فلسطين

الأربعاء 21 ديسمبر 2022 5:16 مساءً - بتوقيت القدس

الحكومة الإسرائيلية الجديدة تشكل إرباكا في الأوساط اليهودية الأميركية

واشنطن – "القدس" دوت كوم -  سعيد عريقات -بينما تشير التوقعات إلى أن بنيامين نتنياهو سيعلن عن تشكيل حكومته الجديده التي ستضم وزراء يمينيين متطرفين مع نهاية يوم الأربعاء، يسود التوتر بين الأوساط الصهيونية الأميركية الليبرالية التي قدمت دعما كاملا مستمر منذ أكثر من 74 عاما، وبدأ هؤلاء (الأميركيون الصهاينة) يدقون ناقوس الخطر بأن حكومة نتنياهو المقبلة ستحدث شرخا في علاقة إسرائيل غير القابلة للكسر مع الولايات المتحدة.


وقد أعرب عدد القادة القدامى البارزين في الأوساط الأميركية اليهودية مثل إيب فوكسمان، رئيس "منظمة مكافحة التشهير"، الكاتب الشهير في صحيفة نيويورك تايمز  ، وتوماس فريدمان ، وريك جاكوبس، وهو حاخام يهودي أميركي إصلاحي بارز ، وآرون ديفيد ميللر (منظمة كارنيجي من أجل السلام الدولي ودبلوماسي أميركي سابق) ، ودان كيرتزر، سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل ، عن مخاوفهم من تأثير الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الجديدة على العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.


وكان قد كما كتب كل من ديفيد ماكوفسكي ودينيس روس، اللذان يعملان في "معهد واشنطن لساسة الشرق الأدنى" ، وهي واحهة بحثية للوبي الإسرائيلي،  قبل أسابيع قليلة (إثر انتخاب نتنياهو يوم 1 تشرين الثاني) في أول إشارة رئيسية على أن الصهاينة الأميركيين أصيبوا بالذعر من التحول السياسي الإسرائيلي ، "إن الحكومة الجديدة ستسلح أشد منتقدي إسرائيل ، بمن فيهم التقدميون الذين يسعون إلى إنهاء المساعدات الأميركية وإبعاد الولايات المتحدة عن تحالفها اللاصق بإسرائيل".


ويعلق فيليب وايس محرر موقع "موندووايس" المختص في شؤون مراقبة تطورات موقف اليهود الأميركيين من إسرائيل بالإشارة إلى أنه "ليس كل هؤلاء القادة معنيين بحقوق الفلسطينيين. في الواقع ، لا يشكك إيب فوكسمان في معاملة إسرائيل للفلسطينيين ، لكنه منزعج من أن إسرائيل قد تغير تعريف من هو اليهودي بطريقة تؤدي إلى استبعاد اليهود الأميركيين وعزلهم".


ويوضح وايس أن بعض هذه التحذيرات تشمل "السفير السابق دان كيرتزر ، وهو صهيوني ليبرالي ، في بودكاست "أميركيون من أجل السلام الآن" أن إسرائيل تبدو وكأنها تقود سياستها تجاه الفلسطينيين من الهاوية ، وسوف تخرق الوعود التي قطعتها للولايات المتحدة بشأن المستوطنات والبؤر الاستيطانية ، وهذا سيفصل بين حكومتي البلدين (أميركا وإسرائيل) في النهاية".


وقال كيرتزر "أعتقد أننا عند نقطة انعطاف. كانت الانتفاضة الأولى واحدة ، وانتفاضة كامب ديفيد (عندما داهم أرئيل شارون مسجد الأقصى يوم 28 أيلول 2000) كانت الانتفاضة الثانية. أعتقد أننا الآن في نقطة ثالثة حيث ربما قررت إسرائيل أخيرًا دفع سياستها نحو الهاوية بطريقة لا تتماشى مع المصالح والقيم الأميركية.


وأشار كيرتزر إلى أنه حتى إيب فوكسمان ، وهو صهيوني محافظ ، "شكك في التزامه بإسرائيل إلى الأبد إذا ما اتجهت إسرائيل في اتجاه يقول هؤلاء الأشخاص إنهم يريدون قيادته".


يذكر أن كل من كيرتزر وآرون ديفيد ميللر ، المؤلف والمسؤول السابق في وزارة الخارجية ، كتبا مقالاً في صحيفة واشنطن بوست يدعوان فيه إلى قطع المساعدات العسكرية الأميركية التي تهدف إلى تعميق الاحتلال".  


كما تبنت "جي ستريت" ، المنظمة الصهيونية الليبرالية ، موقفاً مماثلاً تجاه مثل هذه الأعمال الإسرائيلية.


بدوره ، طالب توماس فريدمان، الكاتب اليهودي الأميركي الشهير في صحيفة نيويورك تايمز خلال في عطلة نهاية الأسبوع الضغط على نتنياهو حتى لا يبني ائتلافًا مع اليمين المتطرف وإلا سيفقد الدعم الأميركي: قائلا "كان نتنياهو يخبر المسؤولين الأميركيين واليهود الأميركيين وحلفاء إسرائيل العرب أنه على الرغم من قيامه بتكليف الثعالب بحماية منازل الدجاج وتوزيع أعواد الكبريت والبنزين للذين يحبون إشعال الحرائق ، بينما عليه استخدام قوته الشخصية وذكائه ليكونا قادرين على استبدال الضوابط المؤسسية وإبعاد شركائه المتطرفين عن الاستيلاء على إسرائيل ووقف انزلاقها من  فوق المنحدر".


كما حذرت افتتاحية في نيويورك تايمز في نهاية الأسبوع من أن الحكومة الإسرائيلية تهدد ديمقراطيتها "المثالية" ويجب على بايدن أن يفعل شيئًا :" كون أن حكومة نتنياهو (الجديدة) ستشكل تهديدًا كبيرًا لمستقبل إسرائيل ... وبدلاً من قبول هذه النتيجة ، يجب على إدارة بايدن أن تفعل كل ما في وسعها للتعبير عن دعمها لمجتمع تحكمه حقوق متساوية وسيادة القانون في إسرائيل ، كما هو الحال في دول في جميع أنحاء العالم"


وتضيف افتتاحية نيويورك تايمز : "لطالما كانت العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة علاقة تتجاوز التعريفات التقليدية للتحالف العسكري أو الصداقة الدبلوماسية. لقد صاغت مجموعة من القيم المشتركة بعمق روابط قوية ومعقدة. كان الالتزام بإسرائيل ، في أمنها ومعاملتها من قبل العالم ، مبدأً لا جدال فيه في السياسة الخارجية والداخلية الأميركية لعقود".


ويقول الكاتب إريك ألترمان إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستفكك العلاقة بين يهود أميركا وإسرائيل بطريقة غير مسبوقة. وتحدث ألترمان في 22 تشرين الثاني 2022 في بودكاست مع "الأميركيين من أجل السلام الآن" حول كتابه الجديد "نحن لسنا واحدًا" قائلا :" إن الانقطاع مفتوح الآن ... العلاقة ستأتي بلا تلاصق لأن إسرائيل تتحرك أكثر وأكثر في هذا الاتجاه المتطرف ... من الواضح أن اليهود الأميركيين والليبراليين الأميركيين والأشخاص الذين كانوا دائمًا هناك من أجل إسرائيل لا يمكنهم مواكبة ذلك".


بدوره أصدر رئيس حركة الإصلاح اليهودية الأميركية ، الحاخام ريك جاكوبس بيانًا عن [اليميني إيتمار] بن غفير وما إلى ذلك ، لم يقله أي زعيم يهودي أميركي من قبل عن إسرائيل. لقد كان أقسى بكثير من أي شيء سمحوا لأنفسهم بقوله في الماضي، حيث قال  جاكوبس يوم 20  تشرين الثاني  2022: "هناك شعور في أمريكا بأن تعيين إيتامار بن غفير وزيرًا للأمن العام يشبه تعيين ديفيد ديوك ، أحد قادة كو كلوكس كلان اللا سامي ، في منصب المدعي العام ... إنه شخص صنع حياته المهنية بدافع الكراهية و تشجيع العنف. بما أننا نحب إسرائيل ونؤمن بها كدولة يهودية وديمقراطية ، فإننا قلقون للغاية بشأن وجود إسرائيل ومكانها في العالم ".


وأضاف جاكوبس "بالنسبة لمعظم اليهود الأميركيين ، من غير المتصور أن شخصًا مثل إيتامار بن غفير أو بتسلئيل سموتريتش أن يكونا في الكنيست فحسب ، بل سيتم تعيينهما كوزراء رفيعي المستوى في الحكومة. عندما يتحدثون عن مجموعة متنوعة من القضايا ، سيكونون وجه وصوت إسرائيل الحديثة؛ بصراحة ، هذه فكرة مخيفة بالنسبة لي ".


يذكر أن إيب فوكسمان، رئيس منظمة "مكافحة التشهيرADL" قال يوم 7 كانون الأول إنه لا يمكنه أبدًا أن يشكك في تصرفات إسرائيل تجاه الفلسطينيين ، ولكن هذه الحكومة قد تغير تعريف من هو اليهودي، مفصلا :"لقد قلت دائمًا إن إسرائيل لا يمكنها الاستماع إلى الجالية اليهودية الأميركية بشأن قضايا الاستيطان أو الاحتلال أو الحدود أو اتفاقيات السلام ، لأنه في نهاية اليوم ، بغض النظر عما إذا كان اليهود الأميركيون ، يمينًا ، يسارًا ، أو في الوسط ، أشعر بعدم الارتياح ، كون أن ذلك هو قرار إسرائيلي لأنها مسألة حياة أو موت،  ولكن إذا كانت الدولة اليهودية (إسرائيل) ستحدد من هو اليهودي ، وما الذي يوصف بأنه يهودي ، وكيف توصف كيهودي ، وكيف نصلي كيهودي ، فستكون هذه مشكلة حرجة في علاقتنا".


أما توم فريدمان، كاتب العامود الشهير في صحيفة نيويورك تايمز، فقد كتب يوم 16 كانون الأول في مقال أخذ صفحة كاملة في الجريدة المرموقة، يقول فيه أن إسرائيل تتجه نحو الصراع الأزلي وتآكل "القيم الديمقراطية" . يقول فريدمان "إذا سألتني ، فهذه هي النتيجة الأكثر ترجيحًا الآن - فوضى تامة ستترك إسرائيل في وضع لا تبقى فيه  حجر الأساس للاستقرار للمنطقة ولحليفتها الأميركية ، ولكن بدلاً من ذلك ، مصدر عدم الاستقرار ومصدر قلق بالنسبة لـ الحكومة الأميركية".


ويضيف : "لماذا هذا القلق؟ لأن شركاء نتنياهو الجدد يمثلون عكس ضبط النفس تماما. أربعة من كبار قادة الأحزاب الخمسة في الحكومة الائتلافية القادمة - نتنياهو ، أرييه درعي ، بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير - إما تم اعتقالهم أو إدانتهم أو سجنهم بتهم الفساد أو التحريض على العنصرية. هؤلاء ليسوا أشخاصًا معروفين بالتوقف عند الأضواء الحمراء".


ويقول "علاوة على ذلك ، من المتوقع أن يسمي نتنياهو القومي المتطرف المناهض للعرب بن غفير ، زعيم حزب "القوة اليهودية" ، وزيرًا للأمن القومي. إنه يعطي بن غفير الإشراف ليس فقط على الشرطة الإسرائيلية ولكن أيضًا على وكالات إنفاذ القانون الأخرى ، بما في ذلك شرطة الحدود ، التي تنشط جدًا في الضفة الغربية المحتلة. سيكون بن غفير قادرًا بسهولة على تسليح هذه الوكالات ضد السكان العرب والفلسطينيين في إسرائيل، كما من المتوقع أيضا أن يجعل نتنياهو سموتريتش وزيرا للمالية وينوي أيضا منحه وحزبه ، الصهيونية الدينية ، مسؤولية الإدارة المدنية ، التي كانت دائما تحتفظ بها وزارة الدفاع الإسرائيلية. للإدارة المدنية سلطة توسيع المستوطنات اليهودية ، وتقييد الحياة اليومية للفلسطينيين وإنفاذ القانون ، بما في ذلك هدم المنازل".

دلالات

شارك برأيك

الحكومة الإسرائيلية الجديدة تشكل إرباكا في الأوساط اليهودية الأميركية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 28 مارس 2024 9:50 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.21

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.97

هل تستطيع أميركا وإسرائيل استبدال حكم حماس في غزة؟

%15

%82

%3

(مجموع المصوتين 311)

القدس حالة الطقس