حديث القدس
بات من الواضح للقاصي والداني ان دولة الاحتلال لم تتعلم من نتائج المواجهات الشاملة الشهر الماضي والتي لا تزال تتواصل حتى اليوم في كامل فلسطين التاريخية، والتي اندلعت تضامنا مع القدس وأهلها في مواجهة الاسرلة والتهديد والتطهير العرقي والمس بالمقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وغيرها الكثير الكثير.
فاصرار دولة الاحتلال ممثلة بالمجلس الوزاري المصغر وشرطة الاحتلال على اقامة ما يسمى «مسيرة الاعلام» التي جرى تأجيلها منذ حوالي اسبوعين أو أكثر، والتي تم تحديد اقامتها بعد غد الثلاثاء، يعني ان دولة الاحتلال لا تزال تعمل على تفجير الاوضاع من جديد والتي هي متفجرة اصلا بسبب عنجهية الاحتلال وممارساته وانتهاكاته المتواصلة والتي في الكثير منها تعتبر جرائم حرب يحاسب ويعاقب عليها المجتمع الدولي ممثلا بمحكمة جرائم الحرب.
ففي حال اقامة هذه المسيرة الاستفزازية، فإن الأوضاع ستتفجر من جديد، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي الضغط على دولة الاحتلال من أجل الحيلولة دون اقامة هذه المسيرة التي ستمر في احياء من القدس الشرقية وباب العمود وشارع السلطان سليمان الأمر الذي يعني في حال قيامها تجدد المواجهات العنيفة وامتدادها الى كافة ارجاء فلسطين التاريخية وكذلك الى مناطق الجوار العربية خاصة الاردن ولبنان حيث مخيمات الشتات الفلسطينية الناجمة عن عمليات الطرد تحت تهديد السلاح وارتكاب المجازر من قبل العصابات الصهيونية عام 1948م، ما أدى الى تشريد الجزء الكبير من شعبنا في جميع بقاع العالم.
ان دولة الاحتلال بفعلتها هذه اي بإصرارها على اقامة ما يسمى بـ «مسيرة الاعلام» الاستفزازية تتحمل مسؤولية ما قد يجري ويحدث، خاصة وان المجتمع الدولي يعتبر مدينة القدس الشرقية مدينة محتلة وان اي اجراءات بشأنها من قبل دولة الاحتلال هي اجراءات باطلة، الأمر الذي يدعو هذا المجتمع الى التحرك السريع للجم الاحتلال، لأن مواصلة انتهاكاته وتفجر الأوضاع نتيجة ذلك ستنعكس اثارها على العالم قاطبة.
كما ان المقاومة الفلسطينية وكافة الفصائل والقوى والسلطة الفلسطينية، لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وسيردون على استفزازات الاحتلال، لأن شعبنا ممثلا بقواه وفصائله مصمم على منع هذه المسيرة الاستفزازية وحماية ممتلكاته ومقدساته مهما بلغت التضحيات.
وعلى دولة الاحتلال التي لم تستوعب درس، بل دروس هبة ايار الماضي، ان تعي جيدا أن استفزازاتها ورضوخها للمستوطنين والمتطرفين اليهود لن تجدي نفعا أمام إرادة شعبنا الذي أثبتت هبة او هبات ايار الماضي بأنها لا تلين ولن تهزم، وان الاحتلال سيدفع هو الآخر الثمن.
شارك برأيك
الاحتلال لم يتعلم الدرس بعد