أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد عزمه تعيين سفير لتونس في دمشق واستقبال سفير لسوريا في بلاده، وذلك في خطوة من شأنها إعادة العلاقات الديبلوماسية التونسية-السورية المقطوعة منذ العام 2012 إلى وضعها الطبيعي.

وقال الرئيس سعيد، في كلمة خلال اجتماع مع وزير الخارجية نبيل عمار، نشرت الرئاسة التونسية مقتطفات منها في مقطع فيديو بثته في ساعة متأخرة من مساء أمس (الجمعة) على صفحتها الرسمية في ((فيسبوك))، إنه "سيكون لتونس سفير معتمد لدى دمشق".

وتابع "...ليس هناك ما يبرر ألا يكون هناك سفير لتونس لدى دمشق وسفير للجمهورية العربية السورية لدى تونس"، مضيفا "...مسألة النظام في سوريا تهم السوريين وحدهم، وتونس تتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لها إطلاقا في اختيارات الشعب السوري".

وشدد الرئيس التونسي من جهة أخرى على أن بلاده "لن تقبل بأن تُقسم سوريا إلى أشلاء كما حاولوا تقسيمها في بداية القرن العشرين إلى مجموعة من الدول حينما تم إعداد مشاريع دساتير خاصة بكل دولة بعد وضع اتفاقية سايكس بيكو".

ولم يُحدد الرئيس قيس سعيد موعدا لتعيين سفير لبلاده في سوريا، علما بأن الرئاسة التونسية كانت قد أعلنت في التاسع من شهر فبراير الماضي أن الرئيس التونسي قرر الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي لتونس في العاصمة السورية دمشق.

وفي الرابع من مارس الجاري، جرى اتصال هاتفي بين وزيري خارجية تونس نبيل عمار، وسوريا فيصل المقداد، جددا فيه "الرغبة في عودة العلاقات الثنائية الأخوية بين تونس وسوريا إلى مسارها الطبيعي ولاسيما من خلال الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل زيارات مسؤولي البلدين"، بحسب بيان لوزارة الخارجية التونسية.

وكانت تونس قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في شهر فبراير من عام 2012 بقرار من الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي.

وبعد فوز حركة نداء تونس بانتخابات العام 2014، ووصول رئيسها الباجي قائد السبسي إلى سدة الرئاسة في البلاد، أعلن وزير الخارجية التونسي الأسبق الطيب البكوش في الثاني من أبريل من العام 2015 أن بلاده قررت استئناف تمثيلها الدبلوماسي في دمشق، ورحب بعودة السفير السوري إلى تونس بعد طرده منها في العام 2012.

وفي 25 يوليو 2015 أعلنت وزارة الخارجية التونسية عن تعيين قنصل عام لتونس في دمشق، مؤكدة أن العلاقات الدبلوماسية مع دمشق استؤنفت وأن فريقا دبلوماسيا تونسيا باشر عمله في العاصمة السورية قبل بضعة أشهر.