فلسطين

الجمعة 04 أغسطس 2023 6:04 مساءً - بتوقيت القدس

الاحتلال استخدم الاعتقالات للتغطية على فشله في مخيم جنين

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

لم يبقى في سجون الاحتلال سوى حوالي 20 شاباً ممن اعتقلتهم قوات الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي قبل حوالي شهر على مخيم ومدينة جنين، فقد أفرجت عن أكثر من مئة أسير، زعمت لدى اعتقالهم بصورة وحشية أثناء القصف والحصار والتدمير وقتل المدنيين، أنهم مطلوبين ومقاومين.


وهذا دليل كما يرى أمين سر حركة فتح إقليم جنين، عطا أبو إرميلة في حديثه لـ"القدس" دوت كوم، أن مزاعم الاحتلال كاذبة ومفبركة، ولجأت لحملة اعتقالات عشوائية طالت عشرات المدنيين للتغطية على فشلها الذريع والكبير في تحقيق أهداف الهجوم الكبير على المخيم لضربة المقاومة وبنيتها التحتية.


وأضاف أبو إرميلة: "منذ إعلان الاحتلال عن اعتقال مقاومين ومطلوبين، أثبت لنا قائمة أسماء الذين اعتقلوا، أنه لا يوجد بينهم مطلوب أو مقاوم، وأن الاحتلال استخدم مسألة الاعتقالات لتضليل العالم والمجتمع الإسرائيلي، وحتى لا تتكشف حقيقة الهزيمة الكبرى التي منيت بها أجهزة الأمن الإسرائيلية وحكومة نتنياهو التي أرسلت ألف جندي من وحدات الاحتلال المختارة والنوعية، وعادت تجر أذيال الخيبة".


الاعتقال الإداري انتقام وعقاب ..

ورصد نادي الأسير في محافظة جنين، أن غالبية أسرى المخيم، جرى تحويلهم للاعتقال الإداري، وقال منتصر سمور مدير النادي لـ"القدس" دوت كوم: "رغم إخضاعهم للتحقيق والاعتقال بأساليب قمعية ووحشية، لم يتمكن الاحتلال من إدانة المعتقلين بأي تهم، وإمعاناً في سياسة العقاب والانتقام من المخيم لصموده الأسطوري، عاقب المعتقلين للتغطية على فشله بالاستمرار بزجهم خلف القضبان بقرارات اعتقالات إدارية، ضارباً عرض الحائط كافة الأعراف والقوانين التي تحرم هذا الإرث البريطاني البائد".


وأضاف سمور: "غالبية الأسرى الذين تابع محامي النادي قضية اعتقالهم، تبين عدم وجود لوائح اتهام تدينهم بأي تهم، ورغم صدور قرار من المحاكم بالإفراج عنهم، رفضت النيابة العسكرية بتوجيه من المخابرات الإسرائيلية إطلاق سراحهم، وحولتهم للإداري".


شهادات موثقة ..

وتؤكد شهادات، الشبان الذين أفرج عنهم بعد الاعتقال والتحقيق، فالشاب منير محمد 25 عاماً، والذي أفرج عنه بعد 25 يوماً، قضاها في أقبية التحقيق، أوضح لـ"القدس" دوت كوم، أن قوات الاحتلال فجرت بوابة منزله الواقع وسط المخيم، بصاروخ هز المنزل ودمر الأجهزة والمحتويات، ثم اقتحمه عشرات الجنود برفقة كلاب بوليسية.


ويضيف: "لم يكن بمنزلنا مطلوبين، وكنت أتواجد ووالدتي وزوجتي وأطفالي الثلاثة، وقد هاجمتنا الكلاب البوليسية، وألقتني وطفلتي التي كنت أحملها خلال الاقتحام أرضاً، والجنود يتفرجون علينا حتى انهارت والدتي ووقعت أرضاً من هول المنظر".


ويكمل: "احتجزنا الجنود بعدما أيقظت والدتي ووضعونا في المطبخ، وبعد تفتيش المنزل، حققوا مع أطفالي الصغار وهم يصرخون ويطالبون بإخراج السلاح، وعندما ساءت أوضاعنا، بدأنا نصرخ ونطلب النجدة ووقف الجنود".


ويتابع: "انتزعني الجنود من بين أسرتي وأطفالي، سحبوني على الأرض وهم يصرخون لكن دون جدوى، وألقوني قرب الشباك حيث كانوا يطلقون النار والرصاص يتطاير في كل مكان لأكثر من 4 ساعات، بطريقة وحشية ولن أنساها أبداً".


اعتقال وتحقيق ..

يروي منير، أن الجنود قيدوه وعصبوا عينيه وألقوه في الدورية التي نقلته لثكنة للجيش قرب جنين، لكنه لم يتمكن من تحديد موقعها، فقد قضى الوقت في حالة عصيبة، ملقى على الأرض تحت الشمس لعدة ساعات حتى نقلوه لسجن "الجلمة".


ويضيف: "وضعوني في زنزانة صغيرة ومظلمة ليومين، لم أرى فيها أحد ولم أسمع سوى صوت صرخات الجنود والشتائم، ثم نقلوني لغرفة التحقيق بمشاركة 5 ضباط مخابرات، ضربوني، وهددوني بالحكم 5 سنوات، إذا لم أعترف عن المطلوبين والأسلحة".


ويكمل: "على مدار 21 يوماً، واصلوا التحقيق معي وصلبي وحرماني من النوم لساعات طويلة، ولم يقدموا لي سوى وجبة طعام سيئة وغير صالحة للأكل مرة واحدة يومياً، وعرضوني على محكمة صورية، مددت توقيفي 3 مرات، وفي المرة الرابعة، رفض القاضي تمديد توقيفي دون تهمة، وأعادوني للتحقيق لمدة يومين بشكل متواصل، ولعجزهم عن إدانتي أطلقوا سراحي، لكنهم هددوني بالاعتقال في الاجتياح القادم".


صور أخرى ..

بنفس الطريقة والأسلوب، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب فايز عبد الله (32 عاماً)، وقال: "عندما اقتحم الجنود منزلنا بعد التفجير والترويع، قال لي الضابط: احنا بنعرف إنك مش مطلوب وليس لك علاقة بالمقاومة، لكن أنتم كلكم في المخيم، إرهابيين ومساعدين للإرهابيين، وتقدمون لهم الدعم والمأوى، ويجب إرسالكم جميعاً للسجن والعقاب".


فايز الذي يعمل في حيفا ويملك تصريحاً رسمياً من الإدارة المدنية، أفاد لـ"القدس" دوت كوم، أن الجنود لم يرعوا حالة الرعب والخوف وهلع أطفاله وزوجته خلال احتجازهم وتدمير محتويات منزله، وبعد 12 ساعات من المعاناة، قيدوه واعتقلوه، وقال له ضابط الحملة، "ودع أسرتك، فلن تعود للمنزل ولن تراها مرة أخرى، لأن مصيرك السجن".


ويضيف: "وسط الضرب ألقوني مع مجموعة من المعتقلين الذين لم اعرفهم في الدورية، ونقلونا لمركز سالم حيث تعرضت للتحقيق، ثم قيدوني وأرسلوني لسجن مجدو ليومين، وفي اليوم الثالث، نقلوني إلى سجن بيتح تكفا".


ويكمل: "عزلوني ومنعوني من النوم والاستحمام وتغيير ملابس، وقدموا لي على مدار 3 أيام، قطعة خبز وبيضة واحدة تالفة، وكلما طلبت الذهاب للحمام، ساوموني بالاعتراف، فتمسكت بموقفي وقلت لهم، لا أعرف شيئاً وليس لي علاقة بأحد".


ضغوط وتعذيب ..

وذكر فايز، أنه قابل خلال جلسات المحاكم، عدد من معتقلي المخيم الذين يعرفهم جيداً، وليس لهم علاقة بالمقاومة، وقال: "جميعهم واجهوا وتعرضوا للتحقيق وظروف مأساوية، وهددوهم بالاعتقال الإداري، وهددوني بالسجن 4 سنوات، وبعد رحلة معاناة رهيبة، علمت أن 9 من الأسرى، سلموهم قرارات اعتقال إداري، بذريعة الملف السري، رغم أنهم متزوجين ويعيلون أسر ولم توجه لهم تهم".


ويضيف: "في اليوم الأخير من اعتقالي، وقبل نقلي للمحكمة، قال لي الضابط: إذا تعاونت معنا وأبلغننا بالأسماء والمعلومات، سنفرج عنك، أو ستذهب للسجن وملفك جاهز، بتهمة دعم الإرهاب والتآمر على الجيش".


ويكمل: "تعمدت المخابرات تأخير دخولي لقاعة المحكمة 4 ساعات، للضغط ومساومتي، وعندما وقفت أمام القاضي الإسرائيلي، لم يكن في ملفي أي تهمة، فوافق على طلب المحامي بالإفراج الفوري عني، لكني طوال الفترة، عانيت وعش مشاعر الاعتقال والمعاناة المريرة، لكني صبرت ولم تتغير أقوالي، فاطلقوا سراحي".


ويتابع: "كل معتقل من المخيم تعرض للضغوط والعقوبات، وأرادوا إرهابنا واستخدام قضية اعتقالنا، للتغطية على فشل عدوانهم على مخيمنا الصامد والذي سيبقى شوكة في حلوقهم".

دلالات

شارك برأيك

الاحتلال استخدم الاعتقالات للتغطية على فشله في مخيم جنين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 27 أبريل 2024 8:23 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.81

شراء 3.79

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.39

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%22

%5

(مجموع المصوتين 167)

القدس حالة الطقس