Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 12 أكتوبر 2024 11:29 صباحًا - بتوقيت القدس

"ثورة الذكاء الاصطناعي تعيد الأمل: أول جهاز عصبي يتيح لانسلن مصاب " بالشلل" استعادة الحركة والإحساس"


في عام 2020، تعرض كيث توماس لحادث غوص مأساوي أدى إلى شلله من الصدر إلى الأسفل، مما غيّر مجرى حياته بالكامل. ولكن بعد مرور ثلاث سنوات، أصبح توماس أول إنسان يخضع لجراحة استثنائية تجمع بين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ليحصل على فرصة جديدة للتحكم في جسده مرة أخرى. استمرت الجراحة 15 ساعة، وتم فيها زرع جهاز “تحويل عصبي مزدوج” مدعوم بالذكاء الاصطناعي في دماغه، في خطوة رائدة نحو مستقبل التكنولوجيا العصبية وعلاج إصابات الحبل الشوكي.

تفاصيل الجراحة: التكنولوجيا العصبية والذكاء الاصطناعي

خلال العملية، تم زرع خمسة رقائق دقيقة في دماغ توماس: اثنتان منها للتحكم في الحركة وثلاث للتحكم في الإحساس. هذه الرقائق تعمل على إعادة توجيه الإشارات العصبية بين دماغ توماس وأطرافه المشلولة، بحيث يتمكن دماغه من إرسال أوامر الحركة واستقبال إشارات الإحساس مرة أخرى.

الجهاز يستخدم الذكاء الاصطناعي لفهم وتحليل الإشارات الصادرة من دماغ توماس، وتوجيهها بشكل دقيق نحو العضلات والأعصاب التي توقفت عن العمل نتيجة للإصابة. يتم ذلك من خلال تعلم نمط إشارات الدماغ وتوجيهها إلى الجزء المناسب من الجسم، مما يعيد توصيل دماغ توماس بجسده، وهو ما كان يبدو مستحيلاً قبل هذه الجراحة.

العودة للإحساس والحركة

بعد الجراحة بفترة وجيزة، بدأ توماس يستعيد بعضًا من قدراته الحسية والحركية التي فقدها منذ الحادث. كانت اللحظة الأولى التي شعر فيها بلمس يد أخته بعد الجراحة من أبرز الإنجازات التي حققها، حيث أعاد له هذا الإحساس شعورًا كان غائبًا تمامًا لسنوات. إلى جانب ذلك، استطاع أيضًا استعادة بعض القوة في ذراعه، بحيث تمكن من رفع كوب وشربه باستخدام أفكاره فقط، دون الحاجة إلى أي مساعدة خارجية.

أحد الجوانب المثيرة في هذا الإنجاز الطبي هو قدرة توماس على الإحساس بالأشياء من حوله، بما في ذلك فرو كلب العائلة. هذا الإحساس لم يكن ممكنًا فقط بسبب استعادة الحركة، بل لأن الجهاز يساعد على إعادة نقل الإشارات الحسية إلى دماغه، مما يتيح له الشعور بالملمس والحرارة والضغط مرة أخرى.

دور الذكاء الاصطناعي في علاج الشلل

إن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا النوع من الجراحات يفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب العصبي، حيث يعتمد الجهاز المزروع في دماغ توماس على تقنية تعلم الآلة لفهم وتحليل الإشارات العصبية الصادرة عن الدماغ. الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا مهمًا في تحسين دقة هذه العملية، من خلال التكيف مع تغيرات إشارات الدماغ وتحسين الاتصال العصبي بين الدماغ والجسم.

هذا النوع من التطورات الطبية قد يكون البداية لمستقبل يتيح للأشخاص المصابين بالشلل استعادة الحركة والإحساس بطريقة طبيعية، مما يحسن جودة حياتهم بشكل كبير. كما أن هذه التقنية توفر الأمل للآلاف من الأشخاص حول العالم الذين يعانون من إصابات الحبل الشوكي وإعاقات عصبية مماثلة.

التحديات المستقبلية والإمكانيات

على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته هذه الجراحة، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه تطوير هذه التكنولوجيا على نطاق أوسع. من بين هذه التحديات تحسين كفاءة الأجهزة المزروعة، وضمان أن تكون النتائج طويلة الأمد، بالإضافة إلى إمكانية تكرار النجاح مع مختلف أنواع الإصابات العصبية.

مع ذلك، تُعد هذه الجراحة خطوة مهمة نحو تطوير علاجات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العصبية، التي قد تتيح مستقبلًا خيارات أكثر مرونة واستقلالية للأشخاص الذين يعانون من الشلل.

تُعد قصة كيث توماس مثالاً ملهمًا على قدرة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على تغيير حياة الأفراد بشكل جذري. بفضل جهاز "التحويل العصبي المزدوج" المدعوم بالذكاء الاصطناعي، تمكّن توماس من استعادة جزء من قدراته الحسية والحركية، وهو ما كان يعد إنجازًا خياليًا قبل بضع سنوات. ومع استمرار التطور في هذا المجال، قد نرى المزيد من الابتكارات التي ستساعد على تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من إصابات عصبية حول العالم.بقلم : صدقي ابوضهير

باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

دلالات

شارك برأيك

"ثورة الذكاء الاصطناعي تعيد الأمل: أول جهاز عصبي يتيح لانسلن مصاب " بالشلل" استعادة الحركة والإحساس"

نابلس - فلسطين 🇵🇸

محمد قبل 2 شهر

علم الانسان ما لم يعلم بارك الله بالجهود التي تبذل في هذا الشأن

المزيد في أقلام وأراء

منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل

حديث القدس

رسالة فلسطين في عيد الميلاد

فادي أبو بكر

معركة المواجهة وشروط الانتصار

حمادة فراعنة

احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته

راسم عبيدات

مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!

د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت

لجنة الإسناد.. بدها إسناد!

ابراهيم ملحم

من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة

مريم شومان

الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً

وليد الهودلي

بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية

بهاء رحال

ولادة الشهيد الأول

حمادة فراعنة

(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)

حديث القدس

اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر

عيسى قراقع

ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟ ‎

هاني المصري

ما يجري في جنين يندى له الجبين

جمال زقوت

شرق أوسط نتنياهو لن يكون

حمادة فراعنة

في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!

حديث القدس

العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم

الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة

بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة

د. غسان عبدالله

من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية

زياد ابحيص

أسعار العملات

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 302)