أقلام وأراء
الثّلاثاء 27 أغسطس 2024 10:16 صباحًا - بتوقيت القدس
فلسطين تفوز في مؤتمر شيكاغو
كان المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لعام 2024 رحلة مرهقة للعرب الأمريكيين المؤيدين للحقوق الفلسطينية، وحدثاً مليئاً بالتقلبات.
ولكن بشكل عام، فإن المعترضين مخطئون، إذ أن فلسطين وأنصار الحقوق الفلسطينية كانوا من أكبر الفائزين خلال الأيام الأربعة في شيكاغو. لم نشهد تغييراً في لغة برنامج الحزب الديمقراطي فيما يتصل بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولا متحدثاً فلسطينياً أمريكياً على المسرح الرئيسي في أوقات الذروة. ولكن قضية فلسطين كانت حديث المؤتمر، مع تحقيق انتصارات صغيرة، ولكنها انتصارات على أية حال. في يوم الاثنين الماضي، استضاف المؤتمر جلسة في موقع رسمي حول معاناة الفلسطينيين.
وشاركتُ في رئاستها مع المدعي العام لولاية مينيسوتا (عضو الكونغرس السابق) كيث إليسون. الجلسة تضمنت شهادات مُقنعة من: الدكتورة "تانيا حاج حسن" التي روت قصصاً مروعة عن الأطفال والعاملين في المجال الطبي، ضحايا الحرب في غزة، وليلى العبد، وهي زعيمة أمريكية فلسطينية لحركة "غير ملتزم" التي تحتج على تواطؤ الإدارة الأميركية في هذه الحرب، والنائب السابق آندي ليفين، الذي خسر إعادة انتخابه بسبب ملايين لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك)، وهالة حجازي، وهي أميركية تنتمي للحزب الديمقراطي ومن أصول فلسطينية، تعمل على جمع تبرعات وفقدت العشرات من أفراد أسرتها في غزة.
من بين أكثر من ثلاثين ندوة جانبية رسمية استضافتها الحملة، لم يحضر معظمها إلا عدد ضئيل من الأشخاص، ولكن جلسة فلسطين حضرها أكثر من ثلاثمائة شخص، وكان معظمهم متأثرين بشدة بما سمعوه. لم يكن ضمان الرعاية الرسمية للجلسة هو النصر الذي سعينا إليه، بل يظل هدفنا هو تغيير السياسة الأميركية. ولكن لا ينبغي لنا أن نتجاهل الاعتراف بمعاناة الفلسطينيين ومسؤولية إسرائيل والولايات المتحدة عن حرب غزة. وكان الخبر الذي يفيد بأن عائلة أمريكية إسرائيلية ستتحدث من على المنصة الرئيسية عن ابنها الذي احتجزته حماس هو الذي دفعنا إلى الإصرار على دعوة أسرة أمريكية فلسطينية لسرد قصة عائلتهم في غزة. وتبع ذلك أيام من المفاوضات. وعندما اتُخِذ القرار بعدم دعوتهم، قاد عباس علوية، وهو زعيم آخر من حركة "غير ملتزم"، إضراباً واعتصاماً أمام المؤتمر. كان قرار الحملة هذا مؤلماً للغاية للأمريكيين الفلسطينيين، وهدد بمحو الإيجابيات المكتسبة من اعتراف الحملة بالجلسة الخاصة بنا. ولكنه أيضاً سلط الضوء مرة أخرى على قضية فلسطين والجهود المبذولة لإسكات أصواتنا.
لقد عقدنا مؤتمرات صحفية متعددة وتحدثنا مع العشرات من الصحفيين لضمان استمرار مناقشة الحقوق الفلسطينية. وجاءت الدعوات لحضور متحدث أمريكي فلسطيني من أعضاء الكونغرس والمنظمات الوطنية (بما في ذلك الجماعات اليهودية) والزعماء السود واللاتينيين والصحف اليهودية البارزة، وحتى الأسرة الأمريكية الإسرائيلية التي تحدثت في السابق. وفي المؤتمر نفسه، ارتدى مئات المندوبين، بما في ذلك أنصار هاريس، الكوفية أو أزراراً مكتوباً عليها "ديمقراطيون من أجل فلسطين" بما في ذلك ابنة أخت هاريس.
وفي كل مرة يأتي فيها ذكر فلسطين من قبل المتحدثين في المؤتمر كانت تقابل بالتصفيق الحار. وبينما تضمن خطاب هاريس الالتزامات المعتادة بأمن إسرائيل، كانت كلماتها عن معاناة الفلسطينيين عاطفية ويتخللها التزامها بحريتهم وأمنهم وكرامتهم وتقرير مصيرهم - أكثر مما قاله أي مرشح رئاسي على الإطلاق.
وعلى هذا، وعلى الرغم من الألم، فإن القصة بأكملها تمثل فوزاً يجب أن نعترف به ونتبناه ونبني عليه. لقد كنت آخر عربي أميركي يتحدث عن حقوق الفلسطينيين في مؤتمر الحزب الديمقراطي قبل 36 عاماً، عندما قدمت خطة حملة جاكسون بشأن حقوق الفلسطينيين من على المنصة في أتلانتا. وفي الأيام التي تلت تلك اللحظة التاريخية، واجهت ردود فعل عنيفة من القوى المؤيدة لإسرائيل داخل الحزب، والتي ضغطت عليّ للاستقالة من عضوية الحزب الديمقراطي، لكن القس جاكسون علمني درسين مهمين.
أولا: "عندما تحقق نصرا، تمسك به ولكن لا تدير ظهرك أبدا، لأن الخناجر ستخرج للنيل منك". ثانيا: "لا تستسلم أبدا، لأن هذا بالضبط ما يريد أعداؤك منك أن تفعله. وأكثر ما يخشونه هو أن تظل متمسكا بالقتال".
تنطبق هذه الدروس اليوم، مع وجود اختلاف. ففي عام 1988، آثرنا القضية كحركة قوية بقيادة جاكسون.
واليوم، لا تعتمد حركة العدالة الفلسطينية على جهود زعيم، بل إنها مدعومة بالناس.
وقد نجح هذا الجهد في: تعبئة الناس لتمرير قرارات وقف إطلاق النار في أكثر من 350 مدينة، وكسب دعم النقابات الكبرى ومنظمات السود واللاتينيين والآسيويين، وهذا الجهد هو المسؤول عن مظاهرات الملايين من الأمريكيين، والمخيمات في أكثر من 100 حرم جامعي، وأكثر من 750 ألف صوت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وتُظهِر استطلاعات الرأي أن غالبية الديمقراطيين يريدون وقف إطلاق النار، وأن يكون توفير الأسلحة لإسرائيل مشروطاً، وتأمين حقوق الفلسطينيين. إن الوقت الحالي ليس مناسباً للانسحاب بغضب انهزامي. بل من الضروري أن نعترف بالانتصارات التي تحققت، وأن نواصل العمل مع الحلفاء في العملية السياسية، لأن التغيير قادم ولكن فقط إذا استمر هذا العمل.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
بعد وقف اطلاق النار: المعركة النفسية لا تنتهي
السلطات المتجددة ، أدوات جديدة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .
مروان أميل طوباسي
الوطن العربي بين جحيم ترامب والنهوض؟
د. فوزي علي السمهوري
أهوال جحيم الإبادة
بهاء رحال
صوت الكفاح الفلسطيني العاقل
حمادة فراعنة
ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟
حديث القدس
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
هاني المصري
المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها
حمدي فراج
ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي
راسم عبيدات
سوريا إلى أين؟
حمادة فراعنة
المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة
كريستين حنا نصر
أسرى فلسطين في معسكرات الموت
حديث القدس
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"
اللواء المتقاعد أحمد عيسى
البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال
مروان اميل طوباسي
قد تتوقف الإبادة ولكن !
بهاء رحال
رحيل عيسى الشعيبي
حمادة فراعنة
أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف
د. أحمد رفيق عوض
آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ
ثروت زيد الكيلاني
حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق
كريستين حنا نصر
بوادر اتفاق تلوح بالأفق!
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
مقتل 4 جنود إسرائيليين جراء تفجير لغم شمال قطاع غزة
أبو ردينة: القيادة سعت منذ اليوم الأول لبدء العدوان على قطاع غزة
قلقيلية: الاحتلال يهدم منزلاً ومحلاً تجارياً ومنشأة زراعية ويجرف أراضي
حماس: قيادة الحركة بحثت مع وزير المخابرات التركي تطورات المفاوضات
الأكثر قراءة
حماس: قيادة الحركة بحثت مع وزير المخابرات التركي تطورات المفاوضات
أوسلو تستضيف اجتماعا دوليا لدعم حل الدولتين
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. اتفاق يلوح في الأفق وهذه تفاصيله!
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
أسر رهائن إسرائيليين في غزة يوجهون انتقادات حادة لوزير المالية
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
مصادر منخرطة في المفاوضات تكشف لـ"القدس" تفاصيل الاتفاق الذي سيعلن اليوم
أسعار العملات
الأربعاء 15 يناير 2025 8:59 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.63
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.12
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 416)
شارك برأيك
فلسطين تفوز في مؤتمر شيكاغو