أقلام وأراء
الثّلاثاء 08 أكتوبر 2024 8:56 صباحًا - بتوقيت القدس
كيف لم يعرفوا، كيف لم يمنعوا ، كيف لم يخجلوا ؟!
حتى المنتصرون في الحرب، لا يحتفلون بالنصر، لأنه لم يتحقق إلا على أشلاء جنودهم ودمار بيوتهم وآلام أمهاتهم وأطفالهم وعذابات مشرديهم ونازحيهم، وهذا هو مضمون الحرب، أية حرب. نقول هذا في الذكرى السنوية الأولى لـ"طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إبادية على شعب غزة، والآن على شعب لبنان.
بعد مرور سنة على هذه الحرب التي أعد لها أن تكون بضعة أشهر، ولم تنته، بل هناك من يرى أنها لم تبدأ بعد، لا تستطيع إسرائيل القوية بجيشها "الذي لا يقهر" الادعاء أنها انتصرت، حتى بكل هذا الدمار الذي أحدثته في غزة، والذي قد تحدثه في لبنان، ذلك أنها لم تحقق أهدافها في "اجتثاث" حماس وتحرير أسراها. وبالمناسبة، فإنها على ما يبدو قد أسقطت من حساباتها تحقيق أي من الهدفين، ولم يعد حتى ذوو الأسرى يطالبون بعودتهم سالمين، ولا حتى جثامين.
سيكون أيضاً من الصعب على المقاومة ومحورها أن تحتفل بالنصر، فهناك نحو خمسين ألف شخص فقدوا حياتهم، أكثر من نصفهم أبرياء، أطفال ونساء وشيوخ، وعمال إغاثة وأطباء ومعلمون و صحفيون، وهناك أيضاً قادة نوعيون تاريخيون تم استهدافهم واغتيالهم على رأسهم حسن نصر الله. من ذا الذي كان يقبل أن تمر الذكرى السنوية الأولى بدون خطاب لهذا الزعيم؟ حتى لو ضمن الخيال، من كان يتخيل أن تمس مثل هذه الشخصية العالمية، بما تمثل من قيم أخلاقية وإنسانية سامية على يد نتنياهو وبن غفير وسموترتش، بما يمثلون من احتلال وأعمال إبادة وتطهير للفلسطيني فقط لكونه فلسطينياً أو عربياً أو مسلماً، وفق مأثورهم "العربي الجيد هو العربي الميت".
لا يجوز لإسرائيل ولا لغيرها من الدول، أن تكون عضواً في الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية، التي تمنح حق مقاومة الاحتلال، ثم تنكر هذا الحق على الفلسطيني لأنه يقاوم إسرائيل، ولهذا انتصرت كل شعوب العالم قاطبة لهذا الفلسطيني، من كل الجنسيات وبكل اللغات وكل الديانات والمعتقدات، وهذا بحد ذاته أكبر مقومات الانتصار، انتصار شمولي له بعد أخلاقي ومستقبلي ومستدام. تصعد إسرائيل خطوة على سلم منصة الانتصار إذا أعلنت بطواعية أنها ستعيد من يرغب من اللاجئين الذين هجرتهم غداة "استقلالها" قبل 77 سنة، وأنها ستنهي جريمة احتلالها للشعب الفلسطيني التي ارتكبتها قبل 57 سنة، و أنها ستتوقف عن مخطط الإبادة بحقه الذي ابتدأته في غزة قبل سنة. وبهذا تحقق نصرها على نفسها المسكونة بأمراض نزعات التفوق والشعب المختار والجيش الأكثر أخلاقا في العالم.
أقتبس من مقال لكاتب إسرائيلي في صحيفة يمينية: كل إسرائيلي يتجول وثقب أسود في قلبه منذ عام حتى الآن/ ثلاثة آلام لا تهدأ؛ ألم النزوح من الشمال والجنوب، ألم المختطفين الذين ما زالوا في الأنفاق ، وألم القتل الذي لا يهدأ / كيف لم يروا ؟ كيف لم يعرفوا ؟ كيف لم يفهموا ؟ كيف لم يمنعوا ؟ والأهم من ذلك، كيف لم يخجلوا "، درور رافائيل/ معاريف" .
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
كيف لم يعرفوا، كيف لم يمنعوا ، كيف لم يخجلوا ؟!