فلسطين
الجمعة 16 أغسطس 2024 8:19 صباحًا - بتوقيت القدس
"التصفيق لفلسطين تحت قبة البرلمان التركي".. رسائل تومض بين سُحُب الدخان لفجر مجدٍ يتسامى
رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم
د. أحمد رفيق عوض: تعبير واضح عن دعم تركيا وتأكيد لدورها الفاعل في السياسة الإقليمية
د. عبد المجيد سويلم: التصفيق التركي اعتراف سياسي مباشر بمواقف الرئيس عباس
د. سعد نمر: إعلان زيارة غزة رد عملي على مخططات إسرائيل الرافضة وجود السلطة
سليمان بشارات: خطاب الرئيس يؤكد فشل محاولات الاحتلال تعزيز عزل غزة عن الضفة
مهند أوغلو: إعلان عباس من تركيا مؤشر على دعمها للسلطة وليس فقط لحركة حماس
وديع أبو نصار: رسائل لإعلان زيارة غزة أهمها أن السلطة لديها خطة للقطاع بعد الحرب
د. جمال الشلبي: قد نتجه إلى نهاية الحرب على غزة وبداية مرحلة جديدة من التفاوض
في خطوة تعكس دعماً سياسياً قوياً للقضية الفلسطينية، شهد البرلمان التركي احتفاءً غير مسبوق بالرئيس محمود عباس، أمس الخميس، تجلى في التصفيق الحار الذي حظي به خلال خطابه أمام البرلمان، في رسائل تحمل الرفض للتحيز الأمريكي لإسرائيل، وكذلك حمل الخطاب رسالة سياسية لإنهاء الانقسام وإيجاد غطاء سياسي تقوده تركيا من أجل ذلك. ويُجمع كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ"القدس" و"القدس" دوت كوم، على أن عاصفة التصفيق للرئيس محمود عباس جاءت رداً على التصفيق الذي ناله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي، الشهر الماضي، ما أبرز الموقف التركي كداعمٍ رئيسي للحقوق الفلسطينية في مواجهة الانحياز الأمريكي الواضح لإسرائيل.
من جهة أُخرى، لاقى قرار الرئيس محمود عباس المفاجئ بالتوجه إلى قطاع غزة مع أعضاء القيادة الفلسطينية، الذي أعلنه من تحت قبة البرلمان التركي أمس، أصداء واسعة في أوساط المراقبين الذين تساءلوا إن كانت هذه الخطوة ممكنة في ظل حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال ومواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف، من جهة، وعما إذا كانت هذه الخطوة متفقاً عليها ومنسقةً مع أطراف عربية وأممية، تمهيداً لما يسمى "اليوم التالي" للحرب؟
البرلمان التركي يرد على الكونغرس الأمريكي
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أن ما شهده البرلمان التركي، أمس الخميس، يعد لافتًا من حيث الاحتفاء بالرئيس محمود عباس، وذلك ردًا على التصفيق الحار الذي حظي به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي، الشهر الماضي.
ويرى عوض أن الوقوف والتصفيق لخطاب الرئيس عباس أمام البرلمان التركي بنفس الإجراءات التي تم استقبال نتنياهو بها في الكونغرس، حيث جاء خطاب رئيس البرلمان ثم دخول الرئيس "أبو مازن" إلى قاعة البرلمان، ثم تصفيق حار، فيما تم خلال الخطاب الوقوف مع التصفيق 35 مرة، والإشادة بخطاب الرئيس محمود عباس، كل ذلك يؤكد رسالة الرد التركي على الكونغرس الأمريكي، الذي احتفى بشخص يقوم بالمذابح والبرلمان التركي يحتفي بالضحية.
وبحسب عوض، فإن خطاب الرئيس عباس والتصفيق له يعد تعبيراً واضحاً عن الدعم التركي للقضية الفلسطينية، حيث إن البرلمان التركي يسعى من هذا الاحتفاء، بوصف تركيا إحدى الدول السنية الكبيرة في المنطقة، إلى التأكيد على الدور الفعال والنشط لتركيا في السياسة الإقليمية.
ووفق عوض، فإن تركيا تسعى لتعزيز نفوذها كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية ولتحقيق دور أكبر في حل الصراع الإقليمي، خاصة انها دولة إسلامية كبيرة وجارة للمنطقة العربية والدولة الخامسة في حلف الناتو ولها علاقات واسعة مع جميع الأطراف ولها علاقات اخرى كبيرة مع مكونات الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه ولها علاقات مع إسرائيل واميركا وأوروبا وبإمكانها ان تلعب ادوارا كبيرة وكثيرة وياتي ذلك تأكيدا للدور الكبير لها.
توحيد الأراضي الفلسطينية جغرافيًا وسياسيًا
وحول إعلان الرئيس محمود عباس، خلال خطابه في البرلمان التركي عن نيته زيارة قطاع غزة، فإن عوض يرى أن "ابو مازن" يهدف من خلال هذه الخطوة إلى توحيد الأراضي الفلسطينية جغرافيًا وسياسيًا، وقطع الطريق أمام المشاريع التي تسعى إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية والقدس.
وبحسب عوض، فإن هذا الإعلان من قبل الرئيس محمود عباس يحمل دلالات قوية تتعلق بتعزيز فكرة حل الدولتين ومواجهة محاولات اسقاطها، وضمان تمثيل فلسطيني موحد في مواجهة الضغوط الدولية والإقليمية.
ويشير عوض إلى أن زيارة الرئيس عباس إلى غزة ستواجه بمعارضة قوية من إسرائيل والولايات المتحدة، وهي تعتبر خطوة غير سهلة.
ويشير عوض إلى أن إعلان الرئيس عباس أنه سيذهب لغزة عملياً يضع المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي امام مسؤولياتهما، هل يمكن أن يوفر الحماية لذهاب الرئيس عباس وهل يمكن له أن يطبق القانون الدولي بما يتعلق بذلك.
ويلفت عوض إلى أن إسرائيل قد تتخذ إجراءات عقابية ضد الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية، في حين أن الولايات المتحدة قد ترفض الزيارة إذا لم تكن تحت تنسيقها.
وبحسب عوض، فإن الزيارة عملياً صعبة، لأن إسرائيل ترفض ذلك، ولا تريد أن يعود الرئيس عباس والسلطة إلى غزة، بينما أمريكا ترفض الزيارة، لأنها تريد سلطة فلسطينية محدثة، وبالتالي أمريكا قد لا ترحب بهذه الزيارة إن لم تكن تحت عباءتها والتنسيق معها.
ويرى عوض أن اختيار الرئيس عباس لتركيا كمكان لإعلان زيارته إلى قطاع يعكس رغبة قوية في الحصول على دعم سياسي وضمانات من دولة ذات تأثير كبير على الساحة الدولية، ولأهميتها الجيوسياسية وعلاقاتها وهي جزء من الناتو، وبقدرتها على تقديم ضمانات سياسية ولعب دور في الحلول الإقليمية، وهي تعزز من موقفها كداعم رئيسي لفلسطين.
وبإعلانه هذا، يوجه الرئيس عباس بحسب عوض، رسالة إلى القوى الإقليمية والدولية بأن تركيا مستعدة لأن تكون جزءًا من الحل، ما يعزز من تحالفاتها ويعكس رغبتها في لعب دور أكبر في القضايا الإقليمية، وأن إعلان الرئيس عباس من قلب البرلمان التركي نيته الذهاب برفقة القيادة الفلسطينية إلى غزة بمثابة موافقة علنية للدور التركي في المنطقة.
ويرى أن الرئيس محمود عباس ذهب إلى تركيا حتى يؤكد أن لديه دائرة أصدقاء وحلفاء كثر، وكأنه يقول لآخرين في الإقليم إن تركيا جاهزة لان تكون جزءاً من الحل، تريد أن تكون عملياً جزءاً من الإقليم.
ويلفت عوض إلى أن الرئيس عباس كان واضحاً من خطابه أنه كان يقول أشقائي الأتراك ولم يقل أصدقائي وهذا له معنى، بتوسيع الحلفاء.
محاولة تركية فلسطينية لتقديم رد مغاير للموقف الأمريكي
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي د.عبد المجيد سويلم ان تصفيق البرلمان التركي للرئيس محمود عباس، يشير إلى عدة جوانب مهمة، أهمها أنه يمثل ردًا تركيًا فلسطينيًا على التصفيق المفتعل الذي ناله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي.
ويرى سويلم أن التصفيق التركي ليس مجرد دعم أعمى، بل هو اعتراف سياسي مباشر بمواقف الرئيس محمود عباس، في إطار محاولة تركية فلسطينية لتقديم رد مغاير للموقف الأمريكي.
يقول سويلم: "لا نستطيع أن نتجرد من حقيقة أن هناك محاولة تركية فلسطينية للرد بصورة مختلفة، نحن نتحدث عن برلمان تركي بقوامه يصفق للاعتبار السياسي المباشر لكلام الرئيس عباس، وليس لاعتبارات تتعلق بالتأييد الأعمى، وأعتقد أن المقارنة هنا هي في مصلحة التصفيق الذي حظي به (أبو مازن)".
وبحسب سويلم، فإن السياسة تسعى لتسجيل موقف ضد انحياز الكونغرس الأمريكي لإسرائيل، خاصة في ضوء الحرب على غزة، والتي تؤثر بشكل مباشر على حركة حماس، المقربة من تركيا.
ويشير سويلم إلى أن الاتراك يريدون أن يسجلوا موقفاً في مواجهة الأمريكان، ليس لأنهم يريدون محاربة أمريكا، ولكنهم لم يعودوا قادرين على تحمل هذا الانحياز الأميركي لإسرائيل وسياستها، خصوصاً بما يتعلق بالحرب على قطاع غزة، خاصة أن حركة حماس مقربة من تركيا، وما حدث يمسهما بصورة أو بأُخرى، إضافة إلى مساسه بالشعب الفلسطيني.
ولذلك وفق سويلم، فإن هذا التصفيق الذي حظي به الرئيس محمود عباس في البرلمان التركي، يأتي كنوع من الغمز التركي من القناة الفلسطينية بأنهم غير راضين عن السياسة التي يتبعها الكونغرس والولايات المتحدة بهذه الطريقة الصفيقة من التأييد لإسرائيل.
ويعتقد أن تركيا تسعى من خلال هذا التصفيق في البرلمان للرئيس محمود عباس، إلى التعبير عن عدم رضاها عن السياسة الأمريكية، التي تُظهر دعماً غير مشروط لإسرائيل.
ويشير سويلم إلى أن الرئيس محمود عباس، من خلال خطابه في البرلمان التركي، بعث برسائل قوية بأنه ينوي زيارة قطاع غزة والقدس لمواجهة الإسرائيليين بطرق سياسية وليس عسكرية، وهو ما يعكس محاولة لزيادة فعالية الموقف الفلسطيني.
ويعتبر سويلم أن هناك تأخراً لدى القيادة الفلسطينية في اتخاذ مواقف أكثر قوة في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة أن تكون ردود الفعل الفلسطينية أكثر حزمًا وقوة، خاصة بعد استمرار الانتهاكات والمجازر خلال الأشهر العشرة الماضية.
ويقول سويلم: "إن الرئيس محمود عباس بعث برسائل مهمة أنه سيذهب إلى قطاع غزة هو وكل القيادة الفلسطينية ثم بعد ذلك إلى القدس، وبأنه بعد ذلك عازم على مواجهة الإسرائيليين، صحيح أنه لن يستطيع مواجهة السلاح كما قال، ولكنه يستطيع أن يواجههم بطرق ووسائل أخرى".
ويتابع سويلم: "الشعب الفلسطيني لم يكن يطلب من الرئيس محمود عباس أن يواجه بالسلاح، بل كان يطلب منه أن يواجه سياسياًِ، وأن تكون مواقفه حازمة وقوية ومجابهة ومقاومة، وليس بالضرورة استخدام السلاح، وأرى أن هناك تأخراً كبيراً في هذا الموقف الذي سمعنا بعض مفاصله بخطاب الرئيس (ابو مازن) من قلب البرلمان التركي".
ويشدد سويلم على أن الشعب الفلسطيني ليس متطرفاً، ويعرف ظروف القيادة الفلسطينية، وظروف الاتفاقيات والظروف الدولية، والارتباطات، والشعب الفلسطيني شعب ذكي ولديه تجربة سياسية ويعرف كل هذه الحقائق، ولكنه كان يشعر أيضاً بأنه كان بالإمكان أن يكون الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي أقوى بكثير، وأنه بالإمكان أن تكون حالة التصدي للإسرائيليين والأمريكيين أقوى مما كانت عليه حتى الان.
ويشدد سويلم على أن هناك تطوراً بموقف القيادة الفلسطينية، وهذا التطور بما أنه قد حصل، هذا يعني انه كان بالإمكان أن يحصل، خاصة أن المجازر والقتل والإبادة وعمليات قطع المساعدات والأدوية والتجويع مستمرة منذ عشرة أشهر على مدار الساعة، وبالتالي كان بالإمكان أن يكون الموقف الفلسطيني أقوى مما كان عليه.
ويرى سويلم أن القيادة الفلسطينية عازمة على زيارة غزة والقدس، وليس مجرد أمور دعائية، وسيحاول الرئيس والقيادة الفلسطينية تنفيذ ذلك، وهو ما يعتبره سويلم خطوة مهمة تحرص عليها القيادة الفلسطينية نحو تعزيز الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما يرى سويلم أن زيارة الرئيس عباس إلى غزة تُعبر عن رغبة القيادة الفلسطينية في تأكيد وحدة الضفة والقطاع، رغم الخلافات، وتعتبر زيارة القدس جزءًا من هذه الاستراتيجية، في مواجهة جماعات متطرفة مثل عصابات بن غفير وسموتريش.
ويشير إلى أن الإعلان عن الزيارة لغزة من تركيا يعكس المواقف الجديدة لأنقرة في تعزيز موقفها على أبواب التصالح مع سوريا، واستعادة علاقاتها مع محور المقاومة، إضافة إلى التأكيد على العلاقة التاريخية مع حركة حماس، والتي بدورها تقدر الموقف التركي وتستند اليه في كثير من المواقف والقضايا.
ويؤكد سويلم أن الموقف التركي هو محاولة لمواجهة الانحياز الأمريكي الذي لم يحترم المصالح التركية في سياق تحالف الناتو، وما يعتبره غدرًا بالجانب التركي.
خطوة مقصودة ومباشرة
يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، د. سعد نمر أن التصفيق في البرلمان التركي كان خطوة مقصودة ومباشرة، تهدف إلى الرد على التصفيق الذي ناله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي.
ويشير نمر إلى أن هذا التصفيق كان حادًا وسريعًا حينما تناول الرئيس عباس لقضايا حساسة تتعلق بالمسجد الأقصى والقدس، وكذلك دعوته للذهاب إلى قطاع غزة.
ويوضح نمر أن الأتراك، الذين يشعرون بفخر كبير بقوميتهم، اعتبروا أن تصفيقهم للرئيس عباس كان ردًا مناسبًا على تصفيق الكونغرس لنتنياهو، في إطار محاولة للرد على ما يعتبرونه انحيازًا أمريكيًا غير مبرر.
وفي هذا السياق، يعتبر نمر أن التصفيق التركي كان بمثابة رد فعل سياسي يعكس دعم أنقرة الثابت للشعب الفلسطيني.
وفي ما يتعلق بإعلان الرئيس عباس عن نيته زيارة قطاع غزة، يعتقد نمر أن هذه الخطوة كانت ضرورية ويجب أن تكون قد تمت قبل السابع من أكتوبر، وتحديداً قبل الحرب، لإنهاء الخلاف بين حركتي فتح وحماس وتوحيد الصف الفلسطيني.
ويرى نمر أن إعلان الرئيس عباس النية لزيارة غزة رد عمليّ على المخططات الإسرائيلية التي تسعى لإضعاف السلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب وتريد قوة عربية أو دولية موالية لإسرائيل، وتأكيدٌ كذلك على أن غزة جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.
ويؤكد نمر أن إعلان الرئيس عباس عن زيارته لغزة يجب أن يأتي على أساس الوحدة الوطنية مع كافة قوى المقاومة الفلسطينية، ويعتبر هذا الإعلان ردًا عمليًا على نتنياهو الذي يسعى إلى تفتيت الوحدة الفلسطينية وتعزيز حكومة موالية لإسرائيل.
ويشير نمر إلى أن التغيرات الكبيرة التي حدثت بعد السابع من أكتوبر تفرض على القيادة وحركة فتح إعادة النظر في استراتيجياتها وتحالفاتها، والتأكد من أن هذه التغيرات تُؤخذ بعين الاعتبار في تشكيل السياسات المستقبلية.
يقول نمر: "من الممكن ان تتحقق زيارة الرئيس محمود عباس إلى غزة، إن كانت هناك إرادة سياسية بالوحدة الوطنية، وهذه الفترة أنسب وقت لإنهاء الخلافات، والذهاب نحو الوحدة الوطنية".
ويشدد نمر على أن زيارة عباس إلى غزة تعتمد على الإرادة السياسية لتوحيد الصف الفلسطيني، مع ضرورة إدراك التغيرات التي طرأت بعد السابع من أكتوبر، وكيفية وضع استراتيجيات جديدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يريد القضاء على الشعب الفلسطيني وليس فقط المشروع الفلسطيني.
ويرى نمر أن إعلان الرئيس عباس من تركيا، التي تُظهر دعماً كبيراً للشعب الفلسطيني وتعتبر حماس حركة مقاومة وليس منظمة إرهابية، خطوة استراتيجية لتعزيز الوحدة مع حماس، خاصة في ظل العلاقات الجيدة بين تركيا وحركة حماس، وعلى رأسها الشهيد إسماعيل هنية، ومكان إعلان الرئيس يعني أنه بحاجة لغطاء سياسي مركزه تركيا.
بارقة أمل نحو إنهاء 17 عاماً من الانقسام
في تحليله لخطاب الرئيس محمود عباس أمام البرلمان التركي، يرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن هذا الخطاب يحمل رسائل رمزية وسياسية قوية، ويُعد ردًا مباشرًا على الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي. ويشير بشارات إلى أن الخطاب للرئيس عباس أمام البرلمان التركي يحمل دلالة حول محاولة كسر المعادلة التي سعت إسرائيل لتحقيقها بعزل القضية الفلسطينية عن العمقين العربي والإسلامي وكذا الإقليمي، وبالتالي التفرد بالشعب الفلسطيني.
ويعتبر بشارات أن تصفيق أعضاء البرلمان التركي للرئيس عباس يشكل ردًا على أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين أيدوا موقف نتنياهو.
والتصفيق التركي، بحسب بشارات، يُظهر دعم تركيا للحق الفلسطيني ويؤكد رغبتها في دعم القضية الفلسطينية، وان إسرائيل ليست وحدها من ترسم مستقبل القضية الفلسطينية.
وفي ما يتعلق بإعلان الرئيس عباس عن نيته زيارة قطاع غزة، يرى بشارات أن هذه الخطوة، رغم تأخرها نسبيًا مقارنة بمدة الحرب، تعكس توحد الموقف السياسي الفلسطيني تجاه القضية الفلسطينية، كما يُعَدُّ الإعلان بمثابة تأكيد على أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز عزل غزة عن الضفة الغربية لن تنجح في ظل وجود توافق وطني فلسطيني، ويُعتبر إعلان الزيارة بارقة أمل لإنهاء أكثر من 17 عامًا من الانقسام الفلسطيني.
ويرى بشارات أن تنفيذ الزيارة بمشاركة عربية وإقليمية وربما بعض الأصدقاء الغربيين قد يمنح القضية الفلسطينية، وقطاع غزة بشكل خاص، زخماً كبيراً.
وحول إعلان الرئيس زيارة غزة من قلب البرلمان التركي، يعتقد بشارات أن تركيا هي التي بادرت بدعوة عباس لتقديم خطابه أمام البرلمان التركي.
ويوضح بشارات أن تركيا تتمتع بوزن سياسي كبير ولها امتداد إقليمي وإسلامي، إضافة إلى علاقاتها المتوازنة مع فصائل المقاومة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وتُقدِّم تركيا دعمًا مستمرًا للقضية الفلسطينية، حيث انتقدت الاحتلال الإسرائيلي بشكل متكرر.
ومع ذلك، يعتقد بشارات أن تركيا تسعى الآن لاستعادة زخمها وتلعب دورًا أكبر في المرحلة المقبلة فيما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.
دعم كامل للسلطة الفلسطينية
واعتبر الأكاديمي والباحث السياسي التركي الدكتور مهند حافظ أوغلو أن إعلان الرئيس محمود عباس زيارة غزة مع القيادة الفلسطينية من تحت قبة البرلمان التركي له دلالة مهمة بأن تركيا تقدم الدعم الكامل للسلطة الفلسطينية، وأنها ليست داعمة لحماس بل أيضا للسلطة.
وقال أوغلو لـ "القدس": "إن القضية الفلسطينية تعتبر لدى القيادة التركية مسألة حيوية ومهمة، وهذا ما قاله رئيس البرلمان التركي بأن القضية الفلسطينية هي إرث أجدادنا العثمانيين، وهي واجبنا الذي نتحمله اليوم".
واعتبر إعلان الرئيس عباس من البرلمان التركي قراره زيارة قطاع غزة له بٌعد إقليمي وزخم دولي وهو ما يؤكده المسؤولون الأتراك بضرورة تقديم تركيا دعماً كاملاً لقطاع غزة، وأن السلطة يجب أن تكون في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، وأن لا تكون مجتزأة لكي يتم الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 67.
ورأى أوغلو "أن زيارة الرئيس عباس لغزة ستحصل رغم المعوقات التي ستضعها إسرائيل"، لافتا إلى أن إعلان الرئيس هام ويأتي بدعم تركي ومن الدول العربية، إضافة إلى موافقة أمريكية والمجتمع الدولي.
هل هناك توافق عربي وأممي بإرادة أمريكية؟
من جانبه، تساءل أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الهاشمية في عمان الدكتور جمال الشلبي عما إذا كانت الزيارة يمكن أن تتم، ولدى الرئيس الجرأة للقيام بها، أم أن هناك سيناريو محدداً تم التوافق عليه عربياً وأممياً برغبة وإرادة أمريكية لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة.
وقال الشلبي: أعتقد أن هناك توافقات اليوم في ظل الوحشية الإسرائيلية، وغياب أي موقف عربي أو إسلامي، وحتى دولي واضح المعالم. ربما هناك تنازلات معينة حدثت من حماس والمقاومة من أجل حماية الشعب الفلسطيني، وتحقيق التهدئة للمستقبل.
ورأى الشلبي أن إعلان الرئيس عباس زيارة غزة من تركيا له دلالة كبيرة، وأن المقاومة وعبر برلمان تركيا هي التي ساهمت في هذا الإعلان، وقد يكون بداية نهاية الحرب في غزة، ولا يمكن أن يعلن الرئيس عباس من دون الحصول على ضوء أخضر غربي وعربي وأممي، وأن يكون ذلك من تركيا عاصمة الإسلام السياسي له دلالة.
وقال: ربما نحن نتجه إلى نهاية الحرب وبداية مرحلة جديدة من التفاوض، وربما تتبلور المقاومة بشكل سياسي وليس عسكرياً بضمانة تركية وبموقف أمريكي مقبول، وربما أمريكا بحاجة لأن ينهي الرئيس بايدن المرحلة، فهو الذي فرض الحرب، والآن يفرض السلام ليحصل على أكبر ممكن من الدعم من العالمين العربي والإسلامي، والجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة.
بإمكان السلطة لعب دور مهم في غزة
بدوره، قال المحلل السياسي وديع أبو نصار من حيفا لـ "القدس" و"القدس" دوت كوم: هناك عدة رسائل سياسية من إعلان الرئيس محمود عباس لزيارة غزة، أولاً، إن بامكان السلطة الفلسطينية لعب دور هام في غزة، والثانية، إن السلطة لديها خطة لغزة ما بعد الحرب، والثالثة، وهي أن إسرائيل تحاول إظهار أن السلطة غير قادرة على العمل في غزة، لكن الإعلان عن الزيارة، يؤكد أن السلطة قادرة على العمل بعيداً عن العراقيل الإسرائيلية.
وتساءل أبو نصار إلى أي مدى ستتم الزيارة فالرئيس لا يمكن أن يعبر من خلال معبر إيرز؟ مشيراً إلى أن الزيارة ستتخللها عراقيل إسرائيلية لأن نتنياهو غير معني بتقوية السلطة، معتبراً أن الزيارة خطوة من شأنها أن تساهم في توحيد الفلسطينيين وتقوية السلطة.
دلالات
حازم قبل 3 شهر
نعم للاحرار مش للعبيد
Layla قبل 3 شهر
البرلمان التركي صفق للمقاومة والأحرار وليس للمتخاذلين
نكبة أوسلو قبل 3 شهر
إذا كانوا شيرك ما تفعله في السيد أبو هريرة ابو حمزة
ابو حمزة المهاجر قبل 3 شهر
برلمان الشرك والردة يصفقون باحذيتهم.
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الأكثر قراءة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
"التصفيق لفلسطين تحت قبة البرلمان التركي".. رسائل تومض بين سُحُب الدخان لفجر مجدٍ يتسامى