اعتبر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي اليوم (الاثنين) أن الأزمة السورية "سببت كوارث عديدة"، وكان لابد من اتخاذ خطوات لحلها.

وجاءت تصريحات الصفدي خلال مؤتمر صحفي عقب لقاء بنظيره الهولندي فوبكه هوكسترا، غداة قرار لمجلس جامعة الدول العربية في اجتماع طارئ بالقاهرة، باستئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها.

وبحث الصفدي وهوكسترا عددا من القضايا الإقليمية والدولية في مقدمتها القضية الفلسطينية، والجهد العربي المستهدف التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بحسب بيان للخارجية الأردنية.

كما بحث الوزيران سبل تعزيز علاقات الشراكة بين المملكتين ثنائياً، وفي إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وقال الصفدي خلال المؤتمر، إنه أطلع الوزير هوكسترا على آخر التطورات المرتبطة بالأزمة السورية، وعلى المسار العربي السياسي الجديد الذي انطلق بعد اجتماعي جدة وعمان، وبات تحت مظلة جامعة الدول العربية أمس.

وأضاف أن اجتماع جامعة الدول العربية أمس وقرارها إلغاء تجميد عضوية سوريا فيها جاء في إطار جهد عربي قيادي للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، ينهي هذه الكارثة ويعالج كل تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية، وفق منهجية خطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية.

وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا في 12 نوفمبر 2011 تجميد عضوية سوريا في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 16 نوفمبر من نفس العام.

وفي أول مايو الجاري، استضاف الأردن اجتماعا تشاوريا بشأن سوريا بمشاركة وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر وسوريا.

وقال الصفدي "نحن في المنطقة الأكثر تأثرا بالأزمة السورية .. هذه الأزمة سببت كوارث عديدة".

واستطرد قائلا إن "منهجية إدارة الأزمة التي اعتمدت على مدى السنوات الماضية لم تنتج إلا المزيد من الخراب والدمار والمعاناة للسوريين، والتهديدات لنا في المنطقة وفي العالم أيضاً، وبالتالي كان لا بد من اتخاذ خطوات تأخذنا بالتدرج نحو حل هذه الأزمة".

وقال إن ثمة إدراك لصعوبة طريق الحل وتعقيداته في ضوء وجود قضايا كثيرة يجب التعامل معها، "لكن نحن بدأنا ومستمرون في هذا الطريق لأن خيار عدم الانخراط هو الاستمرار في الوضع الراهن، الذي لا يمكن لنا كدول مجاورة أن نستمر في التعامل معه".

وفي إجابة على سؤال بشأن أنباء عن قصف لمصنع مخدرات في الجنوب السوري، قال الصفدي "عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني، ومواجهة أي تهديد له سنعلنها في وقتها المناسب، وبالنسبة لقضية المخدرات كما أكدنا سابقاً هي تهديد كبير للمملكة وللمنطقة وللعالم أيضاً في ضوء تصاعد عمليات تهريب المخدرات".

وأشار إلى أن "اجتماع عمان تناول هذه القضية، وتم الاتفاق مع الأخوة في الحكومة السورية على تشكيل فريق سياسي أمني مشترك لمواجهة هذا الخطر، والانتهاء منه بشكل كامل".

وزاد الصفدي "مستمرون في العمل من أجل إنشاء تلك اللجنة، وسأتصل بوزير الخارجية السوري قريباً لنبحث كيف نترجم هذا الاتفاق إلى آلية عمل واضحة تساعدنا على مواجهة هذا الخطر وتحد منه، ونحن على اتصال وقنواتنا مفتوحة مع الحكومة السورية".

ويرتبط الأردن بحدود مع سوريا تمتد بطول 378 كيلومترا، وتعلن المملكة بين حين وآخر إحباط محاولات لتهريب مخدرات وأسلحة على الحدود مع سوريا.
من جهة أخرى، قال الصفدي إن محادثاته مع وزير الخارجية الهولندي بحثت القضية الفلسطينية التي تمثل أولوية للمملكة الأردنية.

وأكد الوزير الأردني أن السلام حق لكل شعوب المنطقة، وحذر من استمرار غياب الأفق السياسي الذي يترافق مع خطوات تقوض جدوى حل الدولتين، ويدفع باتجاه المزيد من التصعيد.

من جهته، شكر هوكسترا الأردن على دعم عمليات إجلاء المواطنين الهولنديين من السودان عبر الأردن إلى بلدهم، وقال إن دور الأردن كان محورياً في عمليات الإجلاء.

وأكد الوزيران عمق علاقات الصداقة الأردنية الهولندية، واتفقا على عقد جلسة جديدة من المشاورات السياسية لتحديد أولويات التعاون في المرحلة القادمة مع التركيز على قطاعي المياه والزراعة.

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى العام 1951، وبلغ حجم التبادل التجاري في العام الماضي 388 مليون دولار أمريكي.

وتعد هولندا هي الوجهة الأولى للصادرات الأردنية أوروبياً العام الماضي، بقيمة بلغت 174 مليون دولار.