في منشور على منصته "تروث سوشال"، نشر الرئيس الأميركي السابق، دونالد  ترامب الأربعاء، رسالة تسلمها من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التي أدان فيها محاولة اغتيال الرئيس قائلا أنه: "لا ينبغي لأعمال العنف أن يكون لها مكان في عالم القانون والنظام". وأشار عباس إلى عملية الاغتيال التي نفذها الشاب الأميركي، ماثيو كروكس يوم 13 تموز الجاري وقدم تعازيه أسرة رجل المطافئ الذي قتل في المحاولة، وتمنى الشفاء للذين أصيبوا.

ورد الرئيس السابق ترامب على رسالة عباس بملاحظة مكتوبة بخط اليد تقول: "محمود، لطيف جدًا. شكرًا لك. كل شيء سيكون على ما يرام، أطيب التمنيات. دونالد ترمب."

وفي منشوره الذي يعرض الرسالة، قال ترامب إنه يتطلع إلى لقاء نتنياهو يوم الجمعة (26/7/2024)  وأكثر تطلعا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".

وبحسب بعض الخبراء، فإن رسالة الرئيس الفلسطيني عباس هي محاولة لإعادة ضبط العلاقات بينه وبين ترامب ، والتي تضررت بشدة في عام 2017 بعد أن اعترفت إدارة الرئيس السابق رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها إلى هناك. وفي وقت سابق من عام 2017، استضاف ترامب عباس في البيت الأبيض وتحدث الرئيس السابق عن التوسط في "أهم اتفاق سلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ومع ذلك، بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، انتقد عباس واشنطن "لتخليها عن دورها كوسيط للسلام" وقطع التواصل مع إدارة ترامب بشأن المسائل الرئيسية. على الرغم من ذلك، أشاد ترامب بعباس في مقابلة مع موقع أكسيوس عام 2021، قائلاً: "اعتقدت أنه كان رائعًا… لقد كان تقريبًا مثل الأب. لا يمكن أن يكون أجمل. اعتقدت أنه يريد عقد صفقة أكثر من نتنياهو". وفي المقابلة نفسها، كان ترامب أقل إحسانا بكثير في وصف نتنياهو، وقال: "لا أعتقد أن بيبي أراد صنع السلام على الإطلاق".

الجدير بالملاحظة أولا، ان ترامب نشر رسالة عباس يوم الثلاثاء ( 23 تموز)، مع أنه كان قد تسلمها في 14  تموز 2024. وكتب ترامب على شبكته الاجتماعية" تروث سوشيال" " انه سيعمل من اجل السلام في الشرق الأوسط"، وان توقيته لنشر رسالة عباس، جاء قبيل إلقاء نتنياهو خطابه أمام الكونغرس الأربعاء، وقبل لقائه مع نتنياهو يوم الجمعة المقبل.

ويذكر أن علاقة عباس بترامب، انقطعت تقريباً، أثر إعلان ترامب أثناء رئاسته عام 2017، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها في السادس من كانون الأول  2017. وإعلانه ان الجولان السوري المحتل جزء من إسرائيل. وقرار إدارة ترامب رسمياً عام 2019 بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لا تتعارض مع القوانين الدولية حسب رؤية إدارة ترامب. كما ان ترامب في نهاية كانون الأول 2020 أعلن عن " صفقة القرن" التي أمضى السنوات الثلاث من رئاسته يسوق لها وهي التي ستكون منطلق عمله من أجل السلام كما جاء في رده على رسالة عباس.

وتعتبر "صفقة القرن" صفقة تصفوية للقضية الفلسطينية ، حيث تشرعن الاستيطان وتعطي إسرائيل أكثر من 30% من الضفة الغربية المحتلة.