Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 16 ديسمبر 2022 6:28 مساءً - بتوقيت القدس

نبضات محرّمة ما بين نير العبوديّة وأجنحة التّمرد

طولكرم - "القدس" دوت كوم - روان الأسعد - صدرت رواية "نبضات محرّمة" للدكتورة والرّوائية رولا خالد غانم بتاريخ 8 ديسمبر كانون الأوّل وبالتّزامن مع ذكرى الانتفاضة الأولى الحجارة، وصدرت عن دار ببلومانيا للنّشر والتّوزيع في القاهرة على خلاف رواياتها السّابقة التي صدرت عن دور نشر في فلسطين، وهي: "الخطّ الأخضر" و"مشاعر خارجة عن القانون" و"لا يهزمني سواي"، وقد حمل غلافها لوحة للفنان العالمي الدكتور جمال بدوان، وجاءت في 192 صفحة من الحجم المتوسط.

عنوان الرّواية ،،


جاء عنوان الرّواية متّفقا تماما مع المضمون "نبضات محرّمة، حيث لم يتمكّن بطل الرّواية أسامة من الارتباط بمن هي خيار القلب خاضعا لقرارات والدته واختيارها، ليبقى على تواصل مع محبوبته طوال أيام حياته بالرغم من زواجه وزواجها وهذا أمر مرفوض في مجتمعنا، مع ذلك بقيت قلوبهما تخفق لبعضهما البعض حتى آخر نفس، وكذلك عبد القادر أحد أبطال الرّواية لم يتمكّن من الارتباط بمحبوبته وجدان بسبب الفوارق الطّبقية وهي إحدى الأمور التي تعالجها الرّواية.

هدف الرّواية ،،


التغيير ورفض الظلم والاضطهاد بمختلف أشكاله ونبذ الفوقية والانحياز للطبقة المسحوقة والدّفاع عن حقوقها وكرامتها الإنسانيّة، وخلق مجتمع متنور ديمقراطي، يؤمن بالحريّات ويرفض التّبعية، ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والتّعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني في ظل وجوده، تقول غانم:"وإنّه لطريق لا يقدر على السّير فيه إلّا من آمن بأنّ الحياة ليست عبثا، ونحن بحاجة لمن يشعل الشموع في ليالي حياتنا، ولمن يقول كلمة الحق، وأنا إنسانة تؤمن بحقّ بلادها في الحريّة، خاصة وأنّني قد عايشت انتفاضاته وانخرطت بشبابه وعوائلهم من خلال العمل الأكاديمي والإنساني ولامست همومهم" وتقول:" لطالما كانت الكتابة أمّنا وطالما كانت حروفنا الابن البار الذي يتقن على عتباتها الشريفة الانتظار، ونحن أحوج ما نكون لكتابة لا تأويل لمعناها سوى بالنضال، فلا مكان لأضغاث الرؤى في ذاكرة الشّرفاء والمناضلين، كان دأبي دائما أن تتورّد كلماتي في أوردة المآذن وفي شرايين الشّوارع الفقيرة لأرسم عوالم العزّ والفخار على جبين هذا الوجود، وأخطّ خرائط الوجع الإنساني الرافضة بكل إيمان وخشوع لنير العبودية وقيود الذّل والخنوع".

موضوع الرّواية ،،


تسلّط هذه الرّواية الضوء على الحياة الاجتماعية في فلسطين، وترصد تحولات المجتمع الفلسطيني عبر محطات المعاناة المتواصلة منذ نكبة عام 48 حتى يومنا هذا، كاشفة الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني، رافعة السّتار عن خبايا واقعه المعاش بكل جرأة في ظلّ وجود الاحتلال الإسرائيلي والعقليّة والثقافة السّائدة مع الاحتفاظ بالرّواية المجتمعية وتاريخ الأجداد الذي تمثّل في استمرار النضال والتّمسك بحق العودة كأحد أهم وأبرز الحقوق الوطنية للشّعب الفلسطيني. جاء ذلك كله على لسان الحاجة راضية التي أخذت تستعيد ذكرياتها، وتقصّ حكايتها على أحفادها في جوّ من الألفة والدفء العائلي:" أخذت راضية التي غزا الشيب شعرها، وحفر الزّمن على جلدها خطوطا لكلّ منها حكاية، تستعد لأن تقصّ على أحفادها الذين لا يملون سماع قصصها رواية حياتها، الحفيد مهند ذو العينين الواسعتين والشّعر المنسدل على كتفيه، كان أكثر الأحفاد إصغاء لها، وإن ألحّت عليها أسماء ببدء الحكاية".

شخصيّات الرّواية ،،


هناك شخصيّات رئيسة في الرّواية كشخصية الحاجة راضية وزوجها أسامة وأولادهما، وهناك شخصيات ثانوية حضورها لا يكاد يذكر كالأحفاد الذين ظهروا في البداية واختفوا طوال فترة سرد الرّواية ليظهروا مرة أخرى في الرّواية، وكبعض الجيران وغيرهم.

أسلوب الرّواية ،،


اعتمدت الرّواية على أسلوب الفلاش (الاسترجاع) وتعدّ اللقطات الفلاشية تقنية أدبية حديثة يستدعي الكاتب خلالها أحداثا خارج الخطّ الزّمني للرواية، بهدف التّشويق وشدّ انتباه القارئ.

لغة الرّواية ،،


اتكأت غانم في هذه الرّواية على لغتين، الأولى اللغة الفصحى الشّاعرية العالية التي تعجّ بالصّوروالتّشبيهات للسّرد:" لقد كتبت بالسّهر وردتي على الوسادة، فماذا يمتلك الليل غير أرقي وسهادي، كيف سأقنع قلبي بأن النّعاس يفتك بي، وأنا حيران بين جناحي فراشة، فلا هذا يروح عني، ولا أنا قابل للنسيان، أنا وحيد بلا غفوة، ليس للنوم إلى قلبي سبيل، تعالي هنا اقتربي، أريد أن أغزل لك من هذا الزمان حروفا تصلح شالا لعصفورة الحب، وقبلة لغيمة المسافة، ومطرا لحنين شفاهي إلى بستان خصرك".


والثانية اللغة الثالثة القريبة جدا من الفصحى في الحوار، مع أن غانم تميل إلى اللغة العامية في الحوار، لأنها كما تقول معبرة وقريبة للقلب، لكن لا يفهمها الجميع، وهي لا تكتب للشّعب الفلسطيني فقط.


"-أنا أشعر باقتراب أجلي، وأمنيتي بعودتي إلى بيتي في قرية أمّ الزّينات وملء عيني منها باتت مستحيلة..اللعنة على المحتل وعلى من جلبه إلى بلادنا وحرمنا من حقوقنا.


-هدئي أعصابك يا أمي أرجوك حتما ستصبحين أفضل، وستعودين إلى بيتك وقريتك، ربنا كبير ولا يرضى بالظلم حتما سينصرنا ولو بعد حين".


الزّمن في الرّواية


بدأ الراوي بسرد أحداث الرّواية خلال فترة جائحة كورونا، ويسترجع الذكريات بدءا من فترة نكبة عام 48 مرورا بالنكسة عام 67 والانتفاضة الأولى عام 87 والانتفاضة الثانية عام 2000:"نحن في إجازة مفتوحة يا جدّتي بعد أن أعلن رئيس الوزراء عن الحجر الصّحي لمدة شهر بسبب فايروس كورونا هذا الشّبح الذي أطل علينا من غير موعد".

نهاية الرّواية ،،


كما العادة ترضي غانم قرّاءها في نهاية رواياتها، وتنتصر للمرأة والحقّ، وتزرع الأمل والتفاؤل في النفوس، لتكون نهايات رواياتها سعيدة بعد رحلة طويلة من شدّ الأعصاب والأذهان.

دلالات

شارك برأيك

نبضات محرّمة ما بين نير العبوديّة وأجنحة التّمرد

-

سلافه رفيق سلامه قبل ما يقرب من 2 سنة

الدكتوره رولا روائيه قديره وانسانه تنتقي كلماتها بكل دقه وهادفه. مناصره للمرأه وصاحبة مبدأ رواياتها تحتضن بين الأسطر حب الوطن والتصدي للعبو ديه .. لها كل تقدير هي مرأة المرأه الفلسطينيه الثائر على

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 141)