Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 28 أغسطس 2024 10:22 صباحًا - بتوقيت القدس

دور الاشاعة في تجسيد المخططات الصهيونية

اعتمدت العصابات الصهيونية على الإشاعة منذ بدأت بمهاجمة القرى والمدن الفلسطينية عام 1948 طمعاً في هجرة طوعية. 


وقد تعددت المشاريع التي طرحها فلاسفة وساسة إسرائيليون لانجاز مشروعهم خلال ما يزيد عن سبعة عقود للخلاص من تطلعات الشعب الفلسطيني، عبر بث اليأس والإشاعة في عقول الفلسطينيين، وضمن إيمان قادة المشروع الصهيوني أن لا إمكانية لإقامة أكثر من دولة واحدة بين النهر والبحر، وعليه هناك ضرورة لحل الموضوع الديموغرافي عبر استخدام استراتيجيات عدة، أهمها جلب مستوطنين من كافة أصقاع الأرض، والعمل بكل الوسائل على دفع الفلسطينيين للهجرة، سواء بالضغط والاكراه أم بشكل طوعي، لضمان تقليص عدد السكان الفلسطينيين بين النهر والبحر الى أقل عدد ممكن، وصولا إلى دمج من يتبقى منهم في المجتمع الإسرائيلي كأقلية بلا حقوق وطنية.


من أهم المشاريع التفصيلية في هذا الصدد مشروع ايغورا ايلاند، الذي تحدث عن تبادل أراضي بين إسرائيل ومصر، بحيث تمنح مصر إسرائيل بموجبها ما يقارب ألف كم مربع من سيناء، وبالمقابل تمنح إسرائيل مصر مساحة أقل بقليل في صحراء النقب، ويتم لاحقا تهجير أكبر عدد ممكن من سكان قطاع غزة خاصة الشمال باتجاه سيناء، وفي المقابل تقوم إسرائيل بالاستيلاء على مساحة مساوية من أراضي الضفة الغربية، فيما يعرف بمناطق ( C ) وخاصة في الأغوار، من أجل رفع عدد المستوطنين، ليتفوق على عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية.


الخطة (المسماة الحسم) التي تنكر وجود شعب فلسطيني، تقضي بزيادة وتيرة الاستيطان وجلب مليوني مستوطن وتوطينهم على ما يعادل ربع مساحة الضفة الغربية، وتقسيم بقية الضفة الغربية الى ست مناطق (الخليل، بيت لحم، رام الله، اريحا، نابلس وجنين) تدار على نمط روابط القرى عبر روابط البلديات المنتخبة، ومن أجل تفوق المستوطنين عدداً في الضفة تعمد الخطة الى تشجيع الهجرة، وإن لزم الامر إجبار بعض السكان على الهجرة عبر الحسم العسكري.


في الآونة الأخيرة دأبت دولة المستوطنين بقيادة سموتريتش وبن غفير لاطلاق تسريبات مفادها أن حرب غزة تشكل فرصة لإنجاز المخططات حسب ما يروج لها المستوطنون، فالاستيلاء على مقدرات القطاع من احتياطي الغاز والنفط أصبح أمراً واقعا، حيث أن إسرائيل استغلت بناء الميناء العائم لإنجاز تمديدات تحت سطح البحر لسرقة الغاز والنفط. ثم إنها -أي إسرائيل- تفاوض على البقاء في نتساريم ومحور فيلادلفيا إضافة إلى إنشاء شريط عازل شرق وشمال القطاع.


يدّعي مروجو الشائعات من غلاة المستوطنين أن هناك اتفاقا بين حلفاء إسرائيل بزعامة الولايات المتحدة، ومن ضمنهم بعض الدول العربية، على ان بقاء إسرائيل في غزة غير ممكن، وأن هناك ضرورة لتقويض حكم حماس، وبموافقة السلطة الفلسطينية التي "ستشكل بديلا" لحركة حماس في ادارة القطاع.


يضاف إلى ما سبق، ما يشاع بأن السلطة ستتسلم إدارة المعابر كخطوه على طريق إدارة ما تبقى من القطاع، ومن أجل أن لا تتهم السلطة بالقدوم على دبابة إسرائيلية سيقوم المجتمع الدولي بفرض ذلك. وتذهب الإشاعة إلى التصريح علنا بأن الإمعان في الإبادة سيشكل وسيلة لقبول سكان غزة بالسلطة الفلسطينية بديلا لحماس، ومنقذا لما تبقى منها.


كما تشير الإشاعة إلى أنّ مشاريع إعادة الإعمار ستكون بالشراكة بين السلطة والمؤسسات الدولية، وتستثنى منها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ففي نظر مروجي هذه الاشاعة ستكون هناك فرصة لاستقطاب رؤوس الأموال من الضفة الغربية، حيث مشروع إعادة الاعمار سيكون مغرياً وطويل الأمد، مما سيدفع بعضهم للإقامة وأسرهم في القطاع. وبالتزامن سيتم تكثيف هجمات الجيش والمستوطنين لتنفيذ برنامجهم بالهجرة القصرية لسكان المناطق المستهدفة في الضفة الغربية، وقد تكون إحدى الوجهات قطاع غزة بين خيارات كثيرة.


أما أجهزة الأمن المنوي إرسال عناصرها إلى غزة، حسبما يتم الترويج له، فإن إرسال عدد كبير من منتسبيها يضمن تفريغ الضفة من أكبر عدد ممكن من الأشخاص المدرّبين والمسلّحين، مما يمنع أي مواجهة مسلحة حال أقدمت إسرائيل على مجازر في المخيمات والأغوار.


يقول سموتريتش، إن هذه الطريقة تنهي الحرب دون إحراج حكومة اليمين بتوقيع اتفاق مع أي جهة كانت، وتبقي الباب مفتوحا للعودة إلى الحرب كلما اقتضت الضرورة.


وتتناول اشاعات المستوطنين أن خطتهم ستسهم في القضاء على البطالة، عبر تشغيل العمال في إعادة الإعمار، بمن فيهم العمال الذي كانوا يعملون في إسرائيل وتسببت الحرب في دخولهم سوق البطالة، وأن الوجود الدولي في غزة والمساعدات والمشاريع ستساعد في خلق أجواء من الرفاهية المجتمعية، مما سيعزز دور السلطة الجديدة.


ولو افترضنا أنه من الضرورة بمكان التعامل مع الإشاعات على أنها جزء من برامج تهدف الى تقويض السلطة في الضفة -حسب ما ورد على لسان اكثر من مسؤول إسرائيلي- يقودها متطرفو الحكومة الإسرائيلية، كما هو حال أصل المشروع الصهيوني الذي اعتمد بالأساس على بث الإشاعات واختلاق الروايات، فما هي الخطط والبرامج الفلسطينية لإفشال هكذا مخطط، وفي نفس الوقت استعادة وحدة الشعب الفلسطيني على أراضي دولته العتيدة في الضفة وغزة والقدس.
-----------


الخطة المسماة "خط الحسم" تنكر وجود شعب فلسطيني، وتقضي بزيادة وتيرة الاستيطان وجلب مليوني مستوطن وتوطينهم على ما يعادل ربع مساحة الضفة الغربية، وتقسيم بقية الضفة الغربية الى ست مناطق.

دلالات

شارك برأيك

دور الاشاعة في تجسيد المخططات الصهيونية

المزيد في أقلام وأراء

بعد وقف اطلاق النار: المعركة النفسية لا تنتهي

السلطات المتجددة ، أدوات جديدة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .

مروان أميل طوباسي

الوطن العربي بين جحيم ترامب والنهوض؟

د. فوزي علي السمهوري

أهوال جحيم الإبادة

بهاء رحال

صوت الكفاح الفلسطيني العاقل

حمادة فراعنة

ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟

حديث القدس

الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو‎

هاني المصري

​ المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها

حمدي فراج

ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي

راسم عبيدات

سوريا إلى أين؟

حمادة فراعنة

المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة

كريستين حنا نصر

أسرى فلسطين في معسكرات الموت

حديث القدس

الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"

اللواء المتقاعد أحمد عيسى

البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال

مروان اميل طوباسي

قد تتوقف الإبادة ولكن !

بهاء رحال

رحيل عيسى الشعيبي

حمادة فراعنة

أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف

د. أحمد رفيق عوض

آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ

ثروت زيد الكيلاني

حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق

كريستين حنا نصر

بوادر اتفاق تلوح بالأفق!

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 15 يناير 2025 8:59 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.63

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.12

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%59

%41

(مجموع المصوتين 416)