أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 8:02 صباحًا - بتوقيت القدس
يوم سحب جمال عبد الناصر استقالته بضغط من الجماهير المصرية والعربية
عودة إلى يومي التاسع والعاشر من حزيران ١٩٦٧…
يوم سحب جمال عبد الناصر استقالته بضغط من الجماهير المصرية والعربية
بقلم محمد النوباني
بداية لا بد من الإشارة إلى حقيقة مهمة وهي أن حرب الخامس من حزيران عام ١٩٦٧،التي مرت ذكراها الرابعة والخمسون قبل ايام،لم تكن نكسة بل كارثة كبرى لا زالت الامة العربية تعاني من نتائجها حتى يومنا هذا ولذلك فإن الكتابة المتجددة عنها وعن زعيم الامة الراحل جمال عبد الناصر ليس إجتراراً للماضي كما يعتقد بعض السذج بقدر ما هي مسألة لها اهمية راهنة.
وغني عن القول ايضاً بإن تلك الحرب التوسعية كان واحداً من ضمن اهم اهدافها، بعد إحتلال الارض هو الإطاحة بقائد عظيم مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
فقد كان بقاؤه في الحكم يشعر إسرائيل وعملائها العرب وحماتها في امريكا والغرب بخطر شديد على مصالحهم.
وحتى نحدد اكثر فقد كان هناك تحالف دولي عابر للحدود والقارات متضرر جداً من سياسات عبد الناصر التحررية المعادية للإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية والعالمية ويرى بإطاحته وحتى بالتخلص منه جسدياضرورة لامن وإستقرار المنطقة بمفهومهم.
عود على بدء فقد بات معروفاً بهذا الصدد أيضاً ان ملك السعودية الراحل فيصل بن عبد العزيز طلب من الرئيس الامريكي لوندون جونسون قبل نكسة العام ١٩٦٧ بفترة وجيزة الايعاز لحكام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لعبد الناصر معتبراً بأن ذلك هو السبيل الوحيد لإجباره على سحب قواته من اليمن وتركها للسعودية لكي تسيطر عليها وتنهب خيراتها ولوضع حد لتهديده الوجودي لإسرائيل.
ورغم أن اسباب هزيمة الخامس من حزيران ١٩٦٧ تعود لجملة من العوامل والاسباب التي لا علاقة مباشرة لعبد الناصر بها ومنها ضخامة وتعدد القوى الإقليمية والدولية ألمشاركة في المؤامرة، وخيانة وتقصير بعض القادة العسكريين، وجملة من الأسباب والعوامل الموضوعية والذاتية الاخرى التي لا مجال للتوسع في الحديث عنها في هذه المقالة إلا ان الزعيم الخالد أصر بشجاعتة المعهودة على تحمل المسؤولية كاملة عن حدوثها بصفته المسؤول الاول في البلد.
واعلن في ألخطاب التاريخي الذي القاه عبر محطات الإذاعة والتلفزة المصرية مساء التاسع من حزيران عام 1967 عن قراره تقديم استقالته من منصبه رئيسا للجمهورية والعودة إلى صفوف الشعب بصفته مواطناً عادياً ليواصل الكفاح مع الناس وإلى جانبهم من أجل تحرير الأرض المحتلة وإزالة آثار العدوان.
ولا أبالغ بصفتي احد الاشخاص الذين عاصروا حقبة جمال عبد الناصر ان قلت بأن وقع خبر تنحي عبد الناصر من منصبه وتقديم استقالته الى نائبه السيد زكريا محيي الدين كان اشد ايلاماً على الجماهير المصرية والعربية من وقع الهزيمة نفسها لأنها كانت تدرك بأن أحد اهم أهداف حرب حزيران عام 1967 هو التخلص من عبد الناصر حتى لو ادى الامر إلى تصفيته جسدياً.
ولهذا السبب ففور إنتهاء عبد الناصر من إلقاء خطابه خرجت الجماهير المصرية والعربية إلى شوارع القاهرة وغيرها من المدن المصرية بمسيرات مليونية عفوية على مدار يومي التاسع والعاشر من حزيران مطالبة الزعيم بالعودة عن قراره ومؤكدة إصرارها على بقائه في منصبه ليتسنى العمل تحت قيادته على إزالة آثار عدوان الخامس من حزيران وتحرير ما اغتصب من أرض عربية.
ولم تبرح تلك الجماهير الشوارع إلا بعد أن تراجع عبد الناصر عن استقالته معلناً أن جهوده في المرحلة المقبلة ستنصب على إعادة بناء الجيش المصري وتزويده بالسلاح الحديث لكي ينجز مسيرة التحرير.
وفي هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى حقيقة مهمة وهي أن اعداء عبد الناصر، ومن ضمنهم، المرتد عمرو موسى، امين عام الجامعة العربية ووزير خارجية مصر الاسبق كانوا يكذبون حينما ، زعموا بأن استقالة الزعيم الخالد من منصبه كانت مسرحية مفبركة وبان المظاهرات المليونية العفوية التي خرجت ألى شوارع القاهرة وغيرها من المدن المصرية يومي التاسع والعاشر من حزيران 1967 كانت بتنظيم وإشراف من المخابرات العامة المصرية.
فكل الحقائق تؤكد بان شعبية الرجل كانت جارفة وكذلك محبة الناس له وثقتهم به.
فمسيرات ٩و١٠حزيران والتي خرج بها ملايين الاشخاص في وقت واحد وفور انتهاء الخطاب الشهير كانت عفوية.
وحتى لو سلمنا جدلاً بان تلك المسيرات كانت بترتيب من المخابرات المصرية فكيف يفسرون لنا بأن ملايين المواطنين العرب في شوارع غالبية العواصم والمدن العربية بما فيها تلك التي كان زعماؤها على خلاف مع عبد الناصر خرجوا ايضاً في مسيرات مليونية متزامنة مع مظاهرات مصر؟
وحتى لو تجاهلنا كل ذلك فكيف يفسرون لنا أيضاً أن اكثر من خمسة ملايين مواطن مصري خرجوا في جنازة جمال عبد الناصر الذي توفي في الثامن والعشرين من ايلول عام ١٩٧٠ وهي الجنازة الاكبر في تاريخ مصر حتى يومنا هذا ؟ ناهيك عن مظاهر الحزن والجنازات الرمزية ومواكب العزاء التي خرجت في مختلف انحاء الوطن العربي حداداً على وفاته.
بقي ان نقول ان الكتابة عن عبد الناصر ليست ترفاً فكرياً بقدر ما هي ضرورة راهنة لأن الصراع في الوطن العربي لا زال ورغم مرور اكثر من نصف قرن على رحيل الرجل صراعا بين مواصلي نهجه وحملة رسالته التحررية من جهة ومنهم قوى محور المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران والمحور الصهيو-امريكي-الغربي -الرجعي العربي ومنهم امريكا وإسرائيل ووبعض الدول العربية من جهة اخرى.
ولمن يريد الاستزادة يكفي ان نذكره بما قاله قبل عامين ونصف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لوفد إنجيلي صهيو-مسيحي امريكي مؤيد لإسرائيل زار السعودية من ان جمال عبد الناصر والإمام الخميني هما سبب حالة عدم الاستقرار التي تعم الشرق الأوسط!
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
الاحتلال يخلي المستشفى الإندونيسي ويقصف المستشفيين الآخرين شمالي غزة
قناة إسرائيلية: كاتس يعترف لأول مرة بالمسؤولية عن اغتيال هنية
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
الأكثر قراءة
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
السماح بنشر تفاصيل محاولة إنقاذ فاشلة لأسيرة في غزة
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 304)
شارك برأيك
يوم سحب جمال عبد الناصر استقالته بضغط من الجماهير المصرية والعربية