أقلام وأراء
الإثنين 01 أبريل 2024 10:31 صباحًا - بتوقيت القدس
لا يمكن للولايات المتحدة ان تلعب دور البطل الجيد والبطل السيء في ذات الوقت ؟!
تلخيص
الخطاب المتناقض الصادر عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحرب المجنونة على قطاع غزة، يجبرنا على القول إن الولايات المتحدة فشلت في جهودها لتصوير نفسها حامية الحقوق والديمقراطية والسلم الدولي ، وإنها فشلت في عدم توسيع الصراع ، وإنها فشلت في لجم إسرائيل أو ترشيدها او عقلنتها ، وإنها فشلت في ان تكون وسيطة او راعية او مشرفة للملمة هذا الجنون المتواصل دون نهاية ، ولأن الأمر لم يقتصر على الخطاب الإعلامي فقط بل ترجم طيلة الوقت الى مواقف علنية وسرية جعلت من أمريكا بنظرنا وبنظر العالم شريكة في القرار والتنفيذ والإطار والنتائج ، وللحقيقة فإن من المحرج ان نرى أكبر دولة في العالم تغرق في تبريرات غير مقنعة حتى لطفلٍ في العاشرة، وأن نراها وهي تتبنى مقولات غير صحيحة وتدافع عن إجراءات او ممارسات غاية في البشاعة ، وكأننا نشهد الأيام الأخيرة لسقوط امبراطورية كبرى لا تستطيع ان تقدم رؤية عالمية مقنعة او سياسة متوازنة قادرة على ضبط السلم العالمي او ان تنحاز الى معاناة الشعوب ومطالبها العادلة .
إذ لا يمكن لأمريكا ان تدعي أنها تريد الحفاظ على دماء الفلسطينيين فيما لا تدعو الى وقف نار دائم، ولا يمكن ان نصدق عمليات الانزال الجوي بينما هي تستطيع ان تدخل المساعدات من البر، ولا يمكن لنا ان نصدق دعوتها الى حل دولتين وهي لا تعترف بالدولة الفلسطينية ، ولا يمكن لنا ان نصدق ترحيبها بتشكيل الحكومة الفلسطينية التاسعة عشر فيما تطرح وزارة الدفاع الأمريكية فكرة إنشاء قوة متعددة الجنسيات في القطاع، ولا يمكن ايضا ان نصدق ان الرصيف الذي تنشئه على سواحل غزة لدواع انسانية كما يقال دون ان نأخذ في الحسبان الأبعاد السياسية والامنية والديمغرافية الخطرة.
لا يمكن لأمريكا ان تلعب دورين متناقضين في القطاع، أو موقفين متعارضين في الاقليم ايضا ، فلا يمكن ان تدعو أمريكا الى دمج إسرائيل في المنطقة دون ان يحصل الفلسطينيون على دولة حقيقية ذات سيادة وتواصل وقدرة، وليس مجرد "مسار" كما يروج الرئيس الامريكي او "ماراثون تفاوضي" قد لا ينتهي حتى نهاية هذا القرن.
لا يمكن الحديث عن دمج لإسرائيل دون ان تدفع اسرائيل كل استحقاقات هذا الدمج وثمنه، لا يمكن لإسرائيل ان تحصل على كل الهدايا المجانية بما فيها تصفية القضية الفلسطينية وعلاقات تطبيع كاملة واحتلال فاخر بلا عيوب مدفوع الأجر.
لا يمكن لأمريكا ان تلعب دور الراغب في عقلنة اسرائيل وانقاذها من جنونها وتطرفها وغطرستها فيما لا تملك أوراق ضغط حقيقية او لا تريد ان تستخدمها ، لا يمكن لأمريكا ان تستجدي اسرائيل من اجل التسوية فيما تقوم بسحق الاطراف الاخرى وتهديدها وحصارها وإنكار مطالبها .
برأيي المتواضع ، فان امريكا بهذه السياسة المتناقضة والخطاب ذي الوجهين ستغرق اكثر فأكثر في الوحل العربي والإسلامي معا، وستجرها إسرائيل إلى مغامراتها ومقامراتها في لحظة تحول هائل في الجمهور الأمريكي على مستوى الوعي والحياة الاقتصادية والاجتماعية .
برأيي ايضا ، ان امريكا لا يمكنها ان تحاصر نتانياهو فيما تدعم اسرائيل ، ولا يمكن للرئيس بايدن ان يجعل من خطابه السياسي بعيدا عن قرارات الكونغرس والقوى العميقة الحاكمة في أمريكا ، لهذا فإن الخلل بنيوي واصيل في السياسة الأمريكية التي تسقط وتتخلى عن كل معتقداتها وأفكارها ووثيقة استقلالها إذا تعلق الأمر بسياسات اسرائيل مهما كانت عدوانية أو غير مبررة .
هل من حل ؟
هل يمكن تخليص أمريكا - وربما الغرب عموما- من هذه الازدواجية البائسة ؟نعم ممكن ، وممكن جدا، فالأمر متعلق بنا نحن أبناء هذه المنطقة ، اذ ان هذه المنطقة بأبنائها وشعوبها وأنظمتها تبدو وكأنها تخلت عن المنافسة او تقديم الرؤى أو حتى الاعتراض.
تبدو هذه المنطقة في استثناءات قليلة – وكأنها تعيش ما سماه أحد المفكرين العرب القابلية للاستعمار والاستحمار والانبهار وصولا الى ذروة العار .. تناقض امريكا ليس لإرضاء أبناء هذه المنطقة او شعوبها ، وإنما بسبب داخلي ليس الا.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
ماذا يقول القانون الدولي عن الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 85)
شارك برأيك
لا يمكن للولايات المتحدة ان تلعب دور البطل الجيد والبطل السيء في ذات الوقت ؟!