Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 04 مارس 2023 10:26 مساءً - بتوقيت القدس

"ميني بايتس".. مشروع ريادي للشابة أمل السيد وإبداعات لا تتوقف

طولكرم- "القدس" دوت كوم- روان الأسعد- برز العمل الريادي والمستقل في أوساط الشباب كأحد الحلول الممكنة لتجاوز مشكلة البطالة مع ارتفاع معدلاتها، وباتت المشاريع الصغيرة كموضة جديدة في الآونة الأخيرة، حيث لجأ لها العديد من خريجي الجامعات الذين يعانون عدم توفر فرص العمل، خاصة أمام الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، لتكون سنداً لهم ومكسبا للرزق، بيد أنها تعتمد بالدرجة الاولى على مبادراتهم الشخصية وجهودهم الذاتية، ما ينعكس مستقبلاً على تحقيق نقلة نوعية في التمنية داخل أوساط المجتمع، لذلك لا بد من تشجيع هذا النوع من العمل المبادر والمستقل، للوصول إلى أهدافه.


واجهت أمل السيد، من مدينة طولكرم، قلة فرص العمل بتأسيس مشروع صغير من المنزل اعتمدت فيه على مهارتها في صنع الحلويات، بعد تخرجها من كلية الإقتصاد بتخصص علوم مالية ومصرفية من جامعة النجاح الوطنية عام 2017، ومرور وقت على تخرجها، دون أن تحصل على مبتغاها بوجود وظيفة في تخصصها تمكنها من توفير احتياجاتها الخاصة، والاعتماد على نفسها، ففكرت للخروج من هذه الأزمة واستطاعت من تنفيذ مشروعها الخاص "ميني بايتس Mini Bites" بجهود ذاتية في منزلها مستغلة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لتكون نقطة انطلاق للترويج لمنتجاتها المتعددة والمتنوعة.


البطالة وصناعة الفرصة

من رحم البطالة تولدت الحاجة للتفكير في حلول بديلة، لتولد المشاريع الصغيرة وصناعة الفرصة، المشروع الذي بدا كالبذرة الصغيرة كبرت ونمت وهي الآن مثمرة، تقول عنه أمل: صناعة الحلويات هي هوايتها، ومن المعروف عني الإبداع في صناعتها والتميز فيها، ومع عدم توفر الوظائف، قررت أن أستغل هذه الموهبة وأطوّعها في مشروع خاص بي. 


ولأن صناعة الحلويات التقليدية والعصرية باتت منتشرة بشكل كبير وملاذ الكثيرين، قررت أن تكون وجهتي مختلفة وغير موجودة بالسوق الكرمي، ومن هنا كان مشوار البحث عن الأصناف الجديدة والغريبة، واستطعت بعد البحث على الإنترنت، وعلى مواقع عالمية متخصصة، أن أجد ضالتي بنوع جديد يمزج بين الكعك والشوكولاتة لأخرج بقطع الميني بايتس.


اعتمدت أمل على نفسها في تصميم وإعداد الحلويات وفي تطوير نفسها وموهبتها في هذه الصناعة قائلة: رغم موهبتي في صناعة الحلويات بشهادة من حولي، إلا أن المشاريع تحتاج منا بذل مجهود كبير لتحقيق النجاح فيها، وهذا ما دفعني للالتحاق بدورة تدريبية في البداية متخصصة في صناعة الشوكولاته لمدة ثمانية شهور، تعلمت من خلالها الكثير وساعدتني على اكتساب خبرة في مجال صناعة الشوكولاته والتي اعتمد عليها بشكل كبير في مشروعي وفتحت لي صناعة أنواع جديدة وإتقانها بحرفية عالية. وتتابع: فكرتي كانت نوعا مختلفا اعتمدت فيه على الحلويات الباردة التي تجمع ما بين الشوكولاتة والكيك وادخال نكهات متنوعة منها وبأشكال جديدة، اطلقت عليها "ميني بايتس" وهو ما يعني قطع حلويات صغيرة تكون سهله وفي متناول اليد، ذات أطعمة منوعة منها (لوتس، رافييلو، كيندر، أوريو، بون بون والمزيد آيس كريم كيك، تشيز كيك، خشخش تارت سوجار مقروطة، ميني موس شوكليت كيك، كاسات باردة من التشيز كيك، آيسكريم كيك ،فراولة بالشوكلاتة ، شوكلاتة هاند ميد مميزة بأشكال وحشوات مبتكرة)، كما أقوم بإطلاق منتجات جديدة كل فترة.


حين تتحول الوسائط الإلكترونية منصة للعرض

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي منصة مهمة للإعلان عن المشاريع الشبابية كونها إحدى أهم وسائل التسويق وأداة فعالة لاستقطاب الناس، حيث يستخدمها الشباب للتسويق لأنفسهم وإبراز مهاراتهم وأفكارهم الجديدة الرائدة، من خلال المجموعات والصفحات، كطريق تسويقي للمنتجات، حيث يتمكن البائع من عرض منتجاته عبر صفحاته على هذه المواقع، والذي يتلقى في الأخير الطلبات عليه من خلال متصفحي هذه المواقع، ليتمكن الزبون من رؤية السعر والسؤال على أي شيء يخص المنتج، واعتمدت أمل في البداية على الإعلانات مدفوعة الأجر على موقع فيس بوك وانستغرام لعمل انتشار لصفحتها وفتح لها فضاءات كثيرة للعمل حتى أصبح لها زبائنها وباتت توزع حلوياتها في المحال التجارية إضافة لصنع طلبيات لأعياد الميلاد وحفلات الزفاف والمناسبات المختلفة بأشكال مبتكرة.


رغم أن بداية أمل كانت مع بداية انتشار جائحة كورونا وما عانته بسبب هذه الجائحة، الا أن ذلك لم يحد من طموحها، بل على العكس زادها قوة لتعمل على تطوير مشروعها من العمل داخل مطبخ أسرتها، للعمل داخل معملها الخاص وبأدواته. وعن هذه النقلة النوعية قالت: بعد أن بدأت العمل على مشروعي منذ ٢٠٢٠ ، ومع جائحة كورونا وفترة الاغلاق قل الطلب كثيرا وتأثر المشروع، الا أنني لم أيأس وسعيت دائما للتطوير والتميز وتجربة أصناف جديدة، إلى أن وجدت إعلانا عن مشروع "نجاحها" عن طريق الإغاثة الزراعية، وفورا تقدمت له بفكرتي القائمة وتم قبول الفكرة، التحقت بدورات تدريبية متعددة ومتنوعة منها ما تم عن طريق الانترنت ومنها ما كان وجاهيا، عززت هذه اللقاءات خبراتي في كيفية ادارة المشاريع وانجاحها والتسويق والرويج لها، وقد حظيت بدعم لتطوير مشروعي.


وواصلت: من خلال "نجاحها" تم تقديم كل الأجهزة والمعدات التي أحتاجها لتطوير مشروعي، وقمت بتخصيص مكان لي في المنزل ليكون معملي الخاص لإنتاج وصفاتي. ومشروع "نجاحها" كان فعلا حاضنة لفكرتي الريادية وفرصة حقيقية للتطوير والانتقال نقلة نوعية للابداع أكثر والسعي لتحقيق أهدافي أكثر وأكثر، ليس فقط من خلال المنحة وكذلك من خلال المعارض والمهرجانات التي جعلتنا نعرف عن مشاريعنا أكثر ونرى إعجاب الناس بمنتجاتنا وردات الفعل الايجابية لهم، ما يعطينا حافزا أكبر للاستمرار نحو الأفضل.


مشروع "نجاحها" 

"نجاحها" هو مشروع يهدف إلى تمكين النساء الفلسطينيات الشابات لزيادة معدل مشاركتهن في القوى العاملة في ظل ما تواجهه من التحيز المبني على النوع الاجتماعي، والمعيقات الاقتصادية والاجتماعية، التي تعيق فرص الشابات وفرص تنمية الأعمال التجارية في القطاع الزراعي، من خلال تقديم منح متعددة لإنشاء وتطوير مشاريع إنتاجية ريادية لتلعب الشابات دورا رياديا، من أجل تطوير أفكارهن بما يعزز من حضورهن الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع ، فهو يهدف بالدرجة الأولى لتمكين الشابات الرياديات الفلسطينيات في القطاع الزراعي، وهن الفئة الأكثر تضررا من البطالة، والأكثر حاجة للاستهداف لأن الاستثمار في هذه الفئة يسهم في التخفيف من آفة البطالة من خلال تشجيع العمل في القطاع الزراعي ، ومساعدتهن على تحسين مهاراتهن وقدراتهن الابتكارية وخاصة عن طريق استخدام التقنيات الحديثة وتحسين قدراتهن التنافسية في الأسواق، ومشروع "نجاحها" منفذ من قبل إنقاذ الطفل، بالشراكة مع جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية)، ومركز العمل التنموي (معا)، وبالتعاون مع وزارة الاقتصاد الوطني، وبدعم من الحكومة الكندية.


الطموح رغم المعيقات

أمل التي لم تتوقف أحلامها عند حد معين، عملت على جعل "الميني بايتس" الخاص بها علامة تجارية قامت بتسجيلها في وزارة الاقتصاد الوطني لتحافظ على تميزها وفكرتها الريادية الخاصة بها، وأشارت ان طريق النجاح فيه بعض الصعوبات، لكنه يحتاج الى التفاني في العمل، وأبرز الصعوبات التي واجهتها في البداية هي التسويق، كما أن المهنة ليست سهلة بل تحتاج الى الدقة والتركيز والدقة العالية إضافة إلى إتقان العمل والدقة بالمواعيد، فكلما كانت الحلويات متقنة كلما كانت الأصداء إيجابية، إضافة إلى أن الأرباح لا تكون سريعة، لذلك فالدعم من الأهل هو الركيزة الأساسية للنجاح.


الشابة العشرينية أمل السيد لم يتوقف طموحها عند نجاح معين، بل سعت للحصول على دورة متخصصة في إعداد الكيك، لتتمكن من إبداع أصناف جديدة وتعمل على توسيع مشروعها من خلال زيادة الأصناف التي تعمل عليها، ومايميز الكيك الذي تصنعه أن الزبون يستطيع اختيار التصميم الذي يريده لمناسبته وهي تعمل على جعله ملفتا وجميلا وقد لاقت فكرتها استحسانا ورواجا كبيرين، كما تعمل على إدخال أصناف جديده بشكل دائم ومن يجرب الطعم مره لايتردد بالتجربة الف مره ، كما ستعمل في المستقبل على فتح متجر خاص بها يحمل اسم علامتها التجارية "ميني بايتس" يضم كل الأصناف وبأحجام متنوعة كما عودت زبائنها وبشكل يومي ليس فقط حسب الطلب، خاصة وأن الكثير من الزبائن يحبون الشراء بالقطعة وهذا حالياً صعب لعدم وجود محل خاص بها وهذه من الصعوبات التي تواجهها في مشروعها.


واختتمت حديثها بالقول: سأستمر بإدخال أصناف جديدة ومميزة في عالم الحلويات والتطوير على الأصناف باستمرار، والمحافظة على جودة الطعم مع الاشكال الملفتة والجذابة، لأكون دوما جزءا من المناسبات والحفلات والجمعات واللمات، وأشارك الناس أفراحهم، كما أوجه نصيحة للسيدات من لديها رغبة معينة في عمل ما، أو هواية باتجاه محدد، فلتبحث عنها، وتمكن نفسها فيها جيدا وتنطلق بمشروعها الخاص، البداية صعبة للجميع، لكن فلتكن على يقين أنه بالنهاية مع الاستمرارية وبذل الجهد، ستكون النتيجه هي النجاح.


قصة الفتاة الكرمية أمل السيد بما تحتويه من نجاح وتخطٍ للصعوبات، تحمل في مضمونها رسالة للشباب الطموح أن يخلق فرصته بيديه مستغلا الموارد المتاحة له، وأن يقف بوجه الصعوبات لتحقيق طموحاته وأحلامه. فمن جد وجد، ومن سار على الدرب وصل.

دلالات

شارك برأيك

"ميني بايتس".. مشروع ريادي للشابة أمل السيد وإبداعات لا تتوقف

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 128)