أقلام وأراء

الأحد 28 مايو 2023 10:32 صباحًا - بتوقيت القدس

إسرائيل والخوف على المكانة؟

تردُّد الإدارة الأميركية في استقبال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو منذ فوزه في الانتخابات الأخيرة، وكذلك انتقادات الإدارة للأنشطة الاستيطانية "الاستفزازية" وإظهار الاستياء من اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، أثارت ردود فعل متباينة لدى الأوساط السياسية. فبعضها متخوّف على مكانة إسرائيل في الأولويّات الأميركية، والبعض الآخر يتفهّم الموقف الأميركي، ويحمّل حكومة نتانياهو مسؤولية تراجعه بسبب تورّطها في سياسات داخلية من شأنها تغيير هويّة الدولة وتعميق الانقسام على مستوى الشعب والمؤسّسات، وزيادة جرعة الاستيطان الذي ما تزال الإدارة الأميركية متحفّظةً عليه.


غير أنّ الخوف على المكانة في أميركا يظلّ محدوداً وقابلاً للمعالجة إذا ما نُظر لطبيعة وأساس العلاقة بين أميركا والدولة العميقة إسرائيل، وعلى وجه الخصوص مؤسّستها الأمنيّة العسكرية.


غير أنّ ما دعا إلى قلق أشدّ هو تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية الذي سحب من يد إسرائيل واحدة من أهمّ الأوراق التي كانت أساسية في تسويق نفوذها الإقليمي، إذ لم يعد بوسع الدولة العبرية مواصلة التخويف من خطر إيراني ومواصلة الادّعاء بأنّها القوّة التي لا غنى عنها في صدّ هذا الخطر.


من البديهي أن تخاف إسرائيل على مكانتها، ما دام على رأس حكومتها نتانياهو وبن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرهم من أساطين العنصرية الذين يعتنقون شعار "الموت للعرب ثابتاً سياسياً وعقائدياً


تزايد الخطر على إسرائيل


وآخر ما حُرّر في هذا المجال هو ظهور انزعاج يصل حدّ الخوف من حصول تطبيع مقبل وقريب جدّاً بين مصر وإيران لِما لهذا التطبيع المكمّل للتطبيع السعودي الإيراني من تأثير إيجابي على المناخ السياسي في المنطقة، إذ سيُغلِق الكثير من الفراغات التي كانت مرتعاً خصباً يمكن اللعب فيه وعليه، ذلك أنّ الاستثمار الإسرائيلي الأكثر ربحاً يتمّ في أجواء التوتّر الشامل التي تعيشها المنطقة وكادت تحوّل إسرائيل من خصم للجميع إلى لاعب مؤثّر بين الجميع، حتى بدا للعديد من دول المنطقة أنّ العلاقة معها صمام أمان ومخرج مضمون من الأزمات الاقتصادية، إضافة إلى أنّ تل أبيب مقاول نشط وناجح للعلاقات مع أميركا والدول التي تدور في فلكها. وإذا ما تواصل تطبيع العلاقات بين دول المنطقة ليشمل تركيا ومصر، وربّما سوريا أيضاً، فسيزداد قلق إسرائيل فوق ما هو عليه.


خوف إسرائيل على المكانة ليس أساسه إقليمياً ولا دولياً، بل هو محلّي وفلسطيني. فمحليّاً ها هي الدولة التي تاجر زعماؤها كثيراً بكونها واحة الديمقراطية الخضراء في صحراء الشرق الأوسط، تستقرّ في وضع مناقض تماماً لادّعائها، إذ تتّجه إلى حكم عنصري لا ديمقراطي ترفضه غالبيّة الإسرائيليين، وفلسطينياً تواصل بأشرس الوسائل والأساليب حكم شعب آخر يعدّ بالملايين، والاستيلاء على ممتلكاته، واستباحة حياته، ورعاية أطول وأعمق نكبة عرفتها البشرية، وهو ما اضطرّ الأمم المتحدة إلى الاعتراف بها، وإدانة صانعيها ممّن يجسّدون الاحتلال الوحيد الباقي في القرنين العشرين والواحد والعشرين.


من البديهي أن تخاف إسرائيل على مكانتها، ما دام على رأس حكومتها نتانياهو وبن غفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرهم من أساطين العنصرية الذين يعتنقون شعار "الموت للعرب ثابتاً سياسياً وعقائدياً.

دلالات

شارك برأيك

إسرائيل والخوف على المكانة؟

المزيد في أقلام وأراء

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024م

كريستين حنا نصر

نزع الشرعية عن دور "الأونروا" سابقة خطيرة

حديث القدس

هل بدأ العد العكسي للعدوان؟

هاني المصري

إسرائيل وليس نتنياهو فقط.. من مأزق إلى مأزق

حمدي فراج

غزة والانتخابات الأمريكية

مجدي الشوملي

الهدنة المحتملة بين استمرار الحرب والحصاد السياسي

مروان اميل طوباسي

خيار الصمود والانتصار

حمادة فراعنة

الجامعة العربية.. خرساء صماء

بهاء رحال

قمة جس النبض..

حديث القدس

مبادرات سعودية قيادية وواضحة

حمادة فراعنة

جولة مفاوضات استعراضية

أحمد رفيق عوض

الحل الإقليمي وخطة الجنرالات وإنهاء الحرب

أمجد الأحمد

عبء الكبار على أكتاف الصغار: ماذا فعلت الحرب بأطفال غزة؟

هجمة استعراضية!

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 514)