Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 29 سبتمبر 2024 9:42 صباحًا - بتوقيت القدس

عن وعي المصلحة ومصالح أخرى

إشاحة النظر عن القضايا شكل من أشكال تكريسها، فعندما تتجاهل حدثاً أو قضية فلا يعني ذلك أنك تغلبت عليها بعقلية الإعلام العربي الذي يعتقد أن تجاهل إعلامه لخبر ما سيمنع معرفة الناس به، في حين أن كل العالمين قد عرفوا.


وها هي قضايا التاريخ تعيد إنتاج نفسها بأشكال مختلفة، لأننا أشحنا بوجهنا عنها في حينه.


ولأن هناك من أقنع الناس بأن الوقت غير مناسب أو ضرورة التعالي في سبيل قضايا أكبر أو تقليل من شأن ما حدث طالما استمرار الحياة ممكن، حتى اتخذت تلك القضايا شكل التاريخ الحقيقي، وأصبحت أشكالأ تاريخياً ولغماً ناسفاً في أية لحظة.


وسنظل نحيك نفس الخيبات طالما أننا سنقسم القضايا إلى "فسطاطين" خير وشر، وحق وباطل وعلى فئة أن تتغلب على أخرى وتقضي عليها، وهنا الحديث عن قضايانا نحن وليس عن الصراع بكليته.


فاعتبار أنك الحق وغيرك الباطل هو بحد ذاته صيغة عنفية تدعو إلى نسف أي حوار وجدل وتغليب السلاح والعصبية على أية اعتبارات أخرى.


ننقسم الآن؟! نحن منقسمون في الأصل، وجلنا يعزي نفسه بأنه الى جانب الحق وغيره الباطل، في حين أن القضية باتت أكثر تعقيداً، فهي تصب في اختلاف المصلحة لمن يفترض أنهم متفقون.


لقد عاشت المنطقة ردحاً من الزمن تعتقد أنها متوحدة على قضايا معينة، أهمها قضية فلسطين، وأن لا جدال حول الموقف منها، إلا أن الحقيقة أن هذا التوافق كان سطحياً وأخلاقياً أكثر من كونه سياسياً أو مبدئيًا، فعندما تعرضت شعوبنا لاختبارات حقيقية على امتداد المنطقة، اتضح أن التضامن الأخلاقي ليس كافياً، وأن المنطقة بمكوناتها المختلفة ـ وهذه حقيقة رفض كثيرون الاعتراف بها، من السهل أن تنقسم لعدة مصالح متعارضة، سرعان ما يتحول بعضها إلى تناقض يستدعي تأييدك لعدو غيرك الذي لم يعد عدوك، حتى وإن لم تعتبره صديقاً.


فإذا كانت الناحية الأخلاقية تلزمك بعدم الاعتراف بعدو غيرك صديقاً، فإنها لن تلزمك بالاعتراف به عدواً لك، فقد تحولت دفة التعارض والتناقض إلى وجهة أخرى ومصلحة أخرى.


لذلك سنرى بيت عزاء في بلد ومهرجاناً في بلد آخر، وستجد نفس المهرجان وبيت العزاء في البلد الواحد وفي الحارة الواحدة.


طالما أن الوعي بالمصلحة المشاركة مفقود، ويحل بديلاً عنه وعي مصالح متفرقة تسعى لتعزيز بقاء مكونات المنطقة متفرقة، ليس لخلاف عرقي أو إثني بقدر ما هو خلاف المصلحة الواحدة.


لذلك فإن الوعي بالمصلحة الواحدة أو ضرورتها في أقل تقدير ليس ترفاً فكرياً أو تهويمات أدبية أو عاطفية، بقدر ما هو واقع عليه أن يخرج من إطار الشعار المشترك إلى المصير.


لقد لعبت صورة العدو المتخيلة في أذهاننا دوراً في استسهال هزيمته إلا أن صورتنا المتخيلة عن أنفسنا كانت أكثر ضرراً لنا من صورة عدونا، وفي حين كانت الصورة المتخيلة عن أنفسنا قد بالغت في تعظيم ذواتنا إلى حد ترنح الجسد تحت رأس أثقل منه، إلا أنها حاليا تبالغ في تقزيم ذواتنا إلى حد الدونية.

دلالات

شارك برأيك

عن وعي المصلحة ومصالح أخرى

المزيد في أقلام وأراء

النرويج تتضامن مع فلسطين: ملكاً وحكومة وشعباً وسفراء من كل أنحاء العالم

اياد أبو روك

تقييم متزن

غيرشون باسكن

الحل من عند رب السماء!

حديث القدس

الحـرب الإسـرائيلية عـلى لـبـنان: حـصـيـلة قـاسـيـة وهـدنة هـشـة

د. ماهر الشريف

تصريح وتغريدة يكشفان حقيقة الأطماع التركية في سوريا

وسام رفيدي

حكم الأغنياء أم حكومة الأثرياء؟

جواد العناني

هل يدمرون (الأونروا)... "دولة" اللاجئين الفلسطينيين؟

د. أسعد عبدالرحمن

نزوح تحت النيران ونيران تحرق كل مكان

حديث القدس

من لا يعرف سيدرا فليُغرق رأسه في الرمل

عيـسى قراقـع

حملات المقاطعة الرقمية بين الوعي الجماهيري والضغط الاقتصادي

مريم شومان

تحقيق العدالة الدولية للشعب الفلسطيني

سري القدوة

التعليم من أجل الأمل

فواز عقل

غزة وأخطاء السياسة الأميركية

جيمس زغبي

الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته على بلدان الجوار الفلسطيني

حمادة فراعنة

رسالة إلى السيد الرئيس ترمب!

حديث القدس

حديث النفس التي تخزها إبَرُ الشعر

فراس حج محمد

الرهائن في عهدي جيمي كارتر وجو بايدن

عقل صلاح

اختيارات نتنياهو بين الوظيفة والسُمعة

مجدي الشوملي

إعلامُنا الفلسطينيُّ المُنْحَلّ

المتوكل طه

هل يشهد قطاع غزة وقفاً لإطلاق النار؟

نبهان خريشة

أسعار العملات

الجمعة 06 ديسمبر 2024 8:09 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.6

شراء 3.59

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.79

دينار / شيكل

بيع 5.07

شراء 5.06

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 187)