أقلام وأراء
السّبت 04 مايو 2024 10:20 صباحًا - بتوقيت القدس
إنكار النكبة
تلخيص
أول شيء يجب معرفته عن النكبة أنها حدثت بالفعل. وقدم الضحايا الفلسطينيون روايات شهود عيان معاصرين. وتحتوي المحفوظات العسكرية والسياسية الإسرائيلية على تقارير مفصلة لمصممي الخطة ومنفذيها. فقد أشار «إيجال ألون» بأنه أريد بها «تطهير منطقة الخليل العليا ووصل المناطق اليهودية». ولتحقيق هذا الهدف، استخدمت القوات الإسرائيلية الطرد القسري وقتلت المدنيين لإرهاب الآخرين ودفعهم إلى المغادرة وفي النهاية اقتلعوا 700 ألف فلسطيني من جذورهم. ووصفها أول رئيس وزراء لإسرائيل، ديفيد بن جوريون، بأنها «معجزة مزدوجة» تمثلت في إقامة دولة أكبر وأكثر يهودية. وأشاد حاييم وايزمان، أول رئيس لإسرائيل، بالعملية ووصفها بأنها «تطهير معجز للأرض».
ونفى الإسرائيليون وقوع مذابح أو أن قواتهم أرهبت المدنيين. وتم تجاهل شهادات الضحايا ورُفضت تحقيقات الكيانات الدولية ووُصفت بأنها متحيزة. وإذا فشل هذا، رد الإسرائيليون بأن العرب فروا لأن قادتهم أمروهم بذلك، لتمهيد الطريق أمام «الجيوش العربية الغازية».
إنه الانكار والكذب ثم الطمس. في عام 1971، عايشت انغماسي الأول في تجربة واقع النكبة. فأثناء سفري إلى لبنان والأردن مدعوما بمنحة لجمع قصص اللاجئين الفلسطينيين بعد 23 عاما فقط من عمليات الطرد، أجريت مقابلات مع كثيرين كانت لديهم ذكريات حية عن المصاعب التي كابدوها. وبعد ذلك بوقت قصير، عايشت تجربتي الأولى في إنكار النكبة.
فعند عودتي، كتبت ما عايشته. وكتب عميد جامعي رسالة إلى المحرر، استنكر فيها عملي كمثال على «معاداة السامية من النازيين الجدد والبلشفيين الجدد». وحين دُعيت للتحدث عن المقالات، رد بعض أعضاء الجمهور بالرفض العنيف. وأوضح ممثل المجموعة التي دعتني رد الفعل العدائي قائلاً: «لقد تم تكييفهم لرؤية الفلسطينيين كأشياء. وبجعلهم يرون الفلسطينيين كأشخاص حقيقيين، فإنك هددت هذا الإنكار الذي يحميهم من الاعتراف بجريمة إسرائيل».
وآلية الإنكار هذه مازالت تعمل حتى اليوم. واعترضت منظمة يهودية أميركية كبرى عبر شكوى إلى رئيس مجلس النواب ضد استضافة احتفال بذكرى النكبة يوم 10 مايو في مركز زوار مقر الكونجرس، وكان من المزمع أن يضم الاحتفال فلسطينيين عايشوا الذكرى ومؤرخين فلسطينيين. ورد كيفن مكارثي رئيس المجلس بأن الحدث «يبدو كأنه» معاد للسامية وتعهد بأنه لن يسمح «بحدوث ذلك في هذه الهيئة أبدا».
وسحب تصريح المكان، مما أجبر منظمي حدث النكبة على البحث عن مكان آخر. ثم استخدم مكارثي المكان الذي طرد منه الفلسطينيين لاستضافة احتفال باستقلال إسرائيل، وقد غابت عنه فيما يبدو المفارقة.
في نوفمبر 2022، بعد أن أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قراراً لإحياء ذكرى النكبة، بدأ الفلسطينيون في التخطيط لإحياء ذكرى النكبة في مقر الأمم المتحدة. وردا على ذلك، دعا الوفد الإسرائيلي إلى المقاطعة وضغط على الدول الأعضاء كي لا تشارك. هذا يشف عن ذعر متزايد بإصرارهم على أن انتقاد إسرائيل هو إلى حد كبير معاداة للسامية، قائلين إن النقاد «ينتقدون إسرائيل وحدها».
وفي الواقع، يصر هؤلاء المدافعون الإسرائيليون على أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لا يمكن انتقادها، وفي غضون ذلك، يحرمون الفلسطينيين من حقهم في سرد قصتهم والاعتراف بإنسانيتهم. وهذه عنصرية وهي أصل إنكار النكبة.
*رئيس المعهد الأميركي العربي- واشنطن
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
رسائل فلسطينية لترامب
حديث القدس
جدل الانتصار والهزيمة
هاني المصري
بَحرُ غزّة..
المتوكل طه
غزة.. الكارثة والبطولة !
جمال زقوت
ما لها وما عليها
حمادة فراعنة
التسوية الإقليمية والقضية الفلسطينية في ظل الرؤية الأمريكية القادمة
مروان اميل طوباسي
اتفاقية هشّة أم أنه الملك والمملكة
حمدي فراج
١٩-١-٢٠٢٥ يومٌ للتاريخ
حديث القدس
كرامة الفرح الفلسطيني
حمادة فراعنة
حقائق لا نختلف عليها في هذه الحرب
أحمد رفيق عوض
الشعوب لا تهزم.. معركة تنتهي وأخرى تبدأ
أمين الحاج
اتفاق الدوحة... ماذا بعد ؟
فوزي علي السمهوري
الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية
راسم عبيدات
معوِّقات مرحلة الانتقال السياسي السلس في سوريا بقيادة أحمد الشرع
كريستين حنا نصر
الاستعداد لاستقبال الأسرى المحررين: الرعاية النفسية واجب وطني وإنساني
بقلم: د. سماح جبر، استشارية الطب النفسي
وداعاً كارتر أهلاً ترامب
د. دلال صائب عريقات
مقياس النصر والهزيمة في المعارك غير المتكافئة.. طوفان الأقصى نموذجاً
محمد النوباني
بعد الهدنة.. يجب محاسبة مجرمي الإبادة
مجدي الشوملي
الإنجاز الحمساوي
حمادة فراعنة
لحظة ما بعد العدوان
عزام عبد الكريم رشدي الشوا
الأكثر تعليقاً
قائمة بأسماء الأسرى المشمولين بصفقة التبادل
دروس "الطوفان" وارتداداته(3) انكشاف "الدولة" العربية
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
الرئيس يهنئ ترامب لمناسبة أدائه اليمين الدستورية
أبو عبيدة: شعبنا قدم من أجل حريته تضحيات غير مسبوقة خلال 471 يوما
كيف نحمي أطفالنا من إدمان الذكاء الاصطناعي؟
هيئة البث العبرية: حماس قدمت هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات
الأكثر قراءة
مصدر إسرائيلي: موظفو السلطة بلباسهم الرسمي "سيستلمون" المعابر
هيئة البث العبرية: حماس قدمت هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات
دروس "الطوفان" وارتداداته(3) انكشاف "الدولة" العربية
مصادر: إطلاق 1740 أسيرا خلال المرحلة الأولى للصفقة
مصادر لـ “القدس”: الإفراج عن خمس قيادات بينهم مروان البرغوثي خلال المرحلة الثانية
"هآرتس" تكشف تفاصيل عن الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن الصفقة
قائمة بأسماء الأسرى المشمولين بصفقة التبادل
أسعار العملات
الأحد 19 يناير 2025 8:46 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.59
شراء 3.58
دينار / شيكل
بيع 5.09
شراء 5.08
يورو / شيكل
بيع 3.71
شراء 3.7
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 462)
شارك برأيك
إنكار النكبة