فلسطين
السّبت 25 نوفمبر 2023 7:57 صباحًا - بتوقيت القدس
غزة تلعق جراحها في اليوم الاول من الهدنة
غزة - "القدس" دوت كوم
كشفت الهدنة المؤقتة التي بدأت صباح أمس دماراً كارثيا ومآس مهولة في أنحاء قطاع غزة الذي كان وعموم سكانه هدفا لعمليات قصف جوي وبري وبحري تواصلت طوال 48 يوما، حيث كُشف عن مئات الجثامين في الشوارع ومحيط المنازل المدمرة، وسارع آلاف المواطنين لتفقد منازلهم والنبش في ركامها بحثا عن ذويهم من الضحايا، فيما تم تنفيذ بنود الاتفاق وفي مقدمتها تبادل الاسرى التي تمت دون أي اشكالات، رغم خروقات اسرائيلية محدودة لما نص عليه اتفاق الهدنة.
وبدأ عند السابعة من صباح أمس سريان اتفاق الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة، وقد تم تنفيذ مختلف ما ورد فيه من بنود، وفي مقدمتها تسليم 13 من المحتجزين الاسرائيليين لدى المقاومة في غزة مقابل الافراج عن 39 اسيرة وطفلا من الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (24 من النساء والفتيات و 15 من الاطفال)، في الوقت الذي لوحظ فيه اختفاء طائرات الاحتلال من أجواء قطاع غزة امس.
ووفقا لاخر إحصائية سبقت بدء الهدنة فان أكثر من 14 ألفا و854 مواطنا ومواطنة استشهدوا، بينهم أكثر من 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فيما لا يزال نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، إما تحت الأنقاض أو جثامين ملقاة في الشوارع والطرقات أو ما زال مصيرهم مجهولا، كما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا.
ومع بدء الهدنة توجه مئات الآلاف من النازحين لتفقد منازلهم وأحيائهم خاصة بالمناطق الحدودية التي توغلت فيها قوات الاحتلال واجبروا على النزوح منها، ليكتشفوا حجم الكارثة التي حلت بمنازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم.
وفي المناطق التي لم يكن من الممكن الوصول اليها بسبب القصف الاسرائيلي، باشر مئات المواطنين وطواقم الانقاذ نبش ركام المنازل المدمرة حيث تم اكتشاف واخلاء جثث عشرات الشهداء التي كانت متحللة.
وتبين في اليوم الاول من الهدنة أن أحياء سكنية تضم مئات المنازل والمباني دمرت بصورة تامة وسويت بالارض، فضلا عما لحق بالطرق وشبكات الكهرباء والمياه ومختلف البنى التحتية في انحاء القطاع.
ومن بين أكثر المناطق التي لحق بها دمار واسع، بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وأحياء الرمال وتل الهوى والشيخ عجلين ومحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، فضلا عما الحقه الاحتلال من دمار بالمشافي سيما مجمع الشفاء والمستشفى الاندونيسي اللذين تعرضا لعمليات تدمير وقصف حتى الساعات الاخيرة التي سبقت بدء الهدنة.
وعثرت طواقم الإسعاف والمواطنون على جثمان الشهيدة ميساء إبراهيم خضر، على سطح منزل آخر ملاصق لمنزلها، بعد مرور أكثر من 35 يوما، على قصف منزل عائلتها في حي الجنينة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما وعثر على جثامين عشرات الشهداء في العديد من المناطق بانحاء القطاع.
واعلنت مصادر طبية مساء امس، وصول جثث سبعة شهداء متفحمين ومتحللين إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، بعد انتشالهم من المنطقة القريبة من جنوب وادي غزة.
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، إن الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفى الإندونيسي بعنف الليلة قبل الماضية وهدمت دباباته وجرافاته سوره وجدرانا فيه، موضحا ان الدبابة دخلت المبنى الرئيسي للمستشفى بعد أن دمرت بوابته وهدمت أحد جدرانه وأطلقت النار على المرضى والأطقم الطبية ما أدى لاستشهاد امرأة مصابة.
وفي مجمع الشفاء الطبي الذي انسحبت منه قوات الاحتلال امس الجمعة، بعد 10 أيام من اقتحامه وتدمير أجزاء مهمة فيه تبين ان دمارا هائلا لحق بالمشفى الذي خرج عن الخدمة، علما أن نحو 180 مريضا و7 من الأطقم الطبية مازالوا متواجدين فيه.
وبدأ عند السابعة من صباح أمس سريان اتفاق الهدنة، وتم تنفيذ مختلف ما ورد فيه من بنود وفي مقدمتها تبادل الاسرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إنه جرى الإفراج عن 13 من الإسرائيليين المحتجزين في غزة بعضهم من مزدوجي الجنسية، في مقابل الإفراج عن 39 من النساء والأطفال الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
وأضاف أنه جرى كذلك الإفراج عن 10 مواطنين تايلنديين ومواطن فلبيني خارج إطار اتفاق الهدنة.
واكد بيان مشترك للجيش وجهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي (الشاباك) أن المحتجزين الاسرائيليين المفرج عنهم من غزة وصلوا إلى إسرائيل وتم التأكد من هوياتهم.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحالة الصحية للمحتجزين الاسرائيليين المفرج عنهم من غزة جيدة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم التقوا ممثلين من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) في معبر رفح.
وعمل الاحتلال على منع مظاهر الاحتفال وفرح الفلسطينيين بتحرير الدفعة الاولى من الاسيرات والاطفال الاسرى الفلسطينيين، و سعى للتعتيم على أي مظهر يظهر تحقيق الفلسطينيين أي انتصار.
وقمع جيش الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز الخانق آلاف المواطنين الذين احتشدوا عند سجن عوفر غرب رام الله لاستقبال الاسرى المحررين.
واصيب فتيان برصاص الاحتلال، كما واصيب العشرات بحالات اختناق، حيث فتحت قوات الاحتلال النار واطلقت عشرات قنابل الغاز الخانق نحو المواطنين الذين تجمعوا بانتظار الاسرى المحررين من الاطفال والنساء قرب سجن عوفر.
كما وانتشرت قوات كبيرة من شرطة ومخابرات الاحتلال في محيط منازل الاسيرات اللواتي شملتهن صفقة الافراج من بين اسيرات القدس، واقتحمت منازل عدد منهن، وابلغت عائلاتهن بعدم الاحتفاء بتحررهن، ومنعت اقاربهن من استقبالهن او زيارة منازلهن.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير طلب من شرطة الاحتلال تغطية كل السيارات التي تقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، بهدف منع الفلسطينيين من التقاط "صور النصر".
وكان بن غفير أصدر تعليماته لقوات الأمن الإسرائيلية بمنع أيّ من مظاهر الفرح والاحتفال بتحرير الأسرى الفلسطينيين بعد إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس".
وفيما يتعلق ببقية بنود الهدنة، سيما دخول المساعدات الانسانية الى القطاع، فقد ذكرت مصادر مصرية أن 200 شاحنة من المساعدات الإنسانية تحمل أغذية ومياه وأدوية ومستلزمات طبية وخياما دخلت إلى قطاع غزة امس عقب سريان اتفاق الهدنة.
وأشارت الى ان هذه الدفعة من المساعدات ضمت سبع شاحنات وقود، بينها شاحنات تحمل غاز الطهي دخلت دفعة واحدة إلى قطاع غزة لأول مرة.
وذكرت مصادر فلسطينية إن "السلطات المصرية ستسلم 130 ألف لتر من الوقود و 4 شاحنات غاز يوميا إلى غزة" اعتبارا من يوم امس.
هذا ودخل 22 مصابا فلسطينيا ومعهم عدد من المرافقين من قطاع غزة إلى الجانب المصري لتلقي العلاج، كما دخل عالقون فلسطينيون مقيمون في مصر إلى قطاع غزة لأول مرة منذ بدء الحرب للاطمئنان على أسرهم.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه جرى أمس إجلاء 70 جريحا ومريضا وعددا من الطواقم الطبية ومرافقي الجرحى من المستشفى الأهلي المعمداني، مشيرة الى أن "مركبات إسعاف الهلال الأحمر، برفقة منظمة الأمم المتحدة، انطلقت من أمام المستشفى باتجاه جنوب قطاع".
وذكرت مصادر فلسطينية أن عددا من طائرات التجسس الاسرائيلية المسيرة حلقت في أجواء مدينة رفح خلافًا لاتفاق الهدنة الذي ينص على منع الطيران الإسرائيلي من التحليق كليا في أجواء جنوب قطاع غزة، خلال أيام الهدنة الأربعة.
واستشهد مواطنان وأصيب 6 آخرون على الأقل برصاص جيش الإسرائيلي لدى محاولة نازحين العودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي بمستشفى الأقصى وسط قطاع غزة بوصول عدة إصابات إلى المستشفى بعد استهداف نازحين قرب مفرق نتساريم، أثناء محاولة العبور إلى مدينة غزة وشمالها من مناطق الجنوب، بعد بدء سريان اتفاق الهدنة صباح امس.
وقبيل ساعات من بدء سريان اتفاق الهدنة كان جيش الاحتلال صعد الليلة قبل الماضية وفجر أمس من غاراته وقصفه لمختلف انحاء قطاع غزة موقعا مئات الشهداء والجرحى.
واستشهدت الصحفية أمل زهد، برفقة عائلتها، بقصفٍ استهدف منزلها في مدينة غزة.
وباستشهاد الصحفية زهد، يرتفع عدد الصحافيين الشهداء في قطاع غزّة منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع الى 64 شهيداً.
وتسبب قصف الاحتلال انحاء غزة فجر امس تدمير عشرات المنازل كما اوقع عشرات الشهداء والجرحى.
دلالات
الأكثر تعليقاً
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
أي شرق نريد؟
نازحون يروون لـ"القدس" معاناتهم مع تلك الليلة التي غرقت فيها فُرشهم وطارت خيامهم
نتنياهو: لن ننهي الحرب قبل تحقيق النصر
ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44,282
الأكثر قراءة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
الشاباك ومصلحة السجون: هناك خطورة من زيارة الطيبي للأسير مروان برغوثي ونعارضها بشدة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
الفيتو في مجلس الأمن.. أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أي شرق نريد؟
أسعار العملات
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 125)
شارك برأيك
غزة تلعق جراحها في اليوم الاول من الهدنة