Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 15 ديسمبر 2022 10:50 صباحًا - بتوقيت القدس

في القدس وقرارات المؤتمر الصهيوني الثامن والثلاثين

 بقلم: عماد عفيف الخطيب


في تشرين أول من العام 2020 عقدت المنظمة الصهيونية العالمية المؤتمر الصهيوني العالمي (WZC) بنسخته الثامنة والثلاثين لإنتخاب رئيس ونواب رئيس والمكتب التنفيذي للمنظمة. وفي تشرين أول من العام 2015 كانت نسخة المؤتمر السابع والثلاثون قد عقدت في القدس وصدر عنه مجموعة من القرارات ضمن ما يسمي "برنامج القدس". تنبع أهمية المؤتمر كونه يمثل منصة أيديولوجية لتحديد السياسة العليا للمنظمة الصهيونية العالمية وللمؤسسات الصهيونية الأخرى والتي منها كيرن هيسود، والوكالة اليهودية لإسرائيل، والصندوق القومي (كيرن كييمت) بإعتبارها أهم الركائز التي أسست "دولة إسرائيل".
إعتبرت المنظمة الصهيونية العالمية أن مؤتمر بازل الذي عقدته في العام 1897 كان النسخة الأولى الذي أصدر ما سمي "ببرنامج بازل" لإنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين من خلال العمل على هجرة اليهود وتوطينهم في فلسطين، وبناء القرى الزراعية التعاونية والحرفية والصناعية، إضافة لتأسيس المؤسسات الصهيونية التي تضمن تنفيذ "برنامج بازل".
بعد النسخة الأولى، عقدت المنظمة مؤتمراتها بشكل دوري وكان من أهمها المؤتمر الثاني عشر الذي عقد في العام 1921 مع إنتهاء الحرب العالمية الأولى حيث إحتفل المؤتمرون بتحقيقهم لبرنامجهم بما فيه حصولهم على "وعد بلفور" في الطريق لإنشاء "وطن قومي" بفلسطين. وبناء على الوعد والخطط التي وضعت، أقر المؤتمر برنامج "يشوف" لتسريع هجرة اليهود لفلسطين إضافة لتأسيس الجامعة العبرية في القدس، والتي جرى إفتتاحها لاحقاً في العام 1925 بحضور أرثر بلفور.
عقدت نسخة المؤتمر الثالثة والعشرين في العام 1951 بالقدس الغربية وخلالها قامت المنظمة الصهيونية بتعديل "برنامج بازل" إلى "برنامج القدس" وإعادة تأكيدها أن "الصهيونية هي حركة تحرر وطني للشعب اليهودي في الشتات"، وأن القدس هي محور "الوطن". وصدر عن المؤتمر قرارات عديدة شملت تكثيف هجرة اليهود لفلسطين وتطوير برامج إستيعابهم وتحفيزهم للإستيطان فيما سمّته "أرض إسرائيل". وخلال المؤتمر إعتبر "برنامج القدس" خارطة طريق للنسخ اللاحقة من مؤتمر المنظمة الصهيونية.
في العام 2015 عقدت المنظمة مؤتمرها السابع والثلاثين في القدس والذي حضره العديد من المؤسسات والنواب الشباب في الحركة الصهيونية. أصدر المؤتمر وثيقة "قرارات برنامج القدس" التي تمحورت حول تعزيز القيم والحقوق والتسامح والديمقراطية داخل المجتمع اليهودي، والتصدي لما سمته النزعة "اللاسامية" التي تزداد حدة ضد اليهود في اماكن تواجدهم، وأهمية "الوطن القومي" لهم.
إن أخطر ما صدر عن المؤتمر هي التوصية بإنشاء موقع في محيط حائط البراق "يكون متساوياً بالحجم والظهور" وذلك "لتعزيز رؤية الحركة الصهيونة بأن الحائط ملك لجميع التيارات الدينية اليهودية". إضافة لهذا، فقد أصدر المؤتمر قراراً اخر يستهدف تعزيز الوعي لدى غير اليهود بقيم ومبادئ الحركة الصهيونية بعد أن أشاد بتنامي هذه الحركة بين الأقليات في "الدولة"، وعليه أوصى المؤتمر بدعم وتمويل برامج تطوير المناهج الدراسية والتعليمية التي تعزز نشر الوعي حول القيم الصهيونية بين "الاقليات".
أما على صعيد العلاقة مع المحيط العربي، فقد أشار المؤتمر الى ما سماه حقوق ما يزيد عن "850 الف يهودي تم طردهم بالقوة من الدول العربية وشمال إفريقيا والخليج العربي وسرقة ممتلكاتهم" معتبراً أن هذه قضية لا يجوز السكوت عنها أو تأجيلها وأنه قد آن الاوان للتعامل مع "حقوق اليهود المنهوبة" كقضية "حقوقية إنسانية". كما إعتبر المؤتمر أن تطور العلاقات مع العالم العربي يشكل مدخلاً لبدء "حوار" جدي حول هذه القضية "لتعويض اليهود عن أملاكهم التي صادرتها الدول العربية سابقاً".
مع إحتفال المنظمة الصهيونية هذا العام بالذكرى ال 125 لعقدها المؤتمر الأول، لا زالت المنظمة تدّعي أن مؤتمرها العام 1951 "وبرنامج القدس" كانا علامة فارقة في سعيها لتحقيق ما تم التخطيط له منذ أكثر من مئة عام، حتى ولو كان على حساب دماء وأشلاء الغير. وامام ما زال يخطط لوطننا وضدنا فان علينا أن ندرك أن صمودنا على أرضنا أمام ما يخطط وتعزيز وحدتنا جميعاً، هما الكفيلان بافشال كل هذه المخططات، فنحن اصحاب الارض والرواية.

دلالات

شارك برأيك

في القدس وقرارات المؤتمر الصهيوني الثامن والثلاثين

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 88)