أقلام وأراء
الجمعة 29 مارس 2024 10:07 صباحًا - بتوقيت القدس
بين اجتياح رفح وقرار مجلس الأمن
تلخيص
برغم كل ما يحمله من تأويل، وبعد ستة أشهر صدر قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف الحرب على غزة، ما يمكن اعتباره أنه تغيير مهم في المسار الدولي الذي كان داعمًا للحرب، ومؤيدًا لها بكل وحشيتها ودمويتها.
هذا التحول ولو كان بطيئًا ومتأخرًا، إلا أنه ستكون له تبعات أخرى في المستقبل القريب، خاصة في ظل تنامي الأصوات المنددة والمستنكرة لحرب الإبادة الجماعية. صحيح أنه لو كان الأمر متعلقًا بأي دولة أخرى، لجاء القرار على وجه السرعة خلال أيام وربما خلال بضع ساعات، ملزمًا وصارمًا وصريحًا وغير قابل للتأويل، كما حدث مثلًا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلا أنه صدر أخيرًا بعد أشهر طويلة على الحرب، مما شكل صفعة للاحتلال الذي طالما بقي يراهن على "الفيتو" الأمريكي.
بكل مضامينه شكل قرار مجلس الأمن صفعة قوية للكيان، ما أحدث خلافات داخلية كبيرة، سواء كان في حكومة الحرب أو بين الإئتلاف الحكومي ومع أحزاب المعارضة، وعصفت الخلافات بين كافة المستويات، وزاد القرار من عزلة نتنياهو الذي تتهمه كل الأوساط بأنه السبب وراء صدور مثل هذا القرار، وهو ما يمثل فشلًا ذريعًا في عدم استخدام الولايات الأمريكية "للفيتو"، وهذا يأتي بسبب الخلافات التي ظهرت في الآونة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو.
يمكن النظر لقرار مجلس الأمن على أنه سيرفع الغطاء الدولي عن حرب الإبادة الجماعية على غزة، وسوف يزيد من عزلة الكيان الدولية، وما قد يترتب على ذلك من قطع للعلاقات السياسية والاقتصادية مع العديد من الدول وعلى كافة المستويات، وسيمنح محكمة العدل الدولية قوة أكبر، وهذا ما يُقلق الكيان وقد جعله يدخل في مرحلة الخلافات الداخلية التي ظهرت بشكل كبير، بينما نتنياهو يواصل سياسة التفرد العمياء التي يريدها مهما كانت النتائج.
نتنياهو غير آبه بالقرار ويتباهى بأنه الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يقول لرئيس الولايات الأمريكية "لا"، ويكررها في أكثر من مرة، رافضًا مطالبات الأخير بضرورة عدم اجتياح رفح في الوقت الراهن، بينما يصر نتنياهو على اجتياحها مهما كانت التداعيات بحجة أنها معقل المقاومة، والمكان الذي يتواجد فيه أسرى الكيان، ومثلما كان الإدعاء في كل عملية اقتحام واجتياح منذ اليوم الأول للحرب، فإن الاحتلال يقوم بترويج الأكاذيب نفسها بعد مستشفيات غزة ومدينة خانيونس ويتحضر لاجتياح رفح التي يطبق عليها بالحصار، ورفح آخر نقطة نزوح لجأ إليها أهل غزة، فباتت شديدة الاكتظاظ، مزدحمة بالناس، فيها ما يقارب مليونا وربع المليون إنسان في مساحة جغرافية ضيقة.
تفرد نتنياهو أغضب الولايات الأمريكية التي دفعت بكل قوتها وسخرت جميع قدراتها في السابع من أكتوبر ودعمت الاحتلال بجسر جوي وبحري وبري من الأسلحة الذكية والمتطورة، وفتحت كل مخازنها في الشرق الأوسط، وجاءت بالخبراء العسكريين والسياسيين ورفعت الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن خلال الحرب، وجمعت تحالفًا عالميًا غير مسبوق لصالح الاحتلال، وأمام هذا يأتي تطاول نتنياهو على الرئيس بايدن، الأمر الذي أغضب الإدارة الأمريكية، ودفعها كي لا ترفع الفيتو في وجه القرار كما جرى في السابق وأن تكتفي بالامتناع عن التصويت.
أمريكا لن تتخلى عن الكيان، والعلاقات بينهما لا يصيبها أي عطب، بل سيبقى الخلاف مع نتنياهو، ولن ترتفع وتيرة الغضب الأمريكي تجاه الكيان أكثر مما نراه.
دلالات
Mary قبل 6 شهر
كل كلامك صح فعلا . هاي الحرب مش طبيعية حاسة انها ممنهجة ومدروسة ومخطط الها من العرب قبل الغرب للاسف اماً بالنسب لنتينياهو ليش ما يفضل يعمل كل اللي بده اياه إذا الكل
المزيد في أقلام وأراء
مآلات الحرب
بهاء رحال
الشراكة الأميركية الإسرائيلية
حمادة فراعنة
عام من الإبادة و76 عامًا من الاحتلال: الكولونيالية الحديثة باطار براغماتي
بقلم: د. دلال صائب عريقات
قتلتها كلمة!!!
رام الله - المديرية العامة للشرطة
تيليجرام يرفع راية الاستسلام: مشاركة بيانات المستخدمين مع الحكومات لصالح الأمان أم ضربة للخصوصية؟
صدقي أبو ضهير
الذكاء الاصطناعي وإنعاش قطاع التأمين في فلسطين
عبد الرحمن الخطيب
التراجع بادعاء التواضع!
ابراهيم ملحم
مجزرة الدم في مخيم طولكرم
حديث القدس
على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في غزة
أنطوني بيلانجي الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين
ماذا بعد كل الذي يجري؟
د. جواد العناني
حزب الله والتحدي الوجودي
زياد ابحيص
رداً على توماس فريدمان
أسامة خليفة
محور المقاومة يستعيد عافيته وسيطيح "بأحلام" نتنياهو
وسام رفيدي
بنيامين نتنياهو: المهندس، والمظلة، و"طاقة الدفع"؟
د. أسعد عبد الرحمن
الحوكمة الرقمية.. رافعة نحو التنمية المستدامة في التعليم العالي الفلسطيني
مسؤولية المرشد النفسي: بين أخلاقيات المهنة، وتحديات الفكر المشوّه
داليا الكردي
عِيل الصبر!
ابراهيم ملحم
الغزو البري ..ذاكرة لبنانية حافلة بالأوجاع ..
حديث القدس
اغتيال نصر الله نقطة فاصلة
هاني المصري
حرب الإبادة ومؤامرات التصفية الإسرائيلية
سري القدوة
الأكثر تعليقاً
مسؤولون أميركيون يعتقدون إن السنوار مصمم على خوض حرب أكبر
الرئيس عباس يجري فحوصات طبية روتينية في إحدى مستشفيات عمان
ارزيقات: توقيف الصحفي ليث الجعار وضابط أمن بناء على شكويين شخصيتين
يديعوت أحرونوت: إسرائيل تخطط لهجوم قوي على إيران قريبا
إسرائيل تعترف بتضرر قواعدها الجوية جراء الضربة الإيرانية
محدث:: قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
ثلاثة شهداء وثلاث إصابات في غارة إسرائيلية على بناية سكنية في دمشق
الأكثر قراءة
الرئيس عباس يجري فحوصات طبية روتينية في إحدى مستشفيات عمان
مسؤولون أميركيون يعتقدون إن السنوار مصمم على خوض حرب أكبر
وفد من حماس يلتقي الرئيس الإيراني في الدوحة
وكالة بيت مال القدس تعرض مشاريعها في القدس بحضور الوزير عساف
ارزيقات: توقيف الصحفي ليث الجعار وضابط أمن بناء على شكويين شخصيتين
غوتيريش هل يلقى مصير همرشولد؟.. عندما تدفع الأمم المتحدة ثمن عجزها
محدث:: 18 شهيداً باستهداف الاحتلال مقهى في مخيم طولكرم
أسعار العملات
الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.82
شراء 3.8
دينار / شيكل
بيع 5.39
شراء 5.37
يورو / شيكل
بيع 4.19
شراء 4.17
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%18
%82
(مجموع المصوتين 305)
شارك برأيك
بين اجتياح رفح وقرار مجلس الأمن