فلسطين

الجمعة 15 سبتمبر 2023 8:32 مساءً - بتوقيت القدس

حكاية راعٍ كان هدفًا دائمًا للمستوطنين قرب جنين

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

قبل المدخل المؤدي لمستوطنة "حومش"، التي أعيد بناءها وإعمارها بقرار من حكومة المستوطنين، من جهة المفرق الرئيس الرابط بين جنين ونابلس وطولكرم، اعترض المستوطنين الراعي خالد حسين (35 عاماً)، والذي كان يقود قطيع من الماشية، للوصول للخيام التي نصبتها عائلته، فاحتجزوه واقتادوه عنوة وتحت تهديد السلاح معهم، وتركوا الماشية في الشارع دون راعي أو منقذ، وعندما عاد بعد ساعات اختفت أثارها ولم يجدها.


خالد الذي حضر مع عدة عوائل للاستقرار في المنطقة حتى تأمين مكان أمن، بسبب ظروف الطقس السيئة، اتهم المستوطنين بسرقة ماشيته بدعم من قوات الاحتلال التي كانت تتواجد في المنطقة لدى اختطافه ولم تحرك ساكناً لإنقاذه، بحسب إفادته.


وروى الراعي الشاب لمراسل "القدس" دوت كوم، أنه منذ أسبوعين يتجول في ساعات مختلفة، لرعاية قطيع الماشية، مع حرصه الشديد على الابتعاد عن نطاق تحرك المستوطنين وقوات الاحتلال بين قرية برقة وبلدة سيلة الظهر منذ العودة لمستوطنة "حومش".


ويضيف: "لاحظنا بعد عودتنا لرعاية ماشيتنا في المنطقة خلال العام الجاري، وجود المستوطنين ونشاطهم في المنطقة، فاخترنا منطقة بعيدة حتى الانتقال لطولكرم أو قلقيلية".


ويتابع: "يوم الأربعاء الماضي، وبعد صلاة العصر، فوجئت ب 6 مستوطنين مسلحين، أوقفوا مركبتين تقلهما، واعترضوني، أوقفوني وفتشوني، وشاهدت دوريات عسكرية قبالتنا ترصدنا، لكن الجنود لَمْ يتحركوا".


ويوضح الراعي خالد، أن أحد المستوطنين تحدث معه بالعربية بطلاقة، ووجه له الشتائم والكلمات النابية، بسبب اقترابه من المنطقة التي وصفها بأنها "أرض إسرائيل".


ويضيف: "قال لي أنتم مخربين، ولا يسمح لكم بدخول أراضينا، منعوني من الحديث ووجهوا أسلحتهم نحوي واقتادوني تحت تهديد السلاح معهم".


ويكمل: "رفضت التحرك وترك ماشيتي، فازداد غضبهم، وألقوني أرضاً، وقالوا لي: إذا لم تأتي معنا سنقتل كل الأغنام".


اقتاد المستوطنين خالد، وتركوا الماشية لوحدها، في وقت، وصلت للمنطقة، شاحنة ومركبة أخرى للمستوطنين، ويقول: "اقتادوني لمنطقة وعرية قريبة ومعزولة، وضربوني وهم يسخرون مني، واحتجزوني لمدة ساعة ونصف، ثم غادروا وتركوني".


ويضيف: "قال لي المستوطن الذي يجيد العربية: لإذا كنت لا تريد الموت، ممنوع تغادر المنطقة إلا بعد نصف ساعة، نحن نراقبك وإذا تحركت ستموت"، "لم تكن نصف ساعة، بل شعرت أنها كوابيس رعب وموت".


وقال الراعي خالد، الذي لم يكن أمامه خيار سوى الخضوع لتعليمات المستوطنين، "لم أتمكن من الحركة خوفاً على حياتي، فلا يوجد حركة أو شيء حولي، وتوقعت موتي في أي لحظة".


ويضيف: "بعد انتهاء المهلة، تفقدت المكان، ولم أرى أثراً للمستوطنين، والجنود ومركباتهم، فبدأت بالركض نحو المكان الذي تركت فيه الماشية".


ويكمل: "كانت صدمتي كبيرة ، فقد اختفت الماشية، ولم أعثر لها على أثر، وبحث في المنطقة، وعندما وصلت لقرية بزاريا، سألت المواطنين وأصحاب المحلات والمنازل، إذا شاهدوا ماشيتي أو عثروا عليها، لكن دون جدوى".


ويتابع: "كل المؤشرات، تؤكد أن المستوطنين قاموا بسرقتها ونقلها في الشاحنة التي شاهدتها".


بعد مرور عدة أيام، فقد الراعي خالد الأمل بالعثور على ماشيته، ويقول: "هذا شكل جديد قديم من أساليب وسياسات المستوطنين في سرقة ممتلكاتنا وماشيتنا، لقد سرقوا مني 30 رأس غنم تعتبر مصدر معيشتي وأسرتي المكونة من 10 أفراد".


ويضيف: "هذه الجريمة الخطيرة، تترجم نوايا وسياسات المستوطنين والحكومة التي تدعمهم في استخدام كل السبل لمحاربتنا في لقمة عيشنا وتضييق الخناق علينا على مرأى ومسمع من العالم ومؤسسات حقوق الإنسان التي لا تحرك ساكناً، مهما تعرضنا لاعتداءات وجرائم من الاحتلال ومستوطنيه".


ويكمل: "لا يوجد أمامنا أي حلول أو طريقة لاستعادة ما خسرناه ولن يعوضنا أحد، فأي شريعة أو قانون يجيز هذا الظلم".

دلالات

شارك برأيك

حكاية راعٍ كان هدفًا دائمًا للمستوطنين قرب جنين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 209)

القدس حالة الطقس