فلسطين
الجمعة 20 يناير 2023 5:33 مساءً - بتوقيت القدس
حلم عزة في تصميم الأزياء أصبح حقيقة
نابلس- "القدس" دوت كوم - روان الأسعد - يعد المظهر الخارجي هو الانطباع الأولي الذي نتركه لدى الآخرين وهو ما يعكس شخصيتنا، ولأن البشر دائما ما يميلون لكل ماهو جميل في هذه الحياة، لذا نجد معظمنا يهتم بملابسه ويحب أن يتفرد فيها، وفي ظل عالم الموضة المتغير والمتطور بسرعة برز العديد من المصممين العالميين وكانت بداياتهم بسيطة لكن الاصرار حقق لهم أحلامهم.
ورغم أن مجال تصميم الأزياء يعتبر غضا في فلسطين، إلا أن هنالك كثيرا من القصص الملهمة التي تشق طريقها لتصل يوما ما للعالمية. وعزة عرفات استطاعت ان تكتب خطة نجاح لنفسها منذ خمس سنوات متحدية كل الصعوبات لتصبح اسما لامعا في مجال تصميم الأزياء.
شغف البدايات ،،
رغم صغر مشروعها وبدايته البسيطة بإمكانات محدودة، ورغم سير خطواتها ببطء، كان بداخلها طاقة وطموح لاحدود لهما لتصل لحلمها. تقول عزة: أنا أم لثلاثة أطفال ولدان وبنت واحدة، شغف التصميم راودني منذ طفولتي المبكرة، حيث كنت أصنع ملابس لألعابي من كل ما يتوفر في المنزل، وأتخيّل كلّ التفاصيل، كنت أتمنى أن يقودني شغفي لدراسة تصميم الأزياء واللحاق بهذا الحلم مبكرا لكن أهلي رفضوا دراستي لتصميم الأزياءلأن النظره كانت لهذا التخصص بالمجتمع تعني أنني خياطة، فلم يكن مفهوم التصميم هذا دارجا كثيرا، امتثلت لرغبتهم ودرست تخصص الآثار وتخرجت من ثم تزوجت، لكن حلم التصميم لم يتوقف أبدا بداخلي.
وتابعت: منذ كنت بعمر الست سنوات بدأت أصمم لألعابي ملابس، بالبداية كانت من علب الحليب لأستغل اللون الفضي الموجود بداخلها فأقوم بقصها وتثبيتها باستخدام المكبسة وبعدها كنت أقوم بإعداد تصاميم خاصة بي والتعديل على ملابسي، وحتى عندما تزوجت كنت أتعلم عن طريق اليوتيوب وأقوم بصناعة قطع خفيفة لي وأصممها، وكذلك أعمل تصاميم للبيت كديكورات سواء من المخدات أو أغطية السرير والطاولات وغيرها، لم يفارقني شغف التصميم أبدا وبقيت أعمل فيه وأتابع على اليوتيوب وأحاول أن أطبق.
نقطة الانطلاق ،،
نقطة الانطلاق في زي مشروع مهما كانت تبقى الخطوة الأصعب والأهم لأن العمل والاجتهاد سيدفعان عجلتها للدوران وتحقيق الأمنيات، وهكذا الحال عند عزة التي تتحدث عن نقطة الانطلاق قائلة: بعد أن أنجبت التوأم خصصت كل وقتي لأطفالي وهنا اتخذت القرار بالبدء بحلمي وتمكنت من إقناع زوجي بدراسة تصميم الأزياء، وبالفعل استطعت إنهاء دبلوم تصميم الأزياء، وأصبحت متمكنة ومتمرسة بما أحب، وكان يجب البدء بخطوتي الأولى في مشروعي رغم أنني زوجة وأم لثلاثة أطفال ولدي مسؤولياتي الكثيرة، لكن استطعت أن أبدأ خطوتي الأولى وقمت بافتتاح محلي الخاص وأطلقت عليه اسم "عزة فاشن" لأبدأ بالتصميم.
وتابعت: لاشيء يأتي بسهولة وعلى طبق من ذهب لنصل للنجاح، علينا بذل الكثير من الجهود والتعب لكن طعم النجاح جميل جدا، بدأت أصمم لي ولابنتي وأذكر أن أول تصميم قمت به كان فستانا لحفلة عقد القران وكان من قماش المخمل المطرز بالتطريز الفلسطيني، وبعدها انطلقت بالتصميم، هذا العالم الواسع رغم ما فيه من مشقة إلا أنه ممتع كثيرا فلا أشعر بالتعب وأنا أرسم التصميمات وأقوم بقصها وتنفيذها على القماش وصولا للقطعة النهائية وإخراجها بشكل احترافي وجودة عالية، وانطلقت في التصميم وعالمه بكل المجالات، سواء كانت فساتين الحفلات السواريه أو بدلات الزفاف البيضاء وكذلك الملابس الرسمية والعادية، ولكن يبقى جزئي المفضل هو تصميم ملابس الحفلات رغم ما فيه من تعب إلا أنه الأقرب لقلبي.
الصعوبات ،،
في كل طريق عثرات وصعوبات، من يتجاوزها يصل للقمة. وعزة استطاعت أن تتغلب على الصعوبات التي واجهتها، حيث قالت: لا نستطيع جني الثمار دون التعب في زراعتها والاعتناء بها ورعايتها، وكذلك الأفكار التي تولد داخلنا علينا رعايتها والعمل لتحقيقها على أرض الواقع مهما بلغت الصعوبات، والحمد لله استطعت تخطي كل العوائق التي واجهتها والتي كانت متنوعة، سواء من ناحية المواد الخام والأقمشة التي لا تتوفر دائما، فمن الصعب أن أجد كثيرا من الأقمشة التي أحتاجها والكلف الضرورية لتنفيذ تصميمي، واستطعت التغلب على هذه المشكلة من خلال شراء الأقمشة من الاردن وتركيا. فعالم الأقمشة بحره واسع وفيه دائما الجديد والمنوع، وعلى المصمم أن يواكب هذا العالم أولا بأول، ولأن الاقمشة المتوفرة بالبلد محدودة، كان لا بد من التغلب على هذه العقبة. إضافة لذلك كانت المشكلة الأكبر في عدم تفهم الناس للفرق بين مصمم الأزياء ومن يمتهن الخياطة، ومع الوقت باتت الفكرة واضحة أكثر وبات الناس في ظل السوشيال ميديا وعصر التكنولوجيا منفتحين أكثر، ففي بداية العمل كان الناس يتخوفون كثيرا من تصميم الملابس عندي ويفضلون شراء الجاهز مهما كان ثمنه، لكن مع الوقت صاروا يدركون قيمة تصاميمي ويعرفون جودتها وإتقانها ويقبلون عليها.
وأردفت: ربما لم يكن الوقت قليلا الذي احتجته لأثبت نفسي في مجال عملي ومشروعي، لكن منذ سنة ونصف تحديدا أستطيع القول إنني بدأت أجني ثمار تعبي وأحقق ربحا من مشروعي، كما أنني مررت كأي شخص بعثرات نفسية كثيرة ومضايقات عندما يشكك أحد بنتيجة عملي وإتقاني له قبل أن أبدأ بالتصميم، وكنت ألاقي كثيرا من الإرهاق والتعب خاصة بالسنوات الأولى، فأفكر بالتوقف عن العمل والتفرغ لمهامي مع أسرتي خاصة أن التنسيق بين عمل يحتاج وقتا وجهدا وتركيزا إضافة لمهام البيت وواجباته والعنايه والاهتمام بأبنائي أمر مرهق، لكنني تغلبت على كل ذلك وقررت الصمود لأحقق حلمي، واستطعت وبت اسمًا معروفا يقصده الجميع من الضفة والداخل المحتل.
التطوير والمتابعة ،،
سر التميز هو التطوير وعدم التوقف، هكذا بدأت عزة حديثها، وتابعت: من أهم أسرار النجاح أن لا نتوقف عند حد معين من التعلم، وأن نتابع دوما كل ماهو جديد، خاصة وأن عالم الأزياء متجدد وسريع وهو فن من الفنون التطبيقية يعمل على خلق لمسات إبداعية. لذلك التحقت بالعديد من الدورات في بلدان مختلفة وعند مصممين معروفين. وفي فترة الكورونا أخذت العديد من الدورات الأونلاين لأجدد وأطور وأضيف على مهاراتي وشغفي، كما أنني أواكب دوما خطوط الموضة العالمية لأقوم بعمل تصاميمي الخاصة، وأحب كثيرا المصمم إيلي صعب وأستلهم الكثير منه.
وأكملت: أنا زوجة وأم وأحرص دائماً على توفير الوقت الكافي لأسرتي ومنزلي، وما ساعدني على الوصول إلى هدفي هو العمل الشاق، حيث لا بدّ لهذا العامل أن يؤدي في النهاية إلى النجاح، كما أنني لا أفقد الأمل أبداً، وبالإضافة إلى ذلك، عوامل النجاح بالنسبة لي هي العزم، والتحفيز من الأسرة والأصدقاء، والتحلّي بالتفاؤل والإيجابية، وهذا ما جعل شغفي يترجم على أرض الواقع بتصاميم وإبداعات لأشق طريقي في عالم الأزياء.
طموح ،،
عزة التي تطمح أن تحاكي تصاميمها العالمية، وأن تشارك بعروض أزياء خارج فلسطين ستكون خطوتها المقبلة علامة خاصة بها تحمل اسمها، وتتمنى كذلك أن تقوم بتدريب مجموعة من الفتيات الطموحات للعمل معها جنبا إلى جنب كأسرة واحدة في هذا المجال لتتقدم بخطواتها للأمام، خاصة وأنها وحدها تعمل في مشروعها من الألف إلى الياء.
عودة حقبة الثمانينات ،،
وعند سؤالها عن الموضة التي تسيطر على عروض الأزياء قالت: هذا العام يحمل عودة لموضة الثمانينات مع إدخال اللمسات العصرية عليها مثل المعاطف كبيرة الحجم، السترات الجلدية، الأكتاف العريضة وغيرها. كما أننا سنشاهد في فساتين المناسبات الأقمشة المعدنية واللون الذهبي، وكذلك الألوان المعدنية كالفضي والنحاسي وغيرها اللامعة كثيرا ممزوجة مع الألوان المتعددة.
ووجهت رسالة لكل امرأة قائلة: دون أن تتردد،ي اعملي فيما تحبين، وأينما وجد شغفك لا تترددي للحظة وانطلقي وستنجحي. لا يوجد عمر معين لتحقيق الهدف والطموح، كما أن إرادتك وتصميمك سيدفعانك للوصول لحلمك، ولا شيء مستحيل.
دلالات
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
السيسي: السلام العادل والمستدام هو خيار استراتيجي لمصر
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
حلم عزة في تصميم الأزياء أصبح حقيقة