حذرت مديرة الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ في حديث مع "القدس" دوت كوم، من حدوث مجاعة حقيقية في قطاع غزة، خاصة أنه لم يعد هنالك موارد في القطاع سوى المساعدات الإنسانية، داعية لإدخال المساعدات وتدفقها دون شروط.

وقالت فرسخ: "إن غزة تشهد مجاعة حقيقية بكل ما تعني الكلمة من معنى، فكل المواطنين يعتمدون الآن على المساعدات، ومنذ أكثر من شهرين والأسواق فارغة من المواد التموينية، وإن وجدت فالأسعار مضاعفة لا يقدر عليها الناس حيث إن الكثيرين يعتمدون على المياومة، لذا فإن المطلوب إدخال كميات أكبر من المساعدات ودون شروط خلال الأيام القليلة المقبلة".

إلى ذلك، أكدت مديرة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ أن الأوبئة بدأت تنتشر في قطاع غزة، وبدأنا نلمسها بالفعل، حيث رصد انتشار أمراض جلدية ومعوية وصدرية، والظروف غير الملائمة والتي لا تصلح للعيش الآدمي خاصة بمراكز الإيواء وإقبال المواطنين على شرب مياه ملوثة نظرًا للنقص بالمياه، وانعدام النظافة، كل ذلك ينذر بانتشار تلك الأوبئة.

وأشارت فرسخ إلى أن دخول فصل الشتاء في ظل انعدام وسائل التدفئة والأغطية والملابس خاصة أن الكثير من المواطنين ينامون بالشوارع وفي ظل وجود بيئة خصبة لانتشار الأوبئة، "فإن ذلك يضاعف معاناة الناس، وهم مهددون بفقدان حياتهم ليس ببب الصواريخ فقط، بل وبسبب الجوع وانتشار الأوبئة، ويحصل ذلك في ظل انهيار المنظومة الصحية، كما أن عدم تلقي الأطفال المطاعيم يضعهم بحالة شديدة من الخطر.

من جهة ثانية، قالت فرسخ: "إن أكثر من 4 آلاف شاحنة مساعدات دخلت عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة، من خلال الجمعية، وتم تسليمها للمؤسسات المختلفة، والتي بدورها وزعتها على الأهالي".

ووفق فرسخ، فإن ما تم إدخاله من شاحانات مساعدة لا توفر 10% من الاحتياجات على الأرض، موضحة أن غزة بحاجة إلى 500 شاحنة مساعدات يومية، وما تم السماح به قبل الهدنة الإنسانية 45 شاحنة، وخلال الهدنة كان يدخل 200 شاحنة، وبعد الهدنة يدخل حاليًا 100 شاحنة يوميًا.

وأشارت فرسخ إلى أن الهلال الأحمر الفلسطيني يتسلم المساعدات من نظيره الهلال الأحمر المصري، وبعد ذلك يتم تسليمها إلى المؤسسات الدولية ووزارة الشؤون الاجتماعية، والتي تقوم بدورها بتوزيعها ميدانياً على المواطنين، كما تصل جمعية الهلال مساعدات خاصة بها وتوزعها بدورها على النازحين الذين يتواجدوون في مقراتها ومرافقها.

وبحسب فرسخ، فإن شاحنات المساعدات التي تصل تتوزع بنسبة 10% مساعدات طبية وصحية، و50% مساعدات غذائية، و40 ماء ومواد إغاثية كالخيم والأغطية والملابس.

من جانب آخر، أكدت فرسخ أن طواقم جمعية الهلال الأحمر لا زالت تقدمم خدماتها في غزة سواء الخدمات الإسعافية ونقل الجرحى والمرضى وإجلائهم، مشيرة إلى أنه بعد إخلاء مستشفى القدس التابع للجمعية وخروجه عن الخدمة، فإن الهلال الأحمر يقدم خدماته الطبية في مستشفى الأمل في خانيونس، كما يتم إيواء نحو 14 ألف نازح في ذلك المستشفى وفي مقر جمعية الهلال الأحمر.

وكشفت مديرة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ أن طواقم الهلال الأحمر تستعد لتدشين المستشفى الميداني التابع للهلال الأحمر القطري في غزة، حيث سيتولى تقديم الخدمة وإدارة المستشفى طواقم مستشفى القدس.

وأكدت فرسخ أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني تقدم خدمات أخرى غير الإسعاف، وهي خدمات الدعم النفسي والاجتماعي في مراكز الإيواء خاصة الأطفال وهي مهمة في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي، فيما دعت إلى ضرورة وقف العدوان على غزة وبشكل فوري وعاجل خاصة ان من يدفع ثمنه هم المدنيون، وفي ظل ارتفاع كبير بأعداد الضحايا الذين وصل عددهم بين شهيد وجريح وتحت الأنقاض إلى أكثر من 76 ألف مواطن.

ونوهت فرسخ إلى الجهود الإسعافية التي تقوم بها طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالتنسيق مع الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف قوافل إجلاء الجرحى والمرضى، ويتم تعطيل مرور الطواقم وتفتيشها بشكل غير مسبوق، وتم تجريد بعض العاملين من ملابسهم.

وأكدت فرسخ أن قوات الاحتلال تواصل اعتقال مدير الإسعاف والطوارئ التابع للهلال الأحمر في خانيونس عوني خطاب منذ 24 يومًا، حيث تم اعتقاله وثلاثة من العاملين بمستشفى الشفاء خلال مرور قافلة إجلاء المرضى والجرحى رغم أنها تمت بالتسيق مع الأمم المتحدة.

ونوهت فرسخ إلى أن 6 من طواقم جمعية الهلال الأحمر استشهدوا خلال عدوان الاحتلال على غزة منهم 4 مسعفين عاملين خلال عملهم الميداني، ومسعف متطوع بقصف أمام منزله، ومتطوع بفريق الصحة النفسية.

وأشارت فرسخ إلى أنه طواقم الهلال في غزة أصيب منهم28 مسعفًا، كما خرجت عشر مركبات إسعاف عن الخدمة و12 مركبة أخرى تضررت بشكل جزئي، مؤكدة أن تلك الاعتداءات تأتي في سياق غير مسبوق، حيث تم تسجيل نحو300 انتهاك منذ السابع من أكتوبر\ تشرين الأول الماضي وحتى الآن، بحق طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة منها 260 انتهاكًا بالضفة في 119 حادثة، و37 انتهاكًا بحق الجمعية وممتلكاتها في غزة.

في حين، أكدت فرسخ أن وتيرة الانتهاكات من قبل الاحتلال بحق الطواقم الطبية واستهداف مركبات الإسعاف والمسعفين وحصار المستشفيات بالضفة الغربية، قد ارتفعت بشكل كبير بعد السابع من أكتوبر\ تشرين الأول الماضي.