أقلام وأراء
الإثنين 05 أغسطس 2024 8:34 صباحًا - بتوقيت القدس
نتنياهو يقرر التخلي عن الأسرى وتوسيع الحرب دون موافقة البيت الأبيض
تلخيص
وضعت حرب الإبادة التي تشنها دولة الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني منذ عشرة أشهر، نتنياهو أمام خيارين اثنين، يدور الأول حول تسليم إسرائيل بحرب استنزاف طويلة متعددة الجبهات يقودها محور المقاومة، الذي يضع شرطاً لوقفها وقف حرب إبادة الفلسطينيين ويتعهد في خطابه بمساندة الفلسطينيين وعدم السماح لإسرائيل بالانتصار عليهم.
ويتعلق الخيار الثاني بعدم الاستجابة للضغوط الداخلية والخارجية وعدم التسليم بخيار حرب الاستنزاف وتفضيل الذهاب لحرب واسعة على أكثر من جبهة، خاصة على الجبهتين اللبنانية والإيرانية، وسط التزام أمريكي بدعم إسرائيل، رغم الاختلاف الظاهر مع خيارها، وتعهدها بعدم السماح لمحور المقاومة بالانتصار عليها.
ويعتبر الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية واغتيال القائد البارز في حزب الله فؤاد شكر، وبعد ساعات مهاجمة طهران واغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، مؤشرين قويين على حسم نتنياهو خياره والتصعيد إلى أعلى درجة.
ويخطئ من يعتقد أن صاروخ مجدل شمس المثير للجدل، والذي نفي حزب الله مسؤوليته عنهو كان بمثابة نقطة التحول في مسار الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين منذ أكتوبر الماضي، إذ ترى هذه المقالة أن نتنياهو قد حسم خياره بالذهاب إلى الصدام المباشر مع الإمبراطورية الإيرانية وذراعها الأقوى في المنطقة حزب الله، منذ هجمات السابع من أكتوبر، ويُستدل على ذلك من تتبع مسار حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني منذ ذلك التاريخ، بما في ذلك مسار المفاوضات على تبادل الأسرى.
وأُجادل في هذه المقالة بأن مهاجمة رفح في بداية شهر أيار الماضي واحتلال معبر رفح ومحور فيلادلفيا وسط معارضة أمريكية وغربية ومصرية واسعة، كانت في سياق إتمام التجهيز لانتقال إسرائيل لخيار الحرب الواسعة، وذلك لإحكام الحصار على غزة وقطع الأكسجين عنها لضمان عدم مشاركة الجبهة الجنوبية المنهكة أصلاً مع باقي الجبهات في حال امتداد الحرب لساحاتٍ أُخرى.
اللافت هنا أن نتنياهو يذهب لهذا الخيار في ظل اعتراف وإقرار طيف واسع من الإسرائيليين والحلفاء بأن شروط النصر التي تنص عليها معادلة الأمن القومي الإسرائيلية غير متوفرة في هذه الحرب، وعلى العكس شروط الانتصار تتوفر في معادلة الأمن القومي المعادية، الأمر الذي يرفع من احتمالات مراهنة نتنياهو وبعض من حلفائه في الائتلاف الحاكم على السلاح غير التقليدي الذي تحتكر إسرائيل امتلاكه في المنطقة.
من جهته، محور المقاومة، وبينما يدرك هذا السيناريو ومآلاته، فإنه مصمم على الرد بغضب وحكمة على الهجمات على بيروت وطهران، ومصمم على مواصلة ربط وقف مساندة الجبهات بوقف الحرب، الأمر الذي يعني استعداد محور المقاومة لمواصلة الالتزام بخياره رغم مآلاته المرعبة، ما يرفع من احتمالات اندلاع حرب أوسع وعدم بقائها محصورة في الإقليم فقط.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية من قبل كل من الجيش والمستوطنين كمؤشر قوي على صحة ما ذهبنا إليه بحسم نتنياهو خياره، لغايات ضمان السيطرة على الضفة الغربية أولاً، وتقليل احتمالات مشاركتها في إسناد الجبهات إذا ما اندلعت الحرب، ولو بوتيرة منخفضة، لا سيما أن شروط بقاء إسرائيل المستمدة من استراتيجيتها القائمة على مفهوم بن غوريون للأمن القومي تنحصر في ثلاثة شروط:
1- ضمان عدم توحّد العرب في قوة عسكرية واحدة، الأمر الذي أبطلته وحدة الساحات والجبهات.
2- ضمان عدم اندلاع انتفاضة فلسطينية، خاصة في الضفة الغربية ومناطق العام 1948، بالتزامن مع حرب تخوضها إسرائيل، صحيح أنه لا توجد انتفاضة الآن في الضفة الغربية، لكن الضفة ليست هادئة وتشهد حالة من الغليان.
3- ضمان أن تحدد إسرائيل ساحة الحرب ووتيرتها، الأمر الذي يدرك أصغر الإسرائيليين سناً أنه لم يعد بملك إسرائيل.
وعلى ضوء ما تقدم يصبح من المشروع التساؤل: هل استعد الفلسطينيون لمآلات هكذا سيناريو، حتى وإن كان ما تقدم ليس أكثر من تحليل، قد يكون نصيبه من الخطأ مساوياً لنصيبه من الصواب؟
يعتبر الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية واغتيال القائد البارز في حزب الله فؤاد شكر، وبعد ساعات مهاجمة طهران واغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، مؤشرين قويين على حسم نتنياهو خياره والتصعيد إلى أعلى درجة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
بعد وقف اطلاق النار: المعركة النفسية لا تنتهي
السلطات المتجددة ، أدوات جديدة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .
مروان أميل طوباسي
الوطن العربي بين جحيم ترامب والنهوض؟
د. فوزي علي السمهوري
أهوال جحيم الإبادة
بهاء رحال
صوت الكفاح الفلسطيني العاقل
حمادة فراعنة
ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟
حديث القدس
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
هاني المصري
المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها
حمدي فراج
ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي
راسم عبيدات
سوريا إلى أين؟
حمادة فراعنة
المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة
كريستين حنا نصر
أسرى فلسطين في معسكرات الموت
حديث القدس
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"
اللواء المتقاعد أحمد عيسى
البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال
مروان اميل طوباسي
قد تتوقف الإبادة ولكن !
بهاء رحال
رحيل عيسى الشعيبي
حمادة فراعنة
أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف
د. أحمد رفيق عوض
آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ
ثروت زيد الكيلاني
حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق
كريستين حنا نصر
بوادر اتفاق تلوح بالأفق!
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
كتيبة جنين والمقاومة في مخيم جنين توافق على مبادرة الوفاق الوطني
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
حماس: قيادة الحركة بحثت مع وزير المخابرات التركي تطورات المفاوضات
مقتل 400 جندي إسرائيلي منذ بدء التوغل في قطاع غزة
الأكثر قراءة
حماس: قيادة الحركة بحثت مع وزير المخابرات التركي تطورات المفاوضات
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. اتفاق يلوح في الأفق وهذه تفاصيله!
أوسلو تستضيف اجتماعا دوليا لدعم حل الدولتين
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
أسر رهائن إسرائيليين في غزة يوجهون انتقادات حادة لوزير المالية
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
مصادر منخرطة في المفاوضات تكشف لـ"القدس" تفاصيل الاتفاق الذي سيعلن اليوم
أسعار العملات
الأربعاء 15 يناير 2025 8:59 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.63
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.12
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 415)
شارك برأيك
نتنياهو يقرر التخلي عن الأسرى وتوسيع الحرب دون موافقة البيت الأبيض