Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الخميس 03 أكتوبر 2024 9:06 صباحًا - بتوقيت القدس

خيارات إسرائيل.. الرد واستجلاب رد أكبر أم ابتلاع الضربة وفقدان الهيبة؟

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. قصي حامد: إسرائيل سترد دون الانزلاق لحرب شاملة بعدما كسرت إيران صورة انتصارها باغتيال قادة حزب الله

د. عبد المجيد سويلم: إسرائيل أمام خيارين إما أن ترد وتتحمل العواقب أو أن تبتلع الضربة الإيرانية وتتعامل مع تداعياتها داخلياً

د. حسين الديك: إيران أرادت توجيه ضربة محدودة تهدف إلى حفظ ماء الوجه دون أن تتسبب في خروج الأمور عن السيطرة

د. سعد نمر: إيران اختارت توجيه "ضربة موجعة" بدلاً من تصعيد كبير في هذه المرحلة والرد الإسرائيلي سيكون قوياً وشاملاً

د. رائد أبو بدوية: الأمور قد تتدهور في حال توجيه إسرائيل ضربة قاسية لإيران واحتمال انزلاق نحو حرب إقليمية مفتوحة

 


تواجه إسرائيل ورطة حقيقية ولحظة حاسمة في تحديد شكل وحجم الرد على الضربة الإيرانية الأخيرة، إذ ارتفع منسوب التوتر في المنطقة درجات عدة بعد هذا الهجوم الإيراني غير المسبوق، حيث هددت إسرائيل وتوعدت برد قاسٍ عليه، لكن إيران استبقت الأمر ومباشرة عقب هجومها بالتهديد بأن يكون ردها أكثر إيلاماً في حال تجرأت إسرائيل بأي نوع من الرد عليها.


وقال كتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے": إن إيران تمكنت من كسر صورة إسرائيل المنتصرة التي رسمتها خلال عملياتها الأخيرة ضد حزب الله وحركة حماس، ما جعل الجميع يتساءل عن طبيعة الرد الإسرائيلي المتوقع، وما إذا كان سيؤدي إلى مواجهة واسعة.


وأعرب هؤلاء المحللون والكتاب عن اعتقادهم أن إسرائيل تفكر برد عسكري نوعي ضد أهداف إيرانية استراتيجية، لكن دون التسبب في حرب شاملة قد تضر بها، ولا تريدها الولايات المتحدة الأمريكية، لأن أي تجاوز إسرائيلي في الرد قد يضع المنطقة أمام احتمالات ومآلات خطيرة للغاية.

 

 

إيران لا تريد خسارة حزب الله تجنباً للمواجهة المباشرة

 

وقال د.قصي حامد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة: إن إيران استشعرت تهديداً كبيراًِ يحيط بها، خصوصاً بعد استهداف القادة العسكريين والسياسيين لحزب الله اللبناني، وتعرضه لخطر التفكك نتيجة تلك الضربات. 


وأشار حامد إلى أن سلسلة الاغتيالات التي تعرض لها حزب الله أثارت الشكوك حول قدرة الحزب التعافي منها وإعادة تنظيم صفوفه للتصدي للتحديات التي يواجهها.


 ويرى حامد أن إيران أدركت حجم الخطر الذي يهدد حزب الله، سيما أن إسرائيل ماضية في تحييد الحزب حتى لا يكون تهديداً وجودياً لها ولأمنها، وأن النوايا الإسرائيلية تشي بمضيها نحو توجيه ضربات قاسية له كتلك التي حصلت مع حركة حماس.


وأكد حامد أن إيران، التي تعتبر حزب الله من أهم أدواتها الاستراتيجية في محور المقاومة، بدأت تدرك خطر التهديدات المتزايدة التي تواجه الحزب، وباستثناء حركة حماس التي تعرضت لضربات قوية بعد السابع من أكتوبر، لا تملك حلفاء قادرين على تشكيل أداة ضغط فعالة على إسرائيل غير حزب الله، بينما بقية قوى محور المقاومة تعتبر أدوات مساندة لها بفعالية أقل.


وشدد حامد على أن حزب الله يمثل العمق الاستراتيجي لإيران وخط دفاعها الأول في مواجهة إسرائيل، وهو ما يفسر محاولات إيران المستمرة لإنقاذ الحزب من التفكك ومنع تعرضه لضربات إسرائيلية أقسى. 


ويرى حامد أن الخسارة المحتملة لحزب الله كقوة رئيسية في المواجهة مع إسرائيل ستجعل إيران أمام خيارين: إما المواجهة المباشرة مع إسرائيل، أو الرضوخ لمطالب المجتمع الدولي والتفاوض حول ملفها النووي والعلاقات مع إسرائيل.

 

خطوة استراتيجية لمنع تفاقم الأمور

 

ووفق حامد، فإن إيران لا ترغب بخسارة حزب الله، لأن ذلك سيفتح الباب أمام مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، وبذلك ستضطر إلى بناء تنظيم جديد بحجم حزب الله سيستغرق وقتاً طويلاً، وقد لا يكون ممكناً في لبنان، نظراً للتغيرات السياسية المتوقعة في حال ضعف الحزب.


وقال حامد إن الضربة الإيرانية الأخيرة لم تكن انتقاماً شخصياً لقيادات مثل إسماعيل هنية أو حسن نصر الله، بل جاءت كخطوة استراتيجية تهدف إلى منع تفاقم الأمور، خاصة في ظل احتمالية أن تكون المواجهة المقبلة -بعد حزب الله وحماس- مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، لافتاً إلى أن استراتيجية إيران تعتمد على وكلائها لمحاربة إسرائيل، لتجنب الانخراط في مواجهة مباشرة قد لا ترغب فيها حاليًا.


وأكد حامد أن إيران، من خلال ضربتها الأخيرة، أرسلت عدة رسائل، أهمها دفاعها عن حزب الله، والضغط باتجاه تدخل دولي لمنع التصعيد الإسرائيلي، وتهديدها بتغيير استراتيجيتها واللجوء إلى الحرب إذا اضطرت لذلك.

 

إسرائيل سترد حتماً على الضربة الإيرانية

 

وفي ما يتعلق بإسرائيل، يرى حامد أنها سترد على الضربة الإيرانية حتماً، حيث تمكنت إيران بضربتها التي وقعت مساء الثلاثاء، من كسر صورة إسرائيل المنتصرة التي رسمتها بعد استهداف حزب الله وما يجري في غزة والتوغل البري في لبنان. 


ويرى حامد أن إيران استطاعت بضربتها أن تضع جميع الإسرائيليين في الملاجئ، وهذا يعني انفتاح إسرائيل على مواجهة جديدة مع إيران، وأن إيران لن تبقى في دائرة التزام الصمت والتهديدات أو الضربات الأقل مستوى على إسرائيل.


ولفت حامد إلى أن الرد الإسرائيلي قد يستهدف العمق الإيراني، بما لا يؤدي إلى اشتعال حرب إقليمية، لكنه قد يكون على مواقع استراتيجية وعسكرية مهمة.


وتوقع حامد أن إسرائيل قد تلجأ إلى رد نوعي على غرار تفجيرات أجهزة الاتصالات التي حدثت مع حزب الله، وقد يؤدي هذا إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية الإيرانية. 


ومع ذلك، لا يعتقد حامد أن الرد الإسرائيلي سيتطور إلى حرب شاملة، خاصة أن إسرائيل لم تتمكن حتى الآن من إقناع المجتمع الدولي بالحرب، والذي يرى أنه غير مضطر لخوض حرب بالإنابة عن إسرائيل، مشيراً إلى أن إسرائيل ترغب بأن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تشكيل تحالف دولي ضد إيران يغني إسرائيل عن المواجهة المباشرة.

 

 

أي رد إسرائيلي سيواجَه برد إيراني أشد وأكثر تدميراً

 

من جانبه، قال المحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم: "من المؤكد أن إسرائيل سترد على الضربة الإيرانية الأخيرة، حيث إن عدم الرد يعني عملياً أن إسرائيل قد تم ردعها، وهو ما لا يمكن أن تقبله على الإطلاق. 


وأضاف سويلم: "في الوقت الراهن، تقوم إسرائيل بالتشاور مع الولايات المتحدة بشأن طبيعة الرد المحتمل، وذلك بسبب عدة عوامل رئيسية، أبرزها تحذير إيران المسبق بأن أي رد إسرائيلي سيواجه برد إيراني أشد وأكثر تدميراً، ما سيضع إسرائيل في موقف معقد قد يتضمن استهداف بنى تحتية استراتيجية".


ويرى أنّ الدخول في مواجهة شاملة قد لا يكون في مصلحة إسرائيل، لعدة أسباب، ابرزها أن إيران لديها القدرة على تحمل خسائر أكبر بكثير من إسرائيل، نظراً لتنوع وتوزع منشآتها وبنيتها التحتية مقارنة بمساحة إسرائيل المحدودة، كما أن إسرائيل ستكون في موقف صعب في حال اندلعت مواجهة واسعة، إلا إذا لجأت لاستخدام أسلحة غير تقليدية، وهو ما قد يتطلب دعماً أميركياً أكبر.


من جانب آخر، يرى سويلم أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في هذا الوقت الحساس يتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما قد يجعل من الصعب على واشنطن تحمّل عواقب حرب غير مسيطر عليها، لهذا السبب، من المتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي محدوداً نسبياً. 


وأشار سويلم إلى أن الحروب غالباً ما تتدهور إلى ما هو أخطر مما كان متوقعاً، ويمكن أن تنزلق الأوضاع إلى مواجهة أوسع، خاصة في حال ردّت إيران بقوة على أي ضربات إسرائيلية مستقبلية.

 

ضربة لإسرائيل موجعة للغاية

 

وفي ما يتعلق بالضربة الإيرانية، مساء الثلاثاء، يصفها سويلم بأنها كانت موجعة للغاية لإسرائيل، واستند في رأيه إلى تقارير غير رسمية تشير إلى أن إيران نجحت في تعطيل خمس قواعد عسكرية إسرائيلية، فضلاً عن تدمير معسكرات أخرى بالكامل، كما يعتبر طلب إسرائيل للتبرع بالدم في تل أبيب مؤشراً على حجم الخسائر التي تكبدتها.


على الجانب التقني، أوضح سويلم أن إيران نجحت في خداع إسرائيل والولايات المتحدة عبر تحريك منصات صواريخ عادية، بينما أطلقت في الوقت ذاته صواريخ فرط صوتية ومسيرات، ما أدى إلى فشل الدفاعات الإسرائيلية والأميركية في اعتراضها.


ويرى سويلم أن الرد الإيراني على أي ضربة إسرائيلية محتملة سيكون شديداً وقوياً، خاصة إذا استهدفت إسرائيل مواقع نفطية إيرانية. 


وأكد سويلم أن الضربة الإيرانية الأخيرة كانت مدروسة وجاءت كرد على استهداف حزب الله، الذي تسعى إسرائيل لإنهائه في إطار خطط أوسع تهدف إلى تغيير النظام الإيراني.


ولفت سويلم إلى أن إسرائيل ستجد نفسها أمام خيارين حاسمين: إما أن ترد وتتحمل العواقب، أو أن تبتلع الضربة الإيرانية وتتعامل مع تداعياتها داخلياً.


وأوضح سويلم أن السابع من أكتوبر كان تمرداً على واقع وخطط يريد بنيامين نتنياهو وحكومته إيقاع غزة فيها وتهجير أهلها، لذا فإن إسرائيل هي من تستدرج المنطقة إلى الحروب.

 

أي رد إسرائيلي يجب أن يكون منسقاً مع واشنطن

 

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الأمريكي الدكتور حسين الديك: إن أي رد إسرائيلي على الضربة الإيرانية الأخيرة سيتم بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تقدم على اتخاذ قرار منفرد في هذا الشأن دون موافقة واشنطن. 


ويبيّن الديك أن ذلك يرجع إلى حقيقة أن إيران دولة ذات جيش نظامي وترسانة عسكرية ضخمة، فضلاً عن كونها عضواً في الأمم المتحدة، ما يعني أن أي رد إيراني محتمل يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للتصدي له، وبالتالي فإن إسرائيل لن تتحرك دون ضمانات وتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.


وأشار الديك إلى أن الرد الإسرائيلي المتوقع قد يتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.


ولفت الديك إلى أن هناك عاملين رئيسيين سيحددان طبيعة هذا الرد الإسرائيلي؛ العامل الأول هو حجم الضربة الإسرائيلية والمنشآت التي سيتم استهدافها، سواء أكانت عسكرية أم مدنية أم نووية، وفي حال استهدفت الضربة الإسرائيلية منشآت إيرانية حيوية وحساسة، فإن الرد الإيراني سيكون حتماً قوياً، وقد يؤدي إلى تصاعد الأمور نحو حرب مفتوحة.


أما العامل الثاني، حسب الديك، فهو العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، والمفاوضات الجارية حول البرنامج النووي الإيراني، فإذا تم التوصل إلى تفاهمات تمنع إيران من الرد على إسرائيل مقابل تقديم تنازلات في الملف النووي، قد يتم تجنب تصعيد أكبر، أما إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، فإن الرد الإيراني سيكون قوياً، وقد لا يأتي بالضرورة من إيران مباشرة، بل من حلفائها بمحور المقاومة في المنطقة.

 

تعتيم إسرائيلي على الأضرار الفعلية

 

وفي ما يتعلق بالضربة الإيرانية التي وقعت مساء أمس الأول الثلاثاء، أوضح الديك أن الحديث عن عدم استخدام إيران لصواريخ ذات قوة تدميرية كبيرة يرجع إلى التعتيم الإعلامي الإسرائيلي حول الأضرار الفعلية، سواء كانت مادية أو بشرية. 


واستدرك الديك: إن الصواريخ التي سقطت في مواقع بالضفة الغربية كانت ذات تأثير محدود، وهو ما يعزز فرضية "الرد المضبوط" من قبل إيران.


وقال: يشير ذلك إلى أن إيران أرادت توجيه ضربة محدودة تهدف إلى حفظ ماء الوجه دون أن تتسبب في تصعيد كبير أو خروج الأمور عن السيطرة، لتجنب مزيد من الخسائر البشرية أو المادية.


وأوضح الديك أن هناك مؤشرات على أن إيران أبلغت طرفاً ثالثاً نواياها توجيه ضربة لإسرائيل، وتم إبلاغ واشنطن بذلك، وقد تكون هذه الخطوة جزءاً من سياسة "ضبط الإيقاع" التي تنتهجها واشنطن بين تل أبيب وطهران، والتي تهدف إلى امتصاص التوترات ومنع تصاعدها إلى حرب شاملة.

 

ضربة غير كافية

 

وفي ما يخص التهديدات الإيرانية برد قوي في حال تعرضت لضربة إسرائيلية قاسية، يرى الديك أن هذه التهديدات تأتي في إطار تعزيز التأثيرات المعنوية داخليًا، خاصة بعد الانتقادات التي طالت إيران إثر الضربة الأخيرة، فقد اعتبر البعض أن الضربة الإيرانية لم تكن كافية للرد على ما وصفوه بـ "الجريمة الإسرائيلية"، في إشارة إلى خرق السيادة الإيرانية واغتيال شخصيات قيادية، مثل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أو الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.


ولا يتوقع الديك اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران في الوقت الراهن، وذلك لأسباب داخلية تتعلق بالطرفين، فضلاً عن ارتباط ذلك بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

 

مشاورات إسرائيلية أمريكية لتحديد الرد على إيران

 

ويرى د.سعد نمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، أن الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية الأخيرة سيكون قوياً وشاملاً، نظراً لحجم الضربة التي طالت مناطق واسعة. 


وأشار نمر إلى أن الضربة الإيرانية الأخيرة تختلف عن تلك التي وقعت في شهر أبريل/ نيسان الماضي، حيث كانت الضربة السابقة ذات طابع معنوي أكثر من كونها حقيقية، ولم يكن الرد الإسرائيلي حينها قاسياً، وذلك بضغط من الولايات المتحدة التي رغبت في تجنب تصعيد عسكري في المنطقة، أما الآن، فإن الأمور تبدو مختلفة، حيث تدعم الولايات المتحدة الرد الإسرائيلي بشكل واضح، وتجري مشاورات بين واشنطن وتل أبيب لتحديد طبيعة الرد.


ولفت نمر إلى تسريبات تتوقع بأن تستهدف إسرائيل مواقع حيوية في إيران، مثل منشآت إنتاج البترول أو المفاعلات النووية، ويبدو أن الضربة ستكون قوية هذه المرة بعد إعطاء واشنطن الضوء الأخضر لإسرائيل. 


وعلى الرغم من وجود جهود دبلوماسية تهدف إلى تخفيف حدة الرد لتجنب اندلاع حرب واسعة في المنطقة، فإن الأوضاع، حسب نمر، توحي بأن التصعيد العسكري بات مرجحاً، خاصة أن إيران كانت ستتلقى ضربة من إسرائيل لو لم تبادر هي بضربتها.

 

نتنياهو يسعى للزج بأمريكا في حرب مع إيران

 

ويرى نمر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى إدخال الولايات المتحدة في حرب ضد إيران بأي ثمن، ويؤكد ذلك تصريحاته السابقة حول "تغيير الشرق الأوسط لخمسين عاماً مقبلة"، التي تشير إلى رغبته في القضاء على حركات المقاومة في المنطقة. 


ولفت نمر إلى أن نتنياهو يرى أن ضرب إيران هو المفتاح لوقف إمدادات الأسلحة والدعم اللوجستي لحركات المقاومة في المنطقة، وهو ما يراه كجزء من مشروع استراتيجي يتناغم مع السياسات الأمريكية في المنطقة.


وفي ما يتعلق بالصواريخ الإيرانية، يرى نمر أن الضربة الأخيرة لم تكن ضعيفة كما يحاول البعض تصويرها، حيث إن مئات الصواريخ التي أطلقتها إيران لم تتسبب في دمار واسع.


وأشار نمر إلى أن إيران اختارت توجيه "ضربة موجعة" لإسرائيل بدلاً من تصعيد كبير في هذه المرحلة، مستدلاً بذلك على مقارنة بين عملية "الوعد الصادق 1" التي حدثت قبل ستة أشهر، والتي تضمنت مسيرات وصواريخ اعتيادية تم اعتراضها بسهولة، وبين عملية "الوعد الصادق 2" التي جرت مساء الثلاثاء، والتي استخدمت فيها إيران صواريخ باليستية وصواريخ فرط صوتية حققت أهدافها بدقة.


وأكد نمر أن إيران تمتلك القدرة على توجيه ضربات أكثر تدميراً، لكنها اختارت هذه المرة رسالة ردعية قوية دون الوصول إلى تدمير شامل. 


ويرى نمر أن تصور نتنياهو بأن الضربة الإيرانية كانت فاشلة لعدم تسببها في تدمير واسع النطاق هو تفسير خاطئ، حيث أن الضربة حققت أهدافها العسكرية واستهدفت مواقع حيوية لإسرائيل، في إشارة واضحة إلى أن إيران مستعدة لتصعيد أكبر إذا لزم الأمر.


وشدد نمر على أن إيران لا تريد حرباً واسعة وشاملة وإقليمية في حين أن اسرائيل تريد ذلك.

 

 

إسرائيل تسعى لاستعادة هيبتها المفقودة في 7 أكتوبر

 

وقال د. رائد أبو بدوية، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية: إن إسرائيل رأت في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله نصراً استراتيجياً، تسعى من خلاله لاستعادة هيبتها التي فقدتها بعد هجمات 7 أكتوبر، ولردع النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة، وهو ما دفع إيران إلى توجيه ضربة رادعة لإسرائيل كرد مباشر على تلك العمليات ولوقف نفوذ إسرائيل وعربدتها في المنطقة.


ولفت أبو بدوية إلى أن إسرائيل باتت تفكر في توجيه ضربة قوية إلى إيران، وفقاً لتصريحات مسؤولين إسرائيليين، بعد ضربة إيران لها مساء الثلاثاء، مرجحاً أن تكون الضربة موجهة إلى المفاعل النووي الإيراني. 


وأوضح أبو بدوية أن الظروف الدولية الراهنة قد تكون مواتية لإسرائيل لتنفيذ هذه الضربة.


ومع ذلك، حذر أبو بدوية من أن مثل هذه الضربة وممارسات إسرائيل قد تؤدي إلى استياء من بعض الأنظمة في المنطقة، ما قد يدفع دولاً مثل تركيا وروسيا للتدخل لصالح إيران. 


ولفت أبو بدوية إلى أن الأمور في الشرق الأوسط تسير نحو تصعيد كبير، حيث لا يمكن استبعاد احتمالية خروج الرد الإسرائيلي عن السيطرة، وهو ما قد يؤدي إلى حرب موسعة إقليمية.

 

"رسالة ردعية" أكثر من كونها ضربة تدميرية

 

الضربة الإيرانية التي استهدفت إسرائيل مؤخراً كانت، وفق تقدير أبو بدوية، "رسالة ردعية" أكثر من كونها ضربة تدميرية شاملة. 


وأوضح أبو بدوية أن إبلاغ إيران لبعض الدول نيتها توجيه هذه الضربة يعكس رغبة طهران في إرسال رسالة واضحة بأنها لا تسعى إلى الدخول في حرب شاملة في المنطقة، بل تهدف بشكل أساسي إلى الانتقام لاغتيال هنية ونصر الله، ووقف التمدد الإسرائيلي في المنطقة.


وأشار أبو بدوية إلى أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين بعد توجيه الضربة لإسرائيل، والتي تضمنت تهديدًا برد قوي في حال ردت إسرائيل على الضربة، تأتي كإشارة إلى أن إيران لا تسعى إلى حرب مفتوحة، وإنما اكتفت بالرد الانتقامي.


ومع ذلك، يرى أبو بدوية أن الأمور قد تتدهور سريعاً في حال قررت إسرائيل توجيه ضربة قاسية لإيران، حيث ستكون الأخيرة جاهزة للرد بقوة، ما يزيد من احتمالية انزلاق الأمور نحو حرب إقليمية مفتوحة.


وشدد أبو بدوية على أن السيناريوهات المقبلة في المنطقة تعتمد بشكل كبير على طبيعة الرد الإسرائيلي وتداعياته، مؤكداً أن الشرق الأوسط بات على شفا تصعيد غير مسبوق قد يجر أطرافاً دولية وإقليمية إلى صراع أوسع

دلالات

شارك برأيك

خيارات إسرائيل.. الرد واستجلاب رد أكبر أم ابتلاع الضربة وفقدان الهيبة؟

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 2 شهر

الغطرسة والعنجهية لا ينفع معها سوى الضرببيد من حديد كم فعلت إيران وكما تفعل قوى المقاومة الفلسطينية واليمنية واللبنانية والعراقية

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 79)