Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 25 أبريل 2025 9:50 مساءً - بتوقيت القدس

المستوطنون يصعدون اعتداءاتهم..والمواجهة معهم مسألة وقت

د. أحمد رفيق عوض: حرب استيطانية مكثفة تهدف إلىضم الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين دون إعلانرسمي

عبد الله أبو رحمة: تشكيل لجان حماية شعبية لمواجهةالمستوطنين أمر مهم لأن التصدي الجماعي كلفته أقلضرراً من السكوت والخنوع

هاني أبو السباع: حكومة نتنياهو تدعم حملة استيطانية"جنونية" لتهجير الفلسطينيين من الضفة مستغلة الصمت الدولي

د. تمارا حداد: الصمت الدولي يشجع المستوطنين علىارتكاب انتهاكات أكثر تنظيمًا وتطرفًا وخلق حالة تعزلفيها القرى وتعزيز فكرة التهجير القسري

سليمان بشارات: الفكر الأيديولوجي المتطرفللمستوطنين المدعوم سياسيًا يجعل المواجهة معهم مسألةوقت

نزار نزال: ثمة حاجة لتبني استراتيجية وطنية موحدةتستفيد من الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيليوالتوجه نحو العمق العربي

 

في ظل تصاعد غير مسبوق لوتيرة الاستيطان الإسرائيليفي الضفة الغربية، تتكشف معالم سياسة ممنهجة تهدفإلى تهجير الفلسطينيين وفرض واقع الضم الزاحف دونإعلان رسمي.  

ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون ومسؤولونفي أحاديث منفصلة مع "القدس"، أن الهجمات المتكررةالتي ينفذها المستوطنون وتصاعدها خلال الفترة الأخيرةبدعم مباشر من الحكومة الإسرائيلية، تجاوزت حدودالاعتداءات الفردية لتتحول إلى أدوات تنفيذية لخطةسياسية متكاملة، تستهدف إعادة تشكيل الجغرافياوالديموغرافيا الفلسطينية.

ويوضحون ان هناك تصاعدا في مصادرة واسعةللأراضي، وتشريع بؤر استيطانية جديدة، إلى جانبتصاعد ظاهرة "الاستيطان الرعوي" الذي يحتكرمساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية لمصلحة عددمحدود من المستوطنين، ضمن نمط جديد يهدف إلىتهجير القرى المحيطة وخلق بيئة طاردة لسكانها. 

ويلفتون إلى أن هذه السياسات تترافق مع تواطؤالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي باتت تؤمّن الحمايةلميليشيات المستوطنين وتُسهّل عمليات الهدم والتجريف.

في المقابل، يؤكد الكتاب والمحللون والمختصونوالمسؤولون أن الموقف الدولي شهد تراجعًا ملحوظًا، حيثتبدو ردود الأفعال الغربية شكلية، تفتقر إلى أدوات ردعحقيقية، مما يعزز شعور المستوطنين بالإفلات من العقاب. 

ويؤكدون أن هذا الصمت الدولي، إلى جانب الفتورالعربي، يسهم في تسريع تنفيذ مخططات التهجير، فيماتتزايد أهمية تفعيل الفلسطينيين لدورهم بصمود منظموتفعيل المقاومة الشعبية، إلى جانب تحرك قانونيودبلوماسي عاجل لفضح هذه السياسات ووضع حدلـ"الحرب الاستيطانية المفتوحة".

 

تصاعد غير مسبوق في وتيرة الاستيطان

 

ويحذر الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض منتصاعد غير مسبوق في وتيرة الاستيطان الإسرائيلي فيالضفة الغربية منذ عام 2023، واصفًا ما يجري بأنه "حرباستيطانية" تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وضمالأراضي بشكل فعلي، حتى دون إعلان رسمي. 

ويلفت عوض إلى أن الحكومة الإسرائيلية الاستيطانيةالحالية صادرت خلال 19 شهراً أراضي تعادل ما تمتمصادرته خلال العشرين عامًا الماضية، إلى جانب تشريع28 بؤرة استيطانية وتعميق نمط جديد يُعرفبـ"الاستيطان الرعوي"، الذي يعتمد على تخصيصمساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية لمستوطن أواثنين فقط. 

ويؤكد عوض أن قادة المستوطنين يستغلون وجودهم في الحكومة الإسرائيلية لخلق مليشيات استيطانية مدعومةبالأسلحة والسيارات والحماية القانونية، مع تعديل البنيةالقانونية لتسريع عمليات المصادرة والبناء والهدم. 

ويوضح عوض أن عنف المستوطنين أصبح السببالرئيس لتهجير الفلسطينيين، متجاوزًا في تأثيرهالإجراءات الرسمية لجيش الاحتلال أو الإدارة المدنيةالإسرائيلية.

ويشير عوض إلى أن هذه السياسات تدعمها ميزانياتحكومية إسرائيلية وبنية قانونية وبيروقراطية تهدف إلىتسهيل السيطرة على الأراضي وطرد السكان. 

 

المجتمع الدولي صامت إزاء الانتهاكات الإسرائيلية

وينتقد عوض صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات،مشيرًا إلى أن الإدانات الأوروبية والأمريكية تظل شكليةوغير مدعومة بآليات عقابية فعالة، فعلى سبيل المثال، تمرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على بعض المستوطنين،كما أن مقاطعة منتجات المستوطنات لم تترجم إلىإجراءات ملموسة. 

ويؤكد عوض أن استقبال زعماء المستوطنين في عدد منعواصم العالم يعزز شعورهم بالإفلات من العقاب، ممايمنحهم حرية التصرف دون ضوابط.

ونوه عوض إلى أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى"السيناريو الأسوأ"، حيث يتحقق ضم الضفة الغربيةفعليًا عبر المصادرات المكثفة وتهجير الفلسطينيين وتوسعالاستيطان بكل أشكاله. 

ويدعو عوض الفلسطينيين إلى الصمود والتصديبحكمة، مع اختيار أدوات المواجهة بعناية لتجنب المخاطرغير المحسوبة. 

 

فضح الاستيطان ونزع شرعيته

 

ويطالب عوض السلطة الفلسطينية بإعادة تعريفعلاقاتها مع إسرائيل، والتوجه إلى المؤسسات الدوليةلفضح الاستيطان ونزع شرعيته. 

ويدعو عوض الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم ضدالاستيطان، ووضع محاذير برفض استقبال زعماءالمستوطنين أو التعامل معهم، مؤكدًا أن السلوكياتالمحبطة لبعض الأطراف العربية لا تخدم قضية التسويةأو العدالة.

ويؤكد عوض أن غياب العقوبات الدولية الجدية ضدالحكومة الإسرائيلية والمستوطنين يعزز من قدرتهم علىتنفيذ مخططاتهم دون رادع، مما يستدعي تحركًافلسطينيًا وعربيًا ودوليًا عاجلًا لوقف هذه الحربالاستيطانية.

 

اعتداءات تهدف إلى تنفيذ خطة "الحسم"

 

من جانبه، يحذر مدير عام دائرة العمل الشعبي في هيئةمقاومة الجدار والاستيطان، عبد الله أبو رحمة، من تصاعدخطير في حرب المستوطنين الإسرائيليين على القرىالفلسطينية في الضفة الغربية، مؤكداً أن هذه الاعتداءاتتهدف إلى تنفيذ خطة "الحسم" التي طرحها الوزيرالإسرائيلي بيتسلئيل سموتريتش، بدعم من الحكومةاليمينية المتطرفة.

ويشير أبو رحمة إلى أن هذه الهجمات، التي تشمل سرقةالأغنام، وحرق الممتلكات، وتدمير المحاصيل، وتقطيعالأشجار، وتجريف الأراضي، تُمارس بشكل يومي وعلني،وغالباً بحضور الجيش والشرطة الإسرائيلية، مما يكشفتواطؤ المؤسسات الرسمية. 

ويوضح أبو رحمة أن الانتهاكات تتزايد مؤخراً بشكلواضح في مناطق مثل سنجل، وأم صفا، ومسافر يطا،محيط نابلس، وجنوب الضفة، حيث تُنفذ عمليات السرقةفي وضح النهار أمام أصحاب الأملاك، وأحياناً برفقةقوات الاحتلال. 

ويؤكد أبو رحمة أن هذه الاعتداءات ليست عفوية، بل جزءمن استراتيجية تهدف إلى زعزعة استقرار الفلسطينيينوخلق بيئة طاردة تجبرهم على الرحيل. 

 

خيارات سموتريتش: الهجرة أو الخضوع أو الموت

 

ويشير أبو رحمة إلى أن سموتريتش حدد ثلاثة خياراتللفلسطينيين: الهجرة، أو الخضوع كخدم للإسرائيليين،أو الموت، مما يكشف الهدف الأساسي وهو التهجيرالداخلي أو الخارجي.

ويوضح أبو رحمة أن السياسات الإسرائيلية تشمل إغلاقالطرق ونشر أكثر من 900 حاجز، مما يفاقم معاناةالفلسطينيين اليومية. 

وبحسب أبو رحمة، فإن هذه الحواجز تجبر المواطنينعلى إنفاق مبالغ أكبر، واستنزاف وقتهم في البحث عنطرق بديلة، وتعرض حياتهم للخطر، مما يدفع الكثيرينللنزوح من القرى والتجمعات البدوية إلى مراكز المدنبحثاً عن الأمان. 

ويشير أبو رحمة إلى أن قرى استراتيجية مثل أم صفاوسنجل، الواقعة بين تجمعات استيطانية وطرقالمستوطنين، تتعرض لضغوط متزايدة لإجبار سكانهاعلى الهجرة.

ويحذر أبو رحمة من خفوت الصوت الدولي إزاء هذهالانتهاكات، مشيراً إلى أن تركيز العالم على المجازر فيغزة قلل من الاهتمام بالضفة الغربية، رغم خطورة مايحدث، بما في ذلك عمليات التهجير في مخيمات جنين،ونور شمس، وطولكرم. 

ويرجع أبو رحمة هذا التراجع جزئياً إلى سياسات الرئيسالأمريكي دونالد ترامب، التي دفعت الدول للانشغالبمشاكلها الاقتصادية والسياسية، مما أضعف التضامنالدولي مع القضية الفلسطينية. 

ويؤكد أبو رحمة أن التقارير الدبلوماسية التي كانت تُرفعسابقاً لم تعد تجد استجابة، مما يعكس حالة من اليأسواللامبالاة.

 

الحاجة لتحرك دولي عاجل ومعاقبة إسرائيل

 

ويدعو أبو رحمة إلى تحرك دولي عاجل يتضمن فرضعقوبات، مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، معتفعيل دور منظمات حقوق الإنسان والمحاكم الدوليةلإصدار قرارات تنفيذية، وليس مجرد إدانات شكلية.

وعلى الصعيد العربي، يطالب أبو رحمة بتقديم دعم ماليومادي لتعزيز صمود الفلسطينيين، مؤكداً أن البقاء علىالأرض هو "ذروة المقاومة" في ظل غياب القدرة علىالمواجهة العسكرية. وأشار إلى أن الوجود الفلسطيني هوالسلاح الأقوى لإفشال مخططات التهجير. 

وعلى الصعيد المحلي، يشدد أبو رحمة على ضرورةتوحيد الجهود الفلسطينية وتفعيل المقاومة الشعبية لدعمالقرى والتجمعات البدوية. 

ويدعو أبو رحمة إلى تشكيل لجان حماية شعبية لمواجهةميليشيات المستوطنين، مؤكداً أن التصدي الجماعيلهجمات المستوطنين، رغم كلفته الباهظة، أقل ضرراً منالسكوت والخنوع. 

ويوضح أبو رحمة أن استسلام الفلسطينيين سيحققأهداف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بالتهجير، بينمايمكن للتصدي المنظم أن يفشل هذه المخططات ويحفزالحراك الدولي.

ويدعو أبو رحمة إلى تنظيم فعاليات ومسيرات شعبية فيالمناطق الريفية وليس فقط في المدن، مع تعزيز الدعمالعربي مادياً وسياسياً، مؤكداً أن توحيد الجهودالفلسطينية ورفض سياسات الاحتلال سيعززان فرصإعادة إحياء التضامن الدولي وإفشال مخططات التهجيرالإسرائيلية، مشدداً على أن الفرقة تجعل الفلسطينيينلقمة سائغة في استهداف المستوطنين لهم.

 

اعتداءات تطال شريحة واسعة من الفلسطينيين

 

بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأنالإسرائيلي هاني أبو السباع أن التصاعد غير المسبوقفي اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيينفي الضفة الغربية، هو بسبب أنها مدعومة بشكل مباشرمن حكومة بنيامين نتنياهو. 

ويشير أبو السباع إلى أن هذه الاعتداءات، التي تطالشريحة واسعة من الفلسطينيين، تأتي في إطار سياسةاستيطانية "جنونية" تهدف إلى تهجير السكان وضمالأراضي، مستغلة تراجع الدعم الدولي للقضيةالفلسطينية والصمت والخذلان للقضية الفلسطينية.

ويوضح أبو السباع أن وزير المالية الإسرائيلي بيتسلئيلسموتريتش يقدم دعمًا غير مسبوق للمستوطنين، منخلال طرح عطاءات لتوسيع ثلاث تجمعات استيطانية،وتزويد المستوطنين المتطرفين بمركبات مجهزة لتضاريسالجبال، تُستخدم يوميًا في الاعتداء على المزارعينالفلسطينيين. 

ويؤكد أبو السباع أن هذه السياسات تصاعدت بشكلملحوظ بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على جبهاتالقتال، مما أطلق العنان لمصادرات أراضٍ واسعة، وإنشاءبؤر استيطانية جديدة، وتكثيف هدم المنازل الفلسطينيةبوتيرة غير مسبوقة، في محاولة واضحة لترحيل السكانقسريًا.

ويشير أبو السباع إلى تصريحات الرئيس محمود عباسوتحذيره من أن الشعب الفلسطيني يواجه "نكبة جديدة" تُرتكب أمام العالم، في ظل تراجع الدعم الدولي بسببسياسات الرئيس الأمريكي الجديدة التي أثارت مخاوفاقتصادية وسياسية، مما دفع دول العالم للانشغالبقضاياها الداخلية. 

ويلفت أبو السباع إلى موجة ملاحقات في بعض الدولالعربية تستهدف مناصري القضية الفلسطينية، ما يفاقمشعور الفلسطينيين بالعزلة.

ويؤكد أبو السباع أن عنف المستوطنين قد يشتد في الفترةالمقبلة، بهدف تفريغ مناطق شاسعة من سكانها وتوسيعالاستيطان الرعوي على حساب الأراضي الفلسطينية. 

 

خشية من تكرار حادثة حرق عائلة دوابشة

 

ويستذكر أبو السباع حادثة حرق عائلة دوابشة، التيهزت العالم، ليبرز تواطؤ المحاكم الإسرائيلية التي تبرئالمستوطنين المعتدين على ممتلكات الفلسطينيين، ممايعزز إفلاتهم من العقاب.

ويدعو أبو السباع الشعب الفلسطيني إلى الوحدةوالتكاتف لمواجهة هذه الاعتداءات، التي كان آخرها هجوممساء الأربعاء في بلدة سنجل. 

وعلى الصعيد الرسمي، يطالب أبو السباع السلطةالفلسطينية بتفعيل دور سفرائها حول العالم لفضح جرائمالاحتلال، والتوجه إلى الهيئات الدولية للمطالبةبالمحاسبة. 

ويشير أبو السباع إلى أن الاحتلال يسعى لشطب ملفاترمزية، مثل إغلاق مدارس وكالة الغوث في القدس ونسفالخيام الفلسطينية، في محاولة لمحو الشواهد الحيةللاحتلال.

ويؤكد أبو السباع على تمسك الفلسطينيين بأرضهم،قائلًا: "لن نغادر، من وصل أخيرًا فليغادر أولًا"، مشددًاعلى أن صمود الشعب الفلسطيني هو الرد الأقوى علىمحاولات التهجير والاستيطان. 

ويشدد أبو السباع على أن التصعيد الاستيطاني يتطلبتحركًا دوليًا وعربيًا عاجلًا لوقف هذه الجرائم ودعم الحقالفلسطيني في الأرض والوجود.

 

اعتداءات المستوطنين ليست أعمالاً فردية

 

من جهتها، تقول الكاتبة والباحثة السياسية د. تمارا حدادإن التصاعد الخطير في اعتداءات المستوطنينالإسرائيليين على القرى الفلسطينية في الضفة الغربيةيأتي في سياق الدعم السياسي المباشر الذي يتلقاهالمستوطنون من حكومة بنيامين نتنياهو، وبالأخص منالوزيرين إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش. 

وتؤكد حداد أن هذه الاعتداءات ليست مجرد أعمال فردية،بل تمثل ذراعًا ممتدة لسياسات اليمين المتطرف الحاكمالذي يؤمن بضرورة ضم الضفة الغربية، التي يطلقونعليها "يهودا والسامرة"، إلى إسرائيل.

وتوضح حداد أن نتنياهو وبن غفير وسموتريتشيمنحون المستوطنين الجرأة والتعليمات اللازمة لمواصلةانتهاكاتهم، مما ينعكس في مصادرة الأراضي، حرقالمحاصيل والمواشي، هدم المنازل، وتدمير مصادر رزقالفلسطينيين، خاصة في المناطق الرعوية التي تعتمدعلى الزراعة وتربية المواشي. 

وتشير حداد إلى أن هذه الممارسات أدت إلى تصاعدتهجير قسري لسكان القرى في كثير من مناطق الضفةالغربية، بهدف توسيع نفوذ المستوطنات على حسابالأراضي الفلسطينية. 

وترى حداد أن سموتريتش أعلن أن عام 2025 سيكون"عام الاستيطان والحسم"، مما يعكس استراتيجية تهدفإلى تعزيز الأغلبية اليهودية على حساب الوجودالديموغرافي الفلسطيني.

وتشير حداد إلى مصادرة أكثر من 14% من أراضي الضفةالغربية تحت مسمى "أراضي زراعية" تُستخدم لبناءمشاريع طاقة وتوسيع الاستيطان، بدعم مباشر منالمستوطنين كذراع لجيش الاحتلال. 

وتؤكد حداد أن غياب المحاسبة الدولية وصمت المجتمعالدولي يعمقان شعور الفلسطينيين بالخذلان، مما يدفعهمنحو الاعتماد على الذات، ويؤدي إلى تصاعد المواجهة معالمستوطنين وجيش الاحتلال. 

 

مسؤولية السلطة في دعم صمود المواطنين

 

وترى حداد أن الصمت الدولي يشجع المستوطنين علىارتكاب انتهاكات أكثر تنظيمًا وتطرفًا، مما يخلق حالة منالفوضى في القرى ويعزلها عن بعضها، ويعزز فكرةالتهجير القسري.

وتوضح حداد أن هذه السياسات تزيد من معدلات الفقروالبطالة، وتضغط على البنية الاجتماعية للمجتمعاتالقروية والرعوية، مما يجعل الحياة مستحيلة في ظلغياب الحماية من الفصائل الفلسطينية أو السلطة. 

وتدعو حداد السلطة الفلسطينية إلى لعب دور فعال فيدعم صمود المواطنين عبر تقديم دعم اقتصادي، إعادةتأهيل البنية التحتية، واستصلاح الأراضي المتضررة. 

وتطالب حداد بوضع خطة إعلامية فلسطينية منهجيةلكسر الصمت الدولي، والتحرك دبلوماسيًا وقانونيًالمحاسبة المستوطنين.

وتشدد حداد على ضرورة إنشاء لجان شعبية لحمايةالمواطنين ذاتيًا، وتوثيق الانتهاكات لتقديمها إلى الجهاتالدولية. 

وتؤكد حداد على أن استمرار الصمت الدولي وغيابالمحاسبة سيؤديان إلى توسع رقعة المواجهات، وربماتصاعد المقاومة الشعبية في مناطق أوسع، مما ينذربمزيد من التصعيد في الضفة الغربية إذا لم يتم اتخاذإجراءات عاجلة.

 

المستوطنون الذراع التنفيذية لحكومة الاحتلال

 

الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات يقول أإنمجموعات المستوطنين في الضفة الغربية أصبحت الذراعالتنفيذية للسياسات الإسرائيلية، منفذةً بشكل مباشرأجندات الحكومة الرسمية بقيادة وزراء متطرفين مثلإيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش. 

ويوضح بشارات أن الحكومة الإسرائيلية توفرللمستوطنين كافة الموارد المالية واللوجستية لتكثيفاعتداءاتهم، فيما تحولت المؤسسة العسكرية الإسرائيليةمن دور رقابي إلى حماية كاملة للمستوطنين، مما يعززوتيرة الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

ويشير بشارات إلى أن الجيش الإسرائيلي، الذي كانيحاول سابقًا الحد من اعتداءات المستوطنين، بات يرافقويحمي هذه المجموعات أثناء تنفيذها عمليات التجريف،واقتلاع الأشجار، والاعتداءات المباشرة، والتهويل علىالفلسطينيين. 

ويؤكد بشارات أن هذا الأمر يكشف بوضوح أنالمستوطنين سيصبحون أكثر سرعة وتأثيرًا في تنفيذالسياسات الإسرائيلية خلال المرحلة المقبلة، مما يزيد منمعاناة الفلسطينيين.

ويوضح بشارات أن اعتداءات المستوطنين مدفوعة بخطابأيديولوجي متطرف يتطابق مع خطاب الحكومةالإسرائيلية، والذي يهدف إلى القضاء على الوجودالفلسطيني. 

ويؤكد بشارات أن هذا التطابق يعزز نزعة فاشية تهدف إماإلى إجبار الفلسطينيين على الاستسلام للواقعالاستيطاني والاحتلال، أو تهجيرهم. 

ويحدد بشارات مرحلتين للتهجير: الأولى داخلية، حيثيُجبر الفلسطينيون على النزوح من القرى المحيطةبالمستوطنات إلى مراكز المدن بحثًا عن الحماية؛ والثانيةخارجية، عبر التضييق على الحياة في المدن وتقطيعأوصال التجمعات السكانية، مما يدفع الفلسطينيينللهجرة خارج فلسطين بحثًا عن الأمان والرزق.

 

إعادة تقييم الأدوات والخطابات الفلسطينية

 

ويحذر بشارات من أن استمرار هذه السياسات، وسطصمت إقليمي ودولي، سيؤدي إلى مواجهة حتمية معالمستوطنين، قد لا تحدث اليوم لكنها تقترب بفعل تصاعدالانتهاكات وانغلاق أفق الحلول.

ويؤكد بشارات أن الفكر الأيديولوجي المتطرفللمستوطنين، المدعوم سياسيًا، يجعل هذه المواجهة معهممسألة وقت.

ويدعو بشارات إلى إعادة تقييم الأدوات والخطاباتالفلسطينية لمواجهة هذا الخطر، مؤكدًا أن المستوطنينليسوا منعزلين بل جزء من سياسة إسرائيلية متكاملة. 

ويطالب بشارات القيادات والأحزاب الفلسطينية بتطويربرامج سياسية تعامل المستوطنين كأداة لأجنداتالاحتلال. 

وعلى الصعيد العربي والإسلامي، يدعو بشارات إلىموقف داعم اقتصاديًا وسياسيًا وإعلاميًا، محذرًا من أناستهداف الفلسطينيين سيؤثر على الحالة العربيةوالإسلامية برمتها، مؤكدا أن الصمت العربي لن يخدم أيطرف إقليمي.

ويشدد بشارات على ضرورة تغيير الخطاب الفلسطينيدوليًا، ليكون موحدًا ومركزًا على تعزيز الضغط العالميلوقف سياسات الاحتلال والمستوطنين. 

ويؤكد بشارات أن الانقسامات الداخلية تضعف الوحدةالوطنية، داعيًا إلى خطاب سياسي يعزز التضامنويخاطب العالم بفعالية لفضح الانتهاكات والدفاع عنالحق الفلسطيني.

 

 

خشية من سيناريوهات مشابهة لنكبة 1948

 

ويحذر الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي وقضاياالصراع، نزار نزال، من سياسة جديدة تتبناها الحكومةالإسرائيلية "حكومة المستوطنين"، لدعم ميليشياتالمستوطنين في الضفة الغربية، مؤكداً أن اعتداءاتهمليست تصرفات فردية، بل تنفيذ لسياسات رسمية يقودهاوزراء متطرفون مثل بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بنغفير. 

ويشير نزال إلى أن هجمات المستوطنين باتت تستهدفمدناً كبرى مثل البيرة، وليس فقط التجمعات الريفيةالصغيرة، مما يكشف نية إسرائيل فرض واقع استيطانيجديد.

ويوضح نزال أن هذه الهجمات تهدف إلى تهجيرالفلسطينيين عبر تدمير ممتلكاتهم، حرق محاصيلهم،وتنغيص حياتهم، مستندة إلى خطة لاستجلاب مليونو200 ألف مستوطن يهودي إلى الضفة الغربية. 

ويؤكد نزال أن هذه السياسة تنسف قرارات مجلس الأمنالدولي، خاصة تلك التي تجرم التغيير الديموغرافي،وتعكس قناعة إسرائيل بأن الوجود الاستيطاني يمنع"الإرهاب الفلسطيني". 

ويتوقع نزال تصاعد الهجمات على التجمعات السكانية،محذراً من سيناريوهات مشابهة لنكبة 1948، تشمل القتلالجماعي والتهجير القسري.

ويؤكد نزال أن الصمت الدولي المريب، خاصة من الولاياتالمتحدة وأوروبا يعكس دعماً غير محدود لإسرائيل وتنكراًلحقوق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذا الصمت يعززانتشار المستوطنات، مما يفرض واقعاً يجبر الفلسطينيينعلى القبول بالاحتلال أو الهجرة. 

 

تكثيف المقاومة الشعبية

 

ويرفض نزال فكرة أن يصبح الفلسطينيون "هنوداً حمراً" يتلاشون، مؤكداً أنهم لن يقبلوا بتكرار سيناريو النكبة أوالتخلي عن أرضهم.

ويدعو نزال الفلسطينيين إلى تبني استراتيجية وطنيةموحدة، تستفيد من الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيليوالنخب السياسية والعسكرية. 

ويشير نزال إلى أن تكثيف المقاومة الشعبية عبر أدواتمثل العصيان المدني، الاعتصامات، والانتفاضات،مستلهمة نظريات التحرر الوطني أمر مهم للتصديلمخططات الاستيطان.

ولتعزيز التصدي لعدوان المستوطنين ومخططاتهم، يطالبنزال بالتوجه نحو العمق العربي، خاصة السعودية،والأردن، ومصر، واستثمار التوترات بين أوروبا وأمريكا،والتحالف مع قوى عالمية مثل روسيا والصين لمواجهةالهيمنة الأمريكية.

ويؤكد نزال أن أحداث السابع من أكتوبر 2023، شكلتنقطة مفصلية، عززت دعم الحكومة الإسرائيليةللمستوطنين بدفع أمريكي، محذراً من أن المرحلة الحاليةهي الأخطر بسبب طموح إسرائيل لإعادة الاستيطان إلىغزة. 

ويدعو نزال الفلسطينيين لاستخدام أدوات مقاومة مبتكرةتتناسب مع حجم التحديات، مؤكداً أن الوحدة الوطنيةهي السبيل لإفشال المخططات الاستيطانية.

 

 

 

دلالات

شارك برأيك

المستوطنون يصعدون اعتداءاتهم..والمواجهة معهم مسألة وقت

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1199)