Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 09 أكتوبر 2024 9:23 صباحًا - بتوقيت القدس

من يوقف العدوان

حرب امتدت وتصاعدت، وإبادة ضحاياها مئات آلاف من الشهداء والجرحى، وخراب مهول ضرب كل شيء، وحياة في الخيام ومراكز الإيواء غير صالحة للعيش الآدمي، وسط واقع محموم مشتعل واحتلال يجتر، وجنود يرقصون بمزاج عنصري فوق ما يحدثوه من دمار وقتل واستهداف، وعقيدة تسكن حكومة الاحتلال الماضية في عدوانها الآثم بكل عنصرية وتطرف وإرهاب، وبعد عام كامل على كل هذا لا يوجد موقف دولي صادق، يفرض وقفًا عاجلًا لجنون هذه الحرب التي تتسع، ويتسع معها القصف والخراب في شتى البقاع، وهذا عته دولي غير مسبوق، فلا أمريكا تتدخل ولا الدول العظمى تضع ثِقلها على الأطراف كافة في المنطقة، والمؤشرات التي نسمعها حتى الآن كلها متعلقة بالانتخابات الأمريكية القادمة في نوفمبر، أي بعد شهر من الآن، ومن ثم انتظار موعد استلام الرئيس الأمريكي الجديد في يناير مطلع العام، وإذا صدقت هذه المؤشرات فهذا يعني أننا أمام ثلاثة أشهر أخرى من تصاعد الحرب واشتداد العدوان، وتعاظم المأساة التي يعيشها الناس بين الفقد والحزن والألم والجوع والانتظار والترقب، في ظل مشاهد دموية حارقة لا تقتصر على غزة وحدها، بل امتدت إلى جنوب لبنان وبيروت وأماكن أخرى، وما يحدث حتى الآن نذير باتساع رقعة العدوان وانتقالها لحرب إقليمية في تصاعد رقعة الجبهات التي تتعرض للعدوان وعمليات القصف.


مضى عام على حرب الإبادة في غزة، غاب فيها صوت الضمير العالمي والإنساني، وغابت مواثيق الأمم وقوانين حقوق الإنسان، فقد شهدنا صمتًا عارمًا من تلك الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان، والحرية والحق في الحياة والحركة، والحق في العلاج والطعام، وغيرها من حقوق ظلت مفقودة وغائبة، بل وممنوعة بقوة العدوان والحصار المستمر حتى اليوم، مما شكل علامة خجلت منها شعوبهم وستخجل منها الأجيال القادمة، لأن التقاعس ألأممي غير المسبوق شكل مظلة لكل المذابح والمجازر، وقد كان بإمكانهم وقف العدوان قبل أن يبلغ ما بلغ، بيد أنهم رضخوا للأصوات التي نادت بعدم وقف العدوان، ومنهم من قدم الدعم العسكري والمالي والسياسي لكي تتواصل عمليات القتل والإبادة، بأحدث أدوات القتل المتعددة.


وقف العدوان وحرب الإبادة ليس خطابة أو شعار كما يحلو للبعض، بل ضرورة حياتية ودعوة لاستنهاض الضمير العالمي الإنساني الذي عليه أن يصحو من سباته، فلا يعقل أن تستمر هذه الإبادة المجنونة من دون تحرك دولي لوقفها على وجه السرعة، وهذا التحرك يجب أن يكون بإرادة حقيقية غير مرهونة بالموقف الأمريكي الذي لا يزال غير راغب بوقف العدوان وإطفاء لهيب النار في المنطقة.


وقف العدوان لدرء تصاعد واتساع رقعة الحرب، ولتجنب المنطقة بأسرها آلام أكبر وخراب لا يمكن معرفة نتائجه، وهذا واجب على المجتمع الدولي والدول الكبرى التي عليها أن تتخذ موقفًا جادًا، وأن لا تبقى على ما هي عليه طيلة عام بالتمام والكمال.


من يوقف العدوان ليس السؤال من عدم، بل حقيقة تتجلى وسط الألم، ومن بين الركام والهدم، أصوات الذين نجو حتى الآن وبقوا على قيد الحياة، يسألون عن الحياة، ولسان حالهم يقول، نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا.

دلالات

شارك برأيك

من يوقف العدوان

المزيد في أقلام وأراء

سياسة إسرائيلية منسقة لتدمير النظام الصحي الفلسطيني

حديث القدس

ما الذي سيتغير بعد الانتخابات الأمريكية؟

راسم عبيدات

نتنياهو وزيف الجبروت المزعوم

مصطفى البرغوثي

قبل يوم من الانتخابات الأمريكية

بهاء رحال

تحذير أميركي لإيران

حمادة فراعنة

التعليم كما يراه باولو فريرو وجون ديوي وخليل السكاكيني

فواز عقل

107 سنوات من محاولات تعريف الوطن والشعب والدولة

أحمد رفيق عوض

كيف ننهي الحرب في غزة

غيرشون باسكن

(ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا)

حديث القدس

وزن الكتاب ذهــــباً

رمزي الغزوي

"م.ت.ف".. بين طوفان الأقصى والسيوف الحديدية

مجدي الشوملي

مسؤولية المملكة المتحدة بعد قرن من بلفور

دلال صائب عريقات ‏

معركة المفاوضات

حمادة فراعنة

هدنة الشمال.. هل ستكون لغزة "نافذة نجاة" ؟

علاء كنعان

قانون المعاملات الإلكترونية وخدمات الثقة: خطوة نحو التحول الرقمي في فلسطين

بالدمع أكتب!

ابراهيم ملحم

ماذا لو توشّح الذكاء الاصطناعي بالكوفية الفلسطينية؟

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

أسعار العملات

الإثنين 04 نوفمبر 2024 8:29 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 45)