Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 11 سبتمبر 2024 8:41 صباحًا - بتوقيت القدس

حرب غزة تطوي شهرها الـ١١ دون آفاقٍ لتوقفها.. الولايات المتحدة الوكيل الحصري في الخداع والمماطلة

رام الله - خاص بـ "القدس" دوت كوم

د. حسين الديك: التباين بين واشنطن وحكومة نتنياهو ليس حول هدف الحرب بل حول تكتيكاتها 

محمد مناصرة: أمريكا هي التحدي الأكبر الذي يواجه الشعوب وتحالفها مع إسرائيل عقائدي متجذر

د. سعد نمر: نتنياهو يستغل حالة ضعف إدارة بايدن للاستمرار بالحرب حتى موعد الانتخابات الأمريكية

طلال عوكل: الولايات المتحدة تواصل دعمها لإسرائيل دون اتخاذ خطوات جادة لإنهاء العدوان الإسرائيلي

د. عبد المجيد سويلم: تلكؤ أمريكا في إنهاء الحرب يرتبط برؤيتها حول الصراع وتبعاته السياسية والأمنية

د. محمود الفروخ: الإدارة الأمريكية ضعيفة وتابعة للوبي الصهيوني ونتنياهو يستغلها لتمديد العدوان على غزة

د. رائد أبو بدوية: الإدارة الأمريكية ترفع صوتها عادةً عندما تكون هناك احتجاجات كبيرة داخل إسرائيل نفسها

د. قصي حامد: واشنطن ستتدخل بفاعلية فقط إذا رأت أن استمرار الحرب يهدد مصالحها في الشرق الأوسط



تدير الولايات المتحدة منذ بدء الحرب الإسرائيلية الإجرامية على قطاع غزة عملاً سياسياً يظهرها في موقف الضعيف وغير القادر على إلزام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوقف الحرب، على الرغم من من امتلاكها كل أدوات الضغط الفاعلة، لو أرادت، وفي مقدمتها الدعم العسكري الذي مكن دولة الاحتلال من مواصلة عملياتها الحربية المباشرة، يضاف إليه الدعم الاقتصادي والسياسي والغطاء الدبلوماسي الذي يمنح لإسرائيل حصانة غير مسبوقة في المؤسسات الدولية لا سيما مجلس الأمن والمحكمة الجنائية ومحكمة العدل الدولية.    

وقال كُتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات وخبراء، لـ"ے"، إن هناك اعتقاداً بأن التباين بين الولايات المتحدة وحكومة نتنياهو لا يتعلق بأهداف الحرب على قطاع غزة، بل بالطريقة التي تُدار بها، فبينما تسعى واشنطن لحل أزمة المحتجزين، يواصل نتنياهو الضغط العسكري لأسباب سياسية تتعلق برؤية إسرائيل نحو حسم الصراع.

ويرون أن أي تغيير في الموقف الأمريكي قد يحدث فقط إذا واجهت واشنطن ضغوطًا جادة من دول العالم والدول العربية والإسلامية.


التلكؤ سياسة أمريكية ثابتة


ويرى الخبير في الشأن الأمريكي د. حسين الديك أن التلكؤ الذي يظهره الموقف الأمريكي تجاه الحرب على قطاع غزة ليس حالة ضعف أو تردد، بل هو سياسة أمريكية ثابتة. 

وقال الديك: إن الولايات المتحدة، سواء في إدارة بايدن أو داخل الكونغرس وكافة المؤسسات الأمريكية، لا تمتلك إرادة سياسية حقيقية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب. 

وأشار الديك إلى أن التباين بين واشنطن وحكومة بنيامين نتنياهو ليس حول هدف الحرب بل حول التكتيك، حيث ترغب واشنطن في إنهاء أزمة المحتجزين، بينما يسعى نتنياهو إلى الاستمرار في الضغط العسكري، لاعتبارات حزبية ورؤية الدولة العميقة في إسرائيل أن الفرصة أتيحت لحسم الصراع مع الفلسطينيين.

ولفت الديك إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي اللامحدود، وهناك اعتقاد لدى التقدميين في الحزب الديموقراطي، ومن يناصرون الشعب الفلسطيني بأن "الحرب على قطاع غزة هي حرب أمريكية تُدار بأدوات إسرائيلية". 

وعزا الديك ذلك إلى النفوذ الكبير للوبي الصهيوني في المؤسسات الأمريكية، إضافة إلى تيار ديني عقائدي يدعم إسرائيل داخل الولايات المتحدة.


إدارة بايدن عاجزة عن الضغط على نتنياهو


وحول إمكانية ممارسة الولايات المتحدة ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل لإنهاء الحرب، قال الديك: إن إدارة بايدن، التي تقترب من نهاية ولايتها، غير قادرة على اتخاذ خطوات مؤثرة أو حازمة تجاه نتنياهو. 

وأضاف: حتى في حال فوز الحزب الديمقراطي وتولت كامالا هاريس الرئاسة، فإن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل لن تشهد تغييرات كبيرة، نظراً لوجود توجه ثابت لدى الحزب الديمقراطي لدعم إسرائيل. 

وإذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فإن الديك يرى أن ذلك قد يمثل فرصة ذهبية لإسرائيل للحصول على دعم غير مسبوق، ما يعزز موقف نتنياهو ويزيد من احتمالات استمرار الحرب.

وأشار إلى أن أي تغيير في الموقف الأمريكي بشأن الحرب على غزة لن يحدث إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. 

وقال الديك: إن المؤشرات الحالية لا توحي بأن إسرائيل تعتزم إنهاء الحرب قريباً أو الانسحاب من قطاع غزة، لكن تطورات ما بعد الانتخابات الأمريكية ربما تؤدي إلى تحولات في السياسة، إلا انه من الصعب التنبؤ بأن الحرب ستنتهي في المدى القريب مع إصرار إسرائيل على احتلال قطاع غزة.


أمريكا شريك وراعٍ للجريمة 


ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد مناصرة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التحدي الأكبر الذي يواجه الشعوب في العالم، وخاصة الشعب الفلسطيني. 

ووصف مناصرة موقفها من الحرب الجارية ضد الفلسطينيين وجرائم الإبادة المرتكبة بأنه موقف شريك وراعٍ  للجريمة، ما يجعل من الولايات المتحدة غير مؤهلة لأن تكون وسيطاً في النزاع، مهما حاولت وسائل الإعلام تسويقها.

وانتقد مناصرة المحللين والبرامج التلفزيونية التي تتناول ما وصفه بـ"الخلافات المزعومة" بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موضحاً أن تلك التحليلات لا تعكس الواقع، حيث إن إسرائيل ليست دولة منفصلة عن الولايات المتحدة في قراراتها.

واعتبر مناصرة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب متجذرة، وأن أمريكا تدير النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي بنفس النهج الذي استخدمته في مفاوضاتها مع مصر بعد حرب 1973، ما أدى إلى توقيع اتفاقيات كامب ديفيد.



الولايات المتحدة تستطيع وقف الحرب لكنها لا تريد


وشدد مناصرة على أن "الولايات المتحدة تستطيع وقف الحرب والإبادة، لكنها ترفض القيام بذلك، لأنها، حسب قوله، هي نفسها إسرائيل، وتتبنى سياسات تخدم المسيحية الصهيونية التي يعدها أخطر من الصهيونية اليهودية". 

وأشار مناصرة إلى أن جميع السياسات الأمريكية تهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية، وتصفية القضية الفلسطينية تماماً، مشيراً إلى أن الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل هو جزء من عقيدة إيمانية توراتية للمسيحية الصهيونية التي تهيمن على القرارات الأمريكية.

وُبيّن مناصرة أن النفوذ المسيحي الصهيوني واليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة امتد منذ السبعينيات إلى تمرير تشريعات قانونية في الكونغرس تضمن استمرار دعم إسرائيل، بحيث أصبحت مصالح إسرائيل أولوية تتفوق على مصالح الولايات الأمريكية نفسها. 


كسر الهيمنة الأمريكية على القضية الفلسطينية ممكن


ويرى مناصرة أن هذه التشريعات تجعل من الصعب على أي إدارة أمريكية مستقبلية اتخاذ مواقف تتعارض مع مصالح إسرائيل، ما لم تُسَن قوانين مضادة تعيد توجيه السياسة الأمريكية.

ورغم اعترافه بصعوبة تغيير هذه السياسة، قال مناصرة إن كسر الهيمنة الأمريكية على القضية الفلسطينية ممكن عبر تحركات من الدول العربية، مؤكداً أن الفلسطينيين أنفسهم غالباً ما يقدمون "هدايا مجانية" لأمريكا وإسرائيل نتيجة الأخطاء التي ترتكبها منظماتهم وأحزابهم. 

وعبر عن أسفه لعدم وجود أي محاولات جدية من قبل هذه المنظمات لتقييم أخطائها والنظر في سبل تحسين استراتيجياتها النضالية.

وأكد مناصرة أن مفتاح تصحيح الاتجاهات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية ليس بيد الفلسطينيين وحدهم، بل هو بيد الدول العربية التي لم تقرر بعد اتخاذ الخطوات اللازمة لتغيير موقف واشنطن وتحقيق تحول حقيقي في سياستها تجاه الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.


نتنياهو يستغل ضعف إدارة بايدن قبيل الانتخابات الأمريكية


من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د.سعد نمر: إن الإدارة الأمريكية الحالية تحت قيادة الرئيس جو بايدن تمر بحالة من الضعف الشديد، وهو ما يدركه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويستغله في تأجيل إنهاء الحرب على قطاع غزة حتى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وحسب نمر، فإن نتنياهو يراهن على فوز الرئيس السابق دونالد ترامب، معتقدًا أن فوزه سيساعده في الحفاظ على ائتلافه الحكومي واستمراره في منصب رئيس الوزراء.

ولفت نمر إلى أن نتنياهو يستفيد من هذا الضعف في الإدارة الأمريكية، حيث يرفض الاستجابة لمطالب إدارة بايدن بتمرير صفقة وقف إطلاق النار. 

وأوضح نمر أن أسباب هذا الضعف تعود إلى حساسية الوضع السياسي داخل الحزب الديمقراطي الحاكم، حيث تتجنب نائبة الرئيس كامالا هاريس الضغط المباشر على إسرائيل، نظرًا لأهمية دعم اللوبي الصهيوني واليهود للحزب، وفي الوقت ذاته، تواجه الإدارة معارضة متزايدة من الناخبين العرب والشباب الذين يتظاهرون ضد الحرب على غزة في الولايات المتحدة، ولذا فإن هاريس تسعى للموازنة لإرضاء الناخبين.


تعديلات متكررة لمقترحات بايدن 


وأشار نمر إلى أن بايدن يحاول الدفع باتجاه إبرام صفقة لوقف إطلاق النار، لكن ضعفه السياسي وعجزه عن ممارسة الضغوط الفعالة على نتنياهو يجعل إدارته تغيّر المبادرات المطروحة عدة مرات، في محاولة لإرضاء الطرف الإسرائيلي. 

وقال: "بالرغم من أن حركة حماس قد وافقت على مقترحات بايدن للصفقة، فإن الإدارة الأمريكية تواصل تعديلها بما يتماشى مع ما يريده نتنياهو، ما يعكس حالة التخبط والضعف في سياستها، وأن من يعطل الصفقة نتنياهو".

وأشار نمر إلى أن "بايدن يدرك أن تأثيره السياسي سيتراجع بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يجعله أقل اهتمامًا بممارسة ضغوط قوية على نتنياهو". 

ولفت نمر إلى أن الحزب الديمقراطي هو الذي يقود حاليًا سياسة الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل، مشيرًا إلى أن الوضع لن يتغير إلا إذا اتخذ الحزب قرارًا حاسمًا، سواء بالضغط على نتنياهو أو تحميل حماس مسؤولية فشل الصفقة.

وفي ما يتعلق بالتظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية، أوضح نمر أنها بدأت تتصاعد مع بداية العام الدراسي الجديد، لكنها لا تملك القدرة على تغيير السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل، نظرًا للعلاقات الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي.


شراكة بين واشنطن وتل أبيب


يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن التردد والتلكؤ الأمريكي في إيقاف الحرب على قطاع غزة يعكسان الشراكة والسياسة اللتين تتبعهما واشنطن مع تل أبيب، حيث تواصل الولايات المتحدة دعمها إسرائيل دون اتخاذ خطوات جادة لإنهاء العدوان. 

وأوضح عوكل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُصعّد من فرض نهجه في إدارة الحرب على قطاع غزة ورفض الصفقة، مستفيدًا من حاجة الحزب الديمقراطي لأصوات الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وهو ما يضعف موقف إدارة الرئيس جو بايدن.

وأشار عوكل إلى أن بايدن يسعى للتوازن بين عدم إغضاب "اللوبي الصهيوني" من جهة، ومن جهة أُخرى إرضاء المتضامنين مع القضية الفلسطينية.

وكل ذلك، بحسب عوكل، يدفع بايدن إلى انتهاج سياسة حذرة في التعامل مع الأحداث. وأضاف: من غير المرجح أن تتغير هذه السياسة الأمريكية إلا إذا حدث تطور جذري في الموقف العربي.

ويرى عوكل أنه في حال توسعت الحرب رغماً عن رغبة الإدارة الديمقراطية، فإن الموقف الأمريكي سيظل متمسكاً بسياساته التقليدية، مكتفياً بتقديم وعود خيالية فارغة وتصريحات دعائية للفلسطينيين وحلفائهم، دون اتخاذ خطوات عملية تؤدي إلى تحقيق أي تغييرات ملموسة.


حتى لا تظهر إسرائيل كأنها لم تحقق أهدافها


من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي د.عبد المجيد سويلم: إن التلكؤ والتردد اللذين تبديهما الإدارة الأمريكية حيال الحرب على قطاع غزة مرتبطان برؤية الولايات المتحدة للصراع، وليس فقط بسبب ضعف إداري أو سياسي. 

وحسب سويلم، تتجنب واشنطن الدفع نحو وقف إطلاق النار لأن ذلك قد يُظهر إسرائيل وكأنها لم تحقق أهدافها في هذه الحرب، أو أن حركات المقاومة في غزة قد نجحت في إفشال العدوان وتحطيم أهدافه.

وأشار سويلم إلى أن الولايات المتحدة لا تريد التوصل إلى وقف إطلاق النار إلا إذا استطاعت أن تدعي أن إسرائيل حققت جزءًا جديًا من أهدافها، لهذا السبب، تضغط الولايات المتحدة لتضمين أي اتفاق مستقبلي إمكانية إعادة إسرائيل إلى الحرب، مع الإبقاء على الضغط المستمر على حركة حماس. 

هذه الاستراتيجية، بحسب سويلم، لا تعود لضعف الإدارة الأمريكية فقط، بل أيضًا لرؤية واشنطن حول الصراع وتبعاته السياسية والأمنية.

ومع ذلك، لا ينفي سويلم أن هناك نقاط ضعف في الإدارة الأمريكية الحالية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. 


مشكلات الشباب داخل الحزب الديمقراطي


وأبرز هذه التحديات وفق سويلم، تشمل مشكلات الشباب داخل الحزب الديمقراطي، وانقسام الرأي حول التصويت لنائبة الرئيس كامالا هاريس، إضافة إلى التخوف من مقاطعة الناخب العربي وفقدان جزء من الصوت اليهودي. في هذا السياق، يلفت سويلم إلى الحملة الكبيرة التي يقودها دونالد ترامب، والذي وصل به الأمر إلى التحذير من أن وصول هاريس إلى السلطة يعني "نهاية إسرائيل"، وهو استخدام "مبتذل" للإعلام والترهيب لم يسبق له مثيل في السياسة الأمريكية.

وقال: الصراع على الصوت اليهودي داخل الولايات المتحدة وصل إلى مستوى غير مسبوق، وترامب استغل هذه الديناميكية في حملاته الانتخابية، وفي المقابل، تعاني إدارة بايدن من هذه التحديات المتداخلة، وتحاول التخفيف منها عبر التركيز على ملفات أخرى، مثل الحرب الأوكرانية، إلا أن هذا المسعى أيضًا يواجه عقبات، حيث يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرب البنية التحتية الأوكرانية ورد هجمات الأوكرانيين، ما يزيد من تعقيد الموقف الأمريكي.

سويلم يرى أن الولايات المتحدة تجد نفسها في موقف محير ومربك، خاصة مع فقدانها لمشروع طريق الهند الذي كان يُخطط له كوسيلة لمواجهة "طريق الحرير" الصيني، كما أن التنافس مع الصين بدأ يؤثر بعمق على الاقتصادات الغربية.


التأييد الأمريكي لإسرائيل متعلق بالدولة العميقة 


وفي ما يتعلق بالتأييد الأمريكي لإسرائيل، أوضح سويلم أن هذا الأمر لا يتعلق بشخصيات مثل بايدن، وهاريس، أو ترامب، بل بالدولة العميقة في الولايات المتحدة، التي ترى في إسرائيل أكثر مما يراه الكثيرون، وبالرغم من إدراك واشنطن أن صورة إسرائيل تأثرت بعد السابع من أكتوبر، فإنها لا تزال حريصة على الحفاظ على مكانة إسرائيل كدولة لم تُهزم.

وأشار سويلم إلى أن التلكؤ الأمريكي في إنهاء الحرب على غزة قد يتغير إذا كان هناك ضغط عربي وإسلامي جاد. 

وأعرب سويلم عن اعتقاده أن غياب هذا الضغط هو السبب الرئيسي في استمرار التردد الأمريكي، مؤكداً أن وجود ضغط عربي وإسلامي قوي سوف يجبر الولايات المتحدة على تعديل موقفها والخروج من حالة التلكؤ هذه، ما قد يؤدي إلى تغيير في مسار العلاقات العربية- الأمريكية- الإسرائيلية.


تردد الإدارة الأمريكية يعكس ضعفاً داخلياً


وقال الكاتب الصحفي والباحث السياسي د.محمود الفروخ: إن التردد الذي تظهره الإدارة الأمريكية في تعاملها مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يعكس ضعفاً داخلياً وسياسة ثابتة لدولة داعمة بشكل أساسي لإسرائيل. 

وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعاني من ضعف شديد، خاصة أنها في أيامها الأخيرة، وهو ما جعلها غير قادرة على اتخاذ مواقف حازمة لوقف الحرب.

ولفت الفروخ إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح في استغلال هذا الضعف الأمريكي، وابتز إدارة بايدن منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر، ما جعلها إدارة "شكلية" عاجزة عن فرض أي ضغوطات على إسرائيل لإيقاف العدوان على غزة. 

وأكد الفروخ أن الإدارة الأمريكية الحالية تفتقر إلى القدرة على التأثير الفعلي، وهي بذلك شريكة لإسرائيل في حربها، حيث قدمت دعماً غير مسبوق على كافة الأصعدة، بما في ذلك الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والعسكري.


التأثير الكبير للوبي الصهيوني


أحد الأسباب الرئيسية لهذا الضعف، حسب الفروخ، هو التأثير الكبير للوبي الصهيوني داخل إدارة بايدن، مشيراً إلى أن هذه الإدارة هي أكثر إدارة تولى فيها أفراد من اللوبي الصهيوني مناصب عليا وحساسة، مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي يصفه الفروخ بالحاكم الفعلي للإدارة الأمريكية، إلى جانب شخصيات مثل عاموس هوكشتاين، والمبعوث الأمريكي للبنان، ومسؤولين آخرين في وزارات المالية والصحة والأمن الداخلي، وهذه الشخصيات المؤثرة جعلت الإدارة تنصاع بشكل تام لأوامر اللوبي الصهيوني ومنظمة "إيباك"، ما حولها إلى أداة في يد نتنياهو.

وأشار الفروخ إلى أن الرئيس بايدن، بصفته شخصاً متقدماً في السن، يتسم بتناقض في تصريحاته، ما يعزز الانطباع بأنه مجرد واجهة لإدارة لا تملك قرارها، بل تنفذ أجندة تُملَى عليها من قبل إسرائيل واللوبي الصهيوني.

وأوضح الفروخ أن إدارة بايدن فشلت في تحقيق العديد من الأهداف التي وضعتها على أجندتها، بما في ذلك تحقيق حل الدولتين.


عقد صفقة مع حركة حماس أصبح شبه مستحيل


وأضاف: إن فرص وقف العدوان على غزة أو الضغط على إسرائيل لعقد صفقة مع حركة حماس أصبحا شبه مستحيلين في ظل الظروف الحالية. 

ويرى الفروخ أن "الفرصة لتغيير هذا الموقف الأمريكي كانت ممكنة في بداية العدوان على غزة لو كان هناك موقف عربي وإسلامي قوي، لكن الوقت قد فات الآن".

وبالنظر إلى المستقبل، قال الفروخ: إن التغيير قد يأتي مع الإدارة الأمريكية الجديدة، التي ستنتخب في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فسواء كانت الإدارة جمهورية أو ديمقراطية، يمكن مساومتها على تبني سياسات جديدة تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، بما في ذلك إعادة فتح مسار سياسي لحل القضية الفلسطينية بشكل شامل وعادل.

وأشار الفروخ إلى أن "الإدارة الأمريكية الجديدة قد تكون أكثر قدرة وفعالية في الضغط على إسرائيل، سواء من أجل توقيع صفقة مع حماس أو وقف العدوان بشكل نهائي، بالإضافة إلى دورها المحتمل في إحياء اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية".

ويرى الفروخ أن "الحرب الحالية على غزة ستستمر بأشكال متعددة حتى تتولى إدارة أمريكية جديدة أكثر قوة وتأثير، ما قد يدفع بإسرائيل نحو التفاوض وفتح صفحة جديدة من العلاقات في الشرق الأوسط، سواء على الصعيد الفلسطيني أو مع الدول العربية".


عدم الضغط على نتنياهو لتحقيق مكاسب انتخابية


أما أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية د.رائد أبو بدوية، فقال: إن العجز الحالي للإدارة الأمريكية في وقف الحرب على قطاع غزة أو الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعود إلى قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. 

وأوضح أبو بدوية أن "القضية الفلسطينية أصبحت جزءاً من التجاذبات الداخلية في الولايات المتحدة، مع تعمق تأثير اللوبيات الصهيونية على السياسات الأمريكية، كما أن هناك دعماً قوياً من قبل بعض التيارات الدينية، لا سيما أن هناك نسبة عالية من المواطنين الأمريكيين هم من المسيحيين الانجليكان، وغالبيتهم تؤيد إسرائيل لأسباب عقائدية دينية".

وأشار أبو بدوية إلى "التغيرات التي شهدها الحزب الديمقراطي الأمريكي في السنوات الأخيرة، حيث برزت مجموعة من الأصوات داخله داعمة للقضية الفلسطينية وترفض الدعم لإسرائيل منذ سنوات، لكنها تصاعدت بعد الحرب على قطاع غزة، وأصبحت هذه المجموعة تشكل قوة معارضة داخل الحزب، ووصل بعض أعضائها إلى الكونغرس". 

وبالرغم من ذلك، أكد أبو بدوية أن الحزب الديمقراطي لا يزال في أغلبيته يدعم إسرائيل، وأن هذه الأصوات المعارضة لا تزال في طور النمو.

وعن الموقف الأمريكي الرسمي، أوضح أبو بدوية أن "إدارة الرئيس جو بايدن تجد نفسها في موقف صعب مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. فهي لا تريد خسارة دعم إسرائيل أو مؤيديها داخل الحزب الديمقراطي، ما يفسر العجز عن ممارسة ضغوط حقيقية على نتنياهو، على رغم وجود خلافات واضحة بين واشنطن وحكومة نتنياهو حول النهج الذي تتبعه، مع تأكيدها على دعم إسرائيل والدفاع عن أمنها".


الدفاع عن إسرائيل يُعد جزءاً من المصالح الأمريكية العليا


ويرى أبو بدوية أن "الدافع وراء عدم الضغط على نتنياهو ليس فقط المصالح الاستراتيجية الأمريكية في حماية إسرائيل وأمنها، بل أيضًا المكاسب الانتخابية، فالدفاع عن إسرائيل يُعد جزءاً من المصالح الأمريكية العليا، لكن الخلاف يدور حول الطريقة التي يدير بها نتنياهو حكومته".

وقال: إن الظروف الداخلية في الولايات المتحدة قد لا تدفع إدارة بايدن إلى استخدام أدوات ضغط أكبر على إسرائيل، بما لا يؤثر على مصالحها الانتخابية. 

وأشار أبو بدوية إلى أن الإدارة الأمريكية ترفع صوتها عادة عندما تكون هناك احتجاجات كبيرة داخل إسرائيل نفسها، وهو ما يعكس ارتباطًا وثيقًا بين الخطاب السياسي الأمريكي وحركة الاحتجاجات في المجتمع الإسرائيلي.

ولفت أبو بدوية إلى إدارة بايدن قد تتخذ خطوات رمزية ضد حكومة نتنياهو، لكنها ستكون بمثابة استجابة لمطالب المحتجين الإسرائيليين، وليس بهدف ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو بشأن سياساته تجاه الفلسطينيين.


الولايات المتحدة تمتلك وسائل ضغط فاعلة


ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة د. قصي حامد أنه "على الرغم من أن استمرار الحرب على قطاع غزة لم يعد مقبولاً لدى شرائح كبيرة من الحزب الديمقراطي، فإن إدارة بايدن لا ترغب في الضغط الجاد على نتنياهو لإنهاء الحرب، لاعتبارات تتعلق بموقف الرئيس بايدن الشخصي المؤيد لإسرائيل، ولتلافي التأثير سلباً على حظوظ الحزب في الانتخابات المقبلة وخسارة أصوات يهودية مؤثرة". 

وقال حامد: "إن الولايات المتحدة تحاول رسم انطباع بأن هناك جهوداً حثيثة تبذلها الإدارة الأمريكية للوصول إلى اتفاق، وذلك لإرضاء شريحة وازنة من المجتمع الأمريكي تريد إنهاء الحرب".

وفي السياق ذاته، أكد حامد أن "الولايات المتحدة تمتلك وسائل ضغط فاعلة لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو إيقاف الحرب على قطاع غزة، لكنها تفضل عدم استخدام هذه الوسائل لحسابات سياسية داخلية دقيقة، تتعلق بالتأثير على حظوظ الحزب الديمقراطي وكامالا هاريس في مواجهة دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة".

وأشار حامد إلى أن الحسابات الداخلية لإدارة بايدن تلعب دوراً كبيراً في تقييد قدرته على اتخاذ خطوات حاسمة تجاه إسرائيل، وأهمها الحسابات الانتخابية، ناهيك عن أن بايدن قد فقد تأثيره في القرار السياسي الأمريكي.

وأوضح حامد أن "عدم رغبة الولايات المتحدة في تجميد المساعدات المالية أو العسكرية لإسرائيل يعكس التزامها بدعم وحماية أمن إسرائيل".

وأشار حامد إلى أن السياسة الأمريكية التقليدية درجت على عدم اتخاذ مواقف غير اعتيادية ضد إسرائيل، وأن واشنطن ستتدخل بفاعلية فقط إذا رأت أن استمرار الحرب يهدد مصالحها في الشرق الأوسط.


تغيير الموقف الأمريكي يتطلب موقفين عربياً ودولياً قويين


وقال حامد: "إن تغيير الموقف الأمريكي المتلكئ تجاه وقف الحرب على قطاع غزة يتطلب موقفاً عربياً ودولياً قوياً يضغط على واشنطن من أجل دفع إسرائيل إلى وقف الحرب". 

ويرى أنه "استناداً إلى الحسابات السابقة من غير المرجح أن يتغير موقف واشنطن في الوقت الحالي، بينما سيبقى نتنياهو يستغل الوقت ويراهن على عودة ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي".

وأشار  حامد إلى أن الولايات المتحدة تتجنب تقديم مبادرات جديدة في هذه المرحلة، مفضلة الامتناع عن أي خطوات قد تسبب لها حرجاً سياسياً داخلياً أو دولياً، وقد لا تجد قبولاً من أحد الطرفين، وستبقى تراوح في إدارة ملف الحرب ولعب دور الوسيط في المفاوضات.

دلالات

شارك برأيك

حرب غزة تطوي شهرها الـ١١ دون آفاقٍ لتوقفها.. الولايات المتحدة الوكيل الحصري في الخداع والمماطلة

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 2 شهر

يجب أن تكون خطب الجمعة والمناهج الفلسطينية خطين متزاويين في توضيح اعدائنا وفي مقدمتهم اسرائيل وامريكا وغيرهم من المؤيدين لاسرائيل من العربان والاوروبيين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)