Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 07 مايو 2023 9:59 صباحًا - بتوقيت القدس

خضر عدنان : المحارب الذي قاتل وحيداً..

أشعر بالخجل الشديد وأنا أكتب هذا المقال لسببين : أولاً أنني لست ممّن يجيدون نظم كلمات الرثاء والتمجيد في حضرة الموت .. فجلاله يلزمه صمت مهيب رهيب لا بلاغة تكفيه ولا فصاحة تُغنيه . وثانياً، الغضب الشديد والانبهار في داخلي منذ سمعت خبر استشهاد المارد الشيخ خضر عدنان، ثمّ تصريحات السيدة الفاضلة زوجته وهتافات ولده النارية وسؤال يلازمني: أيّ قوة أخلاقية جبارة وهبها الله لهذه العائلة؟ عدنان الأب الذي حارب في ساحة الحرب وحيدا ضد جميع الجبهات: شهوة الجوع وآلام الجسد، ووحدة الزنزانة وظلم الطغاة، وفراق الابناء والموت الواقف على باب زنزانته. فعقلي يأبى ان يصدق أنه هذا الشخص الملتحي الهادئ الذي صورته على البوستر .. حيث لا استطيع الا أن أتخيّله بطلًا خارقًا في ملحمة تاريخية زاده الله بسطة في الجسم والعلم، يمتلك سيفاً وقوّةً هائلة يحارب بها اعداءه حتى يهزمهم جميعاً..


منذ قرون والاضراب عن الطعام أقسى طريقة احتجاج مرتبطة بحركة الحقوق الشرعية للإنسان السجين حين لا يملك طريقة أخرى ضد الظالمين أينما كانوا في روسيا، والهند وجنوب افريقيا وايرلندا حتى في أمريكا من أجل تحسين ظروف اعتقاله أو الافراج عنه أو لفت النظر لقضيته. ولهذه الطريقة القاسية ذات التكلفة الباهظة التي يسخّر فيها الانسان جسده وآلامه وحياته مقابل أن يصل الى هدفه المشروع، مكونات رئيسية للنجاح أهمها الدعم الشعبي وحشد الرأي العام الداخلي والعالمي للفت النظر اليها، فهل كان هناك دعماً كافيًا للشيخ عدنان؟ أيضاً من مكونات نجاح هذه الطريقة القدرة العجيبة على الصبر ضد الظالم المحتل وأساليبه الملتوية والايمان بالهدف، وهو ما اعتنقه الشيخ عدنان ورفاقه ممّن سبقوه ومن تبعه في هذا النمط الفريد من المقاومة لكن الله كتب على الشيخ الشهادة وعلى اسرائيل التي لم ترحم آلامه الخزي والعار ان شاءالله.


إن قرقرة الأمعاء الخاوية للأسرى الأبطال يجب ان تخرج من خلف القضبان لتصبح صوتًا مسموعًا، والتواصل والتشبيك في عالم اليوم سهل ومهم مع هؤلاء في بقاع الارض الذين حاربوا ويحاربون بنفس الطريقة من اجل قضاياهم. كذلك اتباع استراتيجية الضغط العالمي المتصاعد على اسرائيل في هذه القضية واجب على نشطاء الجاليات الفلسطينية في اوروبا وأمريكا والعالم والداعمين للقضية الفلسطينية عبر نشر قصة الاسير ومعاناته الانسانية وحقه الشرعي في كلّ جمع وكل مؤسسة ومنظمة معنية بهذه الحقوق. ولا يجب أن يقتصر الأمر على المنظمات الاممية فقط، إنما أيضا للمنظمات المحلية في تلك الدول التي تهتم بحقوق وقضايا السجناء مثل مؤسسة "مبادرة العدالة المتساوية" الأمريكية المختصة بحقوق الاشخاص الاكثر ضعفا والظلم العنصري والاعتقال في الولايات المتحدة، و منظمة "مبادرة سياسة السجون" التي تهدف الى اطلاق حملات مناصرة وابحاثا ودراسات حول اصلاح ظروف الاعتقال والسجن. أيضا من الضروري زيادة التركيز على زخم البعد القانوني والانساني لقضية الاسرى من قبل نقابات المحامين في الضفة وغزة مع مثيلاتهم في العالم من مؤسسات ونقابات حقوقية عالمية لتفعيل الملفات القانونية ونشر الحقائق والدراسات على أوسع نطاق التي تتعلق ببطلان نظام المحاكم العسكرية الاسرائيلية وممارساتها خاصة فيما يتعلق بالاعتقال الاداري.


الشيخ خضر عدنان قاتل في حياته وحيداً .. لنعمل من أجل ألا يكون موته نهاية طريقه بل بداية ومصدر إلهام للتحدي ولإمكانية الحرية..


[email protected]

دلالات

شارك برأيك

خضر عدنان : المحارب الذي قاتل وحيداً..

الخليل - فلسطين 🇵🇸

نهى قبل أكثر من سنة

رحم الله الشهيد البطل خضر عدنان ودام قلمك الحر دكتورة

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)