أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 2:03 صباحًا - بتوقيت القدس
ملف التقصير الإسرائيلي: هل يفتح؟
بقلم:د. أسعد عبد الرحمن
بعد حرب تشرين أول/ أكتوبر 1973 التي فاجأت الدولة الصهيونية، أصدر سبعة من كبار الصحفيين الإسرائيليين الذين شاركوا في الحرب كتابا حمل عنوان “التقصير”. وقد رصد هؤلاء في ذلك الكتاب كل نقاط التقصير التي كادت تؤدي إلى هزيمتهم، حيث شكلت لجنة سميت باسم “أغرانات” عقب الحرب للتحقيق في الاتهامات التي وجهها مؤلفو الكتاب إلى القيادات والتي كادت تفسد انتصار عام 1967.
اليوم، أيضا، ثمة أسباب عديدة تثبت أن ما حدث/ يحدث في فلسطين التاريخية، من النهر إلى البحر، هو أشبه ما يكون برأس جبل الجليد الذي يطفو مشيرا إلى “التقصير الإسرائيلي” في جوانب أولية رصدها صحفيون وخبراء وسياسيون إسرائيليون:
1) تباين المواقف الإسرائيلية حيال ما حدث/ يحدث بالقدس عكس حالة إرباك سياسي على المستوى الرسمي، خاصة بسبب عدم عمل القيادة السياسية الإسرائيلية بنصيحة “الشاباك” الذي حذر من استمرار السكوت/ تشجيع التصعيد الإسرائيلي في القدس والتغاضي عن مقارفات المستعمرين/ “المستوطنين” في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى وغيرهما، مع عدم حساسيتهم للقيمة الحقيقية للمقدسات الدينية في أعين الفلسطينيين خاصة في شهر رمضان المبارك، ما ترتب عليه اقتحامات ومواجهات في محيط المسجد والاعتداءات على المصلين، في ظل النشوة التي أصابت رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) ومؤيدوه واستباحتهم كل شيء.
2) استهداف حي وادي الجوز، شكل “صندوق متاعب” للدولة الصهيونية بما أثاره من ذكريات نكبة 1948. هذا، مضافا إلى مخطط الاحتلال لإقامة مشروع سياحي وتجاري وسكني ضخم في الحي الواقع على بعد أقل من 200 متر شمالي المسجد الأقصى وذلك ضمن المخطط التهويدي للمدينة المقدسة، فضلا عن إقامة منطقة التكنولوجيا الفائقة (“وادي السيليكون”) عبر إخلاء وهدم نحو 200 مبنى “صناعي” مملوك لفلسطينيين.
3) أما الأفدح، فتجلى في التقصير المزدوج الأمني/ الاستخباراتي وأيضا السياسي الإسرائيلي اللذين أخذا على حين غرة، فرغم التوقعات الاستخباراتية الإسرائيلية بإمكانية دخول قطاع غزة إلى المعركة نصرة للقدس والأقصى، فإن المستوى السياسي في الدولة الصهيونية لم يأخذ بذلك، متواكبا مع تقصير المستويات الأمنية العليا حين لم تتوقع “انتهاء مفعول” نظرية/ معادلة الردع القائمة على كون القوة الإسرائيلية الهائلة هي أفضل علاج للقوة الفلسطينية المحدودة. فرغم سنوات الحصار الطويلة للقطاع، فوجئ المستويان السياسي والعسكري الصهيوني (بل العالم) بمدى التطور النسبي الذي حققته المقاومة الفلسطينية في نوعية الصواريخ الفلسطينية وعددها. كما اتضح التقصير في تضخيم فعالية “القبة الحديدية” (التي دشنتها الدولة الصهيونية في عام 2011) لإبعاد خطر الصواريخ الفلسطينية، التي طالما اعتبرها (نتنياهو وغيره) صواريخ عبثية أو مثيرة للضحك!!!
4) من المؤكد أن معظم قادة إسرائيل وقعوا في حالة قصر نظر وقصور في الفهم السياسي لطبيعة الفلسطينيين حين اعتقدوا أن “ظاهرة” ممثل الحركة الإسلامية الجنوبية (منصور عباس) وحالة الأسرلة التي يعيشها وكأنها “تجسيد” لحال فلسطينيي 48، مفترضين أن المذكور يشكل “حالة عامة”، ومتجاهلين ما استثاروه من غضب علني ودفين طوال السنين الماضية من خلال تعاملهم مع فلسطينيي 48 وكأنهم طابور خامس، ناهيك عن تعاظم ذلك الغضب منذ أقرت الدولة الصهيونية “قانون القومية”. وبذلك جاءت المفاجأة الكاملة حين توحد الفلسطينيون من النهر إلى البحر في انتفاضة مشتركة بل وانضم إليهم فلسطينيو/ الشتات/ المنفى.
5) كما تجلى التقصير في عدم فهم إسرائيل للجيل الفلسطيني الجديد وبالذات في القدس، الذي يعيش الاضطهاد وسلب الأرض والقتل… الخ، والذي لم يعد يخشى القوة الاحتلالية ناهيك عن الإلتزام بقواعد وجود أو عدم وجود التنسيق الأمني، وهو الأمر الذي لم يكسر “حاجز الخوف” لدى أهل “فلسطين التاريخية” فحسب، بل أمدهم بروح دفاعية/ قتالية أذهلت القاصي والداني.
6) أدى الاغترار بالقوة لدى المستويين السياسي والعسكري الإسرائيليين إلى الغطرسة وبالتالي تجاوز كل الخطوط الحمراء أمام العالم متجاهلين قوة مواقع التواصل الاجتماعي التي فضحت المقارفات الإسرائيلية وأوصلتها إلى مختلف بقاع العالم خالقة قوة ضغط هائلة ضد “إسرائيل”.
7) وتاليا، تفاجأ قادة إسرائيل باتساع وكثافة التأييد والتضامن الشعبي العربي/ الإسلامي/ العالمي مع الحقوق/ وضد المظالم الفلسطينية، بحيث شمل النشطاء وكبار المبدعين المشهورين وصولا إلى قطاعات أوسع من يهود العالم وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي اضطر قيادة هذه الأخيرة إلى منح “أولوية” للصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي بعد أن عادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة على شاشة الرادار العالمي، وبعد أن كانت “الإدارة الأمريكية” (ومعها باقي العالم الغربي بل ومعظم العربي الرسمي) قد اختاروا تجاهل ملف الحقوق الأساسية للشعب العربي الفلسطيني.
المزيد في أقلام وأراء
كيف يمكن للفن الفلسطيني أن يساهم في الصحة النفسية للمجتمع؟
د.سماح جبر
العَلْمانِيَّةُ في العالَمِ العَرَبِيِّ: أُفُقُ التَّجْدِيدِ أَمْ تَهْدِيدٌ لِلْهُوِيَّةِ؟
ثروت زيد الكيلاني
ملامح سياسات ترامب الخارجية الجديدة
كريستين حنا نصر
جنين أول فصول المذبحة الإسرائيلية في الضفة
حديث القدس
الاحتلال الإسرائيلي وسيناريو فرض كيان طواعي في غزة
فادي أبو بكر
آنا فرانك وهند رجب رمزان لمأساتين مختلفتين ودروس مشتركة
عمر فارس
معارك ترمب المقبلة
حمادة فراعنة
المساعدات الدولية: بين الصمود والمرونة!
أمين الحاج
من يحكم غزة بعد هذه الإبادة؟!
محمد جودة
رسائل فلسطينية لترامب
حديث القدس
جدل الانتصار والهزيمة
هاني المصري
بَحرُ غزّة..
المتوكل طه
غزة.. الكارثة والبطولة !
جمال زقوت
ما لها وما عليها
حمادة فراعنة
التسوية الإقليمية والقضية الفلسطينية في ظل الرؤية الأمريكية القادمة
مروان اميل طوباسي
اتفاقية هشّة أم أنه الملك والمملكة
حمدي فراج
١٩-١-٢٠٢٥ يومٌ للتاريخ
حديث القدس
كرامة الفرح الفلسطيني
حمادة فراعنة
حقائق لا نختلف عليها في هذه الحرب
أحمد رفيق عوض
الشعوب لا تهزم.. معركة تنتهي وأخرى تبدأ
أمين الحاج
الأكثر تعليقاً
الرئيس يهنئ ترامب لمناسبة أدائه اليمين الدستورية
بن غفير: نترقب عودة المزيد من المحتجزين بالقوة
ترامب يلغي العقوبات على المستوطنين ويجمد المساعدات للفلسطينيين
أبو عبيدة: شعبنا قدم من أجل حريته تضحيات غير مسبوقة خلال 471 يوما
نبكي جنين!
الأمم المتحدة: 92% من منازل غزة دمرت أو تضررت جراء العدوان
هيئة البث العبرية: حماس قدمت هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات
الأكثر قراءة
شهيدان برصاص قناصة الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة
أبو عبيدة: شعبنا قدم من أجل حريته تضحيات غير مسبوقة خلال 471 يوما
النقد" تصدر تعليمات للمصارف للتعامل مع أقساط المقترضين المتراكمة خلال العدوان
إطلاق سراح أول دفعة من الفلسطينيين من سجون الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار
ترامب يلغي العقوبات على المستوطنين ويجمد المساعدات للفلسطينيين
هيئة البث العبرية: حماس قدمت هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات
مصادر لـ “القدس”: الإفراج عن خمس قيادات بينهم مروان البرغوثي خلال المرحلة الثانية
أسعار العملات
الأربعاء 22 يناير 2025 9:11 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.54
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 472)
شارك برأيك
ملف التقصير الإسرائيلي: هل يفتح؟