابيس. من ذا الذي كان يتوقع أن تقصف في عمقها بمئات الصواريخ اليومية، وهي التي كانت لا تحتمل قصفها بحجر، أحضره ممثلها في الأمم المتحدة جلعاد أردان قبل أشهر قليلة من الطوفان، وقال : من منكم يقبل أن يتلقى حجراً كهذا.

دلالات

شارك برأيك

بين نصر الله والسنوار

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)