Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 02 يونيو 2024 9:47 صباحًا - بتوقيت القدس

بنصف قلبٍ نقول صباح الخير

تلخيص

مع انبلاج كلّ صباح، نردّد بأنصاف قلوبنا صباح الخير، ونحن نعدّ الفوانيس المتبقّية من الحلكة، حيث لا أفواه لتناول وجبة، ونتعثّر ببقايا بيوتنا التي وُئدنا بها، فيما إحداثيّات المكان تغادر الجغرافيا، لنخرج قسرًا.

أُفكّر في لحظاتٍ تتجاوز كثافة المشهد صوتًا وصورة، كيف عليّ أن أرى واقعًا لمن يقبضون على أنقاض الحياة في غزّة؟ يتشبّثون بصفحةٍ من كتاب، ولعبة طفل، وجديلة شقراء، ويرتكزون على بقايا جدار تسنده ضمّادة التّشبّث بالبقاء.

أُفكّر بمتلازمة الدّم والطّحين، الأرض التي فقدت ملامحها، بالموت القادم من كلّ الفصول، الذي بدأ صيفًا، وبالأمّهات اللواتي يلتصقن ببعضهنّ في صقيع كانون، يبحثن عمّا يشعلن به قدرًا فارغًا إلا من بضع حبّات من العدس.

أجتاز عشرات الكيلومترات التي تمتدّ من رام الله حتى قطاع غزة، المسافة تشتعل تحت ثقل ما حلّ بجثامين الأطفال الذين يئنّون طويلًا تحت الرّكام، وانعدام حيلة الآباء، ويُسحَبون على مهل، قطعة، قطعة.

أُحدّق في وجوه من يحملون أرواحهم مع كيس الطّحين، ويهرعون باتجاه من تبقّى من عائلاتهم، هذا تمزّقه صواريخ الطّائرات، ويختلط دمه مع الطّحين، وذلك يصاب وآخر لا يصل، والكلّ لا يعرف الوجهة الآمنة.

إنهم شاحبون حدّ الموت المتثاقل، يستعيرون فرحًا بما تبقّى من سقف، وبنصف جدار، بصوت يئنّ تحت كومة البيت، يعبّئون حناجر الأجداد ووصاياهم في جذوع النّخل.

أُغادر غزّة، ولا أعرف أين أضع قدمي، تتهاوى روحي وأنا أقترب من حوافّ مجزرة هنا، وأخرى هناك، أعبّئ قطع لحم طازجة في كيس أحمله بيميني، وكان أثقل من البلاد وأطول من الحرب، وبيساري حملت قطعًا من الحلوى، وضعتها على مقاعد للرّيح، ووقع ضحكات مُتعَبة قادمة، يرافقني الصّوت وأنا أختنق.

على الأرض الواحدة، نموت متناثرين، تُمحَى العائلات من الجدّ إلى الحفيد، في البيت والشّارع والمدرسة والمسجد، وحتى في الخيمة، والبحر يتحوّل إلى قطيع من الأيائل بعيدًا عن فوّهة الوقت، واحتمالات النّجاة.

وصلت إلى رفح، وقلبي يحترق، في مشهدٍ كأنّه القيامة، لهيب النّار يتساقط من الأعلى، الهواء حامض هنا، وكلّ ذات حملٍ تضع حملها، وأرى النّازحين ينامون على أنفسهم من شدّة التّعب، وصوت المؤذّن يعلو يناجي ربّ السّماء، كنّا ننتظر أن ينفخ أحد في السّور.

هممتُ بالعودة إلى رام الله، بدأتُ أعدّ أطرافي، أتفقّد زوايا الذّاكرة، هل جسدي كلّه معي؟ لكنّني الآن بنصف قلب ووجعٍ كامل الخطى.

دلالات

شارك برأيك

بنصف قلبٍ نقول صباح الخير

أبو ظبي - الإمارات العربيّة المتّحدة 🇦🇪

وئام النجار باحث سياسي قبل 6 شهر

يا لها من كلمات مؤلمة وصادقة، تجسد واقع مروّع وتفاصيل معاناة لا تنتهي. أصوات وصور تحفر في الذاكرة وتنقلنا إلى قلب تلك المأساة الإنسانية. إن أوجاع غزة وصمود أهلها أمام هذا الدمار تذكرنا

المزيد في أقلام وأراء

اعتراف من الداخل

حديث القدس

المكلومون

بهاء رحال

معركة المواجهة بين الهزيمة والانتصار

حمادة فراعنة

النموذج اللبناني.. وضوح الرؤية ووحدة القرار

د. دلال صائب عريقات

أهميـة المشـاركة في اتخاذ القـرار

أفنان نظير دروزه

غزة في خضم الحرب: إعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا

ياسـر منّاع

اقتراح مقدم للأخ الرئيس محمود عباس

المحامي زياد أبو زياد

الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل العلاقات العامة: حقبة جديدة من الاتصال الذكي

بقلم: صدقي ابوضهير

أبرز التوجهات التقنية الاستراتيجية لعام 2025: نظرة مستقبلية

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

الصورة بكل الأوجاع!

ابراهيم ملحم

حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه خيانة لمبادئ الإنسانية

حديث القدس

حول الاتفاق في لبنان وجبهة الإسناد

وسام رفيدي

فرض الوصاية علي لبنان فشل و"النصر الساحق لم يتحقق" والحزب لم يهزم

راسم عبيدات

الحكومة الإسرائيلية تقاطع "هآرتس" وتمنع الطيب من زيارة مروان البرغوثي

سماح خليفة

السياسة الاقتصادية للحكومة الأردنية الجديدة

جواد العناني

مواصفات "الترمبية الجديدة" وسؤال المستقبل؟

أسعد عبدالرحمن

دعم الصين الثابت للشعب الفلسطيني في ظل القتال والأزمة الإنسانية

بقلم السفير تسنغ جيشين مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

غزة تبقى الوجع الأكبر

حديث القدس

اتفاق غير نهائي

حمادة فراعنة

هدأت جبهة الشمال فماذا عن الجنوب؟

بهاء رحال

أسعار العملات

السّبت 30 نوفمبر 2024 9:53 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.63

شراء 3.62

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.84

شراء 3.82

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 150)