Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الإثنين 20 مارس 2023 5:11 مساءً - بتوقيت القدس

فلسطيني يطوع "قنابل" إسرائيلية ويحولها لمنتجات فنية وإكسسوارات

الضفة الغربية- (شينخوا)

ينهمك الفلسطيني أكرم الوعرة (56 عاماً) من مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، يومياً في جمع قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل إعادة تدويرها إلى قطع فنية يبيعها للسياح الأجانب.


ويعمل الوعرة الذي يمتهن الحدادة داخل مشغله الصغير الذي يضم عشرات القطع الفنية والإكسسورات التي كانت في الأصل قنابل غاز مسيل للدموع والواقع على أطراف المخيم قرب جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل في عمق الضفة الغربية منذ العام 2011.


وبدأ الوعرة رحلته مع قنابل الغاز في العام 2014 إبان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي استمرت نحو 51 يوما، ما أدى إلى تصاعد الأحداث الشعبية والميدانية في كافة مناطق الضفة الغربية بما فيها مخيم عايدة للاجئين.


ويستذكر الرجل الذي يكسو شعره الشيب "اضطررت إلى إغلاق المشغل مصدر رزقي الوحيد في محاولة لحماية نفسي من تساقط قنابل الغاز المسيل للدموع حوله على مدار الوقت بفعل المواجهات اليومية".


وأدت الظروف غير المسبوقة في مناطق الضفة الغربية في ذلك الوقت إلى خسائر فادحة لدى الوعرة.


وقرر الوعرة منذ ذلك الحين تحويل قنابل الغاز إلى أعمال فنية جمالية في محاولة للتغلب على وضعه الاقتصادي، وتفريغ حالة القهر الداخلي لديه جراء إطلاق القنابل باستمرار على المخيم البالغ مساحته 115 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع) ويقطنه نحو 3500 نسمة.


ويقول الرجل بينما يطرق على إحدى القنابل بعد تنظيفها إن قراره بتحويل "مخلفات الأسلحة الإسرائيلية إلى أعمال فنية جميلة رسالة للعالم وإسرائيل بأن الشعب الفلسطيني يحب السلام والحياة".


وعلى الرغم من أن مهمة الوعرة لم تكن سهلة لأن القنابل تحتوي على مواد كيميائية، إلا أنه لم يتخل عن حلمه ما دفعه إلى حضور عشرات ورش العمل عبر الانترنت لتعلم كيفية التعامل مع القنابل وتنظيفها لجعلها متاحة لعملية إعادة التدوير.


وتمر عملية إعادة التدوير بعدة مراحل، بدءا من فتح القنبلة وتنظيفها وطرقها لتصبح ملساء قبل أن تنتهي بالرسم عليها وقصها ولصقها على قطع من خشب الزيتون لتصبح جاهزة للعرض أمام الزبائن.


وفي بادئ الأمر تأثر الوعرة بمشاكل جلدية دفعته للعلاج ولكن مع مرور الوقت أدرك كيفية التعامل الجيد مع القنابل وإعادة تدويرها إلى أشياء مفيدة داخل مشغله الصغير لتكون آمنة على صحة الزبون.


ونجح الرجل طيلة الأعوام الماضية في إنتاج قرابة 10 آلاف قطعة فنية وإكسسوارات علقها على جدران المشغل ويتراوح ثمن الواحدة من منتجاته ما بين 10 إلى 70 دولارا أمريكيا.


ومن بين المنتجات التي تلقى رواجا من قبل السياح الأجانب، مجسمات ترمز إلى خريطة فلسطين ومفتاح العودة وأخرى تحمل عبارات "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" و "الحرية" و"السلام".


ومع مرور الأعوام أصبح مشغل الوعرة واحدا من أكثر الأماكن الموصى بها لزيارتها من السياح الأجانب القادمين إلى الضفة الغربية والقيام بشراء القطع التي تحلو لهم وغالبيتها تتعلق بالقضية الفلسطينية.


ويقول إن الأعمال الفنية التي يقوم بها "ساهمت في نجاحه بتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي ويريد العيش بحرية وكرامة وسلام في دولة مستقلة".


ويرى الوعرة أن "الأعمال الفنية بما تحمله من رسومات وعبارات توازي السلاح في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه خاصة بين شعوب الدول الأوروبية التي تدعو مرارا إلى العيش في سلام وأمن".


ويأمل الوعرة في إقامة عشرات المعارض في الدول العربية والأوروبية لتغيير الصورة النمطية السلبية عن الشعب الفلسطيني، معربا عن تطلعه إلى "العيش بسلام وأمن ضمن دولة مستقلة على أراضينا كحق أساسي للشعب الفلسطيني".


وقنابل الغاز المسيل للدموع واحدة من أبرز الأدوات التي تستخدمها القوات الإسرائيلية لتفريق المواجهات والتظاهرات السلمية التي ينظمها الفلسطينيون في مخيمات وبلدات وقرى ومدن الضفة الغربية.

دلالات

شارك برأيك

فلسطيني يطوع "قنابل" إسرائيلية ويحولها لمنتجات فنية وإكسسوارات

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)