منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران وبعد قصف مقر لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية ، مما أدى إلى استشهاد رئيس هيئة اركان الحزب القيادي فواد شقر ، فان ايران وحليفتها الكبرى منظمة حزب الله ، أعدتا العدة لتوجيه ضربات جوية لإسرائيل ، تشير المصادر الاميركية انها قد تحدث فجر الثلاثاء او في ساعات النهار عبر تصريحات وتوقعات وتخمينات ، لكنها لا تحمل تطمينات ، فالوضع في الشرق الأوسط حاليا ملتهب وساخن وسط تهديدات متواصلة بين كافة اطراف الصراع ، ولكن السؤال الاهم الذي يطرح نفسه هو ، كيف سيكون شكل هذه الضربات ان خرجت إلى حيز التنفيذ سواء اليوم او خلال الايام القليلة القادمة ؟ ، نظرا لجدية الإيرانيين وحزب الله بتوجيه هذه الضربات حفاظا على الكبرياء والهيبة ،بعد ان خذشتهما اسرائيل اكثر من مرة ، فان الجواب على هذا السؤال المحوري والمهم ، والذي يسأله كل إنسان في الوطن والعالم ، انه بما ان ايران تشعر بحجم اهانة كبير ، باختراق منظومتها الامنية التي تعتبرها قوية ومتينة ، فانها ستوجه ضربات قاسية وصعبة وعميقة ضد اهداف ومنشآت عسكرية اسرائيلية ، بمساعدة حزب الله ، الأمر الذي قد يفتح ابواب التصعيد في المنطقة على مصراعيها ، بعد ان فشلت كل المحاولات والجهود الدبلوماسية في نزع فتيل التوتر من المنطقة ..

ترى ايران ان إسرائيل هي التي تتجاوز الحدود وان اغتيالاتها الأخيرة ، هي بمثابة محاولات لزعزعة الامن والسلام في الشرق الأوسط ، وجر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة ، وبالتالي فطهران وعلى لسان عدد كبير من مسؤوليها تقول انها ستعيد التوازن للمنطقة ، وهذا لا يأتي إلا بردع إسرائيل وتوجيه ضربات نحو كيانها المحتل، لكنها دون ادنى شك ستقرر الرد بطريقة متوازنة ومدروسة جيّدا، حتى لا تفتح الطريق إلى التّدهور نحو حرب شاملة، كما فعلت في ردها الأخير في نيسان الماضي ..

تحاول إسرائيل دائما استفزاز ايران ومهاجمتها والقيام بحملات تخريب وتشويه ، واستفزازها ، وتعتبر المواجهة العسكرية المرتقبة فرصة لإسرائيل لضرب المفاعل النووي الإيراني ، واحباط مشروعها النووي الذي لا يروق على الإطلاق لإسرائيل ، ليس بسبب تشكيله تهديدا لها فحسب ، وانما ايضا لان ايران نجحت بالتعاطي مع الحملة الغربية ضد مشروعها النووي بذكاء كبير ، وسبق لوزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن قبل أقل من شهر، ان أعلن أن إيران تبتعد بضعة أسابيع فقط عن إنتاج قنبلة نوويّة، وهذا ادعاء ليس بجديد ، فهناك آراء من الغرب ومن الشّرق سبقته في هذا، بعضُها يرجّح قدرة إيران على إنتاج خمس قنابل نووية خلال بضعة أسابيع في حال اتّخذت قرارا بهذا، وذلك لأن مواد إنتاجها من اليورانيوم المخصّب باتت متوفّرة .

بعد اغتيال هنية لا زالت وتيرة التهديدات بين ايران وإسرائيل متواصلة في ظل سعي طهران لاستعادة هيبتها وكرامتها وتوجيه رد قوي نوعا ما ، لكنه لن يجر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة ، وامكانية لجوء إسرائيل لضربة استباقية في لبنان وايران ، فهل تأتي الضربة المنتظرة وترد عليها إسرائيل بطريقة تسمح بتوسيع رقعة الحرب ، ام ان الرد الإيراني سيتوافق مع الرغبات والدعوات العالمية لعدم وضع المنطقة في مفترق طرق صعب والتسبب بحرب كونية جديدة ..

الجميع يترقب فهل حان الموعد فعلا ؟