أقلام وأراء
الثّلاثاء 03 يناير 2023 10:16 صباحًا - بتوقيت القدس
أهمية طلب فتوى محكمة العدل الدولية بشأن شرعية الاحتلال
بقلم:المحامي علي أبوهلال
في تطور هام على صعيد القضية الفلسطينية تبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة، مسارا جديدا لاستفتاء محكمة العدل الدولية، بشأن مدى شرعية وقانونية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، 31/12/2022 بالأغلبية طلب فتوى قانونية من محكمة العدل الدولية حول شرعية الاحتلال في الأراضي الفلسطينية. وصوتت 87 دولة لصالح القرار، فيما عارضته 26 دولة مقابل امتناع 53 أخرى عن التصويت.
وذكر المراقب الدائم لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، الدكتور رياض منصور، أن الأمم المتحدة طلبت بهذا التصويت فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن انتهاك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاحتلال والاستيطان والضم، ويأتي هذا الطلب بعد يوم واحد من تشكيل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، بزعامة بنيامين نتنياهو، وتوجهاتها العدوانية وتوسيع السياسات الاستيطانية وتكريس نظام العنصرية والأبارتهايد.
في الوقت الذي هاجم السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، غلعاد إردان، التصويت في الهيئة العامة، معربا عن "ارتياحه" من عدول عدة دول عن دعم القرار مثل البرازيل، واوكرانيا نتيجة الضغوطات الإسرائيلية عليها، والتي أدت أيضا لتغيب بعض الدول الأفريقية عن التصويت، فيما أبدى الوفد الإسرائيلي خيبته من دعم كل من بولندا والبرتغال ومالطا وإيرلندا وسلوفينيا وبلجيكا للقرار.
وجاءت جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة بعد أن اعتمدت اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهي اللجنة الخاصة بالمسائل السياسية وإنهاء الاستعمار، قرار فلسطين بطلب فتوى قانونية ورأيا استشاريا من أعلى هيئة قضائية دولية، من محكمة العدل الدولية حول ماهية وجود الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي في أرض دولة فلسطين بما فيها القدس.
وكانت 98 دولة قد صوتت لصالح قرار فلسطين بطلب رأي استشاري، و52 دولة امتنعت، و17 دولة ضد، إضافة إلى أن القرار احتوى على فقرات تعالج الآثار القانونية الناجمة عن الخرق المستمر من إسرائيل لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني من خلال منظومة الاستعمار، والفصل العنصري القائم على اعتماد تشريعات وتدابير تمييزية، وفي ظل الممارسات والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال وأدواتها المختلفة. وبحثت الجمعية العامة، الآثار القانونية المترتبة على الاحتلال الدائم للأرض الفلسطينية، بما فيها كافة الانتهاكات المرتكبة بحق الفلسطينيين، حيث تم التصويت على ذلك أمام الجمعية العامة من أجل طلب رأي استشاري من قبل محكمة العدل الدولية على غرار ما حصل عام 2004 عندما أصدرت محكمة العدل الدولية رأيا استشاريا بخصوص بناء الجدار الفصل العنصري.
ويذكر أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية سعت إلى عرقلة المساعي الفلسطينية بإلزام محكمة العدل الدولية في لاهاي، بإبداء رأيها القانوني بخصوص شرعية الاحتلال الإسرائيلي. وأبدت تخوفها من فتوى المحكمة غير الملزمة من الناحية القانونية، وترى أن لهذه الخطوة تبعات دبلوماسية ودولية "ذات أهمية خاصة" قد تكون ضارة "لإسرائيل"، ومن شأنها أن تعرض قادة الاحتلال لخطر الملاحقة القانونية. كما عارضت الإدارة الأميركية وعرقلة الخطوة الفلسطينية المتمثلة بتقديم مقترح للأمم المتحدة، يطالب أعلى هيئة قضائية دولة، بإصدار رأي استشاري يقدم للجمعية العامة، حول "قانونية" الاحتلال الإسرائيلي، وقد ساهمت المعارضة والضغوطات الأمريكية والإسرائيلية في التأثير على مواقف بعض الدول من الطلب الفلسطيني، وعكس هذا نفسه على زيادة نسبة الدول المعارضة للطلب الفلسطيني ونسبة عدد الممتنعين عن التصويت، وهذا يؤشر إلى أن الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية قد تنجح في كسب المزيد من الدول لصالح حكومة الاحتلال، وضد الطلب الفلسطيني، إذا لم يتم تفعيل وتنشيط الدبلوماسية الفلسطينية والعربية والإسلامية لمواجهة هذا الخطر الذي قد يؤثر على قرار محكمة العدل الدولية بشكل أو بآخر.
على الجانب الفلسطيني خوض هذه المعركة باستعادة الوحدة الوطنية، وبدرجة عالية من الجهوزية والعمل، لتوسيع الجبهة العربية والإسلامية والدول الصديقة، لمواجهة الجبهة الأمريكية والإسرائيلية المتوقع أن تزداد تأثيرا ونفوذا في الأشهر القادمة، لأن هذه المعركة ستطول وتستغرق عدة أشهر، وقد يتعرض الجانب الفلسطيني لسلسلة من العقوبات المالية وغيرها من الجانب الأمريكي والإسرائيلي، وعليه الاستعداد لمواجهة ذلك.
الرأي الاستشاري الذي قد تصدره محكمة العدل الدولية غير ملزم من الناحية القانونية لهيئات الأمم المتحدة، وهو مجرد "فتوى قضائية" تتمثل بعرض الرأي القانوني من جانب المحكمة على الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أنه ينطوي على أهمية كبيرة بما أنه صادر من أعلى جهة قضائية دولية تتكون من قضاة ينتمون إلى أغلب النظم القانونية في العالم، وبالتالي فإن هذه الفتوى التي ستصدر لصالح الحق الفلسطيني تشكل مرجعية قانونية بالنسبة للمسألة المطروحة، كما تشكل عرضا لموقف القانوني الدولي من هذه المسألة، وهذا في حد ذاته سيدعم الحقوق الوطنية المشروعة الفلسطينية، وعلى الجانب الفلسطيني استثمار هذا الإنجاز، لمتابعة الآليات العملية التي تسهم في تحقيقه، في إطار هيئات الأمم المتحدة التي تمتع باختصاصات تنفيذية، وعدم التوقف عند حدود صدور الفتوى من محكمة العدل الدولية، كما حصل بالنسبة لفتوى المحكمة بشأن جدار الفصل العنصري عام 2004، حيث لم يتم استثمار هذا الإنجاز بالقدر الكافي والمطلوب، ويبقى من المهم أيضا تعزيز الجهد الدبلوماسي والقانوني والدولي، باستراتيجية نضالية موحدة، تعتمد أشكال النضال الأخرى التي تحدث أثرا أعمق لإنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا وضمان حقه في العودة وتقرير المصير.
*محام ومحاضر جامعي في القانون الدولي.
دلالات
عبد الجواد صالح قبل ما يقرب من 2 سنة
امتنعت السلطة الفلسطينية عن تنفيذ ما جاء في التقرير السابق واهملت ما جاء في تقريرجولدستون وهذا مايستدعي النضال من اجل اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لتنفيذ هذه التوصيات فالسلطة تحولت اداة في يد سلطة
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
حرب غزة تخطف 18 ألف طفل فلسطيني
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 89)
شارك برأيك
أهمية طلب فتوى محكمة العدل الدولية بشأن شرعية الاحتلال