Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 24 يونيو 2023 10:59 صباحًا - بتوقيت القدس

مخيم جنين والكمائن.. معركة لا تنتهي مع الاحتلال

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي

لا زال مخيم جنين شمال الضفة الغربية وخاصة منذ معركة نيسان الشهيرة عام 2002، يتميز بمقاومته الشديدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال الكمائن والاشتباكات الشديدة.


ووضعت المقاومة في جنين ومخيمها، بكافة تشكيلاتها، المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي في حالة صدمة، مؤخرًا، بعد المقاومة العنيفة التي أبدتها بعد أن أوقعت جيش الاحتلال في كمين محكم، استمر 8 ساعات، بعد تفجير عبوة ناسفة مصنعة محليًا في آلية "الفهد" الحديثة، موقعةً إصابات وأضرار.


هذه العملية، أعادت الكثير من الصور والقصص بالنسبة لأهالي مخيم جنين، حول كمائن سابقة أوقعت خسائر بشرية في صفوف جنود الاحتلال، وخاصة في معركة نيسان التي قتل فيها 23 جنديًا إسرائيليًا.


ولا يختلف المشهد اليوم، عن أحداث تلك المعركة التي وقعت منذ 21 عامًا، والتي بدأت بعد أن فشل الاحتلال في إجهاض الانتفاضة الثانية، ليرسل أرئيل شارون جنوده ووحداته المختارة في عملية "السور الواقي" التي استهدفت الضفة الغربية، وكان مخيم جنين رأس حربتها، لكن تلك الوحدات التي استبدلها شارون 6 مرات، كما يروي الأسير المحرر محمود السعدي الذي شارك في القتال والمعركة حتى اعتقل، واجهت مقاومة شرسة وعنيفة من قبل غرفة العمليات المشتركة التي وحدت فصائل المقاومة في المخيم، لتواجه العدوان على أرض الميدان ببطولة وشراسة وجرأة وشجاعة رغم القصف والتدمير والاغتيالات التي بدأت منذ اللحظة الأولى.


السعدي الذي كان من قادة سرايا القدس في المعركة، وقدمت عائلته الكثير من الشهداء، يرى أنه رغم ارتكاب الاحتلال للمجزرة بالمخيم بعد تدميره واعتقال واغتيال القادة والمقاومين، لم يتمكن من تمرير مخططاته وتحقيق أهدافه، مشيرًا إلى أن المقاومة استعادت أنفاسها بسرعة وعادت لساحة المواجهة ولم تتوقف العمليات وبدأ فصل جديد في مسلسل المقاومة مر بمراحل عديدة، لكنه وصل حالياً لمرحلة قلبت الموازين وعاد المخيم لرأس الحربة في مواجهة الاحتلال.


وبالنسبة للأسير المحرر جمال حويل الذي قاتل في معركة المخيم وكان من قادتها ومؤسسي كتائب شهداء الأقصى، عبر عن قناعته أن الكمين الأخير الذي أحدث ضجة عالمية، أثبت أن المقاومة قوية وقادرة على التخطيط ومباغتة الاحتلال واستدراجه.


ويؤكد حويل أن المرحلة الحالية تمر بمنعطف مختلف ومميز في مسار المقاومة والفعل النضالي على أرض المخيم الذي يتميز بوحدة مقاومته وتراص صفوفها والإصرار على القتال المشترك بالامكانيات المحدودة والمتواضعة دون التقليل من نجاحها وقدرتها في توجيه صفعة قوية بعدما فتكت بأسطورة آلية "الفهد" الإسرائيلية.


وخلال العملية الأخيرة في حي الجابريات المطل على مخيم جنين، استخدمت قوات الاحتلال تدابير عسكرية كبيرة، كما جرت العادة في العامين الأخيرين، لمحاولة اعتقال من يعتقد أنه منفذ عملية "حرميش" الأخيرة التي قتل فيها مستوطن، ولكن سرعان ما تم محاصرة هذه القوة، بعد كشف تسلل الوحدات الخاصة للمنطقة، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة وتستخدم فيها العبوات الناسفة، لتبدأ مواجهة جديدة لم يتوقع أحد مداها وما كانت تجهزه حينها المقاومة.


ويقول شاهد عيان لـ "القدس" دوت كوم: "سرعان ما انقلب المشهد، بعدما هز انفجار مدوي جنين ووصل للأحياء القريبة، ليتبين أن مصفحة الفهد قد وقعت في كمين محكم أدى لتضررها وإصابة 7 جنود بداخلها، إلا أن المشهد لم ينتهي عند تلك اللحظة، وفي أعقاب ما جرى، حاصرت مجموعات المقاومة، جنود الاحتلال، مما زاد الأوضاع توتراً وارباكاً، خاصة بعد إيقاع القوة الجديدة التي هرعت لنجدة المحاصرة، في كمين آخر، وأصبحت محاصرة بين الرصاص وعشرات العبوات المحلية مما اضطر الاحتلال لارسال الطائرات والتعزيزات نحو الحي الصغير في الجابريات".


نحو 9 ساعات، استغرقت عملية اخلاء الجنود الجرحى والآليات السبعة المعطوبة، وهي نفس الفترة وأكثر التي احتاجها الاحتلال في اليوم التاسع من معركة مخيم جنين، لاخلاء جنوده الذين قتلوا خلال كمين ال13 في  حارة الحواشين وسط المخيم، والذي شارك به عدد من المقاومين ، ويروي الشاهد أبو نضال لـ "القدس" دوت كوم: "في ذلك اليوم، رابطت مجموعة من المقاومين وبينهم  نضال النوباني والشقيقان أمجد ومحمد الفايد في أحد الأزقة، ونصبوا كمين بشكل ثلاثي تمكنوا من خلاله استدراج قوة من جيش الاحتلال نحو الحي حتى وقعوا في الكمين، وحوصر الجود بين الرصاص والعبوات حتى قتلوا جميعا، ما اضطر الاحتلال لإرسال قوة أخرى اشتبكت مع المقاومين حتى استشهد النوباني والشقيقان الفايد، وقد طلبت إسرائيل هدنة من المقاومة حتى تمكنت من اخلاء الجنود، بينما عثر الأهالي بعد انتهاء المجزرة في قبضة يد الشهيد النوباني، على 13 قلادة تمثل عدد جنود الاحتلال الذين كانوا يرتدونها وقتلوا في العملية".


النائب جمال حويل الشاهد الحي على المعركة التي اعتقل في اليوم الأخير منها، وقضى عدة سنوات في سجون الاحتلال، يذكر أن المقاومة الموحدة في المخيم خططت منذ البداية للكمائن واختطاف جنود لمبادلتهم بأسرى وللصمود في وجه الاحتلال وحماية المخيم، ويعتقد أن من أهم الكمائن الأخرى، إخلاء الشهيد محمود طوالبة لمنزل عائلته وتفخيخه بالكامل، وعند اقتراب الجنود منه تم تفجيره، قبل أن يتم الاشتباك مع الجنود الذين هربوا، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.


الكمائن، أربكت حسابات الاحتلال خاصة في ظل وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجنود، مما دفع الاحتلال لتغيير وحدات الجيش وقصف المخيم وارسال البلدوزرات الأميركية الضخمة التي شاركت في التدمير وارتكاب المجزرة، بعد عدة كمائن.

دلالات

شارك برأيك

مخيم جنين والكمائن.. معركة لا تنتهي مع الاحتلال

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 125)