Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 13 أكتوبر 2024 1:13 مساءً - بتوقيت القدس

قرية عانين.. نهب الأراضي وعزل مساحات واسعة خلف الجدار وارتفاع البطالة

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

لموقعها الحدودي على خط الهدنة، وطبيعة وتضاريس أراضيها التي تمتد في الداخل، استهدف الاحتلال بشكل دائم أراضي قرية عانين الحدودية والجدارية شمال غرب مدينة جنين، فخلال نكبة عام 1948، التهم وصادر مساحات كبيرة من أراضيها، ومنذ النكسة لم تتوقف عمليات المصادرة والنهب التي تواصلت بعد بناء جدار الفصل العنصري، حتى أصبحت مساحات شاسعة مزروعة بالزيتون وتعتبر مصدر دخل ومعيشة سكانها محاصرة خلف الجدار، وخلال العام الماضي حرم الاحتلال الأهالي من قطف الزيتون، ومع بداية موسم الزيتون الحالي، ما زال مئات المواطنين ينتظرون منحهم تصاريح حتى لا يضيع الموسم، ووسط ذلك كله، تتعرض القرية لاعتداءات وممارسات تعسفية خاصة الحصار الذي رفع معدلات البطالة كون الغالبية العظمى من سكانها مزارعين وعمال. 


ويعبر رئيس المجلس القروي محمد عيسى عن قلق الأهالي المستمر بسبب الممارسات التعسفية اليومية للاحتلال بحق أهالي قريته التي يبلغ تعدادهم وفق احصائيات المجلس القروي 5500 نسمة، ويعتبر قريته الحدودية والمحاصرة مهمشة ومحرومة من الدعم والكثير من حقوقها رغم النداءات والمطالبات المتكررة خاصة لدعم العمال المتضررين بسبب الحرب على غزة .


تبعد قرية عانين 17 كم متر عن مدينة جنين، ويحدها من الشمال قرية الطيبة، والجنوب مستوطنة شاكيد،  ومن الغرب مستوطنة" ميعاميه" ومن الشرقية قرية تعنك وجدار الفصل العنصري الذي اقيم داخل حدودها.


وفي حديثه لـ "القدس"، أوضح رئيس المجلس محمد عيسى، أن المطامع الاسرائيلية بقريته وأراضيها قديمة ومنذ بداية نكبة عام 1948، فقبلها كانت مساحتها التاريخية 47 ألف دونم، وخلال النكبة، سارع الاحتلال لسرقة ومصادرة 30 ألف دونم، ويقول "هذه السياسات دمرت الحياة ومصدر معيشة الأهالي في مجال  الزراعة لما تميزت به أراضيها من خصوبة وموقع استراتيجي، وبعد بناء جدار الفصل العنصري، ولم يتوقف الاحتلال عن مضايقاته وخططه الاستيطانية التي تهدف للضم ومصادرة الأرض بشكل تدريجي"، وأضاف "الجدار شكل كارثة كبيرة للقرية، فقد عزل 11600 دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، ومنع الاحتلال المزارعين من الوصول إليها إلا بموجب تصاريح رسمية ومحددة ووفق نظام مدمر، وخلال العام الماضي حرم المزارعين من قطف الزيتون وخسروا الموسم بشكل كامل ".


 في نفس الوقت، واجه أهالي عانين معاناة كبيرة طالت جميع المزارعين الذين تقع أراضيهم بمحاذاة جدار الفصل العنصري من جهة القرية، وأوضح عيسى، أن أراضي زراعية بمساحة 1200 دونم يملكها اصحابها بقواشين وأوراق ثبوتية، مغلقة ويمنع الاقتراب منها ودخولها لمحاذاتها للجدار، وقد تكبد اصحابها خسائر فادحة ولم يعوضهم أحد "، وأضاف " الاحتلال يرصد هذه المنطقة بشكل كامل، ويمارس سياسات تعسفية بحق رعاة الماشية والمزارعين من ملاحقة واحتجاز وقمع وتنكيل، وقد أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي على المواطن معتصم فواز مصطفى عيسى قبل سنوات خلال رعايته الماشية في ارضه واستشهد ، كرسالة تهديد للمواطنين والمزارعين ".


وتخيم أجواء القلق والخوف لدى المزارعين منذ بداية موسم الزيتون الحالي، مع عدم اصدار الاحتلال للتصاريح التي تسمح لهم بالوصول لاراضيهم وقطف ثمار الزيتون ، ويقول عيسى " عن طريق الارتباط الفلسطيني تم التنسيق، من اجل منحنا تصاريح للمزارعين لقطاف الزيتون لهذا العام،  ولازلنا ننتظر الرد والموافقة، علماً أن اراضينا الزراعية خلف الجدار تعتبر السلة الغذائية لاهالي القرية ".


بوابة 214 ..

بعد اكتمال بناء جدار الفصل العنصري داخل حدود أراضي القرية، نصب الاحتلال حاجزاً عسكرياً ثابتاً يعرف باسم البوابة 214، والتي تعتبر مصدر معاناة كبيرة للمزارعين وملاك الأراضي المعزولة، فالجنود يتحكمون بحياة وحركة المزارعين حتى رغم حصولهم على تصاريح ، ويقول عيسى "الدخول والخروج عبر البوابة كارثة ونكسة كبيرة وخطيرة في ظل الممارسات التعسفية من احتجاز المواطنين في طوابير طويلة من الانتظار لساعات طويلة في الصيف والشتاء، وسط الاهانة والتفتيش، وأحياناً يمنع حتى حملة التصريح من المرور دون سبب، وحالياً ننتظر ان تفتتح البوابة للعمل في الداخل وقطف ثمار الزيتون حتى لا نخسر الموسم ".


ممارسات تعسفية ..

وذكر رئيس المجلس أن الاحتلال يمارس سياسات تعسفية للتنغيص على الأهالي والتضييق عليهم حتى داخل حدود القرية والمناطق البعيدة عن الجدار، ومن أخطرها كما يوضح، أسلوب مصادرة المنازل وتحويلها لثكنة عسكرية وفرض اجراءات قهرية بحق سكانها دون معرفة الاسباب، ويقول "في الفترة الأخيرة وحتى اليوم، يقوم الاحتلال باقتحام القرية ومداهمة المنازل واحتلالها وتحويلها لثكنة عسكرية متنقلة، ومنذ أسبوع والجنود يتنقلون من منزل لآخر دون مراعاة اوضاع ومعيشة الناس"، ويضيف "الاحتلال يسيطر على المنزل المستهدف ويتعامل باساليب غير إنسانية مع سكانها ثم يطردهم ويرغمهم على مغادرتها حتى نهاية العملية واخلاء الثكنة مما يسبب معاناة رهيبة لهم خاصة أن الأسر المستهدفة ليس لها مأوى آخر"، ويكمل "استمرار وجود الثكنة دون معرفة الاسباب وطرد سكانها، وحملات المداهمة الليلة التي يرافقها اطلاق النار، تحولت لكوابيس رعب للاهالي".


الخنازير البرية ..

واشتكى أهالي عانين من اقدام الاحتلال على اطلاق الخنازير البرية من بوابة الجدار لقريتهم، مما يشكل خطراً على حياة القرويين، ويوضح عيسى أن الخنازير تهاجم المحاصيل الزراعية وتدمرها وتكبد المزارعين خسائر فادحة، كما تثير الرعب والهلع لدى المواطنين خاصة الأطفال الذين يعيشون حالة حظر تجول ويحرمون من مغادرة منازلهم طوال الليل لخوفهم من الخنازير المتوحشة التي تنتشر على نطاق واسع وفشلت كافة محاولات القضاء عليها .


البطالة والمعاناة ..

سياسات الاحتلال بحق الأرض والزراعة، دفعت الكثير من المواطنين للتوجه للعمالة خاصة في الداخل، وقد خسروا اعمالهم بسبب القيود والحصار الذي فرضه الاحتلال بعد الحرب على غزة، ويرى عيسى أن قطاع العمالة يعتبر فئة مهمشة ومدمرة منذ الحرب، فغالبية المواطنين في قرية عانين كانوا يعملون بشكل متواصل في الداخل، ولكن بعد الحرب أصبحوا عاطلين عن العمل وعاجزين عن إعالة أسرهم ولا يوجد لهم مصدر دخل أخر، وأضاف "طالبنا ونطالب الحكومة الفلسطينية وكافة الوزارات والمؤسسات ، بالاهتمام بعمال قريتنا والوقوف لجانبهم ودعمهم وتوفير مشاريع لحمايتهم من الفقر والعوز والبطالة".


وذكر عيسى أن قريته مهمشة ولا تحظى بالدعم والمشاريع، فهي بحاجة لبرامج وخطط كالتي تنفذها الحكومة في المناطق الحدودية والجدارية للنهوض والتنمية وتعزيز صمود الناس، كما تحتاج القرية لمشروع اعادة تأهيل الشارع الرئيسي ومدخل القرية لرفع كاهل المعاناة عن المواطنين.


صور أخرى ..

وذكر عيسى أن الاحتلال يقيد حركة البناء والتوسع العمراني في القرية، ويمنع البناء خاصة في الأراضي التي تقع قبالة المستوطنة وجدار الفصل العنصري، مبيناً أن المضايقات متعددة ومستمرة على المواطنين، ومنها مصادرة المعدات الزراعية والبايجر وادوات البناء، لانهم يمنعون البناء بشكل كامل في عدة مناطق، والهدف كما يقول "تشريد الناس وتحويل حياتهم لمعاناة لطردهم وتسهيل مصادرة أراضينا"، وأضاف " نطالب الرئيس أبو مازن بإصدار تعليماته لكافة الوزارات المعنية، لادراج قريتنا المهمشة والمنكوبة ضمن اولوياتها وخططها، ودعمها بالمشاريع  المهمة والحيوية لإفشال مخططات الاحتلال، فنحن صامدين وثابتين ونقاوم لوحدنا ويجب على الجميع دعمنا بكل الطرق".


دلالات

شارك برأيك

قرية عانين.. نهب الأراضي وعزل مساحات واسعة خلف الجدار وارتفاع البطالة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)