Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الخميس 30 مارس 2023 12:31 مساءً - بتوقيت القدس

منذ 23 عاماً والحزن يخيم على عائلة الأسير محمد عقل في شهر رمضان

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

منذ 23 عاماً، تفتقد عائلة عقل في كل المناسبات وخاصة شهر رمضان المبارك، نجلها الأسير محمد جمال سليم عقل، المحكوم بالسجن المؤبد 17 مرة، فتخيم أجواء الحزن والألم في حياتها ومنزلها في مدينة جنين، لكن لكسر دائرة المعاناة، وتعبيراً عن الإيمان بالله وتمسكها بالأمل، تحرص الوالدة الستينية خديجة "أم علاء"، على حضوره في كل مائدة إفطار وسحور، فتجلس في المكان المخصص له وبجانبها صورته الكبيرة، وقبل أن تتناول إفطارها، تقبله وتناجيه، وتتشارك وأسرتها وخاصة والده المريض، الصلاة والدعاء لرب العالمين ليكرمه بفرج قريب.


وتقول: "فمهما طال غيابه، واشتد وجع فراقه، وازداد ظلم السجان والاحتلال، روح محمد تحضر معنا، وإن شاء الله قريباً، سيزين حياتنا ومناسباتنا وموائد رمضان القادم بحريته وعودته إلينا".


منذ بداية شهر رمضان المبارك، تأبى روح ونفس الوالد جمال عقل، تناول الطعام ككل الناس، لكنه ليحافظ على حياته في ظل معاناته من مرض مزمن أثر على صحته وحركته، حتى أصبح يستعين بأداة مساعدة للتنقل، وللاستمرار في وقوفه لجانب فلذة كبده الذي يعتبره "كل الحياة"، يضطر مرغماً على تناول القليل من أجل الدواء.


ويقول والده: "كلما حل موعد الإفطار، لا تتوقف زوجتي عن البكاء المستمر، ليل نهار لغياب محمد نوارة الحياة وروح وزهرة المنزل، أنه الأقرب لقلوبنا بين إخوانه، ومن شدة ألمها توقفت عن تجهيز الطعام الذي يحبه ويفضله على موائدنا".


ويضيف: "أصعب اللحظات نعيشها خلال شهر رمضان، ففي كثير من الأحيان، نفقد القدرة على الأكل وابننا وكل الأسرى محرومين من كل شيء خاصة الحرية".


ويكمل: "كيف لقلوبنا وضمائرنا، أن تقبل تناول الطعام والعيش الهانيء وأبطالنا تضيع حياتهم في سجون الاحتلال التي سرقت أعمارهم؟، وكلما مر يوم في رمضان، تتفاقم معاناتنا ولا نملك سوى الصبر والدعاء لرب العالمين".


حتى القصص وحكايا رمضان التي يرويها الوالد عقل، لأحفاده الذين لا يعرفون عمهم وخالهم، بسبب سياسات الاحتلال الظالمة، فبعد الإفطار يجمعهم حوله ليروي لهم، قصص محمد وبطولاته الذي استقبل رمضان للعام الـ23 خلف القضبان، ويقول الوالد أبو علاء: "دوماً اسمه وقصصه حاضرة، تبث فينا العزيمة والأمل، فمنذ ولادته تميز بقلبه الكبير، كان حنوناً ومختلفاً عن جيله، فهو الثاني في أسرتنا المكونة من 11 فرد، أكمل دراسته حتى الصف الثامن وترك التعليم لمساعدتي، بسبب المرض في إعالة العائلة".


وتضيف والدة الأسير: "زوجي، يعاني من تكسر في الدم منذ 35 عاماً وحالته الصحية صعبة، فضحى بمستقبله ليشاركه رعاية العائلة، التي كانت دوماً مستهدفه من الاحتلال خاصة في الانتفاضة الأولى، فابن عمه ماهر عمر عقل، أبرز قادة حركة فتح طورد واغتالته قوات الاحتلال في ريعان الشباب بعد تحرره من سجون الاحتلال".


وتكمل: "لم يسلم أحد من العائلة من الاعتقال الذي طال أبناء عمه عقل شقيق ماهر، ومحمد قاسم عقل وغيرهم من أقاربنا، حتى علاء باكورة أبنائي تعرض للاعتقال، ولطالما تجرعنا مرارة المعاناة على بوابات السجون، أو بسبب ملاحقة الاحتلال لهم".


تروي الوالدة أم علاء، "أنه عقب اندلاع انتفاضة الأقصى، تأثر محمد بممارسات الاحتلال وجرائمه، فشارك بالمواجهات والمسيرات، ومع تصاعد القمع الإسرائيلي وتوالي سقوط الشهداء انخرط بالمقاومة المسلحة بشكل سري".


وتضيف: "لم نلاحظ عليه شيئاً، كان يعمل نهاراً مع والده، وفي الليل يتسلل مع رفاقه ليشاركهم مقاومة الاحتلال بصمت، كما شارك بمعركة مخيم جنين في نيسان 2002".


وتكمل: "بعد المجزرة، اكتشفنا أن محمد كان في قلب المعركة، شارك في التصدي للاحتلال ونجا من الموت والاعتقال، وأبلغنا الكثير من أصدقاءه عن بطولاته وكفاحه".


بعد فترة وجيزة من معركة" نيسان"، داهم الاحتلال منزل عائلة محمد، وبدأت ملاحقته، وتكررت المداهمات والكمائن لكنه رفض تسليم نفسه، خاصة عندما اشتدت حملة ملاحقته بعدما اتهمه الاحتلال بالضلوع في عدة عمليات فدائية، وتقول والدته: "استمرت ملاحقته حتى حوصر واعتقل في عملية خاصة وكبيرة صبيحة تاريخ 2/12/2002، وقضى فترة طويلة في أقبية التحقيق رهن التعذيب في سجن الجلمة، وكانت أسعد لحظات حياتي عندما شاهدته حيا بعد اعتقاله، لكن إدارة السجون نغصت علينا، واستمرت باستهدافه وعقابه بالعزل، وخلال ذلك حوكم بالسجن المؤبد 17 مرة".


لم يكن محمد يعاني من أية مشاكل صحية قبل اعتقاله، وتقول والدته: "بدأت حالته الصحية تتدهور أثناء وبعد التحقيق، وعانى من قرحة في معدته ورفضوا علاجه، كما تعرض للعزل عدة مرات والتنقل بين السجون، وعاقب الاحتلال بعض أبنائي ومنعهم من زيارته بذريعة الرفض الأمني".


وتضيف: "صمد ببطولة وتحدي، وما زال مع رفاقه الأسرى يخوضون معركة الحرية، وكلنا نقف معهم، فالسجون والأحكام لا تخيفنا، فأبنائنا أبطال واختاروا طريق النضال في سبيل حرية شعبهم، وهم يدركون النتيجة شهادة أو سجن، فكرمهم رب العالمين بالنجاة من أساليب الموت التي يتفنن الاحتلال بها وكتب لهم حياة جديدة، أثبتوا خلالها أنهم أقوى من الاحتلال وسجونه".


وتكمل: "أفرحنا محمد بإكمال تعليمه وتخرجه بشهادة البكالوريوس، وشعرت عندما تسلمتها عنه خلال مهرجان كبير، أن ساعة الفرحة الكبرى قريبه، ورسالتنا له وللأسرى تهنئة ومباركة في رمضان، وصلاة مستمرة حتى تتحطم القضبان ونفرح بحريتهم في العيد القادم، ليكون العيد عيدين".

دلالات

شارك برأيك

منذ 23 عاماً والحزن يخيم على عائلة الأسير محمد عقل في شهر رمضان

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 107)